كشف الاحتلال الإسرائيلي عن أطماعه فى السيطرة على مزيد من الأراضي السورية، إذ أعلن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إلغاء العمل باتفاق فض الاشتباك مع الجانب السوري فى مرتفعات الجولان المحتلة، المعمول به منذ عام 1974، وأمر جيش الاحتلال بالسيطرة على عدة مواقع فى المنطقة الحدودية العازلة.

مراسلو «القاهرة الإخبارية» يرصدون المقاتلات الإسرائيلية فى سماء دمشق

ورصد مراسلو قناة «القاهرة الإخبارية» تحليق عدد من الطائرات الحربية التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلى فى سماء العاصمة السورية دمشق، فى اليوم الأول بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، الذى أعلنت روسيا عن منحه وأفراد أسرته حق اللجوء لاعتبارات إنسانية.

وقال خليل هملو، مراسل قناة «القاهرة الإخبارية»، إنّه تم سماع أصوات انفجارات فى جنوب وغرب دمشق، حيث تحلق طائرات حربية إسرائيلية فى الأجواء، مشيراً إلى أنه لم تعد هناك أى دفاعات جوية أو قوات تتصدى لأى عمليات قصف تقوم بها الطائرات الإسرائيلية، وأضاف أنّ الثكنات العسكرية تبدو «فارغة».

وتابع: «منذ أمس الأول، أُخليت المقرات، وتوجه الضباط والقادة إلى منازلهم، ولم يعد هناك أى وجود للجيش السورى فى مقراته، وهذا ما كان يحذر منه الجميع»، واستطرد بقوله: «حسب الأصوات التى نسمعها، وهى بعيدة عن أماكن وجودنا، فإن الطيران الإسرائيلى يستهدف مستودعات أسلحة أو صواريخ، فالانفجارات متلاحقة، وعادة يستهدف القصف نقطة، ونسمع الصوت مرة أو مرتين أو 3 مرات، ولكن تُسمع انفجارات متتالية وعنيفة على مدار 20 دقيقة متتالية».

وأوضح «هملو» أنّه جرى استهداف مركز البحوث العلمية فى شمال العاصمة دمشق، مشيراً إلى تواصل القصف منذ صباح أمس، والانفجارات المتكررة فى دمشق ربما تكون بسبب استهداف إسرائيل لمستودعات الأسلحة.

وأردف مراسل «القاهرة الإخبارية» من دمشق أنّ جيش الاحتلال دخل محافظة القنيطرة المدمرة فى الجولان السورى المحتل، وسيطر عليها، فضلاً عن الوصول إلى أطراف مدينة البعث، والمركز الإدارى لمحافظة القنيطرة، إلى جانب 7 بلدات وقرى على طول الشريط المحتل فى المناطق الجنوبية، كما أشار إلى وجود ازدحام وتكدس للمواطنين فى عدد من المناطق التجارية، نظراً لغياب المواد الأساسية على مدار اليومين الماضيين، موضحاً أنّ الجميع يتمنى سير الأمور بشكل طبيعى، خاصة بعدما خرجت تصريحات من قبَل قادة الفصائل المسلحة وعدد من الوزراء بشأن الحفاظ على المؤسسات الخدمية ومؤسسات الدولة، فضلاً عن دعوة الجميع للعودة إلى أعمالهم.

وفى القدس المحتلة، قالت دانا أبوشمسية، مراسلة «القاهرة الإخبارية»، إن أبرز ما نقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية، وعلى رأسها إذاعة جيش الاحتلال، هو بيان وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، الذى تحدّث عن أربع نقاط مهمة، أولها السيطرة على المنطقة العازلة على الحدود السورية، من خلال وجود قوات الاحتلال فى تلك المنطقة، وأضافت أن جيش الاحتلال بدأ منذ أمس، التوغل لعدة كيلومترات داخل الجولان المحرر، وتحديداً قمة «جبل الشيخ»، وهى منطقة سورية، مشيرة إلى أن لواء «الكوماندوز»، التابع لسلاح الجو الإسرائيلى، هو الذى نفذ هذه العملية.

وتابعت «أبوشمسية»، خلال تغطية خاصة لـ«القاهرة الإخبارية»، أن النقطة الثانية التى تحدّث عنها الوزير الإسرائيلى تتمثل فى السيطرة على ما بعد المنطقة الهندسية العازلة، والحديث عن جنوب الجولان، وذلك من خلال توسيع العملية العسكرية هناك، مشيرةً إلى أنه جرى تكثيف الغارات الإسرائيلية على الأراضى السورية، وتعزيز قوات الاحتلال على الحدود.

وأضافت أن النقطة الثالثة تتمثل فى تركيز إسرائيل على استهداف مستودعات الأسلحة والمخازن العسكرية، فضلاً عن مراكز البحوث، التى تضم دراسات لتطوير أسلحة كيميائية أو استراتيجية، موضحة أن النقطة الرابعة، التى ذكرها «كاتس»، تتعلق بأن جميع هذه الأعمال مرهونة بتقليص حجم المساعدات والمدخرات العسكرية التى قد تصل إلى «حزب الله» فى لبنان، ويمكن أن تشكل تهديداً على إسرائيل وسكان المناطق الشمالية، القريبة من الحدود مع جنوب لبنان.

إلى ذلك، قال ياسر نورالدين، مراسل «القاهرة الإخبارية» من نيويورك، إن الرئيس الأمريكى، جو بايدن، أعرب عن ترحيب «البيت الأبيض» بالتغييرات الجارية فى سوريا، بينما علق الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، بقوله: «هذه الحرب ليست حربنا، ولا تدخلوا سوريا».

وأضاف «نورالدين» أن الرئيس بايدن دعا العالم للعمل مع الأصدقاء فى الشرق الأوسط من أجل سوريا الجديدة، منوهاً بانعقاد جلسة داخل أروقة الأمم المتحدة، عقب تصريحات للأمين العام، أنطونيو جوتيريش، أكد فيها أن «مستقبل السوريين لا بد أن يكون بأيديهم دون غيرهم».

زحام فى الأسواق بسبب غياب المواد الأساسية ومسئولون عراقيون يتابعون تحصينات منفذ «القائم» الحدودى مع سوريا

ووصفت هبة التميمى، مراسلة «القاهرة الإخبارية» من بغداد، الوضع الراهن فى سوريا بأنه «خطير»، ويشبه ما حدث فى العراق عام 2003، فلا يوجد استقرار أمنى أو حكومة حتى اللحظة، مشيرة إلى أنّ العراق يراقب عن كثب الأحداث فى سوريا، والتحصينات بدأت تتكثف بشكل أكبر فى الحدود العراقية السورية، وأضافت أنّ هناك جولات واستطلاعات من قادة ومسئولين أمنيين على الحدود مع سوريا منذ بداية الأزمة، مشيرة إلى أنّ منفذ «القائم» الحدودى مغلق بشكل كامل، كما أن إجراءات التحصين مشددة للغاية.

«البيت الأبيض» يرحب بالتغيير.. واتصالات روسية مع الفصائل المسلحة لتأمين قواعدها العسكرية فى اللاذقية وطرطوس

وقال حسين مشيك، مراسل «القاهرة الإخبارية» من موسكو، إنّ روسيا أكدت، خلال الساعات الماضية، أنها على اتصالات مع قادة الفصائل المسلحة، التى قدمت ضمانات أمنية إلى موسكو بحماية القواعد العسكرية الروسية فى «حميميم وطرطوس»، فضلاً عن حماية البعثات الدبلوماسية الروسية فى سوريا.

وتابع أن روسيا ستعمل على حماية قواعدها العسكرية، وفى نفس الوقت سيكون عليها التعامل مع أى نظام سياسى جديد يحكم سوريا خلال الفترة المقبلة، ووفقاً للنظام الجديد، ستقرر موسكو علاقاتها ومستوى تقاربها مع دمشق، ولفت إلى أن «نائب الرئيس الروسى أكد أن موسكو سترد بقوة إذا تعرضت قواعدها فى سوريا للهجوم».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: سوريا الأزمة السورية بشار الأسد الفصائل السورية المعارضة السورية الأحداث في سوريا القاهرة الإخباریة جیش الاحتلال فى سوریا إلى أن

إقرأ أيضاً:

كيف تبدو أسعار العقارات في سوريا بعد سقوط نظام الأسد؟

دمشق– يشهد سوق العقارات السكنية والتجارية في سوريا جمودا غير مسبوق بحركة البيع والشراء منذ الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي، بعد أن توقفت إجراءات نقل الملكية العقارية في دوائر السجل العقاري والسجل المؤقت في مختلف المحافظات.

وفي المقابل، ينشط سوق تأجير الشقق السكنية في عدد من المحافظات لا سيما ضمن العاصمة وريفها، نظرا لتوافد الآلاف من السوريين العائدين إلى بلدهم بزيارات طويلة أو للاستقرار بعد سنوات النزوح والهجرة واللجوء.

ويتفاوت متوسط أسعار شراء الشقق السكنية بين المحافظات السورية بنسب كبيرة، وتحتل عقارات دمشق وضواحيها المرتبة الأولى على سلم الأسعار، ففي بعض المناطق الفاخرة قد تصل أسعار الشقق لمستوى 30 مليار ليرة سورية ( نحو 2.3 مليون دولار) للشقة، وسط توقعات من خبراء بحدوث تقلبات كبيرة في السوق العقاري في المستقبل القريب اعتمادا على مسار إعادة الإعمار والاستقرار الاقتصادي في المرحلة المقبلة.

جمود الأسواق

وأكد عدد من تجار وسماسرة العقارات في سوريا، ممن تواصلت معهم الجزيرة نت، وجود حالة من الجمود بحركة البيع والشراء يشهدها سوق العقارات في الآونة الأخيرة.

ويشير أحمد طموش، مدير مكتب عقاري في منطقة الفحامة بدمشق، إلى أن هذا الجمود طرأ مؤخرا على خلفية تذبذب سعر صرف الليرة أمام العملات الأجنبية، وتوقف الدوائر الحكومية -التي تجري معاملات "الفراغ العقاري" ونقل الملكية- عن تسجيل الملكيات منذ الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي.

الجمود طرأ مؤخرا على خلفية تذبذب سعر صرف الليرة أمام العملات الأجنبية وتوقف الدوائر الحكومية عن التسجيل (الجزيرة)

ويؤكد طموش، في حديث للجزيرة نت، أن كل عمليات البيع والشراء التي تتم في دمشق مؤخرا تعتمد على الثقة بين البائع والمشتري، والضمانات التي يمكن أن يقدمها وسطاء البيع للشاري بنقل ملكية العقار إلى اسمه فور عودة مؤسسات الدولة إلى العمل.

إعلان

من جهته، يشير فيصل السالم، صاحب مكتب عقاري في محافظة حمص، في حديث للجزيرة نت إلى أن هذا الجمود العقاري مرتبط أساسا بعدم توفر تسعيرة ثابتة لسعر المتر من الشقق السكنية أو المحال التجارية أو غيرها في مناطق حمص، وبعدم ثبات سعر الصرف، وهو ما قد يدفع الناس إلى رفع أسعار عقاراتها بما يتناسب مع ارتفاع سعر صرف الليرة مقابل الدولار.

وتوقفت عمليات بيع وشراء الشقق السكنية وغيرها من العقارات بشكل شبه كامل في محافظة اللاذقية، وذلك "بسبب تخوف الناس من تذبذب الأسعار وانتظارهم استقرار سعر صرف الدولار"، وفقا لعبد الله خليل مطور عقاري في المحافظة.

توقعات بحدوث تقلبات كبيرة في السوق العقاري في سوريا في المستقبل القريب اعتمادا على مسار إعادة الإعمار والاستقرار الاقتصادي في المرحلة المقبلة

الأسعار في المدن الكبرى

ويتفاوت متوسط أسعار الشقق السكنية، بمساحة 100 متر مربع بإكساء جيد في الطابق الأول أو الثاني، بين المدن السورية الكبرى على النحو التالي:

مدينة حلب: يتراوح سعر الشقة بالمواصفات السابقة في مناطق صلاح الدين والحمدانية بين 150 و175 مليون ليرة (16-19 ألف دولار)، أما في مناطق السليمانية، والعزيزية، ومحطة بغداد فيتراوح ثمنها بين 300 و500 مليون ليرة (32-55 ألف دولار). مدينة اللاذقية: يتراوح ثمن الشقة في مناطق كالشيخ ضاهر، والعوينة، والمشروع السابع بين 200 و400 مليون ليرة (22-44 ألف دولار). مدينة حمص: يتراوح سعرها في مناطق كالميدان، والإنشاءات، وكرم الشامي بين 200 و500 مليون ليرة (22-55 ألف دولار) حسب جودة الإكساء وقرب المنطقة من مركز المدينة أو بعدها. مدينة دير الزور: يتراوح ثمن الشقة السكنية في معظم المناطق بين 150 و175 مليون ليرة (16-19 ألف دولار). شقق على جانبي شارع في حي دمشقيّ (الجزيرة)

 

الأسعار بالعاصمة دمشق

أما في العاصمة دمشق وضواحيها فتسجل أسعار العقارات أرقاما فلكية، إذ:

يتراوح سعر الشقة في ضاحيتي مشروع دمر وقدسيا، بالمواصفات السابقة نفسها، بين مليار و1.5 مليار ليرة (110- 170 ألف دولار)، بحسب عزام أحمد، صاحب شركة عقارية في منطقة مشروع دمر. بينما ترتفع أسعار الشقق في مناطق أبو رمانة والمالكي والميسات في مركز المدينة، وذلك بدءا من مليار ليرة (110 آلاف دولار) وصولا إلى 30 مليار ليرة (حوالي 3.3 ملايين دولار)، وفقا لحديث ندى عبد الرحمن، مطورة عقارية في منطقة المزرعة، للجزيرة نت. في حين تتفاوت هذه الأسعار في مناطق المزة والزاهرة والميدان، وهي أحياء العاصمة، حسب جودة الإكساء، والإطلالة، والموقع، وخدمات البناء، لتتراوح بين مليار وملياري ليرة (110- 220 ألف دولار). إعلان

ويجمع أصحاب المكاتب العقارية في مختلف المحافظات السورية على أن أسعار العقارات لم تشهد هبوطا أو ارتفاعا منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول العام الماضي، ولكن هناك ارتفاعا وهميا مرتبطا بهبوط قيمة الدولار أمام الليرة السورية.

شقق على جانبي شارع في حي الحريقة الدمشقيّ (أرشيف المراسل والجزيرة) أسباب الجمود ومستقبل القطاع

وإلى جانب إغلاق دوائر السجل العقاري أبوابها، يرى الخبير الاقتصادي السوري عبد المنعم الحلبي، وهو باحث في العلاقات الاقتصادية الدولية، أن الجمود في حركة البيع والشراء يعود بشكل رئيسي إلى ارتفاع أسعار العقارات في القطاعين السكني والتجاري.

ويعزو هذا الارتفاع إلى زيادة تكاليف البناء من جهة، وعدم وجود استثمارات عمرانية توسعية من جهة أخرى.

في المقابل، هناك توقعات بإمكانية تنشيط الاستثمارات العقارية مستقبلا، لكن الشعور بارتفاع الأسعار الحالي يؤدي إلى تأجيل الصفقات، وفق المتحدث ذاته.

ويشير الخبير إلى عوامل إضافية، وهي: 

زوال المخاوف الأمنية التي كانت على عهد النظام السابق والتي أثرت على الطلب سلبا. الهجرة العكسية للاجئين والنازحين والمقيمين بالخارج إلى سوريا، مما سيزيد الطلب على العقارات خلال الأشهر المقبلة. تذبذب سعر صرف الليرة أمام الدولار و"حالة الدولرة" التي سيطرت على الاقتصاد السوري، والتي تلعب دورا مؤكدا في موضوعي التسعير والوصول إلى السعر العادل والتوازني للعقارات. اتساع الهامش بين سعر صرف الدولار الرسمي والموازي، والذي يصل إلى 30%، وهذا يشكل عائقا في استقرار الأسعار بشكل عام وبالتأكيد له تأثير أكبر في القطاع العقاري.

أما عن مستقبل سوق العقارات في سوريا، فيرى الحلبي أنه مرتبط بحركة الاستثمار في القطاع العقاري ومدى القدرة على إطلاق مشاريع إعادة الإعمار في الإسكان والبنية التحتية.

ويؤكد أن تحقيق هذا الاستقرار سيعطي أسعارا توازنية تعكس واقع التكاليف والعرض والطلب، مما يسهم في استعادة الأوضاع الطبيعية للسوق.

إعلان

مقالات مشابهة

  • سيطرة “إسرائيل” على سوريا.. مقدّمة لحرب ضدّ إيران
  • هل يستعيد قطاع النقل في سوريا عافيته بعدما أهمله الأسد؟
  • أبعاد أول زيارة لمسؤول جزائري إلى دمشق بعد سقوط الأسد
  • إسرائيل توسع عملياتها العسكرية في شمال الضفة الغربية
  • آخر التطورات في سوريا.. إسرائيل تقيم 9 مواقع عسكرية بالقرب من دمشق
  • القاهرة الإخبارية: جيش الاحتلال يخطط للبقاء في سوريا حتى نهاية 2025
  • كيف تبدو أسعار العقارات في سوريا بعد سقوط نظام الأسد؟
  • الشرع يلتقي وزير الخارجية الجزائري في دمشق
  • منظمة "الأسلحة الكيميائية" تدعو إلى "انطلاقة جديدة" في سوريا
  • بعد سقوط الأسد..مدير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية يزور دمشق