أعلنت فصائل المعارضة السورية سيطرتها على سجن صيدنايا العسكري، الواقع شمال دمشق، في تحول درامي وُصف بأنه نهاية لعهد الظلم والقمع الذي استمر لعقود. السجن، الذي ارتبط اسمه بالانتهاكات المروعة ووصفه كثيرون بـ "المسلخ البشري".

بات الآن تحت سيطرة المعارضة، التي أكدت في بيانها: "نبلغ الشعب السوري خبر تحرير معتقلينا وفك قيودهم، وإعلان انتهاء عهد الظلم في سجن صيدنايا"، لا سيَّما وقد تمَّ تداول صفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعدد من الحسابات فيديو يُشار له أنه لسجن صيدنايا، وخلال التعليقات جاءت جملة العثور على الباب المخفي له.

 

????????????????البشرى.. البشرى

العثور على الباب المخفي في سجن صيدنايا

الحمد لله الحمدلله pic.twitter.com/W8LsSTeq2b

— الاحداث السورية (@R_rty45) December 9، 2024

 

سجن صيدنايا: رمز للانتهاكات الوحشية

تاريخيًا، كان سجن صيدنايا أحد أسوأ السجون سمعة في العالم. أطلقت منظمة العفو الدولية عام 2017 عليه لقب "المسلخ البشري"، حيث وثّقت تقارير حقوقية عمليات إعدام جماعي وتعذيب منهجي للسجناء السياسيين والمدنيين. ومنذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، ظل السجن مركزًا رئيسيًا لانتهاكات حقوق الإنسان. وفقًا لتقارير مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، كان السجن موقعًا للإخفاء القسري والمعاملة اللاإنسانية، ما جعله رمزًا للرعب في ظل حكم النظام السوري.

تفاصيل السيطرة والمعارك المحيطة

تمكنت المعارضة السورية من السيطرة على السجن بعد معارك طويلة بين قواتها وقوات النظام، مستغلة انحسار سيطرة النظام في المناطق المحيطة ونقص الإمدادات للقوات المتمركزة داخله. يمثل هذا الانتصار علامة فارقة في سياق الصراع السوري، حيث إنهى معاناة آلاف المعتقلين الذين عانوا من ظروف قاسية خلف الأسوار.

ألغاز السجن: غرف سرية وأبواب مغلقة

بعد السيطرة، لا تزال فرق المعارضة تواصل البحث عن محتجزين في أقسام السجن السرية. ووفقًا لمسؤول في الدفاع المدني، تم العثور على غرف تحت الأرض تحتوي على أدوات تعذيب ومرافق لتحنيط الجثث بالملح. كما وُجدت أبواب مغلقة تتطلب رموزًا خاصة لفتحها، ما يزيد من تعقيد جهود الإنقاذ.

مصير الأسد: هروب وغموض

وسط هذه التحولات، اختفى الرئيس السوري بشار الأسد عن الأنظار. وصرح رئيس الحكومة السورية محمد غازي الجلالي أنه لا يعلم مكان وجود الأسد، مما أثار التكهنات حول فراره إلى قاعدة حميميم العسكرية وربما إلى موسكو. وفي ظل غياب الأسد، أكدت المعارضة سيطرتها على دمشق، مما يعني فعليًا سقوط النظام الحاكم.

مستقبل سوريا: أسئلة وتحديات

مع تحرير السجن وانهيار النظام، يواجه السوريون تحديات جديدة تتعلق بإدارة المرحلة الانتقالية. دعا رئيس الحكومة المؤقتة إلى ضرورة الحفاظ على المؤسسات العامة ومقدرات الشعب، مشيرًا إلى أهمية تحقيق المصالحة الوطنية وضمان العدالة الانتقالية.

إرث صيدنايا: شاهدة على الجرائم

يبقى سجن صيدنايا شاهدًا على أكثر الفترات دموية في تاريخ سوريا. وصف الناجون السجن بـ "الثقب الأسود" الذي يبتلع كل من يدخله، حيث كانت الجرائم تُنفذ بأوامر مباشرة من القيادات العليا. ومع فتح ملفات الجرائم، قد يصبح صيدنايا مركزًا لأي محاكمات دولية محتملة.

نحو مستقبل مشرق

مع سقوط النظام، تبرز الآن فرصة لإعادة بناء سوريا على أساس العدالة والكرامة الإنسانية. ومع كل التحديات، تبقى المرحلة القادمة فرصة لإرساء أسس دولة تحترم حقوق مواطنيها وتضمن مستقبلًا أفضل للأجيال القادمة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: سجن صیدنایا

إقرأ أيضاً:

منى واصف تلتقي بنجلها بعد سنوات من الغياب بسبب معارضته لنظام الأسد (شاهد)

تصدرت الفنانة السورية منى واصف، المعروفة بـ"السنديانة الدمشقية"، مواقع التواصل الاجتماعي بعد لقائها بابنها الوحيد عمّار عبد الحميد، الذي لم تتمكن من رؤيته منذ نحو 4 سنوات، وذلك بعد غياب استمر حوالي 20 عامًا عن سوريا بسبب مواقفه السياسية المعارضة للنظام المخلوع.

وتمكّنت النجمة السورية من تحقيق حلمها بلقاء ابنها الناشط عمار عبد الحميد في سوريا، حيث وُثّقت اللحظات المؤثرة بينهما في مطار دمشق الدولي.

ويذكر أن الفنانة علقت على التطورات الأخيرة في سوريا، بعد سقوط نظام المخلوع بشار الأسد وهروبه إلى روسيا، في اتصال هاتفي مقتضب مع شبكة "سي إن إن" الإخبارية. وأعربت عن شعورها بالارتياح تجاه المشهد الحالي في دمشق، التي تشهد احتفالات واسعة بسقوط النظام بعد أكثر من 50 عامًا من الحكم المستبد.

وأضافت واصف، التي لاحظت هذه التغيرات "من خلال مشاهدتها لحركة الناس عبر شباك منزلها في الشام"، أنها كانت دائمًا تتبنى مواقف واضحة منذ عام 2011، مؤكدة أن "سلاحها طيلة الفترة الماضية كان البقاء في الوطن". كما ذكّرت بأن ابنها عمّار معارض سياسي، وكان خارج سوريا منذ عام 2005.


وأعربت الفنانة عن ارتياحها لمشهد خروج المعتقلين من سجن صيدنايا سيئ السمعة، مشددة على أن التغيير لا يحدث بين ليلة وضحاها، بل يحتاج إلى وقت.

ردود الفعل الفنانين
وبعد سقوط نظام الأسد٬ أثارت مواقف الفنانين والإعلاميين والشخصيات البارزة في سوريا جدلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة مع التقلبات السريعة في المواقف بعد انهيار النظام.

ففي حين عبّر ممثلون معارضون للنظام، مثل عبد الحكيم قطيفان ومكسيم خليل، عن ابتهاجهم بسقوط النظام، أثار آخرون عُرف عنهم تأييدهم للنظام جدلاً كبيرًا بعد انقلابهم إلى معارضة وتراجعهم عن مواقفهم السابقة الداعمة للأسد.

مقالات مشابهة

  • المنظمة السورية للطوارئ قلقة من التضليل المتعلق بأحداث الساحل
  • حكايات المندسين والفلول في سوريا
  • دعما لسوريا.. أوربا تطلق الأصول المجمدة للأسد
  • أردوغان: هناك من يرغب في إشعال الفتنة الطائفية بسوريا
  • اغتيال السفير السوري المنشق نور الدين اللباد وشقيقه في درعا.. فيديو
  • فرصة كي يثبت الشرع أنه ليس "الجولاني"…
  • عاجل | مصدر أمني باكستاني: تحرير 155 رهينة ومقتل 27 مهاجما خلال عملية تحرير رهائن احتجزوا داخل قطار
  • من يتحمل مسؤولية ما يحدث في سوريا؟
  • اتهامات أوروبية لفلول نظام الأسد.. وشهر لكشف ملابسات الأحداث.. الإدارة السورية تنهي «عملية الساحل» وتفتح المجال لتقصي الحقائق
  • منى واصف تلتقي بنجلها بعد سنوات من الغياب بسبب معارضته لنظام الأسد (شاهد)