سوريا في الخرائط: كيف سيطر معارضو الأسد على مدن رئيسية؟
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
في تحول درامي في الحرب الأهلية السورية، تمكن المتمردون المعارضون للرئيس بشار الأسد، بقيادة جماعة "هيئة تحرير الشام" (HTS)، من التقدم بسرعة من معقلهم في شمال غرب سوريا، ليحققوا السيطرة على مدن رئيسية، وصولًا إلى سقوط العاصمة دمشق والإطاحة بالرئيس الأسد. هذا التقدم السريع والمفاجئ تم خلال أسبوعين فقط، حيث تحرك المتمردون في قوافل من المركبات الصغيرة والدراجات النارية على طول الطريق السريع الرئيسي في سوريا، محتلين مدينة تلو الأخرى دون مقاومة كبيرة.
ومع تقدمهم إلى الجنوب، استولى المتمردون على مدن رئيسية مثل حلب وحماة وحمص، وهي مدن كانت تحت سيطرة نظام الأسد لسنوات. استمر الهجوم بسرعة كبيرة، وفي أوائل ديسمبر، كانوا قد أحاطوا بمدينة حماة، ودفعوا نحو مدينة حمص. جاء سقوط نظام الأسد بعد سنوات من الجمود على جبهات القتال، حيث أدى التقدم السريع للمتمردين إلى نهاية حكم الأسد، مما ترك مستقبل سوريا في حالة عدم يقين.
حسب تقرير نشره موقع بي بي سي البريطاني، أنَّه على الرغم من سقوط الأسد، فإن سوريا لا تزال دولة مجزأة. في حين أن "هيئة تحرير الشام" تسيطر على مدن سوريا الرئيسية، هناك فصائل متمردة أخرى، بما في ذلك الجماعات الكردية في الشمال الشرقي، تسيطر على أجزاء من البلاد. هناك توترات بين هذه الفصائل، حيث وقعت اشتباكات أخيرًا بين القوات المدعومة من تركيا والمتمردين الأكراد في مدن شمالية مثل منبج. هذا الانقسام يشكل تحديًا كبيرًا أمام المستقبل السياسي لسوريا، حيث لا يوجد إجماع بين الفصائل المتمردة حول كيفية توحيد أو إدارة البلاد في المستقبل.
التداعيات الإقليمية والدولية لسقوط الأسدجاء سقوط نظام بشار الأسد بتداعيات كبيرة على المستوى الإقليمي. فقد شنت إسرائيل، التي تشعر بالقلق من تأثير إيران المتزايد في سوريا، غارات جوية استهدفت المنشآت العسكرية السورية، بما في ذلك مواقع محتملة للأسلحة الكيميائية والصواريخ. كما سيطرت إسرائيل مؤقتًا على منطقة منزوعة السلاح في هضبة الجولان، وهي منطقة ذات أهمية استراتيجية كانت موضوع نزاع بين سوريا وإسرائيل منذ حرب الأيام الستة في 1967. أصبح الجولان أكثر أهمية بعد تفكك سوريا، حيث انهارت اتفاقية فك الاشتباك بين سوريا وإسرائيل بسبب سيطرة المتمردين على البلاد.
في الوقت نفسه، كانت القوى الدولية، مثل تركيا والدول الغربية وبعض دول الخليج، تدعم فصائل المعارضة السورية بدرجات متفاوتة. في المقابل، دعمت إيران وحزب الله النظام السوري. وقد ساهم هذا التدخل الدولي في تعقيد الجهود للوصول إلى حل سلمي، حيث يسعى كل طرف إلى الحفاظ على أو توسيع نفوذه في المنطقة.
مستقبل سوريا في ظل التمزيق والصراعسوريا الآن أمام مرحلة انتقالية غير واضحة. في حين أن سقوط نظام الأسد يعتبر نهاية لدولة استبدادية حكمت البلاد لعقود، يبقى مستقبل البلاد في حالة عدم يقين. رغم أن الفصائل المتمردة تشترك في معارضتها للأسد، إلا أنها تواجه صعوبة في التوصل إلى اتفاق حول كيفية إدارة الدولة. الفصائل المتنافسة مثل "هيئة تحرير الشام" في الغرب والجماعات الكردية في الشرق أظهرت علامات على التوتر والصراع، خاصة في مناطق مثل شمال سوريا.
تحديات إعادة بناء سوريا ستكون هائلة، حيث تسيطر مجموعات مسلحة مختلفة على أجزاء من البلاد. كما أن غياب حكومة موحدة والانقسامات الداخلية تجعل سوريا في حالة هشة، ولا أحد يعرف ما الذي سيحدث في المستقبل. مع استمرار التدخلات الدولية، يبقى مستقبل سوريا غامضًا، وقد تكون هناك احتمالات لزيادة التمزق أو لإجراء مفاوضات من أجل السلام.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: سوريا بشار الأسد هيئة تحرير الشام حمأة حلب حمص هضبة الجولان اسرائيل القوات الكردية تركيا حزب الله الصراع الإقليمي الحرب الأهلية الانقسام التدخل الدولي سوریا فی على مدن
إقرأ أيضاً:
وزير الصحة السوري: مستشفيات في البلاد ما زالت تعمل رغم الظروف الصعبة
أكد الدكتور أحمد ضميرية، وزير الصحة السوري، أن المستشفيات في سوريا ما زالت تعمل رغم الظروف الصعبة.
تحولات السياسة الإقليمية.. كيف تؤثر التسويات الجديدة على الوضع في سوريا؟ محمد البشير.. من مهندس الاتصالات إلى رئيس الحكومة الانتقالية في سوريا الجديدة
وقال “ضميرية” خلال تصريحاته عبر فضائية “القاهرة الإخبارية”، اليوم الإثنين، إن بعض المستشفيات تواجه تحديات كبيرة تشمل نقص الكوادر الطبية وزيادة في أعداد الحالات التي تتوجه للمستشفيات، خاصة في الفترة الأخيرة.
وأشار إلى وجود نقص في التجهيزات والمستلزمات الطبية اللازمة، لافتا إلى أن القسم الصحي في حكومة الإنقاذ أبدى استعداده لحماية المنشآت الصحية وتقديم المساعدة في توفير الأدوية والمعدات الناقصة.
بعد سقوط نظام الأسد.. فرنسا ودول أوروبية تعلق طلبات لجوء السوريين
وفي إطار آخر، أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية، اليوم ، أنها تعمل على تعليق طلبات اللجوء المقدمة من السوريين عقب سقوط نظام الرئيس السورى بشار الأسد، وأكدت الوزارة أن القرار يأتي في سياق التطورات الجديدة التي تشهدها سوريا، والتي أثرت على الوضع الأمني والسياسي في البلاد.
وقالت الوزارة في بيان رسمي إن القرار يتعلق بتقييم الوضع في سوريا في ظل المرحلة الانتقالية الحالية، موضحة أن جميع الطلبات قيد الدراسة سيتم تعليقها مؤقتًا لحين إجراء مراجعات شاملة للأوضاع على الأرض.
في السياق ذاته، أعلنت النرويج واليونان خطوات مماثلة لتعليق طلبات اللجوء للسوريين، مشيرة إلى أن هذه الإجراءات تهدف إلى مراقبة الأوضاع في سوريا عقب التطورات الأخيرة.
وجاءت هذه القرارات بعد أيام من سقوط نظام بشار الأسد وإعلان المعارضة السورية المسلحة سيطرتها على العاصمة دمشق وعدد من المناطق الاستراتيجية، وتعتبر الخطوة الأوروبية إشارة إلى تغير التعامل مع ملف اللاجئين السوريين، مع التركيز على إعادة تقييم الأوضاع في سوريا ومدى إمكانية العودة الطوعية للنازحين.
من جانبها، أوضحت المنظمات الحقوقية أن تعليق طلبات اللجوء لا يجب أن يؤدي إلى خرق الالتزامات الدولية المتعلقة بحماية اللاجئين وضمان حقوقهم، خاصة في ظل استمرار التحديات الإنسانية والأمنية في سوريا.
ولا يزال مستقبل اللاجئين السوريين في أوروبا يتصدر النقاشات السياسية في عدد من الدول الأوروبية، وسط دعوات لضمان عودتهم بأمان إلى بلادهم مع دعم العملية الانتقالية الجديدة في سوريا.