العقارات الآيلة للسقوط.. مقابر جماعية
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
تمثل العمارات الآيلة للسقوط في مدينة الإسكندرية تحديًا خطيرًا يهدد أرواح السكان وسلامة المجتمع، خاصة تلك التي صدرت بحقها قرارات إزالة ولم يتم تنفيذها، تعد هذه المباني قنابل موقوتة وسط الأحياء السكنية، حيث تتسبب في حوادث انهيار مفاجئة تُخلف خسائر بشرية ومادية فادحة.
وعلى الرغم من صدور العديد من قرارات الإزالة، إلا أن التباطؤ في التنفيذ وغياب المتابعة الفعالة يزيد من تفاقم المشكلة.
في هذا السياق، تبرز الحاجة إلى تنسيق الجهود بين الجهات المعنية لتسريع وتيرة التنفيذ وضمان سلامة السكان، جنبًا إلى جنب مع إيجاد حلول بديلة وآمنة لأصحاب هذه الوحدات السكنية، بما يحقق التوازن بين الحفاظ على الأرواح وتحقيق الاستقرار المجتمعى.
الاسكندرية300 ألف عقار قنبلة موقوتة بغرب الاسكندرية
يعد ملف العقارات الآيلة للسقوط من أهم العقبات التى تواجه محافظة الإسكندرية، خاصة فى ظل عدم تنفيذ قرارات الإزالة الصادرة من الأحياء، لعدم وجود بديل تطرحه الدولة لسكان العقارات القديمة وعدم قدرة الدولة على توفير شقق سكنية جديدة لنقل السكان إليها، مما يضطر السكان إلى البقاء داخل العقارات الآيلة للسقوط فى انتظار الموت تحت أنقاضها، وأكثر ما يثير فزع السكان هو هطول الأمطار فى فصل الشتاء والذى يعجل بحياتهم.
وتواجه الإسكندرية هذا الخطر الداهم فى 10 مناطق بالأحياء القديمة والتى تحتوى على منازل يعود عمر البعض منها إلى 100 عام، مثل منطقة اللبان، بحرى، المنشية، طابية صالح، القبارى، كرموز، العطارين، محطة مصر، كوم الدكة.
قال المهندس عمرو السيد، أحد سكان الإسكندرية، إن انهيار عقارات الإسكندرية بتلك الوتيرة المنتظمة قد يتحول إلى ظاهرة، إذ تدفع المدينة ثمن البناء المخالف والعشوائى الذى أسّس له فساد الأجهزة المحلية وإدارات المحافظين على مدار سنوات طويلة، إلى جانب الضغط المتزايد على مرافق المدينة وأساساتها بحجة «التطوير»، وتحديداً فى المناطق القريبة من شاطئ البحر، التى واجهت حالة من جنون الهدم، التى تشمل عقارات سكنية أو مبانى تراثية، تمهيداً لبناء بعض الفنادق أو الكبارى.
وأضاف أن مسألة متابعة تنفيذ قرارات الإزالة والترميم هى إحدى أكبر المشكلات التى تواجه الإدارة المحلية بالإسكندرية، كما أن هناك قصورًا فى الرقابة والمتابعة بعد إصدار القرارات، وهو ما يجعل هذه القرارات غير فعالة فى الكثير من الأحيان، كما أن إصدار القرار ليس كافيًا، بل يجب متابعة تنفيذه بشكل دوري، وهو ما نفتقده فى العديد من المؤسسات، كما أن عدم تنفيذ القرارات فى الوقت المناسب يعرض حياة المواطنين للخطر، خاصة فى ظل رفض الكثير من سكان العقارات المهددة بالانهيار مغادرتها، مطالبين بتوفير مساكن بديلة.
وأضاف سعد عبد الله، أحد قاطنى سكان اللبان، تعد المنطقة من أكثر المناطق المنكوبة فى نطاق حى الجمرك، وهى من المناطق الشعبية القديمة والفقيرة، والتى نشأت بطرق عشوائية منذ عهد محمد على باشا، وينتشر بالحى المنازل القديمة وبعض ورش الحدادة ومخازن تجارة الأخشاب، وتعتبر من أكثر المناطق التى تشهد انهيارًا فى العقارات القديمة بالإسكندرية، وهى تمثل ظهيرًا لميناء الإسكندرية وتربط بين منطقة المنشية ومينا البصل.
وقال إبراهيم حسن، أحد سكان منطقة محطة مصر، حياتنا فى خطر وبيوتنا مهددة بالانهيار بسبب تسرب مياه الصرف الصحى تحت مسجد وأربعة منازل أخرى، لأن التسرب يشكل تهديدًا مباشرًا للسكان، حيث تسبب فى هبوط بالشارع المحيط، ما أدى إلى إغلاق الحمامات داخل المسجد. وأشار إلى أن الوضع أثر بشكل كبير على المنازل المجاورة، حيث ظهرت تشققات فى الأعمدة الخرسانية وتلف واضح فى الكمارات والغرف، كما تسبب التسرب فى هبوط داخل أحد المنازل، ما يهدد حياة السكان بانهيار المباني
وأضاف، أن التسرب اكتُشف بالصدفة خلال أعمال تجديد فى المسجد، عندما لاحظ العمال تسربًا من شبكة الصرف الصحى فى الشارع الرئيسي، وعلى الرغم من اكتشاف المشكلة منذ أسبوعين، بسبب نوة المكنسة فإن التشققات والتصدعات فى المنازل المجاورة تعود إلى أكثر من عام، وعلى الرغم من تواصل السكان مع شركة الصرف الصحي، إلا أنه لم تُتخذ أى خطوات إيجابية لحل المشكلة، مطالبا الجهات التنفيذية فى المحافظة، بالتدخل السريع لحل هذه الأزمة قبل أن تتحول إلى كارثة محتملة قد تودى بحياة السكان والمارة، كما دعا إلى ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لتجنب وقوع وفيات أو إصابات، مستشهدًا بحوادث سابقة لانهيار عقارات بسبب الإهمال وتأخر التدخل.
وأكد اسماعيل محمد، موظف، أن العقارات الآيلة للسقوط بالإسكندرية أكثر من 300 ألف عقار، ورغم ذلك لا تزال تسكن تلك العقارات أسر كاملة تنتظر الموت يومياً دون وجود منازل بديلة، أو حلول أخرى لإنقاذهم من سلسلة العقارات المنهارة، ولا يعدّ إيجاد بدائل لتلك الأسر من الأولويات حالياً، كما أنها لا تتقدم نحو إخلاء تلك المبانى من سكانها، وتحميل الأهالى مسئولية البقاء بتلك العقارات، والكشف عن كونها «على قائمة المبانى الآيلة للسقوط».
وأضاف أن ظاهرة سقوط عقارات الإسكندرية يوجد بها خلل قانونى، إلى جانب الخلل الإدارى فى تنظيم عملية الهدم وتسليم إخطارات الترميم، التى أدّت إلى سقوط الكثير من العقارات ووفاة العديد من الضحايا، كما تكشف تاريخاً من البناء المخالف، الذى لم يخضع لأى معايير أمان أو سلامة، فضلاً عن التواطؤ بين الأجهزة المحلية والمقاولين الذين أغرقوا الإسكندرية بمخالفات البناء والتغاضى عنها، حتى إذا كانت عقارات تم بناؤها «من دون تراخيص».
وقالت ابتسام السيد، موظفة، يأتى حى غرب من أكثر المناطق انتشارا للعقارات الآيلة للسقوط، حيث يحتوى على 475 ألف نسمة تقريبًا، وتنتشر به بعض المناطق التى تمثل قنابل موقوتة وفى مقدمتها منطقة طابية صالح التى تقع بين منطقة القبارى ومينا البصل، وقد شهدت المنطقة الشتاء الماضى عددًا من التصدعات والانهيارات الأرضية أدت إلى انهيار منزلين من المنازل العشوائية للأهالى، بالإضافة إلى إنشاء العشش العشوائية على أرض تكاد تكون مفرغة لوجود سراديب «مقابر» جبانة مصر الغربية القديمة، ويوجد بالمنطقة ما لا يقل عن 200 أسرة مهددة فى 10 بلوكات سكنية متجاورة.
دمياطمنازل متهالكة تنذر بوقوع كارثة بفارسكور
تعانى محافظة دمياط من وجود العديد من العقارات الآيلة للسقوط وخاصة بالميادين الرئيسية، مثل منطقة التجارى وباب الحرس، بخلاف وجود عدد كبير من العقارات الآيلة للسقوط بمدينتى عزبة البرج وفارسكور، ورغم صدور العديد من قرارات الإزالة إلا أنها لم تنفذ.
فى البداية يقول باسم صلاح، أحد أهالى مدينة فارسكور، إن هناك العديد من العقارات الآيلة للسقوط وخاصة بالمناطق التى تقع خلف مركز شرطة فارسكور، حيث يبلغ عددهم العشرات، ومنازل آخرى مغلقة بالجنازير والأقفال ولا يوجد بها سكان ويوميا تتساقط منها الحجارة والأتربة على المواطنين.
وتساءلت رانا اسماعيل، ربة منزل، إلى متى تستمر سيطرة النفوذ والمصالح الشخصية؟، مؤكدة أن هناك منازل متهالكة خلف مركز شرطة فارسكور وصادر لها قرار إزالة ومغلقة ولا يوجد بها أحد ولكن بسبب نفوذ بعض المستفيدين من بقائها يتعطل كل شيء، قائلة: «انتظروا حدوث كارثة كعمارة مساكن الجبانة او الفابريكات التى انهارت بدون إصابات»، ولكن تلك المرة لو سقط هذا العقار ستكون الفاجعة أكبر، فالعقار مساحته كبيرة وآيل للسقوط ويمر أسفل منه المئات من المارة.
وتابعت، يوميا تحدث مشكلات عدة بسبب سقوط حجارة على المارة والسيارات فى الشارع، مطالبة الدكتور أيمن الشهابى، محافظ دمياط، بسرعة التدخل لإنقاذ الموقف، مطالبة الإدارة المحلية المختصة إخلاء المبنى سواء بالتراضى أو بالقوة الجبرية حماية للمواطنين، وحال الجهات المعنية هو المخالفة وعدم تنفيذها القرار .
وأعرب عدد من المواطنين عن قلقهم لتواجد هذه المنازل الآيلة للسقوط، وقد صدرت قرارات إزالة فورية من محلية فارسكور لأكثر من 11 منطقة، خاصة منطقة مركز شرطة فارسكور، حيث يوجد أكثر من منزل آيل للسقوط وإخلاء العقارات من السكان والشواغل منذ أكثر من 3 أعوام مما يهدد حياة المئات من الباعة والمترددين على المنطقة.
وطالب ورثة ملاك العقارات الأكثر خطورة باتخاذ الإجراءات اللازمة لإزالة العقارات وحملوا مسئولى المحافظة المسئولية المدنية والجنائية فى حالة حدوث أية أضرار بالأرواح والممتلكات، خاصة بعد أن تساقطت أجزاء خرسانية من المبانى الصادر لها قرارات إزالة فورية وعددهم تخطى 42 منزلا آيلا للسقوط و خطورة داهمة، وأخطر هذه الأماكن منطقة مركز شرطة فارسكور.
قنا..بسبب عيوب التشطيب.. 18 عمارة تواجه الانهيار بنجع حمادى
كارثة بكل المقاييس وأزمة حقيقية يعيشها المواطنون بعمارات الإسكان الاجتماعى بمنطقة هو 1 فى حاجر جبل الوحدة المحلية بقرية «هو» بمركز نجع حمادى فى قنا، بسبب مياه الصرف الصحى التى باتت تهدد أساسات وجدران ما يقرب ٤٣٢ وحدة سكنية موجودة فى ١٨ عمارة سكنية جرى تسليمها مع بداية شهر إبريل فى عام ٢٠٢٠ بتكلفة إجمالية بلغت حينها ٥٤ مليون جنيه، كمشروع إسكانى تابع لوزارة الإسكان وبنظام التمويل العقارى.
الأزمة وفقًا لما ذكره الأهالى ودونته «الوفد» وجود عيوب كبيرة فى مواسير الصرف الصحى، وخطوط مياه الشرب، وانسداد الخطوط الرئيسية لشبكة الصرف الصحى للعمارات السكنية، ماجعل مياه الصرف تتناثر على الجدران وأسفل العمارات، تاركة أثرها على حوائط البنايات الخارجية للعمارات، أمام أعين المواطنين، فى مشهد ينذر بكارثة وشيكة.
يقول أحمد أبو الوفا، صاحب إحدى الشقق السكنية، إن هناك مشكلة كبيرة فى شبكة الصرف الصحى الخاصة بالمشروع، مضيفًا أن مياه الصرف الصحى بكل العمارات السكنية ومياه الشرب، مختلطة على بعضها، على حد وصفه، مضيفًا أن المياه المختلطة تغمر شوارع المشروع وأسفل العمارات السكنية.
وذكر «أبو الوفا»، أن الأزمة موجودة منذ أن تم تسليم الشقق لأصحابها، وكانت هناك وعود من قبل المسئولين بحل الأزمة حينها، موضحًا أن هناك من اعترض من أصحاب الوحدات فى بادئ الأمر على الاستلام، إلا أن المسئولين وعدوا بحل الأزمة بعد الاستلام، وهناك من رفض استلام الشقق حتى الآن، بسبب عيوب التشطيبات خاصة فى دورات مياه الوحدات، والتى ظهرت بوضوح مع سكن الأهالى فى الوحدات واستخدامهم لدورات المياه.
واستكمل أن الأزمة معروضة على مجلس قروى «هو»، والذى يكتفى بالمرور والانصراف على العمارات السكنية دون اتخاذ أى خطوة لحل الأزمة، فى حالة الشكوى، بالإضافة لتوزيع الاتهامات بين المقاول والشركة المنفذة ووزارة الإسكان، لافتًا إلى أن المشكلة سببها أن تقفيل السباكة والصرف من البداية غير صحيح، وهو ما سبب أزمة، مضيفًا أن المشكلة ليست فى خطوط الصرف الصحى فقط بل أن هناك أحد خطوط مياه الشرب لها أكثر من شهرين وهى تسرب مياه بدون أن يلتفت إليها أحد أو يحاول صيانتها، والحال كذلك فى ماسورة إطفاء فى المدينة تعانى من تسرب المياه.
وتحدث كرم فوزى، من سكان عمارات مشروع إسكان «هو»، أن بلاعات الصرف الصحى مسدودة كما هو واضح، وهو ما جعل مياه الصرف الصحى ترجع للشقق من جديد، وأسفل العمارات السكنية، وأوضح أن هذا يعد خرابًا ومع الوقت من المفترض أن تلك العمارات قد تقع.
وأضاف أن البنية التحتية كلها مسدودة والصرف الصحى يعود مرة أخرى للشقق، وأوضح أن الأزمة موجوده منذ أن تم تسليم المكان وهو أن أغلب البلاعات مسدود ولا تعمل.
وتابع: «أننا تقدمنا بشكاوى عديدة للجهات المعنية والتى ألقت المسئولية على بعضها»، مؤكدًا أن هناك عددا من المواطنين رفض أن يسكن فى الوحدات الخاصة بهم، بسبب أزمة الصرف الصحى ورجوع مياه الصرف على الشقق مرة أخرى، مطالبًا المسئولين والجهات المعنية بتغيير البنية التحتية، حفاظا على سلامة المبانى من الانهيار بعد سنوات قليلة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مقابر جماعية العقارات الايلة للسقوط العقارات الآیلة للسقوط مرکز شرطة فارسکور العمارات السکنیة میاه الصرف الصحى قرارات الإزالة من العقارات العدید من أن هناک أکثر من إلا أن کما أن وهو ما
إقرأ أيضاً:
وزيرا الزراعة والإسكان يبحثان عدداً من الموضوعات المشتركة
عقد علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، والمهندس شريف الشربيني وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، اجتماعاً اليوم، بمقر وزارة الإسكان، لبحث عدد من الموضوعات المشتركة، وسبل تعزيز التعاون بين الوزارتين.
موقف خطة تحديث الأحوزة العمرانية
حضر الاجتماع بعض مسئولى الوزارتين، وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، والهيئة العامة للتخطيط العمراني، ومركز بحوث الصحراء.
بحوث الهندسة الوراثية يستعرض دور التكنولوجيا الحديثة في دعم الزراعة المستدامةوناقش الوزيران، موقف خطة تحديث الأحوزة العمرانية، والتى تتولى تنفيذها الهيئة العامة للتخطيط العمراني التابعة لوزارة الإسكان، ومشروعات النفع العام، وكذا موقف بعض مشروعات الصرف الصحى التى ينفذها الجهاز التنفيذى لمياه الشرب والصرف الصحى التابع لوزارة الإسكان، وتعظيم الاستفادة من المياه المعالجة فى الأعراض المخصصة وطبقاً للمعايير العالمية المعمول بها في هذا الشأن.
الزراعة تعلن حصول لجنة مبيدات الآفات الزراعية على شهادتي الأيزو 9001/2015 و 21001/2018واتفق وزيرا الزراعة والإسكان، على ضرورة مواصلة العمل المشترك، والتنسيق بين المختصين من الوزارتين والجهات التابعة لهما، بما يحقق مصلحة الوطن، ويوفر الخدمات للمواطنين على أعلى مستوى، فى إطار النهضة العمرانية الكبيرة التى تشهدها الدولة المصرية في عهد فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي.