قطر ومَهمَّة خلط الأوراق وحرف البوصلة
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
يمانيون../
لا فرق بين قطر والإمارات في عمالة كلٍ منهما للصهاينة والغرب الكافر، باستثناء أن الأخيرة ذهبت بعيداً في الإقرار بولائها لهم حد اليهودة، فيما تحتفظ الأولى بالأمر سراً لأسباب تخص الصهيونية نفسها، ومنها حرف الأنظار عن قضية المسلمين الأولى، واستحداث قضايا أخرى لا علاقة لها بثوابت الأمة، مثل الوضع الدائر حالياً في الأراضي السورية.
وحتى يتسنى لقطر أداء مهمتها على أكمل وجه، كان لابد من أن تلعب دور الظهير والمدافع عن القضايا الرئيسية للمسلمين، كقضية فلسطين، والاحتفاظ بشعرة معاوية مع حركات المقاومة الإسلامية، وحتى تبدو في الصورة بمظهر المسلم المحافظ، فيما الحقيقة أن نواياها تجاه تصفية القضية الفلسطينية لا تختلف كثيراً عن نوايا السعودية والإمارات، فالكل يدور حول الغاية نفسها، ويعمل على إبرام صفقة القرن بطريقة مختلفة.
أما عن الخلاف الظاهر بين المعسكرين، أو ما يُعرف بالأزمة الخليجية وحصار قطر، فهو صراعٌ حقيقي، وهو من الأعراض الجانبية للعمالة والنفاق، وقد أنبأنا الله بذلك في سورة النساء: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ ۖ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا} (88).
والأولى بالمؤمنين جميعاً أن يتجنبوا الولاء للأنظمة العميلة كافة، وألا ينخدعوا بأيٍ منها أو بأي إجراءات منها قد تبدو إيجابية في الظاهر، لأن الغاية منها هي خدمة الصهيونية العالمية.
ولو كانت صادقة في دعم الثوابت العربية لبادرت بطرد سفراء الكيان ودبلوماسية من أراضيها، كما تفعل مع بعضها البعض في الخلافات العربية الداخلية، أو كما فعل الإمام الخميني رضي الله عنه، عندما باشر ثورته بطرد السفير الإسرائيلي وتسليم مبنى السفارة للسلطة الفلسطينية.
وكما أن الإمارات عدو للمسلمين بشكلٍ علني، فإن قطر لا تقل عنها عداءً للأمة الإسلامية، ولكن خبث الصهاينة اقتضى تخفيف لهجة قطر، وتطعيمها ببعض المفردات الدينية، لإضلال أكبر عدد من المغرر بهم عن القضية الفلسطينية ومشروع زوال الاحتلال الصهيوني، ولذلك اقتضت الضرورة إنشاء قناة الجزيرة التي لا تقل دعماً للكيان عن القنوات السعودية والإماراتية.
ويكفي أن الجزيرة تقدم الثوابت الإسلامية باعتبارها رأياً وليس ديناً، ويحق للناس أن يؤمنوا بها أو يؤمنوا بنقيضها الذي تقدمه على شكل الرأي الآخر، ومن هنا نجحت القناة في تطبيع الإعلام العربي بالصهاينة، وتقديم رؤية “إسرائيل” باعتبارها وجهة نظر أخرى، بينما تقف الجزيرة ومن خلفها على موقفٍ واحدٍ من الجميع، وفي ذلك خيانة كبرى لفلسطين وقضيتها العادلة، ولكل ثوابت الأمة الإسلامية.
كما أن الدعم الظاهري الذي تقدمه الجزيرة لفلسطين مشوبٌ بالكثير من المنغصات؛ فهي من جهة مع فلسطين، لكنها ضد كل من يقف مع فلسطين من جهة أخرى، وكم شككت في نوايا محور المقاومة في نصرته للقضية، وسعت إلى خلق تيار معادٍ لأنصار فلسطين عبر إحياء النزاعات الطائفية والمناطقية، وهدم فكرة المشروع الإسلامي أو العربي المناهض للصهيونية، حتى لو كان من خارج محور المقاومة.
ولذلك فإن الرد السوري والإيراني لا ينبغي أن يبقى محصوراً في الجماعات التكفيرية على الأرض، بل يجب أن يتعداه إلى كل من يقفون خلفه، وفي المقدمة قطر والتي تتكفل بتمويل المشروع التدميري في سورية.
ولو أن طهران ودمشق هاجمتا الدوحة، أو على الأقل هددتا بذلك، فستنتهي الكثير من العقبات أمام الجيش السوري، وسيصل إلى أقصى حدوده على الأراضي السورية خلال ساعات.
السياسية | محمد الجوهري
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
والي ولاية الجزيرة .. بلغة الديسمبريون (تسقط بس)
إن فوكس
نجيب عبدالرحيم
najeebwm@hotmail.com
لا تزال ولاية الجزيرة وخاصة مدينة ود مدني تعاني من تداعيات الانسحاب الكارثي للقوات النظامية وسقوطها في قبضة مليشيا الدعم السريع في ظل فشل إداري وأمني واضح من والي الولاية الطاهر إبراهيم وقيادة الجيش على حد سواء.
الوالي الطاهر إبراهيم كان على رأس عمليات الاستنفار قبل احتلال ود مدني وأطلق الوعود المتكررة بالدفاع عن المدينة مرتديًا الزي العسكري وقائدًا للمستنفرين لكنه عند اللحظة الحاسمة كان من أوائل (الهاربين) قبل حتى أن تنسحب الحامية العسكرية من المدينة. هذا الفشل يُحتم وضعه تحت التحقيق الفوري في ملابسات انسحابه وتقديمه للمحاسبة على تضليل المواطنين وعدم تحذيرهم من خطورة الوضع مما أدى إلى خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات.
إلى جانب مسؤولية الوالي فإن قيادة الجيش تتحمل جزءًا كبيرًا من المسؤولية عن انسحاب القوات النظامية دون خطة واضحة لحماية المدنيين تاركة المدينة عرضة للفوضى والنهب والانتهاكات الجسيمة. انسحاب الجيش بهذه الطريقة يعكس إما سوء تقدير أو تواطؤًا ضمنياً في ترك المدينة تواجه مصيرها المحتوم دون حماية.
رغم انسحاب مليشيا الدعم السريع من المدينة إلا أن دخول قوات درع السودان والمليشيات الإسلامية المختلفة بقيادة الزعيم الجن**جويدي السابق كيكل لم يكن أقل وطأة على السكان فالتفلتات الأمنية مستمرة والنهب لم يتوقف حيث لا تزال محلات المنطقة الصناعية تُكسر وتُسرق وتتم عمليات تشليح السيارات المدمرة في الشوارع من قبل أفراد ببيزات عسكرية يدّعون انتماءهم لقوات درع السودان.
شرطة الولاية طالبت الوالي بإخراج المسلحين لتمكينها من أداء مهامها لكنه رفض في حين تستمر معاناة المواطنين مع نقص المياه والكهرباء وتكدس النفايات بينما تُباع الإغاثة في الأسواق بدلاً من أن تصل إلى مستحقيها.
سبق أن تم إرسال نداءات للوالي بخصوص أبناء ود مدني النازحين إلى دنقلا الذين يواجهون أوضاعًا مأساوية ويرغبون في العودة الطوعية لكن الوالي لم يحرك ساكنًا رغم أنه كان يدعو للعودة وكأن الأوضاع طبيعية.
الأزمة لم تتوقف عند حد الفشل الإداري بل تجاوزته إلى تحيز واضح حيث انشغل الوالي بتقديم الامتيازات لحاضنته من تجار المناقل الذين باتوا يديرون الولاية فعليًا في وقت تُرك فيه أبناء ود مدني لمصيرهم.
ما يحدث في ولاية الجزيرة هو انعكاس لحالة السودان ككل أزمات متراكمة وإدارات غير كفؤة وقيادات عاجزة عن اتخاذ القرارات الصحيحة لحماية المواطنين. والي الجزيرة والقيادة العسكرية يتحملان مسؤولية مباشرة عن الكارثة التي حلت بالولاية وأقل ما يمكن فعله هو عزل الوالي وفتح تحقيق شامل في أسباب انسحاب الجيش وتبعاته.
أهل الجزيرة وجدوا أنفسهم كالمستجير من الرمضاء بالنار بعدما تحول خروج الد**عم السريع إلى بداية لمعاناة جديدة تحت احتلال من نوع آخر ..النهب لم يتوقف والأمن شبه معدوم ونقاط الإرتكاز لم تقم بالدور المطلوب منها في تفتيش السيارات القادمة إلى ودمدني وخاصة كبري ببكة وكبري العسكري وهنا مكمن الخطورة وبداية (الكتاحة) ربما تكون الموجة الثانية لأن ( جنجو**بد) الأمس الذي مارسوا أفظع الانتهاكات في الولاية سرقوا ونهبوا وقتلوا واغتصبوا الجرائر والآن خلعوا ملابس الدعا**مة وارتدوا زي القوات المسلحة على (نفس الزول) الكتل ولدك وقلدك والطاسة ضايعة.. وفي ظل الهشاشة الأمنية ستجعل المواطنون يغادرون المدينة في رحلة نزوح ثانية ريما تكون رحلة بلا عودة !!
مدينة مدني أصبحت الأوساخ والنفايات وجيوش من البعوض تحيط بكل أركانها مع تزايد إنتشار الأمراض ومؤسسات الدولة في (بيات صيفي).
وزير التربية والتعليم بولاية الجزيرة أرجع البصر كرتين (لا تعليم في وضع اليم).
نصيحة مجانية إلى الطاهر إبراهيم الخير والي ولاية الجزيرة أنت غير مؤهل لقيادة ولاية بحجم ولاية الجزيرة وتاريخها ويجب على حكومة بورتسودان عزلك اليوم قبل بكرة فالجزيرة ما شافت ( خير) منذ أن وطأة قدماك أرض المحنة لم نشهد غير الدمار والخراب والموت ونزوح أهلها الذين فقدوا كل شيء ولم تمنحهم الحرب أي خيارات بما تتركه من تداعيات وما تخلفه من معاناة وحالة الفقر المدقع طالت الجميع .. وإذا استمريت في تنفيذ أجندة حكومة بورتسودان سنجد (جنكيزخان) يعرض في ( مارنجان) والكل سيكون في خبر كان ..إنتهى.
لا للحرب .. لا والف لا.. والدولة مدنية مهما حدث وسيحدث.
المجد والخلود للشهداء
لك الله يا وطني فغداً ستشرق شمسك