قبل 7 سنوات أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية –ولا تزال– عن مكافأة 10 ملايين دولار لمن يدلى بمعلومات تؤدى إلى تحديد موقع عدوها القيادى الداعشى أبومحمد الجولانى زعيم «جبهة النصرة».. واليوم أصبح الجولانى نجما تستضيفه القناة الفضائية الأمريكية الأشهر «سى إن إن».
فهل أسلم صناع القرار فى أمريكا؟ أم تصهين الجولاني؟
إنها ببساطة «الفوضى الخلاقة» فى أوضح صورها، وما تثيره من تحولات لحظية، تخطف أنظار المستبشرين بالديمقراطية الأمريكية أو بمعنى أدق «المستبشرون بالجحيم».
فعدو الأمس هو صديق اليوم، حتى لو كانت الخصومة بين تطرف إسلامى وتطرف مسيحى غربى.
يطالبنا الأمريكان بنسيان أيديهم الملطخة بدماء 45 ألف فلسطينى فى غزة، وحاضرهم وماضيهم الممتد فى دعم إسرائيل، ثم يظهر المنقذ الأمريكى الرئيس جو بايدن، ويقول : «يجب أن تتم محاسبة الأسد؟»
ألا تجب محاسبة نتنياهو أيضا يا سيادة الرئيس؟ ألا تجب محاسبة إدارتك التى دعمت إسرائيل بالسلاح والمال والدبلوماسية، من أجل إبادة غزة؟
إن غالبية شعوب المنطقة العربية، عدا مصر، تسير على الخطوط الواضحة التى رسمها المستشرق اليهودي برنارد لويس، للسياسة الأمريكية فى مواجهة الإسلام الراديكالى.. لكن هل يحتاج الإسلام الراديكالى كل هذا اللف والدوران؟
إنه اللف والدوران الأمريكي، والبراعة فى استخدام الخصوم لتدمير أنفسهم، ليس لمواجهة الإسلام الراديكالى فحسب، وإنما استعمار المنطقة باعتبار الولايات المتحدة وريثة الإمبراطورية الاستعمارية الأوروبية بعد الحرب العالمية الثانية.
وانظروا جيدا إلى الجولانى أو أحمد الشرع، وكيف ستتوقف غزواته أمام حدود إسرائيل.. بل سنشاهد سياسة حسن الجوار بين التنظيمات السورية المسلحة وبين الجيش الإسرائيلى على حدود الجولان.
يتفاؤل كثير من الناقمين على إيران، بالأوضاع فى سوريا، معتبرين أن خسائر حزب الله فى لبنان، ورحيل حليفها بشار الأسد وطائفته العلوية، وانكفاء العراق على داخله، هى دليل على انحسار المد الشيعى فى المنطقة.
ويتشاؤم أكثر منهم، بالأوضاع فى سوريا، معتبرين أن الرابح الأكبر هى إسرائيل التى ستتوسع أكثر، وخلفها الولايات المتحدة التى تستفيد من تقلص النفوذ الروسى فى المنطقة.
وبين المتفائلين والمتشائمين، تبرز محاور عمل خطة برنارد لويس، فى تحالف الغرب مع تركيا وإسرائيل لترويض المنطقة، ومواجهة الإسلام الراديكالي، وهو ما يحدث فعلا، مع «استثمار التناقضات العرقية والعصبيات القبلية والطائفية»، لتحقيق الفوضى الخلاقة..
وتبقى مصر طاقة الأمل فى مواجهة الفوضى الأمريكية.
وكما سقطت على حدودها الشرقية والغربية، التنظيمات الإرهابية، فستسقط أيضا كل المؤامرات ضدها.
حفظ الله مصر وجيشها وشعبها إلى يوم الدين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إبادة غزة
إقرأ أيضاً:
ما دور المسلمين الجدد بالغرب في نشر الإسلام؟
واستضافت الحلقة عضو مجلس الفتوى في بريطانيا الدكتور محمد علي بلاعو، الذي قال إنه لا توجد إحصاءات رسمية لعدد من يدخلون الإسلام في دول الغرب، واصفا الأمر بالمتعمد من جانب الحكومات.
ويوجد في أوروبا عدد كبير من المسلمين الجدد لكن العدد الأكبر من هؤلاء يوجد في أميركا اللاتينية التي يمتلك سكانها إيمانا قويا بالمسيحية على عكس أوروبا التي ينتشر فيها الإلحاد، كما يقول بلاعو.
ومع ذلك، لا يمكن الإمساك بإحصاءات دقيقة لعدد من يدخلون الإسلام "لكن هذه الأعداد تزيد بسبب الأحداث الحاصلة حاليا في فلسطين وأيضا بسبب عمل مراكز الدعوة".
وتكمن العبرة في نقل الإسلام بالكيف وليس بالكم، وعلى معرفة أن الإسلام دين سماحة وسعة صدر ولا مساحات رمادية فيه ولا أمورا محظورة مناقشتها، كما يقول بلاعو.
تزايد المسلمين رغم حملات التشويه
وفي حين تتزايد حملات تشويه الإسلام في الغرب إلا أن الإقبال عليه في تزايد أيضا وذلك بسبب الفراغ الروحي الذي تعانيه هذه المجتمعات، حسب بلاعو.
وتلعب أخلاق المسلمين في الغرب دورا مهما في نشر الإسلام أيضا لأنها تتعارض مع ما يتم بثه من مزاعم تحاول النيل من هذا الدين، فضلا عن المبادرات التي تحاول تعريف غير المسلمين بالدين.
إعلانكما لعبت الأحداث التي يتعرض لها المسلمون في فلسطين تحولا كبيرا في العالم الغربي ودفعت كثيرين لاعتناق الإسلام بعدما شاهدوا ما يتعرض له الفلسطينيون من قتل وتنكيل، وما رأوه منهم من صبر وأخلاق وفق بلاعو.
وتطرق الضيف لقصة رجل كان أقرب للإلحاد لكنه أسلم لما رأى الشيخ الشهيد خالد النبهان وهو يقبل حفيدته الشهيدة (روح الروح) في صبر وجلد قبل دفنها.
وفي بريطانيا، قالت سيدة إنها ذهلت لما رأت واحدة من الأمهات في قطاع غزة وهي تودع ابنها الشهيد وتقول "يا رب لك الحمد، يا رب خذ من دمائنا حتى ترضى"، مضيفة أن هذا الأمر دفعها للبحث في الإسلام وأنها عندما فتحت المصحف لأول مرة وقعت عينها على قوله تعالى "لهم دار السلام عند ربهم" فكانت سببا في إسلامها.
الدعوة إلى الله بعزة
ويرى بلاعو أن على الدعاة والمراكز أن تدعو لدين الله بعزة لا أن تتوسل الناس التعرف عليه، قائلا إن الإسلام عزيز ويدعو للعزة حتى وأنت تدعو غير المسلمين إليه.
وإلى جانب العزة، فعلى الداعي أن يبث روح الإيمان فيمن يدعوهم لدين الله، فقد بعث النبي صلى الله عليه مصعب بن عمير رضي الله عنه، وكان شابا غنيا منعما، للمدينة فحولها إلى بيئة تتنفس الإسلام، يضيف بلاعو.
ورغم موته رضي الله عنه مبكرا، فقد كان ممن شاركوا من الأنصار في غزوة الخندق ومن أتوا في عام الوفود ومن شاركوا في فتح مكة كلهم ممن أسلموا على يديه، وفق المتحدث.
وعلى الدعاة أيضا أن يراعو فقه الأولويات -كما يقول بلاعو- لا أن يمسكوا في هوامش الأمور وكأنها هي أصل الإسلام. ومن ذلك مسألة الحجاب مثلا التي لا يجب وضعها كحاجز أمام إسلام المرأة وإنما تعريفها بكونها فرضا من فروض الدين لا يحول خلعه دون دخولها فيه.
ويجب على المسلمين ألا يستهينوا بالدور المهم لوسائل التواصل الجديدة والتي أسلم كثيرون بسببها، وفق بلاعو، الذي قال إن طاولات التعريف بالإسلام في الجامعات والمطارات والأسواق لعبت أيضا دورا في نشر الإسلام داخل بريطانيا.
إعلانفقد بدأت الطالبات في بريطانيا مثلا تنظيم يوم أسبوعي للحجاب في الجامعات لتعريف غير المسلمات به وتعريفهن عليه، وقال بلاعو إن النساء تلعب حاليا دورا مهما في الدعوة إلى الله بدول الغرب.
وختم بلاعو بالتأكيد على أن الدعوة مسؤولية كل مسلم ومسلمة وليست مسؤولية الدعاة فقط، وقال إن على كل مسلم أن يدعو إلى الله بما توفر له من وسائل وأسباب وألا يحتقر في هذا الشأن أمرا.
13/3/2025