الفتن الطائفية لحرف القضية الفلسطينية
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
أرياف سيلان
عمى يسودُ البصيرة بالعدوّ، مُخيم على العرب والمسلمين، تخاذل وتقاعس مزر لنصرة الدين والمظلومين.
فتن طائفية مزروعة صهيونيًّا في أوساط المسلمين ليحصد ثمرة الحقد والتناحر بينهم، عدو صهيوني هدفه احتلالهم والبسط على أرضهم وفكرهم والاستفراد بهم واحدًا واحدًا.
صراعات طائفية تهدّد الأُمَّــة وتنخرها من الداخل وتجعلها على الهاوية وتسهل للأعداء النيل منها وحرفها عن قضاياها المقدسة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، مخطّطات صهيونية استبدلت الصراع مع الأعداء إلى صراع العرب والمسلمين فيما بينهم، لترك الساحة للأعداء يعبثوا فيها كيفما شاءوا.
أنظمة عميلة تفتعل الفتن وتتزعم إشعالها ابتغاء التقرب وكسب رضوان رأس الشر أمريكا.
تواجه الأُمَّــة الإسلامية اليوم خطر عدو مجرم يسعى لتحقيق أهدافه على الأراضي العربية عامة وفي أرض فلسطين على وجه الخصوص، فمنذ 75 عامًا وبعد أن أتوا بالغدة السرطانية في أوساط العرب، من تُسمى “إسرائيل” والخطر يعصف بالأمة يومًا بعد يوم، وفلسطين ليست المُستهدف الوحيد لهذا العدوّ بل جعلوا كُـلّ الوطن العربي في حساباتهم التي يخططون لها ويسعون لاحتلالها حسب زعمهم، الذي لم ولن يتحقّق والجهاد باقِ ورجال الرجال ماضون في التحرير.
فالعدوّ اليوم يحاول بأبواقه الإعلامية ومن خلال صهاينة العرب ضرب المسلمين ببعضهم وحرف المسلمين من الاهتمام بقضاياهم المقدسة وفي المقدمة فلسطين إلى التناحر فيما بينهم وتفرقتهم إلى طوائف بعد أن مزقتهم من الدولة الإسلامية العظمى إلى دولٍ ودويلات عدة.
فقد عمل اليهود بمخطّطاتهم المُمنهجة بمعونة المنافقين المحسوبين على الإسلام، على إدخَال ثقافات تحرف المسلمين عن منهج القرآن الذي يكشف نفسيات الأعداء ونقاط ضعفهم وكيفية مواجهتهم، وَأَيْـضًا اتباع آل البيت -عليهم السلام- والتسليم المُطلق لهم، فكان نتاج ذلك اختلافاً وتشتت وخنوعاً للأعداء، والسعي وراء خططهم الممنهجة والتي تشق الصف وتفرق بين المسلمين.
فقد أراد اليهود وأعداء الأُمَّــة أن تأخذ القضية الفلسطينية نصيبها من زرع فتنهم الطائفية على مدى زمن طويل؛ لكي يعبثوا في الأرض، دون التفاتة المسلمين لهم ولأعمالهم الخبيثة والمجرمة في التاريخ المعاصر.
ومن المؤسف أن نرى أبواق الصهاينة اليوم ومن يجعلون مِن أبناء جلدتهم أعداء، أن يفتعلوا جبهات قتال داخلية ويقدموا هدية للعدو على طبق من ذهب! ليتغير المسار من مواجهة العدوّ الحقيقي والأخطر على الأُمَّــة إلى التناحر بين المسلمين؛ لخدمة اليهود وأعداء الأُمَّــة وترك الصهاينة يتربصون ويمرحون؛ لأَنَّها جزء من خططهم الممنهجة وبديلة لهم في بعض الساحات وصناعة خبيثة لتنفيذ ما يريدون.
فالقضية الفلسطينية وتحرير القدس الهدف الذي يجمع المسلمين بمختلف أطيافهم ومذاهبهم، ولا يجوز أن ننجر وراء مخطّطات تحرفنا عن هذا الهدف المقدس والأسمى، فهناك الملايين في غزة من يستنجدون بالمسلمين لنصرتهم والنيل من أعدائهم وأخذ الثأر للدماء التي تُهدر يوميًّا؛ فبدلًا عن الالتهاء في بعضنا خدمة للعدو، الأجدر بالأمة أن توجّـه سلاحها صوب العدوّ وتتوجّـه لمواجهة خطره عليها.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
كاتب إيطالي: إسرائيل تلعب ورقة الطائفية كما فعلت فرنسا قبل قرن
ذكر تقرير نشرته صحيفة "إل مانيفستو" الإيطالية أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعدد من وزرائه بأنهم مستعدون لحماية الدروز، والحديث عن إمكانية منحهم تصاريح عمل في إسرائيل، وتوزيع مساعدات إنسانية في السويداء، كلها مساع تندرج ضمن إستراتيجية تقوم على تقسيم المنطقة طائفيا حتى تسهل السيطرة عليها.
وقال الكاتب لورينزو ترومبيتا إن وزير الخارجية الإسرائيلي غدعون ساعر عبّر بأوضح طريقة ممكنة عن رؤية حكومة نتنياهو لكيفية تحقيق الهدف الإستراتيجي لإسرائيل وضمان استمرار تفوقها في الشرق الأوسط؛ عندما قال تعليقا على خبر توزيع مساعدات إنسانية إسرائيلية على الدروز في جنوب سوريا "في منطقة سنكون فيها دائما أقلية، من الصواب والضروري دعم الأقليات الأخرى".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ما جيش تحرير بلوشستان الذي خطف "القطار الدامي" بباكستان؟list 2 of 2واشنطن بوست: على الولايات المتحدة رفع العقوبات عن سورياend of list أسلوب فرنسيوأوضح الكاتب أن فرنسا عملت خلال الحقبة الاستعمارية على تطبيق سياسة مماثلة لتلك التي تنتهجها إسرائيل حاليا، إذ سعت إلى تأجيج الانقسامات الطائفية في سوريا ولبنان لإبقاء هذين البلدين ضعيفين ومجزأين داخليا عبر خطوط صدع عرقية مستمرة حتى الآن.
لكن الاتفاق التاريخي الأخير بين دمشق وقوات سوريا الديمقراطية، وكذلك المفاوضات الجارية بين الحكومة المركزية ونخب الطائفة الدرزية في السويداء، كلها خطوات تقوض الجهود الإسرائيلية، وفقا للكاتب ترومبيتا.
إعلانويتابع أن الحكومة السورية الجديدة تعمل جاهدة على رأب الصدوع الداخلية التي خلفتها عقود من الاستبداد و14 عاما من الحرب الطاحنة، وعلى إرساء أسس دولة قادرة على ضمان حقوق جميع المواطنين، بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية.
حليف محتملويمضي الكاتب موضحا أنه في ظل ما تعانيه الدول العربية منذ عقود من أزمات طائفية، قدمت عدة أطراف خارجية نفسها حامية لهذه الطائفة أو تلك، بهدف توسيع النفوذ واستغلال الموارد.
ففي هذا السياق، تصر الحكومة الإسرائيلية -حسب ترومبيتا- على تقديم نفسها حامية للدروز السوريين الذين يتركز وجودهم في منطقة السويداء جنوب غربي البلاد، وعلى بعد بضع عشرات من الكيلومترات من الجولان السوري الذي تحتله إسرائيل.
وكان الجيش الإسرائيلي قد استغل الفراغ الذي خلفه سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي وسيطر على قمة جبل الشيخ الذي يطل على دمشق، ووسع وجوده وصولا إلى نهر اليرموك، أحد روافد بحيرة طبريا.
وأكد الكاتب أن إسرائيل تنظر إلى دروز السويداء على أنهم حليف محتمل قد يمكّنها من تعزيز نفوذها شرق الجولان، في مناطق كانت تشهد حضورا من إيران وحزب الله اللبناني حتى 3 أشهر مضت.
جهود إسرائيليةوإذا كانت إسرائيل تتبع في أماكن مثل غزة سياسة الأرض المحروقة والتهجير القسري، فإنها تنتهج في مناطق أخرى مثل جنوب سوريا سياسة أقل عنفا وأكثر مرونة، حسب تعبير الكاتب.
ففي هذه المنطقة لا توجد هجمات جوية ومدفعية لتدمير البنية التحتية وطرد السكان، بل يتم احتلال بعض المناطق بعناية.
وذكر الكاتب أن العديد من شهود العيان السوريين أكدوا أن كبار الضباط الإسرائيليين يتواصلون مع نخب قرى القنيطرة ووادي اليرموك ويتحدثون العربية بطلاقة، إذ تختار إسرائيل ضباطا دروزا من الجليل وآخرين ينحدرون من دمشق وحلب للتفاوض في أجواء ودية مع السكان المحليين.
إعلانوقال ترومبيتا إنه لا توجد حتى الآن إشارات على أي انفتاح تجاه إسرائيل في مدن القنيطرة وبلداتها.