لبناني محرر من "صيدنايا" السوري: تنفست العذاب طيلة 33 عاما (مقابلة)
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
بعد 33 عاماً على اعتقاله في سجون سورية آخرها سجن "صيدنايا" سيئ السمعة بريف دمشق، روى اللبناني سهيل حموي أنه "كان يتنفس العذاب يوميا" ولم يكن لديه أي أمل في العودة إلى بلده، إلا أنه اليوم بين أحضان وطنه وأهله، بعدما سقط نظام الأسد في سوريا.
حموي وهو أول لبناني يصل بلاده بعد تحريره مع لبنانيين آخرين (غير محدد عددهم بعد) من المعتقلات التابعة للنظام السوري، قال في مقابلة مع الأناضول :"لم يكن لدي أي أمل بالخروج من السجن والعودة إلى وطني وبيتي".
ووفقًا لتقارير دولية، يقع سجن صيدنايا العسكري الذي يوصف بـ"المسلخ البشري" على بُعد 30 كم من دمشق، وأصبح بعد مارس/ آذار 2011 مركزًا لاعتقال المتظاهرين السلميين وعناصر المعارضة العسكرية.
وتشير التقارير إلى أن الآلاف تم قتلهم بشكل منظم وسري داخل السجن، حيث نفذ النظام إعدامات جماعية بدون محاكمات بين عامي 2011 و2015، بمعدل يصل إلى 50 شخصًا في الأسبوع.
كما توضح التقارير أن النظام احتجز المعتقلين في ظروف لا إنسانية، وعرضهم للتعذيب الممنهج، وحرمهم من الغذاء والماء والرعاية الطبية.
وفجر الأحد، دخلت فصائل المعارضة السورية العاصمة دمشق وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكام نظام حزب البعث الدموي و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وبدأت معارك بين قوات النظام السوري وفصائل معارضة في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، في محافظتي حلب وإدلب اللتين سيطرت عليهما الفصائل، ثم مدن حماة ودرعا والسويداء وحمص وأخيرا دمشق.
** عذاب ويأس
اعتقل حموي على يد عناصر استخبارات الجيش السوري عام 1991 بتهمة الانتماء إلى حزب "القوات اللبنانية" المعروف بمعارضته للوجود السوري في لبنان، وهو بين مئات اللبنانيين المفقودين في السجون السوريين، وفقاً لمنظمات حقوقية لبنانية.
قال حموي: "كنت محكوما بالمؤبد في سجن صيدنايا، وها أنا عدت اليوم إلى نفس المنزل الذي اعتقلت منه في بلدتي شكا (شمال لبنان) على يد عناصر من المخابرات السورية قبل 33 عاماً".
وروى الأسير اللبناني المحرر معاناة 3 عقود من الاعتقال، تنقّل خلالها بين سجن عنجر (شرق لبنان) الذي كان تحت إدارة النظام السوري آنذاك، مروراً بسجنين في دمشق واللاذقية، وصولاً إلى سجن صيدنايا ذائع الصيت.
وأضاف: "خلال فترات الاعتقال كنت في السجن الانفرادي على مدى 15 عاماً، قبيل نقلي إلى سجن صيدنايا حيث أصبحت في زنزانة جماعية".
** خروج سريع
وحول ظروف الاعتقال، قال حموي: "كل ما عشته وتنفسته من لحظة الاعتقال هناك كان عذابا.. شعور ممزوج باليأس والحرمان، ولم يكن لدي أي أمل أنني سأخرج من المعتقل مجدداً".
وتابع: "لم يكن هناك أي زيارات وكان التواصل ممنوعا بتاتا مع الأهل والأقارب، وأعتقد أنه كان هناك تقصير في الإعلام لعكس مأساتنا".
وعن خروجه من الاعتقال، قال: "كنا نعلم أن هناك أحداثاً في الخارج لكننا لم نكن نتوقع الخروج بهذه السرعة من السجن".
وأردف: "سمعت طلقات نارية ولم أعلم من الذي أخرجني، مشيت حوالي 15 كلم سيراً على الأقدام قبل أن يقلّني أحدهم إلى لبنان".
** معتقلون ومختفون قسرا
وأفادت وكالة الإعلام اللبنانية الرسمية في وقت سابق الاثنين، أن "حموي هو من أوائل الأسرى الذين عادوا إلى لبنان، في خطوة أثارت الأمل بعودة باقي المفقودين والمعتقلين اللبنانيين".
وخلال فترة الوجود السوري في لبنان التي استمرت 29 عاما (1976-2005)، اعتُقل عدد من اللبنانيين ونُقلوا إلى السجون السورية لأسباب عدة، بينها الانتماء إلى أحزاب معارضة لهذا الوجود، أو الاشتباه في التعاون مع جهات "معادية" للنظام السوري آنذاك.
إضافة إلى ذلك، تعرّض بعض اللبنانيين للاختفاء القسري دون معرفة الأسباب الحقيقية وراء اعتقالهم، لا سيما في فترة الحرب اللبنانية الأهلية (1975 – 1990).
وفي فترات سابقة، أفرج نظام الأسد عن لبنانيين معتقلين لديه على دفعتين، الأولى عام 1998 شملت 121 لبنانيا، والثانية عام 2000 شملت 54 لبنانيا، لكن جمعيات لبنانية قالت إنه ما زال مئات اللبنانيين موجودين في السجون السورية، فيما نفت دمشق ذلك.
ووفق جمعية "المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية" (غير حكومية) فإن عدد اللبنانيين "المختفين قسرا" في السجون السورية يبلغ 622.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: السجون السوریة سجن صیدنایا فی السجون
إقرأ أيضاً:
الدفاع المدني السوري ينهي أعمال البحث عن سراديب سرية بسجن صيدنايا
أعلن الدفاع المدني السوري، انتهاء عمليات البحث عن أماكن سرية يقبع بها معتقلون، في سجن صيدنايا بريف دمشق، دون العثور على أي مكان مخفي.
وقال الدفاع المدني في بيان، إن السجن كان بداخله آلاف الأبرياء المعتقلين على يد نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، وكان الاعتقاد يسود أن الكثيرين لم يخرجوا بسبب اعتقالهم بأمكان سرية مخفية تحت الأرض.
وأعرب الدفاع المدني السوري عن خيبة أمله لوجود آلاف المعتقلين الذين ما زالوا في عداد المفقودين، ولم يتمكن ذووهم من الوصول لأي معلومات تكشف مصيرهم.
وطالب في الوقت ذاته، المنظمات الدولية والحقوقية الكشف عن مصير المفقودين من أجل تحقيق العدالة لهم.
ومنذ اللحظة الأولى لدخول المعارضة دمشق، وسقوط نظام الأسد، اقتحم الأهالي السجن الذي كان أحد رموز الرعب والقمع للسوريين، وجرى إطلاق سراح من عثر عليهم داخل الزنازين في الطوابق الثلاثة وكافة مباني السجن والزنازين الانفرادية.
وشرعت فرق الدفاع المدني والأهالي بأعمال تحطيم للجدران والاستعانة بكلاب مدربة من أجل الكشف عن أماكن سرية أملا في وجود معتقلين لم يجر الوصول إليهم، لكن المحاولات لم تتوصل إلى نتيجة.
ومن بين ما عثر عليه داخل السجن، حبال مشانق وأدوات تعذيب وسجلات تحتوي على بيانات تفصيلية حول الموجودين ومن جرى إعدامهم إضافة إلى صور شخصية لم دخلوا السجن.
ويقع السجن الذي بني عام 1987 في منطقة دير صيدنايا على بعد 30 كيلومترا شمال العاصمة دمشق، وكان يشار إلى أنه مكون من قسمين، الأحمر وهو المخصص للمعتقلين السياسيين والمناهضين للنظام والمدنيين، والأبيض للسجناء الجنائيين العسكريين.
بيان حول انتهاء أعمال البحث عن معتقلين محتملين متبقين في أقبية وسراديب سرية في سجن صيدنايا
لقراءة البيان كاملاً: https://t.co/LWhyOJE87i#الخوذ_البيضاء #سوريا #صيدنايا_المسلخ_البشري #صيدنايا pic.twitter.com/DQc6lSMGsr — الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) December 9, 2024