حزب المصريين: إستراتيجية السياحة العلاجية خطوة تاريخية
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
ثمّن محمد نافع، مساعد رئيس حزب ”المصريين“، الخطوات الجادة التي تتخذها الحكومة في مناقشة التحديات المرتبطة بإعداد وإطلاق الاستراتيجية القومية الموحدة للسياحة العلاجية، مؤكدًا أن هذه الجهود تعكس اهتمام الدولة بتحقيق التنوع الاقتصادي واستغلال الموارد الفريدة التي تمتلكها مصر في هذا المجال الواعد، موضحًا أن إعداد استراتيجية موحدة للسياحة العلاجية يمثل رؤية شاملة لتوظيف الإمكانات الطبيعية والبشرية لمصر في تقديم خدمات طبية وعلاجية متميزة.
وقال ”نافع“، في بيان اليوم الاثنين، إن مصر بفضل موقعها الجغرافي وتنوعها البيئي ومواردها الطبيعية، تمتلك كافة المقومات لتكون وجهة عالمية للسياحة العلاجية، خاصة مع وجود الينابيع الكبريتية، والمياه المعدنية، والمناخ المعتدل الذي يُسهم في علاج العديد من الأمراض المزمنة، مؤكدًا أن إطلاق المنصة الإلكترونية المخصصة للسياحة العلاجية سيكون نقلة نوعية في هذا الملف، فهذه المنصة ستعمل على الترويج الفعال للخدمات العلاجية التي تقدمها مصر، وتسهل التواصل بين المرضى الدوليين ومقدمي الخدمات الصحية.
وأضاف مساعد رئيس حزب ”المصريين“ أن المنصة الإلكترونية المخصصة للسياحة العلاجية ستتيح للمستثمرين والمتخصصين في هذا القطاع الوصول إلى المعلومات الدقيقة والبنية التحتية المتاحة، ما يعزز من استقطاب الاستثمارات الأجنبية، مشيرًا إلى أن السياحة العلاجية تعد أحد المجالات الأكثر نموًا عالميًا، مع تزايد الطلب على الخدمات الطبية عالية الجودة بتكاليف تنافسية، موضحًا أن إطلاق هذه الاستراتيجية القومية سيحقق العديد من الفوائد، من بينها، تنويع مصادر الدخل القومي من خلال جذب المرضى من مختلف دول العالم، ما يعزز من الإيرادات السياحية.
وأوضح أن هناك فوائد أخرى عديدة تتلخص في خلق فرص عمل جديدة، وتعزيز مكانة مصر الإقليمية والدولية عبر تقديم خدمات طبية وعلاجية تنافسية تلبي معايير الجودة العالمية، ودعم القطاع الطبي من خلال الاستثمارات التي ستضخ في تطوير المستشفيات، العيادات، ومراكز العلاج الطبيعي، مثمّنًا الجدية التي تبديها الحكومة في تناول ملف السياحة العلاجية، حيث أشار إلى أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص في إنجاح هذه الاستراتيجية.
واختتم: الدولة ماضية بخطوات واثقة لتحقيق التكامل بين القطاعات المختلفة، مثل الصحة، السياحة، والاستثمار، بما يضمن نجاح هذه المبادرة، ويجب على جميع الجهات المعنية، بما في ذلك القطاع الخاص والمجتمع المدني، دعم الجهود الحكومية الرامية إلى إطلاق هذه الاستراتيجية وتنفيذها، خاصة أن هذا المشروع يمثل فرصة ذهبية لتحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز مكانة مصر كوجهة علاجية وسياحية متميزة على مستوى العالم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: خدمات طبية المزيد المزيد للسیاحة العلاجیة
إقرأ أيضاً:
كيف تؤدي إستراتيجية ترامب إلى توحيد المعارضين لأميركا؟
أثار ما قاله دونالد ترامب بشأن غزة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، المجرم المتورط في جرائم ضد الإنسانية، بنيامين نتنياهو، ردود فعل غاضبة، كما كان متوقعًا. غير أن المشكلة لا تكمن في كلماته فحسب، بل في كونها لا يمكن أن يقبلها عقل متزن.
ولعل أول ردود الفعل التي أظهرها الناس تجاه تصريحاته جاءت من باب الاضطرار إلى أخذها على محمل الجد لمجرد كونه رئيسًا للولايات المتحدة.
أولئك الذين سارعوا إلى تصحيح تصريحاته حول غزة وقعوا في فخّ الاعتقاد بأنه يمكن إصلاح جزء منها على أمل أن يستقيم المعنى ككل، غير مدركين أن كلامه لا يتضمن أي جانب قابل للتصحيح، أو أي صلة بالواقع.
لقد نُوقش كثيرًا أن رؤيته لغزة لا تتعدى منظور "السمسار العقاري"، مما يمنعه من فهم كيف ينظر أهلها إليها كوطن لا مجرد قطعة أرض.
نصف مليون غزيّ انطلقوا في مسيرة ملحمية نحو الشمال بمجرد الإعلان عن وقف إطلاق النار، مدفوعين بدافع التشبث بوطنهم. لكن ترامب، الذي لم يفهم رسالتهم، يرى أنهم بقوا في غزة فقط؛ لأنه لا يوجد لديهم مكان آخر، ويقترح أنه لو عُرض عليهم مكان آخر، لرحلوا.
هذا التصور لا ينبع من عدم إدراكه مفهوم الوطن ومعانيه الروحية، بل من اعتقاده أن مثل هذا الدافع (التشبث بالأرض) لا يجوز أن يكون إلا لليهود.
إعلانولو كان الأمر غير ذلك، لكان بالإمكان اقتراح نفس "الحل" على الإسرائيليين: منحهم أراضي أكثر خصوبة واتساعًا في ألاسكا أو كندا أو أي ولاية أميركية، لحل القضية من جذورها! لكن أحدًا لا يجرؤ حتى على طرح مثل هذا الاحتمال، لأن الأرض بالنسبة لليهود مقدسة، بينما لا يُسمح للمسلمين بأن تكون لهم نفس القدسية تجاه أرضهم.
مهما تجاهلوا ذلك، فإن أهل غزة يردّون بأفعالهم، فقد أظهروا على مدار 75 عامًا استعدادهم لدفع أثمان باهظة دفاعًا عن هذه الأرض، وخلال الحرب الأخيرة، وعلى مدى 471 يومًا، نقشوا ذلك في ذاكرة العالم. وبعد وقف إطلاق النار، رأى الجميع كيف بدأ نصف مليون إنسان، رغم تدمير منازلهم بالكامل، في رحلة العودة نحو الشمال. كل من شاهد ذلك رأى بعينيه قدسية الوطن وقوة التمسك به.
وفي المقابل، لمجرد أن بلدانهم غير مستقرة، أو لأنهم يتعرضون بين الحين والآخر لهجمات المقاومة، فرّ أكثر من مليون مستوطن إسرائيلي إلى أماكن أخرى، رغم أنهم جاؤوا إلى فلسطين بدافع "إيمانهم" بأنها أرضهم الموعودة، واستوطنوا فيها بعد الاستيلاء على منازل وأراضي الفلسطينيين. هذا يثبت أن الفلسطينيين هم وحدهم من أثبتوا، عبر التاريخ، أن الأرض ليست مجرد قطعة عقار بالنسبة لهم.
أما عن كلمات ترامب، فلا داعي لأخذها بجدية، فقد قدّم أهل غزة أفضل رد عليها. أول ردود الفعل الشعبية كانت الضحك الممزوج بالدهشة، ثم التساؤل: "هل هذا نوع من النكات؟!".
على مدار 471 يومًا، قاوم الغزيون آلة الحرب الصهيونية ببسالة، ولو لم يتوقف القتال، لاستمروا في إرهاق الاحتلال. في الواقع، لم تتوقف الحرب لأن إسرائيل أرادت إنقاذ رهائنها فحسب، بل لأنها أدركت أنها لن تحقق أي انتصار، وأُجبرت على رفع الراية البيضاء.
لكن الفلسطينيين لم يهزموا إسرائيل وحدها، بل هزموا الولايات المتحدة أيضًا، وهم يرتدون نعالهم البسيطة!
إعلانحين ننظر إلى تصريحات ترامب بشأن غزة إلى جانب أفكاره حول "ضم غرينلاند" و"الاستيلاء على قناة بنما"، نجد أنفسنا أمام عقلية مختلفة تمامًا، لا تحكمها لغة السياسة، بل العبث.
وعندما زجّ بمصر والأردن والسعودية في خططه لإعادة توطين الغزيين، جاءت ردود الفعل الغاضبة من الدول الثلاث، ما يطرح تساؤلات حول نواياه الحقيقية، ويفتح المجال أمام تحليلات معقدة لفهم ما يسعى إليه. فلو لم يكن رئيسًا للولايات المتحدة، لما استغرق أحد في التفكير في هذه الأوهام أكثر من ثانية واحدة!
لكن الغريب أن هذه التصورات العبثية تُمنح أحيانًا قيمة إستراتيجية كبيرة، وكأنها محاولة منه لفرض هذه الفكرة على الأجندة العالمية، أو على الأقل لإجبار الجميع على التعامل معها، ما يهيئ العقول تدريجيًا لتقبل المستحيل. لكن هل يتطلب فرض مثل هذه الأوهام كل هذا القدر من العبثية؟ وهل هناك فرصة لاستعادة أي مصداقية بعد هذا؟
السعودية، ردّت على ترامب بسرعة وحزم، مؤكدة "دعمها القاطع والثابت لإقامة دولة فلسطينية مستقلة". مصر والأردن تبنتا نفس الموقف، مما يثير تساؤلًا مهمًا: هل دفع ترامب، دون أن يدري، نحو تكوين جبهة دولية أكثر تماسكًا في مواجهة الهيمنة الأميركية المطلقة؟
في النهاية، هذه الأوهام العبثية لن تمنح أميركا أي مكاسب إضافية، لا في غزة ولا في أي مكان آخر. على العكس، فإن شخصية بهذا القدر من التخبط والتناقض ستدفع حتى أقرب حلفاء الولايات المتحدة إلى إعادة حساباتهم.
من يدري؟ ربما يكون الدور الذي يلعبه ترامب، دون قصد، هو إضعاف الهيمنة الأميركية وإزاحتها عن كاهل العالم! رغم أننا نعلم جيدًا أن هذا لم يكن يومًا هدفه الحقيقي.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline