التفاصيل الكاملة.. ماذا حدث قبل ليلة سقوط الأسد؟
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
«لم يكن هناك خيار آخر، كان على الرئيس بشار الأسد أن يتخذ قراراً سريعاً بإطلاق مبادرة سياسية تفتح باب الحوار مع المعارضة وتستبق انطلاق عملية (ردع العدوان)». هذا كان جوهر «النصيحة» العاجلة التي قدمتها روسيا للرئاسة السورية.
اقرأ ايضاًأول رئيس لحكومة انتقالية في سوريا الجديدة.. من هو "البشير"؟بعد انطلاق الهجوم الذي «توفرت لموسكو معلومات دقيقة حول توقيته وحجمه وأهدافه كان الوقت قد تأخر، وسرعان ما اتُّخذ القرار في موسكو بترتيب خروج آمن يضمن عدم انجرار البلاد نحو حرب طائفية مدمِّرة كانت نتائجها ستكون كارثية»، وفقاً للمستشار رامي الشاعر، المقرب من أوساط اتخاذ القرار الروسي.
وقال الشاعر لـ«الشرق الأوسط» إن «المعطيات التي توافرت لدى موسكو حول الإعداد لهجوم واسع النطاق، دفعتها إلى التحرك العاجل قبل 48 ساعة من بدء الهجوم على أكثر من محور، وتم من خلال (قنوات مختصة) إبلاغ السلطات السورية بأنه (سيتم التقدم من قوات تابعة للفصائل المسلحة باتجاه حلب ومنها نحو مدن سورية أخرى)».
ووفق الشاعر، «جرت اتصالات عاجلة عبر قنوات ساخنة مع الطرفين التركي والإيراني، وكان الهدف منها محاولة وقف العملية والاتجاه نحو تحريك حوار سياسي، لكن سرعان ما تبين لموسكو أن (القرار النهائي قد اتُّخذ والفصائل لن تتراجع عن شن الهجوم)».
حاضنة شعبية
وشرح الشاعر أنه بالنسبة إلى موسكو «كان القرار صعباً بسبب أن المعطيات الاستخباراتية المتوفرة أكدت أن الأمر لا يتعلق فقط بدرجة الإعداد للهجوم من جانب الفصائل، بل بوجود حاضنة شعبية واسعة النطاق، تؤيد هذا التحرك، ووفقاً لتلك المعطيات فإنه (في حال حصول تقدم واسع النطاق فإن نحو 80 في المائة من السوريين سوف يدعمونه بقوة)».
وينقل المستشار المقرب من أوساط اتخاذ القرار الروسي لـ«الشرق الأوسط» أنه في هذه الظروف، وفي محاولة لاستباق تداعيات واسعة «تركزت النقاشات الروسية - التركية - الإيرانية على آليات تفادي وقوع اقتتال مدمر، أُضيف إلى ذلك أن معطيات موسكو أكدت وجود حالة تذمر واسعة داخل الجيش السوري بسبب الوضع العام، وبدرجة أعلى بسبب تردي الأحوال المعيشية للضباط والعسكريين».
وأوضح أن «هذه الظروف دفعت مركز صنع القرار في روسيا إلى اتخاذ قرار (بُني بالدرجة الأولى على ضرورة عدم السماح بتدهور واسع قد يسفر عن حرب أهلية طاحنة، لذلك تم إجراء اتصال مباشر مع الأسد وإبلاغه بأن (كل المعطيات تشير إلى أن البلاد مقبلة على كارثة كبرى، ويجب تسريع عملية إطلاق مبادرة فورية تضع مقدمات لحل يقوم على الحوار)». ولكن وفقاً للشاعر فإن «الأسد لم يتجاوب للأسف بالسرعة المطلوبة».
ويشرح الشاعر: «في هذا الوقت كانت قوات المعارضة قد تقدمت بالفعل باتجاه حلب، وتابعنا تجاوب الأهالي الواسع، واضطرار قطعات الجيش إلى الانسحاب تدريجياً مما سمح بإحكام السيطرة على المدينة المهمة».
سحب الجيش والخروج الآمن
مع هذا التطور والانهيار السريع الذي «كان متوقعاً من جانب موسكو لدفاعات النظام والقوات الحليفة» باتت المخاوف تتركز على انتقال الهجوم إلى المدن المجاورة ووضع هدف السيطرة على حمص بالدرجة الأولى على رأس أولويات التحرك، وفق تقييم الشاعر.
وقال الشاعر إن موسكو «طلبت من الأسد في هذه المرحلة إعطاء أوامر للجيش بالانسحاب من القطعات وعدم الانخراط في مواجهة عسكرية». وأكد أن هذا الطلب «تم تنسيقه مع الجانبين التركي والإيراني».
وفسَّر الشاعر موافقة إيران على هذا السيناريو بالقناعة بـ«ضعف الدفاعات السورية وضرورة عدم إشعال مواجهة ستفضي إلى مجزرة ولا تسمح للنظام بالصمود».
وزاد أنه «في هذه المرحلة بدا واضحاً أن الأمور خرجت عن سيطرة النظام، خصوصاً مع إحكام الطوق حول حمص، وفي هذا الوقت كانت التحضيرات متسارعة لعقد الاجتماع الثلاثي لمجموعة آستانة في الدوحة على المستوى الوزاري. وتم في هذه المرحلة الاتصال بالأسد وتقديم ضمانات أمنية له ولكل أفراد عائلته بخروج آمن، مع تأكيد أهمية عدم إبداء مقاومة وتوجيه تعليمات للقطاعات العسكرية، وإعلان بيان التنحي عن منصبه».
وقال الشاعر إن «موافقة الأسد جاءت بعد مرور ساعات معدودة على تلقيه الاقتراح، لكنها كانت ساعات مليئة بتطورات ميدانية». موضحاً أن وزير الدفاع أصدر أوامر للجيش والفروع الأمنية التابعة للمؤسسة العسكرية بعدم المقاومة، وتوجيه الضباط والجنود لالتزام بيوتهم وخلع البزات العسكرية والتحول إلى ملابس مدنية.
في أثناء الحوار في الدوحة، في الليلة التي سبقت سقوط النظام، جرى التركيز على الدور الذي يمكن أن تقوم به مجموعة آستانة لمساعدة سوريا في الوضع الجديد الناشئ.
ورأى الشاعر أنه عملياً وبفضل تلك التحركات «تم تفادي سقوط سوريا في مواجهة طائفية طاحنة، وتحول الوضع إلى حرب أهلية واسعة النطاق».
وقال إن «هذه المرة الثانية التي تنقذ موسكو فيها سوريا (...) المرة السابقة عندما كان المسلحون على أبواب دمشق المحاصَرة وكان يمكن لولا التدخل الروسي العاجل أن تدمر المدينة وأن يقتل في المواجهات ما لا يقل عن مليون نسمة من سكانها».
واعتبر أن نظام التهدئة ووقف الاقتتال الذي أسهمت «مجموعة آستانة» في بلورته كان يهدف إلى منح الوقت اللازم لانضاج «العامل الذاتي» لدى الحكومة والمعارضة في سوريا لإطلاق عملية الحوار السوري - السوري الجدي، والبدء في مرحلة الانتقال إلى نظام حكم جديد يلبي طموحات السوريين.
وانتقد الشاعر تأخر النظام السوري في التعامل بجدية مع مسار حقيقي للتسوية السياسية، مشيراً إلى «تفهم سبب نفاد صبر المعارضة المسلحة، وإطلاقها التحرك العسكري بهذا الشكل».
منح اللجوء لا يعني استمرار البقاء
في السياق، قال الشاعر إن موسكو «اتخذت القرار بمنح اللجوء للأسد في إطار تجاوبه مع مطلب عدم المقاومة، وإصدار أوامر بعدم مواجهة الهجوم من جانب المعارضة». وأوضح الشاعر أن «المهم بالنسبة إلى روسيا أنه تم بالفعل تفادي اقتتال مدمر كان يمكن أن يستمر طويلاً ويقوض البلاد». لافتاً إلى أن موسكو تدرك أن غالبية الشعب السوري ربما تكون مستاءة من خطوة منح اللجوء للأسد وأفراد عائلته، لكن «نحن على ثقة بأنه مع التغييرات التي تجري في سوريا والانتقال تدريجياً نحو وضع مستقر، سوف يتفهم السوريون دوافع هذا القرار»، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن «منح اللجوء حالياً للأسد لا يعني انه سيبقى في موسكو».
اقرأ ايضاًقبو سري فيه 3 آلاف معتقل.. ما هو مبنى السرية 215 بدمشق؟
وحول آلية تنفيذ قرار منح اللجوء، قال الشاعر إنه «تم الاتصال بالأسد عبر القناة المباشرة وجرى لقاء شخصي مباشر معه قُدمت خلاله تأكيدات بالضمانات بخروج آمن له ولكل أفراد عائلته». مشيراً إلى أن «الأسد نُقل على متن طائرة مباشرة من دمشق إلى موسكو».
في هذا السياق انتقد الشاعر بشدة تصريحات مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيننا ميخائيل أوليانوف، الذي قال قبل يومين إن قرار منح اللجوء جاء بسبب أن «روسيا لا تتخلى عن حلفائها خلافاً لواشنطن»، وقال الشاعر إن هذا التعليق إن صحَّ نسبه إلى الدبلوماسي الروسي فإنه «غير مسؤول ولا ينسجم مع الحقيقة وتطورات الموقف التي قادت إلى اتخاذه».
وأضاف الشاعر أن «هذا الإجراء ليس حماية للأسد من ملاحقات، بل جاء في إطار ترتيب تهدئة عاجلة وضرورية تحقن الدماء في سوريا»، ونوه إلى أن أوليانوف «سوف يتحمل مسؤولية إطلاق تصريح لا يعبر عن الموقف الروسي».
Via SyndiGate.info
Copyright � Saudi Research and Publishing Co. All rights reserved.
محرر البوابةيتابع طاقم تحرير البوابة أحدث الأخبار العالمية والإقليمية على مدار الساعة بتغطية موضوعية وشاملة
الأحدثترند التفاصيل الكاملة.. ماذا حدث قبل ليلة سقوط الأسد؟ جينفير لوبيز تتراقص بإثارة بفستان أسود لامع وجريء وزير الخارجية الأردني يوضح موقف بلاده تجاه استقرار سوريا أول رئيس لحكومة انتقالية في سوريا الجديدة.. من هو "البشير"؟ العراق.. السجن 4 سنوات على المتهمين بقضية "التنصت" Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية اعمل معنا الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTubeاشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: وقال الشاعر منح اللجوء الشاعر إن الشاعر أن فی سوریا فی هذه إلى أن
إقرأ أيضاً:
أول مسلسل جريمة كوميدي| التفاصيل الكاملة لـ "بريستيج"
أعلنت الشركة المنتجة لـ مسلسل "بريستيج" المنتظر، عن أبطاله والذي يقدمه نخبة من نجوم الدراما المصرية.
العمل من بطولة مصطفى غريب، محمد عبد الرحمن، ويشارك في المسلسل كلا من : "سامي مغاوري، دينا، راندا عوض، بسام رجب، آلاء سنان، أمينة البنا، معاذ نبيل، وعمر شريف، إخراج عمرو سلامة وتأليف وسيناريو وحوار إنجي أبو السعود.
تدور أحداث "بريستيج" حول عاصفة قوية تضرب شوارع القاهرة، مما يجبر 12 شخصًا من خلفيات اجتماعية مختلفة إلى اللجوء إلى مقهى في وسط البلد بعد انقطاع الكهرباء وعودتها، يكتشف الجميع أن أحدهم قد قُتل، ومع تصاعد التوترات يدركون أن القاتل بينهم. وتتطور الأحداث في إطار من الكوميديا السوداء، بينما يحاول الجميع كشف لغز الجريمة على مدار ثماني حلقات مشوقة.
وفي تصريحاته حول المسلسل، أعرب المخرج عمرو سلامة، عن سعادته الكبيرة بالتعاون مع فريق عمل المسلسل، مشيرًا إلى أن اختيار طاقم الممثلين كان من أكبر التحديات التي واجهته.
وأضاف: "من البداية، كان هدفنا اختيار شخصيات تمثل فئات متنوعة من المجتمع المصري، وحرصنا على أن يعكس كل ممثل شخصية مميزة ويضيف لمسته الخاصة. لقد كان اختيار الفنانين رحلة طويلة لكن النتيجة كانت مثمرة، حيث أضفى كل ممثل نكهة خاصة على دوره، وكان من المهم التفكير خارج الصندوق لاختيار الممثلين بالشكل الذي يناسب الشخصيات المكتوبة في القصة. كل ممثل أضاف لشخصيته بشكل مميز وأثراها".
وتابع: "التعاون مع الكاتبة إنچي أبو السعود كان ممتعاً للغاية، حيث أضافت الكثير من التفاصيل الكوميدية التي تعكس نبض الجيل الجديد. هذا النوع من الكوميديا مختلف وله طابع خاص، وحرصنا على أن تكون النبرة الكوميدية مناسبة لفئات عمرية أصغر حتى نقدم شيئاً جديداً ومميزًا يناسب المنصات الجديدة".
يضم المسلسل 8 حلقات فقط، وهو ما اعتبره سلامة خيارًا مثاليًا يناسب المنصات الرقمية والأجيال الجديدة التي تميل إلى الحلقات القصيرة دون التطويل غير الضروري.
ومن جانبه قال المنتج طارق نصر: "مسلسل 'بريستيج' يقدم تجربة جديدة وفريدة، حيث يجمع بين نوعية مسلسلات حل الجريمة والكوميديا.
وأضاف نصر: "'بريستيج' يُعد أول تعاون بين 'ذا بلانت ستوديوز' والمخرج عمرو سلامة، بعد محاولات سابقة للتعاون على مشاريع لم تكتمل، كنا نبحث عن المشروع المناسب الذي يعكس التوافق الكبير بين رؤانا ونوعية المحتوى الذي نرغب في تقديمه للجمهور.. وواثق أن العمل مع عمرو سلامة سيحقق نجاحًا كبيرًا".
وأشار نصر، إلى أن هذا العمل هو التعاون الثاني مع الكاتبة الموهوبة إنجي أبو السعود، التي أثبتت براعتها في الكتابة بعد نجاحها الكبير في مسلسل "سفاح الجيزة" جعلها الخيار الأمثل لتقديم عمل مختلف وجديد.
وتابع: "إنجي لديها قدرة استثنائية على خلق قصص مبتكرة وشخصيات تتعلق بوجدان الجمهور، ونحن متحمسون جدًا لمشاهدة ما ستقدمه في 'برستيج'."