توالت ردود الفعل العربية والدولية، بعد إعلان التليفزيون السورى سقوط نظام بشار الأسد، عقب تقدم فصائل المعارضة نحو العاصمة دمشق، بينما أعربت دول أجنبية عن ارتياحها، وأخرى عربية عن رغبتها فى أن تشهد سوريا الأمن والاستقرار.

أكدت مصر أنَّها تتابع باهتمام كبير التغيير الذى شهدته الجمهورية العربية السورية الشقيقة، وتؤكد وقوفها إلى جانب الدولة والشعب السوريين، ودعمها لسيادة سوريا ووحدة وتكامل أراضيها.

ودعت مصر، فى بيان صادر عن وزارة الخارجية، جميع الأطراف -بكل توجّهاتها- إلى صون مقدرات الدولة ومؤسساتها الوطنية، وتغليب المصلحة العليا للبلاد، وذلك من خلال توحيد الأهداف والأولويات وبدء عملية سياسية متكاملة وشاملة تُؤسس لمرحلة جديدة من التوافق والسلام الداخلى، واستعادة وضع سوريا الإقليمى والدولى، مشدّدة على استمرارها فى العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون، والعمل على إنهاء معاناة الشعب السورى الممتدة، وإعادة الإعمار ودعم العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم، والتوصّل إلى الاستقرار الذى يستحقه الشعب السورى الشقيق.

وأكد ملك الأردن عبدالله الثانى أنَّ بلاده تقف إلى جانب الأشقاء السوريين وتحترم إرادتهم وخياراتهم، مشدّداً خلال ترؤسه اجتماعاً لمجلس الأمن القومى، على ضرورة حماية أمن سوريا ومواطنيها ومنجزات شعبها، والعمل بشكل حثيث وسريع لفرض الاستقرار، وتجنّب أى صراع قد يؤدى إلى الفوضى، ومن جانبها أعلنت قيادة قوات الحدود العراقية، أنَّ الوضع على الحدود مع سوريا، مؤمّن بالكامل، وهناك أربعة موانع، وبكامل الاستعداد والتأهب لأى احتمالات، والحدود جميعها مراقبة بالكاميرات، التى وصل عددها إلى 105 كاميرات.

فيما قال الرئيس الأمريكى جو بايدن، خلال كلمة ألقاها من البيت الأبيض: «أخيراً، سقط نظام الأسد»، متحدّثاً عن فرصة تاريخية للسوريين من أجل بناء مستقبل أفضل، مع تحذيره من الغموض والأخطار الناتجة من الوضع الراهن، وأكد «بايدن» أن الولايات المتحدة ستعمل مع جميع المجموعات السورية من أجل ضمان انتقال سياسى بعد سقوط نظام بشار الأسد، موضحاً: «سنعمل مع جميع المجموعات السورية، ويشمل ذلك العملية التى تقودها الأمم المتحدة، بهدف إرساء مرحلة انتقالية، بعيداً عن نظام الأسد ونحو (سوريا) مستقلة وذات سيادة مع دستور جديد».

وفى سياق متصل، عقد الرئيس الأمريكى اجتماعاً مع فريق الأمن القومى يتناول التطورات فى سوريا، إذ كتب المتحدث باسم مجلس الأمن القومى شون سافيت على منصة «إكس»، أن الرئيس سيلتقى فريقه للأمن القومى هذا الصباح لتلقى إحاطة عن الوضع فى سوريا، حسب «فرانس برس»، وفى ما يخص الاجتماعات المرتبطة بسوريا، عقد مجلس الأمن الدولى، الاثنين، بصورة طارئة جلسة مباحثات مغلقة حول سوريا بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، حسب إفادة مصادر دبلوماسية متطابقة لوكالة «فرانس برس». 

وقالت المصادر إن الاجتماع عُقد بطلب من روسيا، اعتباراً من الساعة الثامنة مساءً بتوقيت جرينيتش، وسيكون خلف أبواب مغلقة، وفقاً لمصادر دبلوماسية.

«فاينانشيال تايمز»: إيران اعتبرت «بشار» عبئاً عليها

وفى وقت سابق، قال دميترى بوليانسكى، نائب السفير الروسى لدى الأمم المتحدة، إن سقوط الأسد يثير الكثير من الأسئلة، موضحاً: «نحن فى نيويورك نتابع الوضع عن كثب، والجميع وليس نحن فقط لديه الكثير من الأسئلة عما يحدث وما حدث»، وفى ما يتعلق بتحرّكات جيش الاحتلال عقب سقوط نظام الأسد، ذكرت صحيفة «نيوريورك تايمز» الأمريكية، أن القوات البرية الإسرائيلية تجاوزت المنطقة منزوعة السلاح على الحدود الإسرائيلية - السورية، فى أول دخول علنى لها إلى الأراضى السورية منذ حرب أكتوبر 1973، وفقاً لمسئولين إسرائيليين تحدّثا، بشرط عدم الكشف عن هويتهما.

وأوضحت الصحيفة أن الانتشار الإسرائيلى جاء بعد سيطرة قوات المعارضة المسلحة فى سوريا على العاصمة دمشق، وهروب الرئيس السورى بشار الأسد من السلطة وخروجه من البلاد، وهو ما دفع الدول المجاورة إلى الاستعداد لمزيد من عدم الاستقرار الإقليمى الناجم عن سقوطه المفاجئ وهروبه. ولفتت الصحيفة إلى أن القوات الإسرائيلية سيطرت على قمة جبل الشيخ على الجانب السورى من الحدود، بالإضافة إلى الكثير من المواقع الأخرى التى تعتبر ضرورية لاستقرار السيطرة على المنطقة.

إسرائيل تحتل أراضى سورية وتعلن انتهاء اتفاقية فض الاشتباك بعد 50 عاماً من توقيعها

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية تفاصيل قيام جيش الاحتلال الإسرائيلى بمداهمة جبل الشيخ، ووفقاً لبيان الجيش لا تتدخّل تل أبيب فى أحداث سوريا، وسيطرته على المنطقة العازلة فى الجولان ومنطقة جبل الشيخ السورية بعد انسحاب الجيش السورى، ضرورية لضمان أمن سكان إسرائيل، حسبما جاء فى «سكاى نيوز».

وفى الولايات المتحدة، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية أن القوات الأمريكية شنّت عدة غارات جوية ضد مخيمات تنظيم داعش الإرهابى وسط سوريا، قائلة: «إننا دمرنا 75 هدفاً للتنظيم الإرهابى»، حسبما أفادت قناة «القاهرة الإخبارية»، فى نبأ عاجل، فيما أعلن الكرملين أن المرحلة المقبلة ستكون صعبة فى سوريا بسبب عدم الاستقرار، مشيراً إلى أن الرئيس الروسى بوتين هو من اتخذ قرار منح اللجوء للأسد وعائلته، ولا توجد تفاصيل عن مكان وجود الأسد، وفقاً لقناة «القاهرة الإخبارية». 

وأضاف الكرملين أن جدول أعمال بوتين لا يضم أى لقاءات مع الأسد فى الوقت الحالى، ومن الضرورى الحفاظ على الحوار مع القوى الإقليمية كافة بشأن سوريا، ومن السابق لأوانه الحديث عن الحفاظ على قواعد روسية فى حميميم وطرطوس.

أما عن الكواليس التى سبقت انهيار نظام الأسد، فقد نقلت صحيفة «فاينانشيال تايمز»، عن مصدر إيرانى قوله إنَّ عباس عراقجى وزير الخارجية الإيرانى، أبلغ الرئيس السورى السابق بشار الأسد خلاله زيارته الأخيرة إلى دمشق، بأنّ طهران ليست فى وضع يسمح لها بإرسال قوات لدعمه. 

وأكد المصدر أنَّ المسئولين الإيرانيين فقدوا الثقة بالأسد واعتبروه عبئاً، مشيراً إلى تصاعد الخلافات بين الجانبين على خلفية اتهامات إيرانية له بتسريب معلومات عن القادة الإيرانيين فى سوريا، حسبما جاء فى «سكاى نيوز».

وحول الوضع على أرض الواقع داخل سوريا، فبعد تمكن الفصائل المسلحة بقيادة «هيئة تحرير الشام» من السيطرة على العاصمة السورية دمشق ومدن حلب وحماة وحمص، نجحت فى السيطرة على عدة مؤسسات حكومية وعسكرية، والسيطرة أيضاً على كل السجون المركزية فى سوريا وإطلاق سراح السجناء، وتداول رواد التواصل الاجتماعى، مقاطع وصوراً لسرقة المصرف المركزى، كما أعلن حاكم مصرف سوريا المركزى‬، أنه تعرض لحوادث سرقة، والجماعات المسلحة استطاعت إعادة قسم من المسروقات، كما اندلعت عدة حرائق فى مقرات ومبانٍ مهمة فى سوريا، منها مبنى الهجرة والجوازات فى منطقة الزبلطانى بدمشق، ومبانى مقرات أمنية فى دمشق، حسب المرصد السورى لحقوق الإنسان الذى أوضح أنها ناجمة عن قصف إسرائيلى.

السفارة الإيرانية تتعرض لتخريب ونهب وجماعة مسلحة تقتحم مقر إقامة السفير الإيطالى وسرقة 3 سيارات

وفى سياق متصل، تعرّضت السفارة الإيرانية فى سوريا لتخريب ونهب، بينما تعرّض مقر إقامة السفير الإيطالى فى دمشق لاقتحام جماعة مسلحة وسرقة 3 سيارات، وتحوّلت أروقة قصر الروضة الرئاسى فى دمشق إلى ساحة فوضى بعد سقوط نظام بشار الأسد، إذ قام عدد من الأشخاص بنهب وتخريب القصر، واستولوا على الكثير من المقتنيات الثمينة وقطع الأثاث وحتى أوانى الطهى، وهو ما رصدته الصور والفيديوهات التى تم تداولها على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعى، حسب صحيفة «تايمز» الهندية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: سوريا الأزمة السورية بشار الأسد الفصائل السورية المعارضة السورية الأحداث في سوريا بشار الأسد نظام الأسد الکثیر من سقوط نظام فى سوریا

إقرأ أيضاً:

الجزائر تدعو مجلس الأمن لجلسة مغلقة حول الوضع الخطير للأونروا

دعت الجزائر، مجلس الأمن الدولي إلى عقد مشاورات في 17 يناير/كانون الثاني الجاري حول الوضع “الخطير” الذي تواجهه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” في فلسطين.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية، أن بعثة الجزائر في الأمم المتحدة، وبصفتها الرئيسة الدورية للمجلس في يناير/كانون الثاني الجاري، تقدمت بطلب عقد اجتماع هذه المشاورات التي ستكون مغلقة.

وقالت “نظرا لخطورة الوضع الذي تواجهه الأونروا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، دعت الجزائر، إلى عقد مشاورات مغلقة لمجلس الأمن في 17 كانون الثاني/ يناير 2025.



وطلبت الجزائر من المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني، تقديم إحاطة أمام أعضاء المجلس، وفق الوكالة.

والسبت، حذرت الأونروا، من أن الوقت يمر لدخول الحظر الإسرائيلي على الوكالة حيز التنفيذ، ما سيمنعها من تقديم خدماتها لملايين اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية.

وأواخر تشرين الأول/ أكتوبر 2024، أقر الكنيست الإسرائيلي بشكل نهائي، حظر نشاط الأونروا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويدخل القرار حيز التنفيذ بعد 3 شهور من التصويت، أي نهاية يناير 2025.

وادعت دولة الاحتلال، أن "موظفين عاملين في الوكالة، كانوا جزءا من هجمات السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023"، وهو ما نفته الأونروا بشدة.

ويعني القرار الإسرائيلي، أن الوكالة لن تكون قادرة على ممارسة عملها في المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، بما يشمل غلق مكاتبها وأية حسابات مصرفية لها داخل إسرائيل.

والأونروا، تأسست بعد النكبة الفلسطينية عام 1948 بفترة وجيزة، بهدف مساعدة اللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا بعد النكبة إثر إعلان قيام دولة الاحتلال.



وتنشط الأونروا حاليا في 5 مناطق رئيسية، وهي قطاع غزة، والضفة الغربية، والأردن، وسوريا ولبنان، وتخدم اليوم قرابة 5.9 ملايين فلسطيني، بحسب بياناتها الرسمية.

وبدعم أمريكي يرتكب الاحتلال منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 155 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وتواصل "إسرائيل" مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

مقالات مشابهة

  • غدا.. مجلس الأمن يعقد جلسة مغلقة بشأن لبنان
  • النجم العالمي جود لو يجسد دور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في فيلم “ساحر الكرملين”
  • الجزائر تدعو مجلس الأمن لمشاورات مغلقة حول وضع الأونروا “الخطير”
  • بعد سقوط نظام بشار.. الموز يرسم الابتسامة على وجه السوريين
  • رسالة مؤثرة من شابين سوريين عاشا في المملكة ويزوران سوريا لأول مرة .. فيديو
  • الجزائر تدعو مجلس الأمن لجلسة مغلقة حول الوضع الخطير للأونروا
  • رويترز: تحذيرات غربية للإدارة السورية الجديدة من تعيين مقاتلين أجانب في الجيش
  • أردوغان: بشار الأسد حول سوريا إلى مزرعة مخدرات
  • الأمن والعقوبات.. أولويات سوريا بعد الأسد
  • بعد الجدل.. إيران تكشف هوية ومصير العجوز "الغامض" في سوريا