ماذا ننتظر من الإعلام فى تشكيله الجديد وماذا نتوقع من القائمين على المنظومة الإعلامية فى ظل هذا التداعى غير المسبوق للأحداث العربية والعالمية وخاصة دول الجوار والأشقاء فى سوريا وفلسطين وغزة والسودان وليبيا والعراق واليمن.. الوطن العربى فى محنة ونكبة كبرى تقترب من نكبة 1948 وكأن عقارب الساعة قد عادت إلى الوراء أكثر من 75 عامًا وها نحن نرى دولًا عربية قد نالت الاستقلال والتحرر من الاستعمار تسقط فريسة للآلة الغربية التى تستخدم الدول والكيانات والفصائل العقائدية والدينية لتفتيت هذه الدول الشقيقة وتقسيمها ووضعها فى حالة حروب داخلية تسمح بعودة الإستعمار فى صور وقوالب جديدة وحديثة مستخدمين الإعلام والمنصات وشبكات التواصل الجديدة فى نقل صور وأخبار مفبركة وكاذبة تقطع أوصال الوحدة الداخلية وتقسم المجتمع خاصة أن معظم تلك الدول كانت تحكم بأسلوب الحكم الفردى ولم تسمح بالحرية السياسية الوطنية وإنما استسلمت لفكرة الوجود من خلال الاستقواء بالآخر وبمنح الغرب أو الشرق قواعد وأراضى وتحكم فى السياسة وفى الجيش، وتم بناء قواعد عسكرية لدول شرقية وغربية وتم إعطاء مساحات لفصائل عقائدية وعرقية كلها كانت معول هدم للبلدان العربية ولم تحم الحاكم ولم تنصف الشعوب المقهورة الفاقدة لحريات التعبير ولم تكمنها من الانتماء للوطن والأرض فاتجهوا إلى الانتقال وإلى الهجرة خارج الأوطان.
مصر دولة عظمى وكبرى ولها جيش عظيم وقيادة حكيمة وطنية بالرغم من أى اختلافات فى الإدارة وفقهه الأولويات لكننا لا يمكن أن نقارن ما يجرى من حولنا بذات أحوالنا فى الوطن لأننا نعرف معنى الفوضى وهذا التشرذم وفقدان الأمن والأمان وأن أى فصيل أو مجموعة لا تعترف بالتغيير السلمى ما هى إلا معول هدم فى جدار الوطن الصلب ونسيجه الذى لم تستطع أعتى وأشرس الجيوش التتارية أن تنال منه لكننا الآن بحاجة إلى إعلام واع مستنير... إعلام يسمح بالمعارضة الوطنية التى تهدف إلى كشف المثالب من أجل الإصلاح والتغيير، نحن نحتاج إلى إعلام يعزز الهوية وينمى الوعى وحزمة من القوانين الفاعلة لمكافحة ما يبث من أخبار كاذبة ومغلوطة حول الوطن والإدارة كما علينا الإستعانة إلى فريق سريع لقياس الرأى العام من كافة الجوانب وتحليل المضمون وكتابة مقترحات حقيقية وسريعة وتوصيات جادة لتغيير الخطاب الإعلامى الحالى... من الأفضل اختفاء بعض الوجوه والأصوات والأقلام التى فقدت مصداقيتها وحكمتها...أيضا على الإعلام وكياناته الجديدة تغيير خريطة البرامج على الشاشات والمنصات الإلكترونية. وكذلك متابعة دقيقة وعلمية من خبراء وعلماء وأساتذة لكل ما يكتب ويبث محليًا ودوليًا على شبكات التواصل... نريد دراسة متأنية ومحايدة لكل من يكتب من المجتمع بكامل فئاته العمرية والاجتماعية والعلمية وتقديم التوصيات لحل القضايا والمشكلات بطرق تقوى من دور الدولة وتربط بينها وبين المواطن... نحتاج إلى السياسيين المخضرمين أكثر من حاجتنا الآن إلى أهل الثقة فقط حتى نقف جميعًا صفًا واحدًا أمام كل التحديات الاقتصادية والإقليمية والمجتمعية ونلتف حول الوطن والجيش فى مهمة التصدى لكل ما يحاك لنا... الجبهة الداخلية هى الحصن الحصين للأمن والاستقرار ومصر جيش وشعب يريد ألا يفقد وطنه أو أرضه أو سيادته أو استقلاله أو حريته تحت أى ظرف أو مسمى أو هدف... علينا أن نطالب بسياسة إعلامية واضحة وأهداف وطنية ومساحات من الرأى والرأى الآخر فلا تكون كل الصور وردية ولا سوداوية وإنما نحاول تقديم خطاب إعلامى وطنى محايد إلى حد كبير...الإعلام هو السلاح الأخطر فى حروب الألفية الثالثة والرأى العام وتشكيله يبدأ من كلمة وصورة وخبر فى قوة الطلقات والذرات النووية... دعوة للجميع غيروا الإعلام وسياساته وآلياته بمهنية وحرفية وشفافية من أجل هذا الوطن....
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
حكاية أطفال الأنابيب (٢)
يبدأ طفل الأنابيب بالتحام الحيوان المنوي بالبويضة في المختبر، و هذا يعنى أن نحصل من مبيض الأم على بويضة ناضجة، أو مجموعة بويضات ناضجة، ثم تحضير السائل المنوي من الزوج ، واستخراج الحيوانات المنوية. بالطريقة التقليدية يجمع عدد كبير من الحيوانات المنوية مع البويضة في طبق مخبري يوفر أجواء مثالية لكى يخترق واحد من هذه الحيوانات جدار البويضة، و تلتحم المادة الجينية للحيوان المنوي بالمادة الجينية البويضة، و بمشيئة الله يحدث أن تبث الحياة في البويضة المخصّبة، و تبدأ الخلية بالانقسام إلى مجموعة خلايا، و بعد خمسة أيام من اتحاد الحيوان المنوي بالبويضة، يصبح المسمَّى جنينا، و تتم إعادته إلى الرحم.
الأغلب حاليا ألا يتم العمل بهذا الشكل التقليدى الذي شرحناه، و لكن يقوم الطبيب بعمل تلقيح مجهري، و يتم ذلك لزيادة احتمالات النجاح، و خاصة إذا كان عدد الحيوانات المنوية قليلا، أو أن هناك عيب كبير في قدرتها على الحركة، و بدلا من أن تترك المسألة لقدرة الحيوان المنوي الذاتية على اختراق جدار البويضة، يتم استخدام أنبوبة مخبرية دقيقة تحمل الحيوان المنوي و تخترق جدار البويضة ، و قد أصبح هذا هو الغالب في مختبرات أطفال الأنابيب.
في بداية تاريخ أطفال الأنابيب كانت البويضة تؤخذ من الأم التى وصل المبيض فيها إلى مرحلة إنتاج بويضة ناضجة بالطريقة الطبيعية، و حيث أن كثيرا من الأخوات لا تكتمل لديهن الدورة المبيضية بحيث نحصل على البويضة الناضجة، كان لا بد من اتباع طرق علمية تحقق اكتمال الدورة المبيضية حتى مرحلة البويضة كاملة النضج، ليتم استخراجها جاهزة للتلقيح المجهري، والسؤال كيف؟
تمكن العلم من فهم الطرق الفسيولوجية التى توصل المبيض لإنتاج البويضه الناضجة، وهذا قادنا إلى التوصل إلى صناعة الأدوية المشابهة تركيبا و وظيفة للهرمونات التي تفرزها أجهزة الجسم، و تؤدى إلى تحفيز و اكتمال الدورة المبيضية حتي نحصل على البويضات الناضجة.
و بتبسيط شديد يمكن شرح هذه الدورة الفسيولوجية كالتالي : يحتوى كل مبيض على آلاف الجريبات، و كل جريب منها يحتوى على بويضة بدائية ( غير ناضجة)، في الأحوال الطبيعية تدخل عدد من هذه الجريبات في عملية إنضاج ينتهى واحد منها أو اثنين للوصول إلى البويضة الناضجة. و لحدوث هذه الدورة و اكتمالها، فإن المبيض يكون تحت تأثير حافز يفرزه الفص الأمامي للغدة النخامية الموجودة في المخ وهو هرمون (FSH ) ، وعند الوصول إلى هذه المرحلة، يلزم إخراج البويضة الناضجة من الجريب الذي يحتويها، و يتم هذا إذا تعرضت لمؤثر يعمل كمشغل العربة، يعنى مثل طفرة فجائية، و هذا الحافز هو هرمون ( LH ) ، وهو يُفرز عند توفر شروط خاصة لها علاقة بمستوى هرمون الاستروجين الذي ينتج من المبيض، وعدم خروج هذا الهرمون في الوقت المناسب، أو خروجه قبل اكتمال نضج البويضة، يعنى عدم القدرة على الحصول على البويضة الناضجة. و هذه العمليات العبقرية التى تحدث يوميا مع آلاف الانات تخضع لإدارة منطقة في الدماغ ( hypothalamhs ) و يسميها العرب المهاد أو الوطاء، و يصدر عنها مواد تتحكم في الدورة الهرمونية التى تحدث في الغدة النخامية و من ثم في المبيض.
وعندما تم اكتشاف تركيب هذه الهرمونات و الحصول عليها بعدة طرق أحدثها طريقة الهندسة الوراثية، أصبح استخدامها يؤدي إلى الحصول على عدد أكبر من البويضات الناضجة، و هذا يزيد من فرص النجاح، كما أمكن تفادى خروج هرمون ( LH ) قبل الوقت المناسب، و ذلك باستخدام أدوية تلغى تأثير العوامل التى يفرزها المهاد،و بالتالى نصل إلى التحكم الكامل بعملية الإباضة دون تدخل الجسم، وهذا أيضا أدى إلى زيادة فرص النجاح.
SalehElshehry@