البوابة نيوز:
2025-05-02@10:27:03 GMT

سوريا الحضارة والرصاص والدم

تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 خابت التوقعات، وفشلت النظرية التي تذهب إلى صعوبة انتصار تنظيم مهما كانت قوته على الدولة.. سوريا الجريحة منذ سنوات نزفت آخر نقطة من دمها، وجاءت هيئة تحرير الشام التي هي في أصلها جبهة النصرة المدرجة على قوائم الإرهاب العالمية، وفي نيولوك جديد يظهر أبو محمد الجولاني بعد أن استعاد اسمه القديم أحمد الشرع.

كل المقدمات التي رأيناها في الأيام الماضية كانت تقول إن نهاية النظام السوري قد اقتربت وجاء اجتماع وزراء الخارجية حول آستانا وكأنه كلمة السر ليركب بشار الأسد الطائرة ويغادر دمشق.. هذا الانهيار السريع المتوالي يجعلنا نلتفت إلى مصرنا الغالية ونفتح عيوننا جيداً على الحدود وعلى الداخل وعلى الخارج.. مصر التي دخلت إلى الربيع العربي مبكراً وخرجت منه سالمة سوف تحث الخطى لتبقى النموذج الفريد في الوحدة والتماسك.

 سوريا المتنوعة باتت الآن في خطر حقيقي، رغم كل التطمينات التي تصدر عن الجولاني ومن معه إلا أن التركيبة السورية تضم أكراداً وعلويين ودروز، وسوف نسمع في الأيام القادمة عن السني والشيعي والمسيحي وتنفرط مسبحة سوريا التي عاشت رغم كل الصعوبات سواء من نظام الحكم أو من التدخلات الخارجية، ولكنها عاشت كدولة كبيرة موحدة.

لذلك سوف تلعب أجهزة مخابرات الدنيا بكل جدية من أجل تنفيذ مخطط التقسيم، أمريكا موجودة هناك بجنودها بحجة محاربة داعش، روسيا أيضاً حاضرة منذ سنوات لحماية النظام السوري وكذلك إيران، أما الدولة التي هي المحرك الرئيسي لإسقاط النظام السوري فهي تعيش الآن مخدرة من نشوة الانتصار المؤقت الذي حققته عن طريق توابعها في جبهة النصرة، ولكنها لا تعرف أن براميل البارود المتفجرة التي تتشكل الآن في سوريا لن يجعلها في مأمن من المشاكل.

المستقبل الغامض ينتظر هذا البلد العربي الكبير، وهجوم الإرهابيين على دمشق لم يكن مفاجأة لأن تقدمهم من محافظة إلى أخرى لم يكن تحت جنح الظلام.. أبو محمد الجولاني الذي ظهر على شاشة السي إن إن  بوجه البهلوان السياسي، هو ذاته صاحب القلب الإرهابي القاتل، الرجل الذي رضع التطرف من كل التنظيمات الدموية من داعش إلى القاعدة إلى الانفصال عنها وتأسيس جبهة النصرة ثم غير إسمها إلى فتح الشام ثم يهرب  من مصطلح فتح الشام لارتباطه بالتاريخ الإسلامي ليختار لفظ تحرير الشام وكأنه ثوري وكأن سوريا تحت الاستعمار.

الكارثة جاءت في توقيت عجيب، إدارة جديدة لأمريكا، أصدقاء سوريا في إيران تحت الضغط الغربي بعد خسارتها ذراعها القوي متمثلا في حزب الله، روسيا أنهكتها حرب أوكرانيا ومؤامرات حلف الناتو، صارت سوريا المحاصرة من سنوات وحيدة، تزداد جراحها وتزداد المطامع لتقسيمها والانتهاء من دولة عاشت بحلمها العروبي والقومي.

المؤكد أن هناك أخطاء متراكمة منذ عشرات السنين ساهمت في تفجر الأوضاع على كل شبر في الأراضي السورية.. كل هذا مفهوم وقابل للمناقشة.

أما غير المفهوم فهو الصمت الدولي وهو يرى إرهابيين يتقدمون على الأرض، ليس الصمت فقط على هؤلاء، ولكن صمت المجتمع الدولي أيضا عن تلك الدولة التي وفرت للمسلحين احتياجاتهم من الأسلحة المتطورة، المجتمع الدولي ليس غبياً فهو يعرف خطورة الإرهاب المسلح وقد اكتوى بنيرانه عشرات المرات، ولنا في تفجيرات أبراج أمريكا بالطائرات في أحداث سبتمبر المثل المضيء، كان تنظيم القاعدة صناعتهم وعاد عليهم بالنار والدم.

الآن يسكتون عن سقوط سوريا ويتكلمون عن الصراع باعتباره صراعاً سنياً شيعياً، بينما الحقيقة هي أن الإرهاب لا دين له، وأن النار سوف تلتهم الجميع.

لم يشفع الإرث الحضاري الكبير لسوريا كي تنجو من مهلكة الفصائل والتدخلات الأجنبية في شئونها، كما فشلت دولة المخابرات في حماية نظامها، دروس قاسية نشهدها بعيوننا ونسأل عن جدوى البديهيات وكيف يتم التغافل عنها، لذلك بدأت المقال بقولي أن ما شهدناه في الأيام القليلة الماضية لم يكن مفاجأة، كان معروفا ولم يتقدم أحد للإنقاذ.

الموقف المصري جاء معبراً عن ما يدور في وجدان الشعب المصري، الموقف باختصار وحسب بيان وزارة الخارجية يدعو إلى ضرورة احترام السيادة السورية ووحدة وسلامة الأراضي السورية، ودعم مؤسساتها الوطنية وأهمية حماية المدنيين.

لذلك نحتاج الآن أكثر من أي وقت مضى إلى حلول عربية شجاعة تحبط المخطط المرسوم لتقسيم سوريا وتواجه بوضوح الفكر المتطرف و تحاسب صناعه.

لدينا فى المنطقة العربية من المشكلات ما يكفينا، لدينا مشاكل في التعليم والصحة والبنية الأساسية وصارت المنطقة حملاً ثقيلاً على مسار التقدم العلمي، لا ينقصنا الجولاني ولا من يأتمر بأمرهم رغم النيولوك الجديد لأن الحقيقة هي أنه بدأ حياته إرهابياً وسوف تنتهي حياته وهو أكثر من ذلك، صارت بين يديه دولة اسمها سوريا وسوف يلعب بها كما يشاء في تصدير أوهامه.

يبقى لنا أن نقول إن الله حمى مصر وتم إنقاذها من سيناريو مشابه لما يحدث في سوريا الآن.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: سوريا الجولاني تحرير الشام

إقرأ أيضاً:

البابا وإسرائيل وأكذوبة الحضارة اليهودية ـ المسيحية

لا تتوقف الدعاية الصهيونية يتقدمها رئيس مجرمي الكيان، بنيامين نتنياهو عن وصف حرب الإبادة التي يقودها في غزة على أنها "انتصار للحضارة اليهودية ـ المسيحية ضد الهمجية"، وينخرط معها في الغرب في الترويج لهذه الأكذوبة أوساط ـ وإن لا تخفي معاداتها للإسلام والمسلمين ـ فإنها تدّعي أنها علمانية، ولا دينية وملحدة حتى، لا تؤمن مثل "الصهاينة الذين لا يؤمنون بالله، لكن يؤمنون بأنه وعدهم بالأرض الموعودة في فلسطين!".

لكن المفارقة أن هذه الدعاية الصهيونية سقطت مرة أخرى أمام موقف إسرائيل من وفاة البابا فرنسيس، حيث أوعزت لسفرائها بدول العالم بعدم التوقيع على دفاتر التعازي برحيل البابا في سفارات الفاتيكان، بسبب مواقفه الرافضة لحرب الإبادة والتجويع التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين بقطاع غزة، وفق ما كشفته صحيفة “هآرتس” العبرية.

وذكرت "هآرتس" أن "وزارة الخارجية الإسرائيلية حذفت منشورات تعزية بالبابا الراحل من حسابها الرسمي، ووجّهت بعثاتها حول العالم للقيام بالمثل، إلى جانب أمر داخلي يمنع السفراء من التوقيع على دفاتر التعازي في سفارات الفاتيكان".

من مفارقات الموقف الصهيوني، أن رئيس الكيان إسحاق هرتسوغ، كان سارع بعد إعلان وفاة البابا فرنسيس إلى نشر تعزية عبر حسابه على "اكس" قال فيها " إن البابا كان رجلا يتحلى بإيمان عميق وسلام ورحمة وعمل على تعزيز العلاقات مع العالم اليهودي". وأضاف “آمل صادقا أن تُستجاب دعواته من أجل السلام في الشرق الأوسط".وأضافت الصحيفة: "زعمت الوزارة لاحقا أن الرسالة الأصلية نُشرت بالخطأ".

وفي إطلالته الأخيرة بمناسبة "عيد الفصح" المسيحي، قال البابا فرنسيس إن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة "تولد الموت والدمار"، وتسبب وضعا إنسانيا "مروعا ومشينا".

وقبل رحيله بيوم، دعا البابا فرنسيس في خطاب قرأه أحد معاونيه، أمام حشد من على شرفة كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان إلى “وقف إطلاق النار بقطاع غزة، والإفراج عن الأسرى، وتقديم المساعدة للشعب الذي يتضوّر جوعا ويتوق إلى مستقبل يسوده السلام”.

مفارقات الموقف الصهيوني

ومن مفارقات الموقف الصهيوني، أن رئيس الكيان إسحاق هرتسوغ، كان سارع بعد إعلان وفاة البابا فرنسيس إلى نشر تعزية عبر حسابه على "اكس" قال فيها " إن البابا كان رجلا يتحلى بإيمان عميق وسلام ورحمة وعمل على تعزيز العلاقات مع العالم اليهودي". وأضاف “آمل صادقا أن تُستجاب دعواته من أجل السلام في الشرق الأوسط".

والحقيقة أن البابا فرنسيس دعا مرارا للسلام، لكن إسرائيل هي من تواصل حرب الإبادة والتجويع، التي انتقدها البابا في أكثر من مناسبة، ووصف الوضع في غزة بالمخزي للغاية.

وفي مقابل الموقف الإسرائيلي أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رسالة تعزيته أن البابا فرنسيس كان "صديقا مخلصا للشعب الفلسطيني.. ومدافعا قويا عن قيم السلام والمحبة والإيمان في العالم أجمع… اعترف بدولة فلسطين ورفع العلم الفلسطيني في حاضرة الفاتيكان".

من جهتها قدمت حركة حماس تعازيها إلى الكنيسة الكاثوليكية في العالم وعموم المسيحيين في وفاة البابا فرنسيس.

وقالت الحركة في بيان، إنها تتقدم بأحر "التعازي وأصدق مشاعر المواساة إلى الكنيسة الكاثوليكية في العالم، وإلى عموم المسيحيين، في وفاة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، الذي وافته المنية بعد مسيرة حافلة في خدمة القيم الإنسانية والدينية".

وأشادت الحركة بمناقب البابا فرنسيس ومواقفه في “تعزيز قيم الحوار بين الأديان، والدعوة إلى التفاهم والسلام بين الشعوب، ونبذ الكراهية والعنصرية".

وذكرت أن "البابا فرنسيس عبّر في أكثر من مناسبة عن رفضه للعدوان والحروب في العالم، وكان من الأصوات الدينية البارزة التي نددت بجرائم الحرب والإبادة التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة”.

كما أشارت الحركة إلى مواقفه "الأخلاقية والإنسانية"، وأكدت على أهمية "مواصلة الجهود المشتركة بين أصحاب الرسالات السماوية والضمائر الحيّة في مواجهة الظلم والاستعمار، ونصرة قضايا العدالة والحرية وحقوق الشعوب المظلومة".

من ناحيته، أعرب مفوض عام وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني عن حزنه لوفاة بابا الفاتيكان، الذي "ساهم دائما في دعم اللاجئين الفلسطينيين و"الأونروا".. وفي لفت الانتباه إلى أن الحرب في غزة تجريد كبير للإنسانية".

وبقدر ما لا يثير الموقف الإسرائيلي من البابا فرانسيس بقدر ما يعري ويفضح أكذوبة "الحضارة المسيحية ـ الصهيونية"، فقد أعرب كبار مسؤولي الفاتيكان عن "ألمهم وخيبة أملهم" تجاه موقف إسرائيل بتمثيلها في جنازة البابا إلا بسفيرها في الفاتيكان، واعتبر مسؤولو الفاتيكان أن "التمثيل الإسرائيلي المحدود يُعدّ إهانة للمجتمع المسيحي العالمي".

تشريح خديعة

وفي مقابل أكذوبة نتنياهو ومن لف لفه عن "حلف الحضارة المسيحية ـ الصهيونية"، ارتفعت أصوات ولو قليلة من مثقفين، بينهم باحثون ومؤرخون يهود، ضد هذه الأكذوبة، ضمنهم المؤرخة اليهودية الفرنسية (التونسية الأصل) صوفي بسيس، التي نشرت كتابا بعنوان "الحضارة المسيحية ـ الصهيونية.. تشريح خديعة". وفيه تأكيد على أن الوقائع والشواهد التاريخية توثق العداء وحتى المذابح التي ارتكبها المسيحيون وخاصة الكاثوليك في حق اليهود، مثلما حدث في الأندلس، وقد وجد اليهود الفارين من بطش المسيحيين ملجأ لدى المسلمين في شمال إفريقيا وعند العثمانيين. ويعترف اليهود أنهم عاش أفضل فتراتهم خلال حكم المسلمين في الأندلس.

والعداء التاريخي موثق فالمسيحيون يعتبرون اليهود قتلة المسيح، رغم أن الفاتيكان وتحت ضغط الأوساط الصهيونية، أصدر في ستينات القرن الماضي تبرئة لليهود من دم المسيح، ثم قدم اعتذارا عن دور الكنيسة الكاثوليكية في مذابح النازية في حق اليهود في الهولوكست.

والمفارقة هنا بالحديث عن النازية أن نتنياهو، وفي أكذوبة تاريخية أخرى، ادعى في 2015، أن مفتي القدس والزعيم الفلسطيني في الأربعينيات، الحاج أمين الحسيني، هو الذي أقنع زعيم النازيين هيتلر بتنفيذ محرقة اليهود في أوروبا. وقال نتنياهو للمؤتمر الصهيوني العالمي في القدس المحتلة، حينها، "إن هتلر إنما كان يريد في 1941 طرد اليهود من أوروبا فقط، ولكن مفتي القدس آنذاك الحاج أمين الحسيني قال له إن اليهود ينبغي أن يزالوا من الوجود وإلا فإنهم سينتقلون إلى فلسطين". ومضى نتنياهو في كذبته ليقول إن هتلر سأل مفتي القدس: "ماذا عساي أن أفعل؟" فأجابه الأخير: "أحرقوهم"!

العداء التاريخي موثق فالمسيحيون يعتبرون اليهود قتلة المسيح، رغم أن الفاتيكان وتحت ضغط الأوساط الصهيونية، أصدر في ستينات القرن الماضي تبرئة لليهود من دم المسيح، ثم قدم اعتذارا عن دور الكنيسة الكاثوليكية في مذابح النازية في حق اليهود في الهولوكست.وقد أثار كلام نتنياهو حينها إدانات حتى من غلاة الصهيونية، الذين اعتبروه تزويرا للتاريخ، ومحاولة لتبرئة هتلر، وتحميل مسؤولية جريمة المحرقة النازية في حق اليهود للفلسطينيين!

وتسقط "خديعة الحضارة اليهودية ـ المسيحية" أمام حقيقة أن اليهود لا يعترفون فقط بالمسيح، بل يقولون كلاما مسيئا في حقه وحق مريم البتول، ويعتبرون "البصق على المسيحيين تقليدا قديما محمودا يجب ممارسته"، كما برر وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، هذه الممارسة التي يقوم بها اليهود المتطرفون في القدس المحتلة بشكل خاص ضد المسيحيين، إلى جانب التضييقات والاستفزازات التي يتعرض لها هؤلاء مثل المسلمين ومقدساتهم خاصة في المسجد الأقصى.. المسلمون الذين في المقابل يعتبرون المسيح نبياً ويعلون شأنه هو وأمه مريم التي نزلت سورة كاملة باسمها في القرآن الكريم.

المسيحيون الصهاينة

من جهة أخرى فإن المسيحيين الإنجيليين، الذين يوصفون بالمسيحيين الصهاينة، وأكثرهم في أمريكا، حيث يبلغ عددهم نحو 80 مليونا، لا يرون في اليهود إلا "مطية" فقط، إذ أنهم يدعمون إسرائيل ليس حباً في اليهود، الذين يكرهونهم في الحقيقة، إنما بمعتقدات غريبة وتفسيرات عجيبة للإنجيل يعتقدون فيها بأن تجمع اليهود في الأرض المقدسة في فلسطين عبر إنشاء دولة الكيان الصهيوني، هو علامة من علامات عودة المسيح المخلص وحرب نهاية العالم، وأنه عندما يعود المسيح فإنه سيخير اليهود بين التحول إلى المسيحية أو الذهاب إلى الجحيم، حيث سيتحولون "إلى كباب"، كما قال حرفيا، المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابيه!

إن المسيحيين الإنجيليين، الذين يوصفون بالمسيحيين الصهاينة، وأكثرهم في أمريكا، حيث يبلغ عددهم نحو 80 مليونا، لا يرون في اليهود إلا "مطية" فقط، إذ أنهم يدعمون إسرائيل ليس حباً في اليهود، الذين يكرهونهم في الحقيقة، إنما بمعتقدات غريبة وتفسيرات عجيبة للإنجيل يعتقدون فيها بأن تجمع اليهود في الأرض المقدسة في فلسطين عبر إنشاء دولة الكيان الصهيوني، هو علامة من علامات عودة المسيح المخلص وحرب نهاية العالم..المفارقة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك تحدث في مقابلة مع القناة الفرنسية LCI عن عودة المسيح المخلص هو الآخر، حيث صرح أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو يوجد تحت تأثير وزرائه المسيحانيين (اليهود) العنصريين لحماية مكانته في السلطة، ولأنه لا يريد فقدان السيطرة على البلد. وقد تحول إلى أشبه بعبد لدى هؤلاء الوزراء الاستعباديين، الذين يفرضون خياراتهم عليه، مع أن الخيار الأفضل لإسرائيل هو العمل إلى جانب الحلفاء الأمريكيين. ولكن على العكس من ذلك فهؤلاء الوزراء يريدون مزيدا من التصعيد نحو حرب أوسع لتسريع مجيء المسيح المخلص".

المسيح المنتظر ولعنة زوال إسرائيل

وتجدر الإشارة إلى أن المشيح أو المِسّيّا بالعبرية، ومعناها المسيح، في الإيمان اليهودي هو إنسان مثالي من نسل الملك داود، يبشر بنهاية العالم ويخلص الشعب اليهودي.

والمفارقة هنا أيضا أن باراك الصهيوني العلماني المزعوم مثل نتنياهو وكثير من الصهاينة (الذين لا يؤمنون بالله، ولكن يؤمنون بأنه وعدهم بالأرض المقدسة!)، يتحدث أيضا بالمرجعيات الدينية اليهودية. ففي أيار/ مايو 2022، أبدى إيهود باراك مخاوفه من قرب زوال إسرائيل قبل حلول الذكرى الـ80 لتأسيسها، مستشهدا في ذلك بـ"التاريخ اليهودي الذي يفيد بأنه لم تعمّر لليهود دولة أكثر من 80 سنة إلا في فترتين استثنائيتين".

وفي مقال له بصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية قال باراك: "على مرّ التاريخ اليهودي لم تعمر لليهود دولة أكثر من 80 سنة إلا في فترتين: فترة الملك داود وفترة الحشمونائيم، وكلتا الفترتين كانت بداية تفككها في العقد الثامن".

وأكد باراك أن تجربة الدولة العبرية الصهيونية الحالية هي التجربة الثالثة وهي الآن في عقدها الثامن، وأنه يخشى أن تنزل بها لعنة العقد الثامن كما نزلت بسابقتها.


وذكر أن "العقد الثامن لإسرائيل أنذر بحالتين: بداية تفكك السيادة ووجود مملكة بيت داود التي انقسمت إلى يهودا وإسرائيل، وبوصفنا كيانا وصلنا إلى العقد الثامن ونحن كمن يتملكنا العصف، في تجاهل فظ لتحذيرات التلمود".

مقالات مشابهة

  • أخبار العالم| إسرائيل تقصف محيط القصر الجمهوري في سوريا.. أمريكا: لن نلعب دور الوسيط بين روسيا وأوكرانيا بعد الآن.. وهاريس: رؤية ترامب تخدم الأثرياء
  • البابا وإسرائيل وأكذوبة الحضارة اليهودية ـ المسيحية
  • الوزير الشيباني: نحن نؤمن أن الطريق إلى الاستقرار يمر عبر الحوار، والتشارك الفعلي بين جميع مكونات الشعب السوري بعيداً عن الإملاءات، وتحت سقف السيادة السورية الكاملة، لأن لا أحد أحرص على سوريا من أبنائها، ولا يمكن لأي قوة خارجية أن تبني دولة قوية دون إرادة
  • د.نجلاء شمس تكتب: بسواعدهم تُبنى الحضارات
  • دراسة أثرية: القدماء المصريين أول من اعترف بحقوق العمال
  • قناة تايلندية تختزل مسارات السفن
  • شاهد | تصعيد خطير في ريف دمشق بين فصائل الجولاني ومجموعات درزية وإسرائيل تدخل على الخط
  • سعد الصغير يستضيف المطرب مروان سعيد ويغنى لـ جورج وسوف
  • تركيا تعلن أسماء الشركات التي ستقدّم خصومات للشباب المقبلين على الزواج! القائمة تضم 20 علامة تجارية
  • آفاق جديدة في التقانات الحيوية.. ندوة علمية على مدرج كلية الهندسة التقنية في جامعة حلب بالتعاون مع المؤسسة الألمانية السورية ومبادرة سوريا المستقبل