تجربة اجتماعية مثيرة.. هذا ما حدث لأطفال تخلوا عن هواتفهم 21 يوماً
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
في بداية العام الدراسي الجديد، وافقت ليانا البالغة من العمر 12 عاماً على التخلي عن هاتفها لمدة ثلاثة أسابيع كاملة، وقبل وضع هاتفها في صندوق مقفل، ضمن تجربة جديدة، اعترفت طالبة الصف الثامن: "لن أقول إنني مدمنة عليه، لكنه أحد أولوياتي الرئيسية، ما يقلقني بشأن حظر الهاتف هذا هو فقدان الاتجاهات وما إلى ذلك".
كما أضافت: "إذا كنت مملاً، فلن يرغب الناس في أن يكونوا أصدقاء لك"
ووفق صحيفة "ميترو" ، عواقب التجربة الاجتماعية الخالية من الهاتف المحمول، التي شاركت فيها ليانا، إلى جانب 25 زميلًا في مدرسة ستانواي في إسيكس، كانت موضوع برنامج القناة الرابعة الجديد "Swiped المدرسة التي حظرت الهواتف الذكية".
وفي البداية، كان الأطفال مضطربين بدون هواتفهم، حتى إن أحدهم قال: "لقد وضعت حياتي هناك للتو".
هذا ما قاله هاري، 11 عاماً، بشكل درامي، بينما أسقط هاتفه المحمول في الصندوق المغلق في مدرسته.
وسرعان ما شعر طلاب الصف الثامن بتأثير الحياة بدون الدوبامين السريع الذي يحصلون عليه عادةً من الهاتف، قال أحد التلاميذ إنه أُجبر على قراءة كتاب كملاذ أخير، بينما شوهد آخر يضرب بعض العشب بعصا بلا هدف، وشعر آخر بالصدمة لفقدان جهازه.
وتصل الأمور إلى نقطة الغليان في الحلقة الثانية من البرنامج، عندما يكافح أحد التلاميذ للذهاب إلى الفراش بدون وسائل الراحة عبر الإنترنت.
الإدمان السلوكيمن المثير للقلق وفق الصحيفة، أن الاستخدام المتكرر لوسائل التواصل الاجتماعي وجد أنه يزيد من خطر إصابة الطفل بالاكتئاب بنسبة 27٪، و يحذر رانجان تشاترجي، وهو طبيب يظهر مع مقدمي البرنامج "Swiped"، من أن واحداً من كل أربعة أطفال يستخدمون هواتفهم الآن بطريقة تشبه الإدمان السلوكي.
وقال الدكتور رانجان لميترو: "نحن نسير نائمين نحو أزمة الصحة العقلية، لا يتعلق الأمر فقط بالمحتوى الذي يستهلكه هؤلاء الأطفال عبر الإنترنت مثل المواد الإباحية العنيفة، ولكن أيضاً بما تفعله هواتفهم بهم جسدياً، من حيث أشياء مثل النوم والقلق، أعتقد أننا نخذل أطفالنا جماعياً كمجتمع، أنا لا ألوم الآباء عندما أقول ذلك، أعتقد حقاً أنهم يبذلون قصارى جهدهم، لكننا بحاجة إلى التفكير حقاً في الجوانب الصحية للتكنولوجيا والجوانب الضارة".
وخلال التجربة التي أجريت في مدرسة ستانواي، راقب باحثو جامعة يورك كيف تحول سلوك الأطفال، حيث كان على كل مشارك القيام بسلسلة من المهام المعرفية التي اختبرت انتباههم وأوقات رد فعلهم وذاكرتهم قبل وبعد التخلي عن هواتفهم.
وكان أحد الاختلافات الرئيسية التي لوحظت، بعد 21 يوماً بدون هواتف، أن الأطفال أبلغوا عن ساعة إضافية من النوم كل ليلة، ووصفت الأستاذة ليزا هندرسون، الباحثة في جامعة يورك، التجربة الاجتماعية بأنها "الأولى من نوعها".
ومع تقدم العرض، شهد الباحثون المشاركين يتكيفون مع الحياة بدون هواتفهم ويستمتعون بضغوط أقل في حياتهم اليومية.
وكشف مات، وهو صبي من المشاركين، أنه اكتشف أنه كان يصنع المزيد من الموسيقى، وحظر الآن الهواتف في استوديو التسجيل الخاص به.
وفي تأمله للتجربة، حث الدكتور رانجان الآخرين صغاراً وكباراً على التفكير في التخلي عن هواتفهم في أوقات معينة.
ويضيف: "إنها لا تؤثر بشكل مباشر على الصحة العقلية لأطفالنا فحسب، بل تؤثر على المجتمع ككل، إذا لم يكن أطفالنا بخير، فلن يكون أحد بخير، لقد رأينا أن نصف الأطفال قد شاهدوا مواد إباحية عنيفة على شاشة في سن 13 عاماً، كيف سيتشكل شعورهم بالجنس والحميمية من خلال ما شاهدوه عبر الإنترنت؟ ماذا يعني ذلك بعد 10 أو 20 عاماً عندما يكون هؤلاء الأطفال في الثلاثينيات من العمر؟ ما هي الآثار المترتبة على ذلك؟ ".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية تكنولوجيا الصحة العقلية والنفسية
إقرأ أيضاً:
«الإمارات بأعين عربية» يروي التجربة الرائدة للنهضة في مكتبة محمد بن راشد
دبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةنظمت مكتبة محمد بن راشد، بالتعاون مع دار «كتّاب للنشر»، حفل إطلاق وتوقيع كتاب «الإمارات بأعين عربية»، الذي يقدم صورة متكاملة عن النهضة الاستثنائية التي شهدتها الدولة، من خلال أعين 16 كاتباً عربياً بارزاً.
وحضر حفل توقيع الكتاب معالي محمد أحمد المر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، إلى جانب عدد من أعضاء مجلس الإدارة، كما شهد مشاركة واسعة من الأدباء والمثقفين والمهتمين، حيث استضاف الكاتب جمال الشحي مؤلفي الكتاب، سلطان سعود القاسمي، مؤسس ومالك مؤسسة بارجيل للفنون، والأكاديمي الدكتور عبدالخالق عبدالله، في جلسة حوارية غنية حول التجربة الإماراتية في النهضة المستدامة.
وافتُتحت الفعالية بعرض فيديو قصير شارك فيه مجموعة من الكتّاب الذين ساهموا بمقالاتهم ورؤاهم في كتاب «الإمارات بأعين عربية»، لتسليط الضوء على تجربتهم وانطباعاتهم عن دولة الإمارات، حيث عبّر كل منهم عن امتنانه الكبير للفرص التي أتاحتها لهم الدولة ودورها المحوري على صعيد المنطقة والعالم العربي في قيادة النهضة؛ لكونها نموذجاً متفرداً للتقدم وصناعة الإنسان.
وأكد المؤلفان، أن فكرة الكتاب جاءت نتيجة نقاشات مستمرة حول الحاجة لتوثيق التجارب الشخصية مع الدولة، وأن الكتاب يقدم صورة حقيقية لدولة الإمارات بعيون شخصيات عربية عاشت في الدولة على فترات متعددة، وشهدت النهضة الشاملة.
وأشارا إلى أن التجارب الفردية لهذه الشخصيات كانت مليئة بالمشاعر الإيجابية، وعكست بقوة خصوصية المجتمع الإماراتي وقدرته على استيعاب الثقافات المختلفة، وأن كل إنسان يجد فرصته هنا، سواء كان في مجال العمل أو الإبداع، حيث إن الدولة تفتح أبوابها للطموحين. وأوضح المؤلفان أن الكتاب يشكل مشروعاً ثقافياً يؤصل المعرفة ويسلط الضوء على التنوع الثقافي والاجتماعي في الدولة.
وفي مداخلة لمعالي محمد أحمد المر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، استذكر في زيارته لولاية كيرلا الهندية محل تحف وهدايا من دولة الإمارات، مشيراً إلى أن صاحب المحل، الذي تحدث العربية باللهجة الإماراتية، عاش في دولة الإمارات لمدة 40 عاماً، عمل خلالها في شرطة دبي وتجارة الأقمشة. وتابع أن هذه الشخص جلب العديد من القطع التراثية من دولة الإمارات إلى كيرلا، وعرضها في متجره مع موسيقى وأغانٍ إماراتية. وأكد أن هذا النموذج يمثل قصص آلاف المقيمين وإقامتهم في الدولة، وإسهاماتهم في نقل الثقافة العربية إلى مجتمعاتهم بعد عودتهم لأوطانهم.
كما تحدث عن دور الأدب في تقديم صورة عن الشعوب، مستشهداً بتجربته الشخصية في مجموعته القصصية «دبي تيلز»، والتي شهد أحد المصرفيين النمساويين بأنها ساهمت في معرفته المجتمع المحلي والإنسان الإماراتي، مثل مشاعره وأسلوبه في التعامل مع القضايا الوجودية.