في تحول درامي في الحرب الأهلية السورية، تمكن المتمردون المعارضون للرئيس بشار الأسد، بقيادة جماعة "هيئة تحرير الشام" (HTS)، من التقدم بسرعة من معقلهم في شمال غرب سوريا، ليحققوا السيطرة على مدن رئيسية، وصولًا إلى سقوط العاصمة دمشق والإطاحة بالرئيس الأسد. هذا التقدم السريع والمفاجئ تم خلال أسبوعين فقط، حيث تحرك المتمردون في قوافل من المركبات الصغيرة والدراجات النارية على طول الطريق السريع الرئيسي في سوريا، محتلين مدينة تلو الأخرى دون مقاومة كبيرة.

من يسيطر على سوريا؟

ومع تقدمهم إلى الجنوب، استولى المتمردون على مدن رئيسية مثل حلب وحماة وحمص، وهي مدن كانت تحت سيطرة نظام الأسد لسنوات. استمر الهجوم بسرعة كبيرة، وفي أوائل ديسمبر، كانوا قد أحاطوا بمدينة حماة، ودفعوا نحو مدينة حمص. جاء سقوط نظام الأسد بعد سنوات من الجمود على جبهات القتال، حيث أدى التقدم السريع للمتمردين إلى نهاية حكم الأسد، مما ترك مستقبل سوريا في حالة عدم يقين.

حسب تقرير نشره موقع بي بي سي  البريطاني، أنَّه على الرغم من سقوط الأسد، فإن سوريا لا تزال دولة مجزأة. في حين أن "هيئة تحرير الشام" تسيطر على مدن سوريا الرئيسية، هناك فصائل متمردة أخرى، بما في ذلك الجماعات الكردية في الشمال الشرقي، تسيطر على أجزاء من البلاد. هناك توترات بين هذه الفصائل، حيث وقعت اشتباكات أخيرًا بين القوات المدعومة من تركيا والمتمردين الأكراد في مدن شمالية مثل منبج. هذا الانقسام يشكل تحديًا كبيرًا أمام المستقبل السياسي لسوريا، حيث لا يوجد إجماع بين الفصائل المتمردة حول كيفية توحيد أو إدارة البلاد في المستقبل.

التداعيات الإقليمية والدولية لسقوط الأسد

جاء سقوط نظام بشار الأسد بتداعيات كبيرة على المستوى الإقليمي. فقد شنت إسرائيل، التي تشعر بالقلق من تأثير إيران المتزايد في سوريا، غارات جوية استهدفت المنشآت العسكرية السورية، بما في ذلك مواقع محتملة للأسلحة الكيميائية والصواريخ. كما سيطرت إسرائيل مؤقتًا على منطقة منزوعة السلاح في هضبة الجولان، وهي منطقة ذات أهمية استراتيجية كانت موضوع نزاع بين سوريا وإسرائيل منذ حرب الأيام الستة في 1967. أصبح الجولان أكثر أهمية بعد تفكك سوريا، حيث انهارت اتفاقية فك الاشتباك بين سوريا وإسرائيل بسبب سيطرة المتمردين على البلاد.

في الوقت نفسه، كانت القوى الدولية، مثل تركيا والدول الغربية وبعض دول الخليج، تدعم فصائل المعارضة السورية بدرجات متفاوتة. في المقابل، دعمت إيران وحزب الله النظام السوري. وقد ساهم هذا التدخل الدولي في تعقيد الجهود للوصول إلى حل سلمي، حيث يسعى كل طرف إلى الحفاظ على أو توسيع نفوذه في المنطقة.

مستقبل سوريا في ظل التمزيق والصراع

سوريا الآن أمام مرحلة انتقالية غير واضحة. في حين أن سقوط نظام الأسد يعتبر نهاية لدولة استبدادية حكمت البلاد لعقود، يبقى مستقبل البلاد في حالة عدم يقين. رغم أن الفصائل المتمردة تشترك في معارضتها للأسد، إلا أنها تواجه صعوبة في التوصل إلى اتفاق حول كيفية إدارة الدولة. الفصائل المتنافسة مثل "هيئة تحرير الشام" في الغرب والجماعات الكردية في الشرق أظهرت علامات على التوتر والصراع، خاصة في مناطق مثل شمال سوريا.

تحديات إعادة بناء سوريا ستكون هائلة، حيث تسيطر مجموعات مسلحة مختلفة على أجزاء من البلاد. كما أن غياب حكومة موحدة والانقسامات الداخلية تجعل سوريا في حالة هشة، ولا أحد يعرف ما الذي سيحدث في المستقبل. مع استمرار التدخلات الدولية، يبقى مستقبل سوريا غامضًا، وقد تكون هناك احتمالات لزيادة التمزق أو لإجراء مفاوضات من أجل السلام.

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: سوريا بشار الأسد هيئة تحرير الشام حمأة حلب حمص هضبة الجولان اسرائيل القوات الكردية تركيا حزب الله الصراع الإقليمي الحرب الأهلية الانقسام التدخل الدولي سوریا فی على مدن

إقرأ أيضاً:

البطريرك يوحنا العاشر يستقبل سفير دولة قطر في سوريا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

استقبل البطريرك يوحنّا العاشر، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، في لقاء ودي، خليفة عبدالله آل محمود، سفير دولة قطر في سوريا، وذلك في الدار البطريركية في دمشق.

بحث الأوضاع العامة في سوريا

تخلّل اللقاء حديث موسّع عن الأوضاع العامة في سوريا، والتحديات الراهنة التي تواجه البلاد في مختلف المجالات، وأكّد الطرفان على أهمية تعزيز الجهود من أجل ترسيخ الاستقرار والسلام في المنطقة.

وضع المسيحيين في سوريا

كما تناول اللقاء أوضاع المسيحيين في سوريا، حيث شدّد البطريرك على أهمية الحفاظ على التنوّع الديني والثقافي الذي تتميّز به سوريا، وضرورة حماية الوجود المسيحي الأصيل في البلاد، وتعزيز دور الكنائس والمؤسسات الروحية في نشر ثقافة المحبة والتلاقي.

مقالات مشابهة

  • دريد لحام في دمشق بعد سقوط الأسد.. تصريحاته تُشعل الجدل
  • دريد لحام يظهر في مطار دمشق لأول مرة عقب سقوط الأسد.. غياب لأي احتفاء (شاهد)
  • سوريا ولبنان.. من الجوار الصعب إلى التعاون
  • اليوم.. رئيس الوزراء اللبناني يزور سوريا
  • اللواء التابع لأحمد العودة في سوريا يحل نفسه ويسلم سلاحه لوزارة الدفاع (شاهد)
  • اللواء الثامن في سوريا يعلن حل نفسه وتسليم سلاحه لـالدفاع (شاهد)
  • أردوغان يزور سوريا لأول مرة منذ سقوط الأسد
  • بعد سقوط الأسد.. هكذا تحرّك أحمد الشرع لقطع طرقات الإمداد لـحزب الله
  • ساكس: أوباما كان وراء حرب سوريا.. وأمريكا سبب الفوضى بالشرق الأوسط
  • البطريرك يوحنا العاشر يستقبل سفير دولة قطر في سوريا