قبل 51 عامًا، وتحديدًا في 18 ديسمبر 1973، اعتمدت الأمم المتحدة، «العربية» لغة رسمية عالمية، رغم كونها «الأقدم» و«الأم» لجميع اللغات «الحيَّة» و«السامية» التي وُجدت على الأرض، منذ بدء الخليقة.
ورغم ترتيبها الرابع عالميًا، ويتحدث بلسانها أكثر من 300 مليون إنسان، إلا أنها تظل الأوسع انتشارًا.. ولذلك وصفها مستشرقون بأنها «مثل فينوس، ولدت كاملة الجمال، واحتفظت بجمالها وكمالها، مع تعاقب الأزمان وتطاول الخطوب».
«اللغة» هي ثروة إنسانية فريدة، كالبصمة تمامًا، ولم تكن يومًا مجرد كلمات للتواصل والتفاعل فقط.. فهي بمعناها الأشمل والأوسع تُجَسِّدُ حضارةً وثقافةً وفكرًا وتطورًا، كما أنها الطريق المختصرة للإنجاز والإبداع في المحافل الإنسانية كافة.
لكن «العربية» تتميز بخصوصية لا مثيل لها عن باقي الألسن، لأنها تحوي العديد من الأساليب اللغوية والشفهية والمكتوبة، إضافة إلى تنوعها الفني في الشعر والنثر، وكذلك في خطوط الكتابة، مع قدرتها الفائقة على نقل العلوم والمعارف من مختلف اللغات والحضارات، مع إمكانية التحاور بها كلغة.
ورغم تنوع أنماطها ومفاهيمها تبعًا للسياق الذي يتم استخدامها به، إلا أن «لغة الضاد» أصبحت الآن في خطر حقيقي، يُحَتِّم علينا إعادة الاعتبار لها، بعد أن بات الكثيرون يعاملونها باحتقار وازدراء طبقي!
نعتقد أنه لا هوية وطنية، أو فكر وإبداع ووعي من دون لغة، لكن المؤسف أنه حيثما تُوَلِّي وجهك، تجد استخدامًا مُفْرِطًا لكلمات ومسميات «أجنبية»، في اللوحات الإعلانية وأسماء الشوارع والمحال التجارية، تحت وطأة «الموضة» والانجرار وراء الاستغراب، إضافة إلى أشكال «هجينة» مستشرية في المنطوق والمكتوب.
ما وصل إليه الحال، جعلنا نعتقد بأن ثمة رغبة «غير معلنة» لإهمال اللغة العربية والابتعاد عنها، أو استخدامها بما لا يليق بأمومتها من احترام وتقدير ورعاية، سواء أكان باستعمالها، أو توظيفها «ثقافيًا وتعليميًا وإعلاميا».
لقد أصبح تفضيل اللغات الأخرى واقعًا مريرًا خلال العقود الأخيرة، نظرًا لكونها تختص بالعلم والتكنولوجيا والتطور والتخصص.. أما «العربية» فستظل تصارع عثراتها وأزماتها في عقر دارها، وتزداد معاناتها بابتعاد أبنائها وإهمالهم لها!
يمكننا رصد محنة اللغة العربية في مؤسساتنا التعليمية والإعلامية.. وحتى الثقافية، لتعبر بوضوح عن عقولٍ لا تُقَدِّر أو تحترم اللسان العربي، رغم أنها تُجَسِّد انتماءً لهوية حضارية وتاريخية واحدة!
ورغم قناعاتنا بأن تعلم اللغات الأجنبية «فريضة» في «زمن العولمة»، لكن ذلك لا يكون أبدًا ـ مهما كانت المبررات ـ على حساب لغتنا، لأن النتيجة ستكون تخريج أجيالٍ لا تُحْسِنُ «العربية» ولا تُتْقِنُ «الأجنبية» التي لهثت خلفها لسنوات.
لعل أكثر ما يدعو للأسى، هو الابتعاد التدريجي لأبناء «العربية»، وتفاخرهم وانجذابهم للتغريب، مع عجزهم عن مواكبة لغتهم بشكل سليم، واعتبار لغتهم الأم أدنى مرتبة من اللغات الأخرى، التي بات التحدث بها دليلًا على الرقي والتباهي.
نعتقد أن «العربية» الآن أصبحت «غريبة» في أوطانها، منذ أن انتكس العرب، وأصبحوا يعيشون على الهامش.. لا يملكون غذاءهم ودواءهم وسلاحهم، حتى باتوا يستوردون النظريات والأفكار والثقافة مثل البضائع والسلع!!
أخيرًا.. حتى لا نذوب في الأمم الأخرى وتضيع هويتنا، نتساءل بصدق: مَن يتحمل مسؤولية ابتعادنا عن «العربية»، والاستعاضة بلغات أجنبية كبديلٍ عصري، ومَن المسؤول عن إضعافها في مجتمعاتها وبيئتها؟
فصل الخطاب:
يقول «عباس محمود العقاد»: «ستبقى اللغة العربية ما دام لها أنصار يريدون لها البقاء»..
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: اليوم العالمي للغة العربية لغة الضاد محمود زاهر فقدان الهوية لغة القرآن
إقرأ أيضاً:
طلاب الصف الأول الثانوي يؤدوا اليوم امتحان اللغة العربية في 212 لجنة بالدقهلية
يؤدي اليوم الاربعاء طلاب وطالبات الصف الأول الثانوي، في محافظة الدقهلية، امتحان اللغة العربية ، في زمن قدره 3 ساعات، داخل 212 لجنة طبقا لجدول امتحانات الصف الأول الثانوي التالي:
ادوا يوم السبت امتحان فلسفة ومنطق من 12حتى 1.30“ساعة ونصف”
وادوا يوم الأحد امتحان علوم متكاملة من 12 حتى 2 ساعتين
و الإثنين يؤدوا امتحان الغة الأجنبية الاولى من 12 حتى 2.30 “ساعتين ونصف”
و الثلاثاء رياضيات من 12حتى 3 “ثلاث ساعات”
واليوم الأربعاء لغة عربية من 12 حتى 3 “ثلاث ساعات”
الخميس تاريخ من
أعلن الدكتور أشرف العربي وكيل تعليم الدقهلية عن انطلاق امتحانات الفصل الدراسي الأول لمراحل النقل، وشدد على جاهزية اللجان والمتابعة المستمرة، وذلك تحت رعاية ومتابعة اللواء طارق مرزوق محافظ الدقهلية.
وأعلن مدير المديرية عن الانتهاء من تجهيز 2417 مدرسة، لاستقبال 962669 طالبًا بصفوف النقل بالمراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، بنطاق المحافظة موزعة كالآتي:
-1307 مدارس تستقبل 540593 طالبًا وطالبة بالمرحلة الابتدائية من الصف الثالث إلي الصف السادس الابتدائي
-898 مدرسة تستقبل 251429 طالبًا وطالبة بالمرحلة الإعدادية
-212 مدرسة تستقبل 239383 طالبًا وطالبة بالمرحلة الثانوية
وأكد العربي على أنه قد تم رفع درجة الاستعداد القصوى بكافة المدارس والإدارات التعليمية بنطاق المحافظة لأداء امتحانات صفوف النقل والتي ستنطلق اليوم السبت 11 يناير، مشددا على المتابعة الدورية لجاهزية اللجان وتذليل كافة العقبات وتوفير الأجواء المناسبة حرصًا على مصلحة أبنائنا الطلاب وسعيًا لتوفير أفضل الظروف لأداء الامتحانات
كما أشار العربي إلى استمرار تفعيل غرف العمليات بديوان المديرية والإدارات التعليمية لمتابعة سير أعمال الامتحانات وتلقى كافة الإخطارات المتعلقة بها فور حدوثها واتخاذ القرارات والإجراءات الضرورية وفقًا للضوابط
وأكد على أنه تم التنبيه على مديري الإدارات التعليمية بالالتزام بكافة التوجيهات الصادرة بهذا الشأن والتواجد أثناء الإمتحانات والتأكد من وصول أوراق الإجابة للجان وبدء أعمال اللجان في مواعيدها المحددة وعدم السماح بدخول الطلاب بالهاتف المحمول داخل اللجان وكذا حظر استخدام الهواتف المحمولة للمراقبين والقائمين على المنظومة داخل اللجان والتصدي لحالات الغش والعمل بروح الفريق الواحد لضمان انتظام وانضباط سير العملية الامتحانية