شدد وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد، على “أهمية حماية التراث الثقافي المغربي باعتباره إرثا مشتركا لجميع المواطنين والمواطنات المغاربة”، ومشددا على أن “الدفاع عنه يظل أولوية لدى الجميع”.

وفي رده على سؤال تقدمت به عدد من الفرق بمجلس النواب، حول محاولات سرقة التراث الثقافي غير المادي للمغرب، أكد بنسعيد أنه “انطلاقا من الرؤية الملكية السامية، فإن الثقافة هي ذاكرة الشعب والوعي الجماعي للاستمرارية التاريخية وهي الطريق للتفكير والعيش”.

وبناء على هذه الرؤية، يؤكد الوزير بنسعيد، ”اشتغلنا منذ تنصيب الحكومة، على عدد من الإجراءات تهدف إلى حماية التراث الثقافي انطلاقا من مأسسة “la belle maroc”، وهو إطار قانوني لحماية التراث المغربي المادي وغير المادي من الاستعمال غير المشروع، إضافة إلى خلق نقاش هام مع المنظمة العالمية لحماية الملكية الفكرية بجنيف، في أفق توقيع مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون المشترك بين المغرب والمنظمة في إطار جهود المغرب في حماية التراث الثقافي الدولي”.

وأكد بنسعيد أن “المغرب سجل إلى حدود اليوم 13 عنصرا تراثيا ثقافيا غير مادي آخرها الملحون، وسيكون ملف القفطان عنصرا تراثيا مسجلا لدى منظمة اليونيسكو خلال سنة 2025، علما أن المسطرة داخل المنظمة تعطي الحق لكل دولة لتسجيل عنصر واحد كل سنتين”.

وأضاف المسؤول الحكومي، أن “المجلس الحكومي صادق على مشروع قانون رقم 22/32 المتعلق بحماية التراث، وذلك لتدعيم الجانب القانوني المتعلق بمساءلة التراث المغربي الذي سيكون أمام أنظار البرلمان خلال الأسابيع القادمة”.

وشدد بنسعيد على أن “الوزارة اشتغلت على تعزيز الوعي الجماعي بالتراث وأهميته داخل المجتمع، من خلال إطلاق العديد من المبادرات سواء شهر التراث والتعريف بالمواقع التاريخية، وتنظيم عروض تراثية مثل “نوستالجيا” وبث 12 شريط فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تعرّف بتراثنا الثقافي غير المادي، وما تزخر به ثقافة بلادنا من تراث غير مادي غني “.

وقال بنسعيد إنه “عندما نتحدث عن التراث الثقافي غير المادي المغربي، فإننا نتحدث طبعا عن التاريخ والهوية وعن الثروة المغربية. وهي عبارة عن تقاليد وممارسات نعرفها جميعا وشكلت جزءا أساسيا من حياتنا اليومية”.

وتابع بنسعيد أنه “من واجبنا جميعا أن نلتزم بالمحافظة عليه للأجيال القادمة، وأن نعرّف بتراثنا وتاريخنا الغني الذي نتميز به… وربما هذا ما يدفع إلى بناء محاولات تكون فاشلة للسطو على تراثنا المغربي”.

وكشف بنسعيد أن “آخر هذه المحاولات كانت خلال اجتماع لجنة اليونيسكو لصون التراث الثقافي غير المادي بالباراغواي… غير أنه بفضل المسؤولية الجماعية للمغاربة والتنسيق المشترك بين وزارة الثقافة ووزارة الخارجية، بالإضافة إلى المجتمع المدني، تم إفشال هذه المحاولات”.

وأكد المتحدث ذاته أن ”اللجنة ولأول مرة اعتمدت التحفظ الذي قدمته المملكة المغربية ضد إدخال صورة القفطان المغربي في ملف دولة أجنبية (الجزائر)، وهو ما يخالف روح وأهداف مضامين اتفاقية اليونيسكو الموقعة في سنة 2003، المتعلقة بحماية التراث الثقافي اللامادي… لأنه لا ينبغي أن تستغل هذه الاتفاقية لأغراض السطو الثقافي والتوظيف السياسي”.

واعتبر بنسعيد أن “الثقافة جزء مهم من السيادة الوطنية، فهي تقرب بين الشعوب وتعبر عن الهوية… ونعتبر أن هذا الموضوع لا يجب أن يخضع لأي مزايدات سياسية ولا حسابات من الأغلبية والمعارضة… فهو قضية وطنية كذلك ندافع عنها من مختلف المواقع”.

وفي هذا الإطار، قال بنسعيد، يجب التفكير مع النواب البرلمانيين في إيجاد آلية للترافع داخل الأجهزة البرلمانية الدولية للدفاع عن التراث الثقافي المغربي غير المادي وحمايته من السطو”.

وشدد المسؤول الحكومي على أن “المغاربة داخل وخارج المملكة يدافعون يوميا عن التراث كما يراسلون اليونيسكو بشأن ما يقوم به البعض، وهذه المعركة مشتركة بيننا. وحتى وإن غادرنا الحكومة، فإننا سنواصل صراعنا ضد من يسرق أو يحاول السطو على التراث”.

كلمات دلالية المغرب تراث ثقافة

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: المغرب تراث ثقافة الثقافی غیر المادی التراث الثقافی بنسعید أن

إقرأ أيضاً:

مكتبة الملك عبدالعزيز العامة وهيئة التراث توقعان مذكرة تفاهم في مجالات التراث الثقافي الوطني

المناطق_واس

وقعت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة وهيئة التراث, اليوم، مذكرة تفاهم بهدف تعزيز التعاون بين الجانبين في مجالات التراث الثقافي الوطني.

وجرت مراسم التوقيع في المكتبة بالرياض، بحضور معالي المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمّر، ومثّل المكتبة في التوقيع المدير العام الدكتور بندر بن عبدالله المبارك، فيما مثّل الهيئة الرئيس التنفيذي الدكتور جاسر بن سليمان الحربش.

أخبار قد تهمك هيئة التراث: “دحول الصمّان” تكشف عن أن المملكة كانت واحة خضراء قبل 8 ملايين سنة 9 أبريل 2025 - 6:55 مساءً أمير حائل يستقبل مدير فرع هيئة التراث بالمنطقة 8 أبريل 2025 - 5:36 مساءً

وتهدف مذكرة التفاهم إلى تعزيز التعاون بين الجهتين في مجالات متعددة تشمل: توثيق مواقع التراث الثقافي في المملكة، وتبادل المعلومات وتنفيذ مشاريع وبرامج مشتركة بينهما في مجالات التراث والآثار، كدراسة مواقع التراث الثقافي، وإعداد الأطالس، وتطوير قواعد البيانات، وتشمل المذكرة توظيف خبرات الطرفين في مجالات نظم المعلومات الجغرافية وتفعيلها، إضافة إلى تبادل المؤلفات والكتب المتعلقة بالتراث الثقافي السعودي، وتبادل الوثائق والمعلومات والصور والخرائط ذات العلاقة.

وتضمنت المذكرة التفاهمَ في مجالات الحرف والصناعات اليدوية، إذ يعمل الطرفان على إعداد الدراسات والأبحاث ودعم جهود تسويق وترويج الحرف التقليدية، مع إمكانية تفعيل الهيئة لمرافق مكتبة الملك عبدالعزيز العامة من خلال إقامة برامج تدريبية وفعاليات ثقافية، وتشمل المذكرة التعاون في تبادل المعلومات لدعم جهود حصر التراث الثقافي وتوثيقه في مختلف مناطق المملكة.

وشملت المذكرة مجالات التعاون الإعلامي في التسويق والترويج للمطبوعات المشتركة، وتبادل المطبوعات والتقارير العلمية، وإنتاج ونشر مواد مرئية متعلقة بالتراث الثقافي، والعمل المشترك على إصدار كتب مصورة متخصصة، إضافة إلى تنسيق الجهود لعقد محاضرات وندوات ومعارض محلية ودولية متخصصة في التراث الثقافي وتنظيم حملات إعلامية مشتركة.

ونصت المذكرة على التعاون المشترك بين الجانبين في مجال التراث غير المادي، لإعداد محتوى علمي يعكس ثراء التراث غير المادي في المملكة، مع توفير المكتبة لمصادرها النادرة مثل: المخطوطات والكتب والوثائق التاريخية لدعم مشاريع التوثيق والبحوث، فضلاً عن إقامة ورش عمل تعريفية بهذا النوع من التراث في مرافق مكتبة الملك عبد العزيز العامة.

وتأتي هذه الشراكة في سياق اهتمام مكتبة الملك عبدالعزيز العامة وهيئة التراث على توسيع أطر التعاون المؤسسي ودعم الجهود الوطنية في حماية وتطوير التراث الثقافي للمملكة العربية السعودية.

وتقوم مكتبة الملك عبدالعزيز العامة منذ تأسيسها قبل أربعين عاما على حفظ التراث الوطني والعربي والإسلامي بمختلف عناصره من كتب ومخطوطات ومسكوكات نادرة، وصور ووثائق وخرائط وتحفيز وجوده في مختلف المعارض النوعية المتخصصة التي أقامتها، أو تلك التي تشارك فيها داخل المملكة وخارجها، وهيأت المجال للباحثين والمهتمين بالتراث لدراسته وتوثيقه وطبعه وتحقيقه من خلال فروعها المتعددة.

مقالات مشابهة

  • محمد خليفة المبارك: الإرث الثقافي الإماراتي رمز للفخر الوطني
  • «مؤسسة الليوان» تطلق مبادرة «الذكاء الاصطناعي: ملامح المستقبل الثقافي وحفظ التراث»
  • مؤسسة الليوان تطلق مبادرة الذكاء الاصطناعي والمستقبل الثقافي
  • المغرب يقدم طلباً لليونسكو لإدراج القفطان ضمن التراث الثقافي اللامادي للبشرية
  • دار الكتب تحتفل بمرور 155 عامًا في حفظ التراث: إنجازات رقمية وتوسعات ثقافية
  • ندوة تثقيفية في بيوت شباب الإسماعيلية حول أهمية الحفاظ على التراث الثقافي العربي
  • وزير السياحة ومدير اليونسكو بالقاهرة يبحثان تعزيز التعاون لحماية التراث
  • مكتبة الملك عبدالعزيز العامة وهيئة التراث توقعان مذكرة تفاهم في مجالات التراث الثقافي الوطني
  • وزير السياحة ومدير مكتب اليونسكو بالقاهرة يبحثان حماية وصون التراث الثقافي
  • مبروكة تبحث مع عميدة زلطن تطوير العمل الثقافي داخل نطاق بلديتها