مساعد وزير الخارجية الأسبق: التحولات الأخيرة في «دمشق» أظهرت عدم قدرة روسيا وإيران على دعم «الأسد»
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
قال السفير جمال بيومى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إنّ هناك حالة من الغموض الشديد تجاه ما سيحدث خلال الفترة المقبلة فى سوريا، مضيفاً أن السيناريو الأفضل هو توحيد صفوف السوريين وإجراء انتخابات ديمقراطية بمشاركة جميع الأطراف، لكن يظل وجود قوات أجنبية فى مختلف المناطق أزمة كبيرة يواجهها السوريون، خاصة مع أطماع نتنياهو لاحتلال أراضٍ سورية.
كيف ترى المشهد فى سوريا حالياً؟
- عاشت سوريا وضعاً مؤسفاً على مدار عقود، حيث انفردت عائلة الأسد بالحكم لنحو 61 عاماً، وبدأت الأزمة تتصاعد منذ عام 2011 بعد اندلاع الحرب الأهلية السورية، واستند نظام بشار الأسد إلى دعم إيرانى وروسى قوى لاستعادة أجزاء كبيرة من البلاد، ومع ذلك أظهرت التحولات الأخيرة ضعف قدرة هذه القوى على تقديم الدعم بالكفاءة السابقة نفسها، ما تسبب فى انسحاب الجيش السورى من مواقع استراتيجية بطريقة عشوائية وغير منظمة، وهو قرار استراتيجى خاطئ على المستوى العسكرى، استغلته الفصائل لتوسيع نفوذها على الأرض جغرافياً وديموجرافياً.
ماذا عن مستقبل سوريا؟
- هناك علامة استفهام كبيرة حول الوضع فى سوريا، لكن نظل متفائلين وأتوقع أن أفضل سيناريو هو توحيد صفوف السوريين وإجراء انتخابات ديمقراطية تُرضى جميع الأطراف، لكن يظل وجود قوات أجنبية فى مختلف المناطق أزمة كبيرة يواجهها السوريون، خاصة مع أطماع نتنياهو لاحتلال أراضٍ سورية، ولا يمكن إغفال تدخل العديد من الدول فى سوريا، فعلى سبيل المثال القوات الكردية، تحت لواء «قوات سوريا الديمقراطية»، حليف رئيسى للولايات المتحدة فى الحرب ضد تنظيم «داعش»، كما تحتفظ الولايات المتحدة بقوات شمال شرق البلاد لتأمين حقول النفط ومنع عودة تنظيم داعش الإرهابى، والحل الوحيد هو اتحاد السوريين حول هدف واحد، فالديمقراطية هى السبيل الوحيد لنظام الحكم.
حدثنا عن الوضع السياسى فى سوريا.
- هناك أسئلة كثيرة حول الوضع السياسى، من بينها الفترة المقررة لإجراء إصلاحات دستورية وتحديد موعد لانتخابات برلمانية ورئاسية، فضلاً عن التساؤل حول وضعية المؤسسة العسكرية والميليشيات، فكل هذه التفاصيل تحتاج إلى إجابة حتى لا تطول المدة، إذ إنّ هناك تجارب لدول كثيرة تعرضت لانهيار المؤسسات والسلطة بشكل مفاجئ، ويمكن القول إن انهيار المؤسسات والسلطة بشكل مفاجئ فى دول كثيرة أدى إلى محاولة كل طرف من الأطراف الداخلية الاستفادة بأكبر قدر من الوقت لتحقيق أكبر قدر من المصالح، ما أدى إلى مزيد من إطالة الوقت وتعثر الإصلاح وظهور الانشقاقات، مما يزيد الأزمة تأزماً كما سيحدث فى سوريا.
هل تتوقع ظهور الأسد مرة أخرى فى المشهد؟
- لا أظن على الإطلاق ظهوره مرة أخرى أو العودة إلى سوريا لأنها حقبة وانتهت.
أعتقد أن «بشار» لن يظهر مرة أخرى لأنها حقبة وانتهت.. وبمجرد اختيار حكومة بموافقة الشعب أعتقد أن سوريا ستعود إلى جلسات الجامعة العربيةماذا عن مصير سوريا فى الجامعة العربية؟
- الجامعة العربية بمجرد وقوع الأحداث فى سوريا أصدرت بياناً طالبت خلاله بالحفاظ على وحدة أراضى سوريا وسيادتها، كما رفضت التدخلات الأجنبية بكافة أشكالها، وبمجرد اختيار حكومة بموافقة الشعب أعتقد أن سوريا ستعود إلى جلسات الجامعة العربية.
استغلال جيش الاحتلال للأزمة السورية«نتنياهو» خرج من قبل وقال إنه لا يعترف بالحدود، وللأسف أيدته أمريكا، وحالياً يحاول ضم «الجولان»، ويمكن الإشارة أيضاً إلى أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى أبدى رغبته فى السيطرة على مزيد من الأراضى، خاصة فى الجبهة الجنوبية لسوريا، حيث وجد الفرصة سانحة لإلغاء مخرجات وقف الهدنة عام 1974، وأكد توقيع الاتفاق مع الدولة السورية بضمانات وجود الجيش السورى، لكن الآن القوات انسحبت، ما يعنى انهيار الاتفاق، وذلك يمكن تفسيره بأن الأطماع وليدة اللحظة لدى نتنياهو، لكن الثابت فى الأمر أنّ إسرائيل اليوم مطلقة اليدين بالتحرك داخل الأراضى السورية، ليس فقط فى منطقة القنيطرة والجولان السورية، لكن وصولاً إلى العاصمة دمشق.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: سوريا الأزمة السورية بشار الأسد الفصائل السورية المعارضة السورية الأحداث في سوريا الجامعة العربیة فى سوریا
إقرأ أيضاً:
دعم الخطة العربية الإسلامية.. وزير الخارجية يلتقي نظيره الفلسطيني
التقى وزير الخارجية والهجرة بدر عبد العاطي بنظيره الفلسطيني محمد مصطفى رئيس الوزراء وزير الخارجية الفلسطيني، في على هامش مشاركته في منتدى أنطاليا الدبلوماسي.
ووفق البيان الصادر عن الخارجية المصرية، تناول اللقاء آخر التطورات بالنسبة لجهود مصر فى تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار والمفاوضات الجارية لبدء المرحلة الثانية من الاتفاق، وكذلك التحركات لدعم الخطة العربية الإسلامية لإعادة إعمار قطاع غزة مع الفاعلين الدوليين.
كما بحثا كذلك التحضيرات ذات الصلة بمؤتمر إعادة الإعمار الذي تستضيفه مصر بالتعاون مع الحكومة الفلسطينية والأمم المتحدة. كما بحث الجانبان تطورات الأوضاع في الضفة الغربية في ظل الاقتحامات العسكرية المتكررة بالمدن والمخيمات بالضفة الغربية.
وشدد الوزير عبد العاطى مجددا على رفض مصر القاطع لتهجير الفلسطينيين من أرضهم والتمسك بالحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، مؤكدا على ضرورة العمل على خلق الأفق السياسي اللازم لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط ٤ يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.