رهاب النقود والخوف من الثراء.. حين تتحول الأموال إلى نقمة
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
يحب بعض الأشخاص إنفاق أموالهم على أي شيء ليشعروا بالرضا، بينما يخشى البعض الآخر من صرف الأموال. وكلنا نعرف شخصا أو أكثر يجد صعوبة في إنفاق المال مهما كان المبلغ قليلا. ورغم أن الأثرياء يملكون المال الكافي لشراء كل ما يريدونه، فإن بعضهم "مقتصد للغاية" عندما يتعلق الأمر بإنفاقه.
ويمكن أن يتطور النفور من إنفاق الأموال إلى خوف شديد من تناقصه، وله أعراض خاصة تشمل الشعور بالقلق والضيق عند الحاجة إلى إنفاق الأموال، والدوخة، وتقلّب المزاج، والإصابة بنوبة هلع، فلماذا يحدث هذا؟
بخل أم مرض؟هذا ما يسمى "رهاب المال" أو "فوبيا الكروميتوفوبيا"، وهو خوف مرضي مبالغ فيه من التعامل مع المال، سواء كان ذلك في الحصول عليه أو في ادخاره أو حتى إنفاقه، وقد يعاني الشخص المصاب بهذا الرهاب من خوف شديد أو قلق أو ذعر حتى عند رؤية أو شم أو لمس الأوراق النقدية، أو عند التفكير في إنفاق المال، وفق موقع "سي بي دي أونلاين".
وتقول صحيفة "إلموندو" الإسبانية إن هناك عددا قليلا من المؤلفات العلمية حول هذا النوع من الرهاب. ويُعرف الخبراء هذا الرهاب على أنه الخوف من إنفاق الأموال على أي شيء حتى عندما يتعلق الأمر بتغطية الاحتياجات الأساسية مثل المأكل أو الملبس. ومن يعانون هذا الرهاب يجدون صعوبة في سداد ديونهم حتى وإن كانوا قادرين على ذلك. ولا تزال الكرماتوفوبيا مفهوما جديدا لم يتم تضمينه في التصنيف الدولي للأمراض التابع لمنظمة الصحة العالمية.
ويقول اختصاصي الصحة العقلية إيفان بيكيرو إن "الشخص على المستوى الفسيولوجي يعاني من عدم انتظام دقات القلب، وارتفاع ضغط الدم، إلى جانب التعرق أو الغثيان بسبب الخوف من فقدان الأموال".
كما أن من يعانون من هذا الرهاب تسيطر عليهم أفكار غير عقلانية من قبيل "إذا كنت أحمل الكثير من النقود، ربما أفقدها أو ستُسرق بالتأكيد"، أو "يمكن أن تتراجع قيمة العملة في أي وقت وتختفي أصولي المالية".
وفي محاولة لتقليل مستويات القلق، قد يرفض الشخص إجراء أي عمليات شراء أو تفويض هذه المسؤولية لشخص آخر.
حاول العلماء شرح أصل هذا الرهاب بعدة طرق بالاعتماد على نظريات مختلفة، ومع أنه لم يتم تحديد عوامل ظهوره بالضبط بعد، فإن الأسباب التالية هي الأكثر احتمالا وفق صحيفة "إلموندو":
العامل البيولوجي: الخوف من الإنفاق يمكن أن يكون موروثا عن الوالدين أو أحدهما. التجارب السيئة: الأشخاص الذين واجهوا في طفولتهم مشاكل مادية يمكن أن يكونوا شديدي البخل في كبرهم خوفا من الفقر. اضطرابات القلق: من يعانون من اضطرابات القلق يمكن أن يقلقوا أيضا بشأن وضعهم المالي. اكتساب سلوكيات سلبية: تشير الخبيرة النفسية خارا كروسوايت إلى أنها رأت في بعض الجلسات العلاجية أشخاصا يريدون التمسك بما لديهم في البنك لدرجة تعطل حياتهم، واكتسابهم سلوكيات سلبية مثل التخلف عن دفع الفواتير.من جانب آخر، قد يواجه بعض الناس نوعا آخر من الاضطراب المرتبط بالأموال، حيث يصير الثراء مصدر قلق وخوف ينبغي تجنبه والإفلات منه لدى المصابين بهذا الاضطراب.
وفي مقال نشره موقع "ليستا ليست" التركي، تستعرض الكاتبة إيرام كاباك عدة أسباب محتملة لخوف البعض من الثراء، ومنها:
الأمن الشخصي: يخاف الأثرياء الذين يمتلكون الكثير من المال من التعرض للسرقة. وكلما علم عدد أكثر من الأشخاص أنك ثري، زاد احتمال تعرضك للسرقة. مشاكل طلب اقتراض المال: من بين الأسباب التي تجعل بعض الأشخاص لا يرغبون في أن يكونوا أغنياء، حقيقة أنه قد يظهر في حياتك أقارب لا تعرفهم. وقد يرغب الناس في أن يكونوا أصدقاءك فقط لأن لديك الكثير من المال. مواكبة الأغنياء الآخرين: التمتع بحياة الثراء أمر مكلف بقدر ما هو جميل. ووجود عائلات ثريّة في محيطك سيجعلك تنفق المال بناءً على مستواهم، ومحاولة مواكبتهم قد تضرك ماليا. العمل بكثرة: كثيرون راضون عن العمل من 9 صباحا إلى 5 مساء، ولكن إذا كنت ترغب في البقاء ثريا عليك أن تعمل بجد أكثر وبشكل مستمر. الاكتئاب والقلق: ربما يكون لديك الكثير من المال، ولكن أموالك ستكون عديمة الفائدة إذا لم تجلب لك الصحة والسلام. والإجهاد الذي تمر به لتوفير كل هذا المال قد يعرض صحتك للخطر، مما يجعلك عرضة للقلق والاكتئاب. فقد الخصوصية: وجود أشخاص أثرياء لا نعلم عنهم شيئا أمر نادر للغاية. لذلك قد تشعر بأن خصوصيتك مهددة لأنك إذا كنت تتمتع بمسيرة مهنية جيدة وثراء، فعادة ما تكون معروفا وتحت الأضواء.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: من یعانون الکثیر من الخوف من یمکن أن
إقرأ أيضاً:
خطط مستقبلية.. ساعات أبل الذكية تتحول إلى أجهزة ذكاء اصطناعي بكاميرا
تعمل شركة آبل على تطوير عدة نماذج مستقبلية من ساعات Apple Watch مزودة بكاميرات، في خطوة تهدف لتعزيز مكانة الساعة الذكية كجهاز قابل للارتداء مدعوم بالذكاء الاصطناعي.
ووفقًا لتقرير جديد من الصحفي مارك جورمان في "بلومبرج"، ستساعد هذه الكاميرات الجهاز على "رؤية العالم الخارجي"، ما يُحدث تحولًا كبيرًا في قدرات الساعة المستقبلية.
دفع تقنيات الذكاء البصري نحو الأمامهذا التوجه يتماشى مع سعي آبل لتطوير تقنيتها الحالية المسماة "الذكاء البصري" (Visual Intelligence)، والتي تعتزم أيضًا توفيرها في سماعات AirPods.
تعتمد هذه التقنية حاليًا بشكل كبير على منصات مثل ChatGPT من "OpenAI" وGoogle، لكن الشركة تخطط للابتعاد عن الاعتماد على تلك الخدمات والاعتماد على نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.
الخطة النهائية لآبل تتجاوز استخدام الذكاء البصري على هواتف iPhone فقط، إذ تسعى الشركة لجعل هذه التقنية جزءًا أساسيًا من أجهزتها المستقبلية، بما في ذلك سماعات AirPods المزودة بكاميرات، التي أتابع الحديث عنها منذ عدة أشهر".
بحسب التقرير، تعمل آبل على تزويد كل من النماذج القياسية وUltra من ساعات Apple Watch المستقبلية بكاميرات:
في الطراز القياسي، من المتوقع أن يتم دمج الكاميرا مباشرة في الشاشة، على غرار هواتف iPhone.
لم يتضح بعد ما إذا كانت آبل ستستخدم تقنية الكاميرا تحت الشاشة أو ستحتاج إلى تصميم يتضمن ثقبًا للكاميرا ضمن الشاشة.
في طراز Apple Watch Ultra، تخطط الشركة لوضع الكاميرا على جانب الساعة، بجوار التاج الرقمي (Digital Crown) والزر الجانبي.
ويرجح أن هذا الخيار جاء بسبب توفر مساحة أكبر في طراز Ultra، ما يسهل توجيه المعصم لالتقاط الصور أو مسح الأشياء ضوئيًا باستخدام الكاميرا.
متى تتوفر هذه الإصدارات؟وفقًا للتقرير، من غير المتوقع إطلاق هذه النماذج الجديدة قبل عام 2027، بالتزامن مع إصدار سماعات AirPods المزودة بكاميرات.
يعتمد هذا الجدول الزمني على قدرة فرق الذكاء الاصطناعي في آبل على إنجاز المشروع في الوقت المحدد، خصوصًا بعد إعادة هيكلة الفريق التنفيذي مؤخرًا.
مع هذه التطورات، يبدو أن آبل تخطط لتغيير مفهوم الأجهزة الذكية القابلة للارتداء، لتجعلها أكثر قدرة على التفاعل مع البيئة المحيطة باستخدام الذكاء الاصطناعي المتقدم.