بوابة الوفد:
2025-02-22@04:24:56 GMT

هوية ضائعة!

تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT

قبل 51 عامًا، وتحديدًا في 18 ديسمبر 1973، اعتمدت الأمم المتحدة، «العربية» لغة رسمية عالمية، رغم كونها «الأقدم» و«الأم» لجميع اللغات «الحيَّة» و«السامية» التي وُجدت على الأرض، منذ بدء الخليقة.
ورغم ترتيبها الرابع عالميًا، ويتحدث بلسانها أكثر من 300 مليون إنسان، إلا أنها تظل الأوسع انتشارًا.. ولذلك وصفها مستشرقون بأنها «مثل فينوس، ولدت كاملة الجمال، واحتفظت بجمالها وكمالها، مع تعاقب الأزمان وتطاول الخطوب».


«اللغة» هي ثروة إنسانية فريدة، كالبصمة تمامًا، ولم تكن يومًا مجرد كلمات للتواصل والتفاعل فقط.. فهي بمعناها الأشمل والأوسع تُجَسِّدُ حضارةً وثقافةً وفكرًا وتطورًا، كما أنها الطريق المختصرة للإنجاز والإبداع في المحافل الإنسانية كافة.
لكن «العربية» تتميز بخصوصية لا مثيل لها عن باقي الألسن، لأنها تحوي العديد من الأساليب اللغوية والشفهية والمكتوبة، إضافة إلى تنوعها الفني في الشعر والنثر، وكذلك في خطوط الكتابة، مع قدرتها الفائقة على نقل العلوم والمعارف من مختلف اللغات والحضارات، مع إمكانية التحاور بها كلغة.
ورغم تنوع أنماطها ومفاهيمها تبعًا للسياق الذي يتم استخدامها به، إلا أن «لغة الضاد» أصبحت الآن في خطر حقيقي، يُحَتِّم علينا إعادة الاعتبار لها، بعد أن بات الكثيرون يعاملونها باحتقار وازدراء طبقي!
نعتقد أنه لا هوية وطنية، أو فكر وإبداع ووعي من دون لغة، لكن المؤسف أنه حيثما تُوَلِّي وجهك، تجد استخدامًا مُفْرِطًا لكلمات ومسميات «أجنبية»، في اللوحات الإعلانية وأسماء الشوارع والمحال التجارية، تحت وطأة «الموضة» والانجرار وراء الاستغراب، إضافة إلى أشكال «هجينة» مستشرية في المنطوق والمكتوب.
ما وصل إليه الحال، جعلنا نعتقد بأن ثمة رغبة «غير معلنة» لإهمال اللغة العربية والابتعاد عنها، أو استخدامها بما لا يليق بأمومتها من احترام وتقدير ورعاية، سواء أكان باستعمالها، أو توظيفها «ثقافيًا وتعليميًا وإعلاميا».
لقد أصبح تفضيل اللغات الأخرى واقعًا مريرًا خلال العقود الأخيرة، نظرًا لكونها تختص بالعلم والتكنولوجيا والتطور والتخصص.. أما «العربية» فستظل تصارع عثراتها وأزماتها في عقر دارها، وتزداد معاناتها بابتعاد أبنائها وإهمالهم لها!
يمكننا رصد محنة اللغة العربية في مؤسساتنا التعليمية والإعلامية.. وحتى الثقافية، لتعبر بوضوح عن عقولٍ لا تُقَدِّر أو تحترم اللسان العربي، رغم أنها تُجَسِّد انتماءً لهوية حضارية وتاريخية واحدة!
ورغم قناعاتنا بأن تعلم اللغات الأجنبية «فريضة» في «زمن العولمة»، لكن ذلك لا يكون أبدًا ـ مهما كانت المبررات ـ على حساب لغتنا، لأن النتيجة ستكون تخريج أجيالٍ لا تُحْسِنُ «العربية» ولا تُتْقِنُ «الأجنبية» التي لهثت خلفها لسنوات.
لعل أكثر ما يدعو للأسى، هو الابتعاد التدريجي لأبناء «العربية»، وتفاخرهم وانجذابهم للتغريب، مع عجزهم عن مواكبة لغتهم بشكل سليم، واعتبار لغتهم الأم أدنى مرتبة من اللغات الأخرى، التي بات التحدث بها دليلًا على الرقي والتباهي.
نعتقد أن «العربية» الآن أصبحت «غريبة» في أوطانها، منذ أن انتكس العرب، وأصبحوا يعيشون على الهامش.. لا يملكون غذاءهم ودواءهم وسلاحهم، حتى باتوا يستوردون النظريات والأفكار والثقافة مثل البضائع والسلع!!
أخيرًا.. حتى لا نذوب في الأمم الأخرى وتضيع هويتنا، نتساءل بصدق: مَن يتحمل مسؤولية ابتعادنا عن «العربية»، والاستعاضة بلغات أجنبية كبديلٍ عصري، ومَن المسؤول عن إضعافها في مجتمعاتها وبيئتها؟

فصل الخطاب:

يقول «عباس محمود العقاد»: «ستبقى اللغة العربية ما دام لها أنصار يريدون لها البقاء»..

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: اليوم العالمي للغة العربية لغة الضاد محمود زاهر فقدان الهوية لغة القرآن

إقرأ أيضاً:

جامعة الإمام تفتتح معهد تعليم اللغة العربية في المالديف

الرياض

رفع رئيس جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أحمد بن سالم العامري عظيم شكره وتقديره لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي العهد الأمين رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظهما الله- بمناسبة التوجيه الكريم بافتتاح معهد اللغة العربية في جمهورية المالديف في خطوة جديدة تهدف إلى تعزيز دور اللغة العربية ونشرها عالميًا.

وعبّر عن شكره لوزير التعليم يوسف بن عبدالله البنيان ودعمه المتواصل لجهود الجامعة المبذولة في نشر اللغة العربية للناطقين بغيرها.

وقال رئيس الجامعة: “إن هذا المعهد جاء ليكون نقطة انطلاق نحو تحقيق رؤية استراتيجية للتواصل الثقافي بين المملكة العربية السعودية وجميع دول العالم، من خلال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها”.

وبيّن سعادة وكيل الجامعة للشؤون التعليمية، عبدالله بن عبدالرحمن الأسمري، أنه قد صدر قرار معالي رئيس الجامعة بتعيين د. صالح بن سليمان العراجة مديرًا للمعهد في جمهورية المالديف، تمهيدًا للافتتاح الرسمي للمعهد والبدء في أعماله بالتنسيق مع سفارة خادم الحرمين الشريفين في جمهورية المالديف.

وقال الأسمري إن الجامعة ممثلةً في الإدارة العامة للمعاهد في الخارج تعمل على دعم العملية التعليمية في معاهد الجامعة في الخارج، كما أنها عملت على تفعيل عددٍ من المبادرات، التي تعزز الدور العالمي الرائد للمملكة من خلال الجامعة ومعاهدها في الخارج لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها .

وأضاف الأسمري أن المعهد في المالديف يعد فرصةً لتعزيز التعاون الدولي، مؤكدًا في الوقت نفسه التزام المعهد بتقديم تعليم متميز يسهم في تعزيز الفهم المتبادل بين الشعوب، ويساعد في نشر القيم الإنسانية والثقافية المعتدلة؛ مما سيسهم في تحقيق أهداف الجامعة في نشر اللغة العربية وتعظيم فهم الآخرين لها، وثمّن وكيل الجامعة للشؤون التعليمية الجهود المبذولة من قبل الإدارة وعلى رأسها فضيلة المشرف العام عادل بن عبدالله المطرودي وجميع العاملين فيها​.

مقالات مشابهة

  • إطلاق سياسة إلزامية تعليم اللغة العربية في مرحلة الطفولة المبكرة
  • ربيع: الحفاظ على اللغة العربية مشكلة الحكومة والمجتمع معا
  • العربية في إيران.. لغة أم حية بين الذاكرة والتحديات
  • الثانوية العامة.. مواصفات أول نموذج استرشادي لامتحان اللغة العربية
  • اليوم العالمي للغة الأم.. ما أكثر اللغات المهددة بالانقراض؟
  • اليوم العالمي للغة الأم.. نصائح لتعليم الطفل اللغة العربية
  • جامعة الإمام تفتتح معهد تعليم اللغة العربية في المالديف
  • إسرائيل تؤكد هوية أحد الجثامين التي استلمتها من حماس
  • "الإيسيسكو" تصدر تقرير حالة تعليم اللغة العربية في العالم
  • مكتبة الإسكندرية ومركز أبوظبي يتعاونان لخدمة اللغة العربية