يبدو أن وقت الاحتفال قد انتهى، تحديدا ذلك الذي يأخذ من صوت الرصاص منبرا له. فالمعارضة السورية التي باتت تسيطر على السلطة في دمشق دعت مقاتليها للتوجه إلى قواعدهم العسكرية، وأعلنت أن إطلاق النار في الهواء أمسى محظورا، تمهيدا لعودة الحياة إلى طبيعتها في سوريا، وخصوصا على مستوى مؤسسات الدولة.

اعلان

دعا زعيم أكبر فصيل معارض في سوريا، وهي هيئة تحرير الشام، المقاتلين للعودة إلى قواعدهم العسكرية اعتباراً من الاثنين.

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها أحمد الشرع -المعروف سابقًا باسم أبو محمد الجولاني- أثناء أداء مقاتليه الصلاة في الجامع الأموي وسط دمشق.

وقال الشرع: "غداً صباحاً عندما تبدأ المؤسسات في أداء أعمالها من خدمات وأمن وشرطة، أتمنى من كل من يحمل سلاحاً أن يذهب إلى قاعدته ويلتزم بفرقته أو كتيبته أو لوائه. لن نقبل أو نسمح بفوضى السلاح في الشوارع إطلاقاً".

وأعلن أنه عندما تبدأ المؤسسات الحكومية في أداء خدماتها، فإنه لن يُتسامح مع ظهور الأسلحة في الشوارع أو إطلاق النار.

أحمد شرع يتحدث في المسجد الأموي بدمشق 8 كانون الأول ديسمبر 2024Omar Albam/AP

ويقود أبو محمد الجولاني، وهو قائد سابق في تنظيم القاعدة وقطع علاقاته بالجماعة منذ سنوات، أكبر فصيل متمرد في سوريا وهو على استعداد لرسم مستقبل البلاد.

Relatedسوريا على مفترق طرق.. أي مصير ينتظر البلاد ومن الرابح والخاسر بعد سقوط الأسد؟ سوريا: مواطنون غاضبون يهاجمون سفارة إيران في دمشقالجولاني من داخل المسجد الأموي في دمشق: الأسد ترك سوريا مزرعة للأطماع الإيرانية

وبعد أن سقط نظام بشار الأسد في سوريا وسيطرت المعارضة على البلاد. قالت وكالة "رويترز" إن المعارضة السورية المسلحة كانت قد أبلغت تركيا بخطتها لشن الهجوم -الذي وافقت عليه- قبل ستة أشهر، وأشارت إلى أنه كان "من بنات أفكار" الجولاني.

يشار إلى أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أعرب عن دعم واشنطن "الانتقال السلمي للسلطة إلى حكومة سورية شاملة"،مؤكدا أن بلاده "سوف تراقب التطورات عن كثب، من أجل التعامل مع الشركاء في المنطقة".

المصادر الإضافية • أ ب

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية أطباء يسابقون الموت وجرحى بلا علاج وغارات إسرائيلية تحصد أرواح المدنيين في غزة إما فرحة أو اعتذار أو دعوات لوحدة الصفّ.. هكذا تفاعل نجوم سوريا مع سقوط الأسد نجل نتنياهو رهينة لدى حماس في غزة؟.. ما القصة؟ أسلحةسوريابشار الأسدقاعدة عسكريةمعارضةدمشقاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. ماذا بعد الأسد.. إسرائيل تتوسع ومجلس الأمن يعقد اجتماعًا طارئًا وعلم الثورة يُرفع في موسكو يعرض الآن Next زيلينسكي: "نهاية الحرب مطلب لنا أكثر من غيرنا".. ولكن ما الثمن؟ يعرض الآن Next تحت أرض سوريا.. سوريا أخرى: المعارضة تحرر عشرات النساء من سجن صيدنايا وقصص مروّعة عن عذاب وألم يعرض الآن Next مقتل 3 جنود إسرائيليين من لواء جفعاتي بشمال غزة .. حيث الحصار والدمار والمجازر والجثث العالقة يعرض الآن Next "سنعيد بناء بلدنا".. ردود فعل الجالية السورية في أوروبا بعد سقوط بشار الأسد اعلانالاكثر قراءة سوريا على مفترق طرق.. أي مصير ينتظر البلاد ومن الرابح والخاسر بعد سقوط الأسد؟ إما فرحة أو اعتذار أو دعوات لوحدة الصفّ.. هكذا تفاعل نجوم سوريا مع سقوط الأسد من هي الجماعات المسلحة التي أطاحت بحكم بشار الأسد وهل ينفرط العقد بينها بعد سقوط النظام؟ مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز الأسد في روسيا ويمنح وعائلته حق اللجوء والمعارضة المسلحة بقلب دمشق ونتنياهو يوم تاريخي بالشرق الأوسط اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومبشار الأسدسوريامعارضةإسرائيلالحرب في سورياروسيادمشقالحرب في أوكرانيا بنيامين نتنياهوغزةفولوديمير زيلينسكيدونالد ترامبالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

المصدر: euronews

كلمات دلالية: بشار الأسد سوريا معارضة إسرائيل الحرب في سوريا روسيا بشار الأسد سوريا معارضة إسرائيل الحرب في سوريا روسيا أسلحة سوريا بشار الأسد قاعدة عسكرية معارضة دمشق بشار الأسد سوريا معارضة إسرائيل الحرب في سوريا روسيا دمشق الحرب في أوكرانيا بنيامين نتنياهو غزة فولوديمير زيلينسكي دونالد ترامب یعرض الآن Next سقوط الأسد بعد سقوط فی سوریا

إقرأ أيضاً:

مقاربة إدارة بايدن في سورية بعد سقوط نظام الأسد

على الرغم من ترحيب إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، بسقوط نظام بشار الأسد في سورية في 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024، واعتبارها ذلك بمنزلة « فرصة تاريخية للشعب السوري » لبناء مستقبل أفضل، فإنها عبرت عن قلقها من حالة « عدم اليقين » التي تمر بها سورية. وتواجه واشنطن معضلة في التعامل مع هذا الواقع الجديد؛ إذ إن هيئة تحرير الشام، المصنفة أميركيًا وأوروبيًا وأمميًا « كيانًا إرهابيًا » منذ عام 2018، هي التي تقود المرحلة الانتقالية في البلاد بعد سقوط نظام الأسد، وفي الوقت نفسه لا تريد واشنطن أن تفسح مجالًا لقوى إقليمية ودولية مناوئة لها، كإيران وروسيا، لملء الفراغ هناك، أو أن تتحول سورية إلى مصدر للفوضى والتهديد وعدم الاستقرار لجيرانها.
أولًا: مقاربة بايدن للتغيير في سورية
اعتبر بايدن أن المقاربة التي اتبعتها إدارته في سورية أضعفت نظام الأسد، وأسهمت في إسقاطه، وذلك من خلال:
1. تشديد العقوبات على نظام الأسد من أجل إرغامه على الانخراط في عملية سياسية، « لكن الأسد رفض، ولذلك نفذت الولايات المتحدة الأميركية برنامج عقوبات شاملًا ضده وضد جميع المسؤولين عن الفظائع المرتكبة في حق الشعب السوري ». وكان لهذه العقوبات أثر فعال في تآكل مؤسسات الدولة، بما في ذلك الجيش والأمن، واهترائها، وتعطيل حوافز الدفاع عن النظام.
2. الحفاظ على وجود عسكري في سورية في إطار الحملة على تنظيم الدولة الإسلامية « داعش »، وضمان عدم تمكنه من إنشاء ملاذ آمن مرة أخرى هناك.
3. دعم حرية الحركة لدى إسرائيل في العمل ضد الشبكات الإيرانية في سورية، وضد الجهات الفاعلة المتحالفة مع إيران فيها، واستخدام القوة العسكرية ضد حلفاء طهران لحماية القوات الأميركية. ويرى بايدن أن نهجه هذا « غيّر ميزان القوى في الشرق الأوسط ».
ولم يكتفِ بايدن بادعاء الفضل في إسقاط نظام الأسد، بل أكد رغبة إدارته في التدخل في تشكيل سورية الجديدة. وتستند إدارته في ضغوطها على الحكم الانتقالي الجديد في دمشق إلى جملة من الأدوات أهمها:
1. إن هيئة تحرير الشام ورئيسها أحمد الشرع (المعروف سابقًا بأبي محمد الجولاني)، لا يزالان على قوائم الإرهاب الأميركية والدولية. ومع أن الولايات المتحدة ألغت مكافأة العشرة ملايين دولار لمن يساعد في إلقاء القبض عليه بعد لقاء وفد رفيع من الخارجية الأميركية معه في دمشق في 20 كانون الأول/ ديسمبر 2024، فإنه ما يزال مصنفًا على قوائم الإرهاب في الولايات المتحدة منذ عام 2013.
2. ما زالت سورية تئن تحت وطأة العقوبات الاقتصادية الأميركية والدولية، التي وإن كانت قد صُمِّمَت لاستهداف نظام الأسد وتضييق الخناق عليه، فإنها لم تُرفع عن البلاد بعد انهيار نظامه. وتحتاج سورية إلى مساعدات إغاثية واقتصادية عاجلة، كما أنها في حاجة إلى ضخ أموال طائلة لإعادة الإعمار وتوطين ملايين اللاجئين والنازحين السوريين بعد أكثر من 13 عامًا من الحرب.
3. وجود قوات عسكرية أميركية في شرق سورية خارج سلطة دمشق؛ حيث تسيطر الميليشيات الكردية بدعم أميركي. وكشفت مصادر عسكرية أميركية مؤخرًا أن حجم القوة العسكرية الأميركية في شرق سورية هو 2000 جندي، وليس 900 كما قيل سابقًا.
وقد أعلن بايدن أن بلاده ستعمل مع شركائها وحلفائها على اغتنام الفرص وإدارة المخاطر في سورية من خلال:
1. دعم « جيران سورية، بما في ذلك الأردن ولبنان والعراق وإسرائيل، في حال ظهور أي تهديد من سورية خلال هذه الفترة الانتقالية ».
في هذا السياق، سعت إدارة بايدن لتبرير توغل إسرائيل العدواني وغير القانوني في الأراضي السورية، واحتلالها مزيدًا من الأراضي في هضبة الجولان المحتلة وحوض اليرموك، فضلًا عن قيام طيرانها العسكري بشن مئات الغارات الجوية على القواعد والقدرات العسكرية السورية بعد انهيار نظام الأسد؛ ما تسبب في تدمير نحو 85 في المئة منها. واعتبرت إدارة بايدن العدوان الإسرائيلي السافر دفاعًا عن النفس.
2. المساعدة في « ضمان استقرار مناطق شرق سورية »، وحماية القوات الأميركية ضد أي تهديدات. وأعلن بايدن، أيضًا، استمرار المهمة الأميركية ضد داعش لمنعه من الاستفادة من أي فراغ لإعادة بناء قدراته وخلق ملاذ آمن في سورية من جديد، وكذلك الحفاظ على أمن مراكز الاعتقال حيث يحتجز حوالى 8000 من مقاتلي داعش وعائلاتهم تحت إشراف الميليشيات الكردية.
وقد شنّت الولايات المتحدة، في اليوم الذي أُعلِن فيه عن سقوط نظام الأسد، أكثر من 75 غارة جوية على أهداف قالت إنها لداعش في سورية. وفي 19 كانون الأول/ ديسمبر 2024؛ أي قبل يوم واحد من اجتماع وفد أميركي رفيع المستوى مع الشرع في دمشق، أعلنت القيادة المركزية الأميركية أنها نفذت غارة جوية قضت من خلالها على زعيم داعش في سورية ومساعد له. وقال بيان للقيادة المركزية الأميركية إن الضربة نُفذت « في منطقة كانت خاضعة في السابق لسيطرة النظام السوري وروسيا ».
3. « التعاون مع كل القوى السورية، في إطار العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، من أجل إرساء انتقال بعيد عن نظام الأسد، نحو سورية المستقلة ذات السيادة مع دستور جديد وحكومة جديدة تخدم كل السوريين ».

ثانيًا: إدارة المرحلة الانتقالية ومخرجاتها
بعد ثلاثة أيام على إطاحة نظام الأسد، أوفدت إدارة بايدن وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، إلى سورية لتنسيق مواقف حلفاء واشنطن بشأن الوضع فيها، في محاولة لفرض الشكل الذي ينبغي أن تكون عليه المرحلة الانتقالية ومخرجاتها. وزار بلينكن تركيا، في 12 كانون الأول/ ديسمبر، والتقى رئيسها رجب طيب أردوغان، في محاولة لضمان عدم وقوع تصعيد عسكري مع الميليشيات الكردية في شمالي شرقي سورية بذريعة عدم إتاحة مجال لداعش لإعادة تجميع صفوفه، ثمَّ زار العراق، في 13 من الشهر نفسه؛ حيث التقى رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، وناقشا سبل منع داعش من تشكيل تهديد جديد لسورية والعراق، وأخيرًا، الأردن حيث شارك في اجتماع مدينة العقبة، في 14 من الشهر نفسه، الذي حضرته أطراف إقليمية ودولية لمناقشة الأوضاع في سورية ومستقبلها. وقد دعا البيان الصادر عن الاجتماع إلى ضرورة وجود عملية سياسية شاملة يقودها السوريون أنفسهم، « وفقًا لما نصّ عليه قرار مجلس الأمن رقم 2254، بما يحقّق تطلعات الشعب السوري، ويضمن إعادة بناء مؤسّسات الدولة، ويحافظ على وحدة الأراضي السورية وسلامتها وسيادتها ».
وحدد بلينكن سبعة شروط أو « مبادئ » توافقت عليها الأطراف المشاركة في اجتماع العقبة لدعم عملية الانتقال في سورية هي:
1. أن ينتج عن عملية الانتقال التي ينبغي أن يقودها السوريون حكومة شاملة وتمثيلية.
2. احترام حقوق جميع السوريين، بما فيهم الأقليات والنساء.
3. وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين إليها.
4. « عدم استخدام سورية قاعدةً للجماعات الإرهابية أو غيرها من الجماعات التي تهدد الشعب السوري أو جيرانه أو العالم ».
5. « تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بأمان ».
6. ضرورة أن تقيم سورية علاقات سلمية مع جيرانها.
7. السماح للمنظمات ذات الصلة بـ « الوصول إلى المرافق التي يمكن أن تساعد في تحديد مصير السوريين المفقودين والمواطنين الأجانب، وفي نهاية المطاف محاسبة المعتدين ».
وفي سياق مساعي إدارة بايدن لفرض رؤيتها على المرحلة الانتقالية، جاءت زيارة الوفد الأميركي لدمشق، برئاسة مساعدة وزير الخارجية، باربرا ليف، وضمَّ المبعوث الرئاسي الخاص لشؤون الرهائن، روجر كارستينز، والسفير، دانيال روبنشتاين. والتقى الوفد بالشرع، وممثلين آخرين عن الهيئة، وكذلك ناشطين في المجتمع المدني وعاملين في المجال الإنساني وغيرهم، لمناقشة رؤيتهم لمستقبل سورية، وكيف يمكن أن تدعمهم الولايات المتحدة. وبحسب بيان للخارجية الأميركية، فقد أكدت ليف « دعم الولايات المتحدة الكامل للانتقال السياسي الشامل بقيادة سورية، وعملية تؤدي إلى حكم موثوق وشامل وتمثيلي وغير طائفي يلبي المعايير الدولية للشفافية والمساءلة بروح قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 ». وقالت إن النقاشات مع الشرع كانت « جيدة للغاية ومثمرة للغاية ومفصلة »، ووصفته بأنه « بدا عمليًا »، ولكنها استدركت بالقول إن واشنطن ستحكم « على الأفعال وليس على الأقوال فقط ».
وفي إشارة لافتة، أعلنت الولايات المتحدة إلغاء مكافأة العشرة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى القبض على الشرع، على أساس أن هذا قرار سياسي يصب « في مصلحة بدء نقاش مع هيئة تحرير الشام ». وكانت الهيئة قد ساعدت الولايات المتحدة في تأمين إخراج المواطن الأميركي ترافيس تيمرمان خارج سورية، والذي اختفى في سجون الأسد قبل سبعة أشهر. وتعمل الهيئة وفصائل سورية أخرى مع إدارة بايدن من أجل العثور على الصحافي الأميركي، أوستن تايس، الذي اختفى قبل أكثر من عقد في سورية. وبحسب مسؤولين أميركيين، فإن واشنطن تدرس إمكانية رفع هيئة تحرير الشام من قوائم الإرهاب.

ثالثًا: سياسات إدارة دونالد ترامب
تتركز الأنظار خلال الفترة المقبلة على سياسات إدارة الرئيس ترامب الذي سبق أن أشار، خلال عملية « ردع العدوان » التي أسفرت عن إسقاط نظام الأسد، إلى أن « سورية في فوضى، لكنها ليست صديقتنا، ولا ينبغي للولايات المتحدة أن يكون لها أي علاقة بما يحدث »، ولمّح إلى التسليم بدور تركي في سورية. ولما كان ترامب لا يملك رؤية واضحة لسياسة الولايات المتحدة الخارجية وينطلق من مبدأ « أميركا أولًا »، يخشى بعض الأميركيين أن تفسح إدارته المقبلة المجال لاستفحال الفوضى في سورية وعودة داعش. وكانت مقاربة ترامب في ولايته الرئاسية الأولى نحو سورية متقلبة؛ إذ اتخذ إجراءات عسكرية ضد نظام الأسد عامَي 2017 و2018 بعد أن استخدم الأسلحة الكيميائية ضد شعبه. ثمّ، عاد وأعلن في نهاية عام 2018 أنه سيسحب القوات الأميركية من سورية على أساس أن واشنطن نجحت في تدمير داعش، إلا أن مستشاريه أثنوه عن ذلك بعد أن أكدوا له أهمية الوجود الأميركي هناك. لكنّ آخرين، بمن فيهم مسؤولون حاليون ومستشارون لترامب، لا يتفقون مع هذا الرأي، ويقولون إنه من غير المرجح أن يتخلى الرئيس المقبل عن الوجود العسكري الأميركي في سورية كما أراد أن يفعل خلال إدارته الأولى. ويقول هؤلاء إن العودة المحتملة لداعش أكبر من أن يتحمل ترامب تداعياتها. ويرى جويل رايبورن، الذي يعمل في فريق الأمن القومي لترامب، أن « الجولاني واهم إذا كان يعتقد أن العالم وجيران سورية سيدعمون حكومة الإنقاذ التي تهيمن عليها هيئة تحرير الشام لمجرد أنها تفرض حكومة انتقالية على كل سورية ». ويذهب فريق ثالث إلى أن سقوط الأسد يمنح الولايات المتحدة فرصة مهمة لإعادة صياغة الشرق الأوسط لصالحها. ولكن ترامب يشكك في قدرة واشنطن على تغيير الأمور في سورية، خاصة أن سجل بلاده في ترويج الديمقراطية عبر العالم كان فاشلًا. ومع ذلك، لا ينبغي التقليل من احتمالات تخلّي واشنطن تحت إدارة ترامب عن اشتراطات إدارة بايدن في حكومة سورية وتمثيلية شاملة، في الوقت الذي تقر فيه لإسرائيل باحتلالها أراضيَ سورية جديدة، كما اعترفت إدارته الأولى، عام 2019، بأن هضبة الجولان السورية المحتلة جزء من دولة إسرائيل.
خلاصة
تواجه إدارة سورية في المرحلة الانتقالية تحديات عديدة، منها ضرورة رفع العقوبات لتحريك عجلة الاقتصاد، والتحدي الأمني، وتوحيد الأراضي السورية. وللولايات المتحدة دور مركزي في جميع هذه التحديات. ولا بد من إدارة الأزمة والعلاقة معها بحكمة وروية، ومن دون التنازل عن أي حق من حقوق سورية، بما في ذلك في الجولان المحتل.
وتتطلب إدارة هذه المعركة أيضًا وحدة الشعب السوري، وبذل إدارة المرحلة الانتقالية جهدًا في توحيد قوى هذا الشعب في مواجهة التحديات من خلال احترام المواطنة المتساوية، والمشاركة في إدارة الدولة ومؤسساتها، وطرح نموذج ديمقراطي تعددي يمكنه دمج قطاعات الشعب السوري في الشرق والشمال والجنوب ومناطق سورية الخارجة عن سيطرة الدولة، وتجريد القوى الخارجية، ومنها الولايات المتحدة، من أي حجج لإبقاء العقوبات، أو الاحتفاظ بوجود عسكري على أراضي سورية، أو العبث بوحدتها.

 

كلمات دلالية الولايات المتحدة الأمريكية تقدير موقف سوريا

مقالات مشابهة

  • تسليم الأسلحة أو مواجهة المصير المحتوم..حليف لأردوغان يدعو أوجلان لحل "العمال الكردستاني"
  • المفوض السامي لحقوق الإنسان يصل إلى سوريا في أول زيارة
  • بعد سقوط الأسد..لافروف: لن نغادر الشرق الأوسط
  • كيف غزت المنتجات الأجنبية الأسواق السورية بعد سقوط الأسد؟
  • حالة الطقس اليوم.. انتشار الشبورة المائية وانخفاض درجات الحرارة على البلاد
  • كوربين يدعو الحكومة البريطانية إلى وقف توريد قطع غيار إف 35 للاحتلال
  • يديعوت: حراك في دول جوار سوريا بشأن ترسيم الحدود بعد سقوط الأسد
  • إدارة الهجرة في سوريا تعلن استئناف إصدار جوازات السفر بعد سقوط النظام
  • وصول أول ناقلة غاز إلى سوريا بعد سقوط نظام الأسد (صور)
  • مقاربة إدارة بايدن في سورية بعد سقوط نظام الأسد