عبد الله دعلة

يجب أن ندركَ ونعيَ نقطةً مهِمَّةً، بل بالغة الأهميّة وضرورية أن الله هو أعلمُ منا بأعدائنا، حَيثُ يقول الله: “وَاللهُ أَعْلَـمُ بِأعدائكُمْ وَكَفَى بِاللهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللهِ نَصِيرًا”، ويقول: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) من سورة المائدة- آية (82).

هذه نقطة هامة من خلالها نتحَرّك في مسيرة حياتنا لنتعرف على عدونا حق المعرفة من خلال ما عرضه القرآن، وأن نكون على وعي وبصيرة أمام هذا العدوّ الذي يشكل وبلا شكك خطورة كبيرة علينا، نعرفه معرفة متكاملة وبالشكل الذي لا يبقى فيه أي لبس أَو غموض، معرفة من جميع الجوانب والاتّجاهات نعرف هذا العدوّ ماذا يريد منا؟ ماذا يعمل؟ وما هي النوايا التي يخفيها تجاهنا، ولكن لا بدَّ أن تكون معارفنا وَمقاييسنا ونظرتنا قرآنية وَمواقفنا وعداوتنا وولاءاتنا من خلال القرآن وعلى أَسَاس الإرشادات والتوجيهات الإلهية حتى لا نخطئ ونقع في الخطأ الفادح الذي وقع فيه الآخرون حتى نصل إلى نتائج صحيحة نبني عليها توجّـهنا وتحَرّكنا ومواقفنا لنصل إلى النتائج الإيجابية.

ولهذا فلا حَـلّ أمام اليهود وفي الحرب معهم إلَّا السيف وإلا فَــإنَّهم يطمعون فينا وينساب لعابهم للقضاء علينا إذَا جمدنا واتخذنا السكوت خياراً لنا، وهذا له شواهد على مر التاريخ والعصور، لكن المواجهة، التصدي، الجهاد ضدهم يوقفهم عند حدودهم، يلجمهم للتراجع عن خططهم الخبيثة والشيطانية التي يريدون من خلالها أن يقضوا علينا، والله دعانا إلى هذا أن نتخذ المواقف منهم؛ لأَنَّه أعلم بهم وبخطورتهم أنه لا حَـلّ معهم إلَّا بالجهاد والمواجهة، وهذا ما تحَرّك على أَسَاسه الرسول -صلى الله عليه وآله- فقد تحَرّك في مواجهة اليهود وضرب اليهود في كُـلّ المناطق التي كانوا متواجدين فيها في الجزيرة العربية، بنو قريضة، بنو النضير، وقينقاع، وخيبر، وغيرها من المناطق، منهم من طردهم ومنهم من قتلهم، وقضى على اليهود وهو قدوتنا في جهاده، في سيرته، قدوتنا في كُـلّ شيء.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

نشأت أبو الخير يكتب: المولود الذي شرف الوجود.. وأنار الحياة والخلود

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ولد يسوع له كل المجد، هذا الاسم الذى ترنمت به الأجيال ورتلت له الدهور، " أنت أبرع جمالا من بني البشر" فاللسيد المسيح ميلادان، أحدهما أزلي والآخر زمني، أحدهما يختص باللاهوت والآخر يختص بالناسوت، أحدهما من الأب قبل كل الدهور والأخرى من العذراء مريم فى تاريخ محدد "وفى هذا الصدد يقول الأنبا موسى: ليس هو مجرد إنسان يقول عن نفسه أو نقول نحن عنه إنه إله بل الله الظاهر فى شكل إنسان !!"

لذا هتف بولس الرسول قائلا: "عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد  غل 4:4"، ولما جاء ملء الزمان ارسل الله ابنه مولد من أمراة  مولودا تحت الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس، لننال التبنى، فميلاد المسيح كان نقطة تحول فى تاريخ البشرية  يجعلنا نؤرخ كل شىء اخر قائلين قبل الميلاد وبعد الميلاد، لأنه غير مجرى التاريخ الى ما قبل الميلاد والى مابعد الميلاد، ففى ميلاده كان التجسد، وفى التجسد كان الفداء، وبالفداء نلنا التبني وبالتبنى اخذنا روح الله وصرنا وراثين فى الملكوت، فنجد اشعياء النبي تنبأ فى القديم عن هذا المولود والميلاد المعجزى العجيب والفريد " ها العذراء تحبل  وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل اش 7:14،  لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابنا،  وتكون الرياسة على كتفه، ويدعى اسمه عجيبا، مشيرا، إلها قديرا، أبا أبديا  ، رئيس السلام.لنمو رياسته، وللسلام  لا نهاية على كرسي داود وعلى مملكته اش9:6 "
فالميلاد والتجسد والفداء هى قصة مصالحة وفرح لكل البشرية
فحين جاء ملء الزمان ووقف التاريخ  عند مولود بيت لحم  ومنذ ميلاد طفل بيت لحم بدأ التاريخ عهدا جديدا
فالقديس متى الرسول فى إنجيله فى الإصحاح الأول والعد 18 يروى لنا قصة الميلاد أما ولادة يسوع المسيح فكانت  هكذا: لما كانت مريم أمه مخطوبة ليوسف، قبل أن يجتمعا، وجدت حبلى من الروح القدس... ولكن  فيما هو متفكر فى هذه الأمور وإذ ملاك الرب ظهر له قائلا لا تخف أن تأخذ  مريم امرأتك لأن الذى حبل به فيها هو من الروح القدس فستلد ابنا وتدعو اسمه يسوع  لأنه يخلص شعبه من خطاياهم، وهذا كله كان لكى يتم ما قيل من الرب  بالنبي القائل " هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا،  ويدعون اسمه عمانوئيل  الذى تفسيرة الله معنا... ويستكمل متى الرسول فى الاصحاح الثانى: ولما ولد يسوع  فى بيت لحم اليهودية  فى أيام هيرود الملك اذ مجوس من المشرق قد جاءوا إلى اورشليم قائلين اين هو المولود ملك إسرائيل فأننا رأينا  نجمه فى المشرق واتينا لنسجد له... فلما سمع هيرودس الملك اضطر ب وارسل المجوس وقال اذهبوا وافحصوا بالتدقيق عن الصبى ومتى وجدتموه أخبرونى لكى اتى أنا أيضا واسجد له ( بينما هو يضمر فى حقيقة نفسه ان يقتله ) ذهبوا واذا النجم الذى رأوه  فى المشرق يتقدمهم حتى جاء  ووقف فوق حيث كان الصبى، فلما رأوا النجم فرحوا فرحا عظيما جدا  واتوا الى البت مع مريم امه فخروا وسجدوا له ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا  ذهبا ولبانا ومر ا  ولم يرجعوا الى هيرودس  وبعدما انصرفوا اذ ملاك الرب قد ظهر ليوسف فى حلم قائلا: قم وخذ الصبي وامه واهرب الى مصر... لان هيرودس  مزمع أن يطلب الصبى ليهلكه  فقام واخذ الصبى وأمه ليلا وانصرف إلى مصر لكى يتم ما  قيل  بالنبي القائل من مصر دعوت ابنى. وتباركت أرض مصر بقدوم العائلة المقدسة.. 
لذا فحدث الميلاد حدث فريد الذى لم يحدث مثله من قبل ولن يأتى  نظيره فيما بعد، انه التفضل من صاحب الفضل أن يولد لإسعاد من ليس لهم فضل ويخلصهم من خطاياهم، إنه الحدث الوحيد الذى به ودون سواه يخلص الشعب من خطاياهم. 
ففى ميلاد يسوع  ذلك المولود الذى شرف الوجود أنار لنا الحياة والخلود، نور أشرق على الجالسين فى الظلمه وظلال الموت. 
سيدى يا من جئت بالحب والخلاص والسلام لجنس البشر أشرق بسلامك يا ملك السلام ألم تقل سلامى لكم سلامى أعطيكم سلامى اترك لكم ليس كما يعطى العالم أعطيكم فلتشرق بالسلام الإلهى على منطقتنا فى الشرق الأوسط بل والعالم كله وتبدد الحروب والقتل والدمار ليحل محله السلام والأمان  والرجاء فى حياة أفضل.

نشأت أبو الخير 

مقالات مشابهة

  • دعاء يونس عليه السلام .. كلمات من القرآن تفرج الهموم
  • 13 رجب.. ذكرى  مولد “يعسوب الدين ” الإمام علي بن أبي طالب  عليه السلام
  • المصور الذي فقد عائلته ووثق الإبادة الإسرائيلية
  • خطبتا الجمعة بالحرمين: ما جهر قوم بالمحرمات إلا أحلوا بأنفسهم عذاب الله.. ومحبة الله مشروطة بمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم
  • نشأت أبو الخير يكتب: المولود الذي شرف الوجود.. وأنار الحياة والخلود
  • السيد القائد: العدو الإسرائيلي انتقل من حصار غزة إلى نهب المساعدات التي تصل إليها
  • ليلى رستم أيقونة ماسبيرو التي حاورت المشاهير.. وصاحبة جملة "ياختي عليه"
  • الإفتاء: أكدت السنة النبوية حب النبي صلى الله عليه وآله وسلم للتزين
  • مجموعة (لمسة وفاء) تزور بدر العباسي للإطمئنان عليه
  • من الفراغ إلى المنع.. ما الذي تغير على الحدود السورية اللبنانية؟