صور صادمة لجثث مكدسة بلا عيون بمستشفى بريف دمشق
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
بثت الجزيرة مساء الاثنين مشاهد حصرية لجثث في مستشفى حرستا العسكري بريف العاصمة السورية دمشق، يعتقد أنها تعود لمعتقلين من سجن صيدنايا وبعضهم كانوا منشقين ومعارضين لنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
ووفق مراسل الجزيرة عمر الحاج، فإنه تم العثور على أكثر من 40 جثة مجهولة الهوية، وأغلب الظن أنها وصلت من سجن صيدنايا وبعضهم قتلوا حديثا في الأيام القليلة التي سبقت سقوط نظام الأسد.
ويقع سجن صيدنايا على بعد 30 كيلومترا شمال دمشق، وبني عام 1987، وينقسم إلى جزأين، يُعرف الجزء الأول بـ"المبنى الأحمر"، وهو مخصص للمعتقلين السياسيين والمدنيين، في حين يُعرف الثاني بـ"المبنى الأبيض"، وهو مخصص للسجناء العسكريين.
ويعد هذا السجن أحد أكثر السجون العسكرية السورية تحصينا، ويطلق عليه "المسلخ البشري" بسبب التعذيب والحرمان والازدحام داخله، ولُقب بـ"السجن الأحمر" نتيجة الأحداث الدامية التي شهدها خلال عام 2008.
ووضعت على الجثث أشرطة لاصقة كتب عليها بعض الرموز والأرقام والتواريخ من دون أسماء، وتعود لسجناء قضوا في سجن صيدنايا وتعرضوا للتعذيب حتى الموت، حسب مراسل الجزيرة.
ووفق الحاج، فإن بعض الجثث كانت سوداء اللون، بسبب سوء الحفظ، ولا يوجد من يقوم بحفظها بسبب انقطاع الكهرباء، لافتا إلى أن الجثث بحالة هزال شديدة، وتفوح منها روائح ومكدسة بطريقة غير آدمية.
إعلان
ونقلت الجزيرة شهادة محمد محيرس، وهو سوري جاء يبحث عن والده (82 عاما) و3 من أشقائه اعتقلوا بمحافظة القنيطرة منذ فترة طويلة، ولم يلتقِ بهم منذ ذلك الحين.
وقال محيرس إنه دخل المستشفى بحثا عن عائلته المفقودة، ولكنه لم يتمكن من التعرف على هوية الجثث في مستشفى حرستا، بسبب فظاعة المشهد وعدم وجود عيون لدى الجثث المجهولة.
وبثت الجزيرة شهادة ثانية لسيدة سورية، قالت إنها تبحث عن ابن شقيقتها وصهرها المعتقلين في سجون نظام الأسد منذ عام 2012 بطريقة عشوائية.
وكشفت السيدة تعرضها خلال السنوات الماضية إلى عملية ابتزاز مالية من قبل "سماسرة المعتقلين"، في محاولة منها لمعرفة أي معلومات بشأن مصير من تبحث عنهم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات سجن صیدنایا
إقرأ أيضاً:
“وما أدراك ما صيدنايا”… فيلم يوثّق أقسى فصول الذاكرة السورية
دمشق-سانا
على خشبة مسرح دار الأوبرا بدمشق، لم يكن عرض فيلم “وما أدراك ما صيدنايا” مجرد عرض سينمائي عادي، بل كان بمثابة شهادة بصرية مؤلمة على فصل شديد القسوة من التاريخ السوري المعاصر.
الفيلم، الذي أخرجه السينمائي السوري عبده مدخنة، وأنتجته قناة الجزيرة، يعيد فتح واحد من أكثر الملفات وجعاً في الذاكرة السورية، وهو ملف الاعتقال في سجن صيدنايا.
صُوَّر الفيلم داخل سجن صيدنايا سيئ الصيت على مدى سبعة أيام، ليقدّم تجربة بصرية وإنسانية تتجاوز حدود العمل السينمائي، ليكون بمثابة وثيقة للعدالة، كما وصفه مخرجه، يمكن أن تُستخدم لاحقاً في محاكمات دولية أو مراجعات قانونية بحق من ارتكبوا انتهاكات بحق المعتقلين.
رمزية ارتباط مشهد “التحريرين”يرى المخرج عبده مدخنة أن لحظة عرض الفيلم ليست مجرد استذكار لمرحلة، بل استعادة لصوت المعتقلين الذين حاول النظام إسكاتهم لسنوات، حيث قال: “في 8/12، كان الناس في دمشق يعيشون حدثين مترابطين بشكل دراماتيكي، تحرير مدينة دمشق، وتحرير المعتقلين من سجن صيدنايا، بالنسبة لي، كانت هذه اللحظة تختصر وحشية النظام”.
ويضيف المخرج: “قضية المعتقلين لم تكن فقط قضية حقوق، بل كانت جريمة ضد الإنسانية، حيث إن ربع الشعب السوري مرّ بتجربة الاعتقال بطريقة أو بأخرى”.
شهادات من قلب سجن صيدنايايكشف الفيلم، من خلال شهادات ولقطات تصوير دقيقة، عن تفاصيل صادمة داخل السجن، منها اكتشاف غرفة الإعدام، التي وصفها المخرج بأنها واحدة من أصعب اللحظات التي مرّ بها أثناء التصوير، رغم معرفته بقضايا الاعتقال وفظاعته، والتي تناولها في أعمال سابقة.
لمحة عن “وما أدراك ما صيدنايا”يستعرض الفيلم الخلفية التاريخية لهذا السجن الذي افتتح أواخر الثمانينيات كمركز احتجاز عسكري، لكنه سرعان ما تحوّل إلى رمز للقمع والتعذيب، وخلال هذه الفترة استخدم لقمع المعارضين السياسيين والعسكريين، إلا أن تحوّله الجذري حدث مع بداية الثورة السورية، حيث بات مركزاً للإعدامات الجماعية والعنف الممنهج.
يكشف الفيلم من خلال شهادات معتقلين سابقين عن تصميم السجن المعقّد، من الزنازين الضيقة، وغرف الإعدام، كما يعرض تفاصيل يومية لروتين التعذيب القاسي، من الضرب والصعق الكهربائي إلى التجويع والتعذيب النفسي الوحشي.
وتُوثق مشاهد الفيلم كيف أصبحت الإعدامات الجماعية جزءاً من عمل السجن، حيث كانت الجثث تُنقل إلى مستشفيات ومقابر جماعية دون أي إجراءات قانونية، كما يكشف عن أدلة صادمة لوجود نساء وأطفال بين الضحايا، رغم إنكار النظام البائد وجود معتقلات رسمياً.
ويُبرز الوثائقي الدور المركزي للنظام البائد في إدارة هذا “المسلخ البشري”، حيث كانت الأوامر تأتي من مستويات أمنية عليا، ليختتم بدعوة لتحويل السجن إلى متحف للذاكرة، في محاولة لإبقاء الجريمة حاضرة في الوعي كي لا تتكرر.
عن المخرج عبده مدخنةيُذكر أن المخرج عبده مدخنة حاصل على جائزة “الدلفين الفضي” من مهرجان “كان” عن فيلمه “صراع البقاء” (2020)، ويعرف عنه التزامه بتوثيق قضايا الاعتقال في سوريا، عبر أسلوب يجمع بين الواقعية والإنسانية.
تابعوا أخبار سانا على