استقبل الأستاذ الدكتور نظير محمد عيَّاد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- الشيخَ محمد أول، إمام المسجد الكبير في ولاية دوالا بالكاميرون؛ لبحث تعزيز التعاون في تدريب الأئمة الكاميرونيين على الإفتاء وَفْقَ المنهج الأزهري الوسطي.

المفتي: الفلسفة الإسلامية تدعو لإعمال العقل في استنباط الأحكام وفهم النصوص المفتي: التدين ليس تضييق على النفس والآخرين في حياتهم وأرزاقهم

وفي تصريحاته خلال اللقاء، أعرب فضيلةُ المفتي عن ترحيبه بالزيارة، مؤكدًا أهميةَ تعزيز التعاون مع المؤسسات الدينية في الكاميرون لنشر الفهم الوسطي للإسلام.

وقال مفتي الجمهورية: "إن التدريب في دار الإفتاء المصرية يتم وَفْقَ منهجية متميزة تتضمَّن مسارين رئيسيين؛ الأول: يتمثَّل في تدريب خرِّيجي الأزهر الشريف داخل إدارة التدريب التابعة للدار، والثاني إعداد برامج خاصة لتدريب الأئمة على الفتوى وصناعتها، تُصمم وفق احتياجات محددة وتُنسق عبر إجراءات دقيقة مع إدارة التدريب".

وأضاف: "نحن في دار الإفتاء المصرية ملتزمون بدعم الجهود الرامية إلى مواجهة الأفكار المتطرفة والشاذة، وسنقدم كل سُبل الدعم من خلال القنوات الرسمية والإجراءات التنسيقية لتحقيق التعاون والأهداف المشتركة ونشر المنهج الوسطي".

من جانبه، أعرب الشيخ محمد أول عن تقديره للدَّور الرائد للأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية في نشر الفهم الصحيح للإسلام. وأشار إلى جهوده في تعليم الناس ما تعلَّمه في الأزهر من الاعتدال والتصدي للأفكار المنحرفة في الكاميرون، مطالبًا بدعم دار الإفتاء لتدريب الأئمة والعلماء الكاميرونيين على منهج مهارات الإفتاء وفق المنهج الأزهري الوسطي لمواجهة التحديات الفكرية والدينية.

وفي ختام اللقاء، أكد المفتي على استعداد دار الإفتاء الكامل للتعاون والعمل المشترك لتحقيق الأهداف المرجوة ونشر قيم الاعتدال والوسطية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مفتي الجمهورية إمام المسجد الكبير الكاميرون دار الإفتاء

إقرأ أيضاً:

المسافة المسموح بها بين الصفوف في صلاة الجماعة.. الإفتاء توضح

أكدت دار الإفتاء المصرية، أنه يصح شرعًا اقتداء المأموم بالإمام وإن بعدت المسافة بين الصفوف ما دام يتمكن من متابعة الإمام ويعلم حركاته؛ سواء برؤيته أو برؤية مَن وراءه، أو بسماعه للتكبير ولو مِن مبلِّغٍ عن الإمام، على أن المقاربة بين الصفوف مستحبةٌ وهي الأولى.

وأشارت دار الإفتاء إلى أن الفقهاء اتفقوا على جواز تباعد المسافة بين الصفوف، وأن المأموم يصح اقتداؤه بالإمام في المسجد وإن بعدت المسافة بينهما ما دام المأموم يعلم حركات الإمام.

وذكرت دار الإفتاء رأي عدد من الفقهاء حول بيان المسافة بين الصفوف في صلاة الجماعة داخل المسجد على النحو التالي:

قال العلامة الطحطاوي الحنفي في "حاشيته على مراقي الفلاح شرح نور الإيضاح" (ص: 293، ط. دار الكتب العلمية): [والفضاء الواسع في المسجد لا يمنع وإن وسع صفوفًا؛ لأن له حكم بقعة واحدة... فلو اقتدى بالإمام في أقصى المسجد والإمام في المحراب جاز] اهـ.

فضل الصلاة في الصف الأول.. الإفتاء تكشف ثوابهاحكم الجهر بالقراءة في الصلاة السرية.. الإفتاء توضح هل عليه إعادة؟حكم الصلاة وراء إمام يُخطئ في الفاتحة.. الإفتاء توضح هل يجب إعادتهاهل يجوز تغسيل تارك الصلاة؟.. أمينة الفتوى تجيب

وقال القاضي أبو محمد عبد الوهاب بن علي بن نصر البغدادي المالكي في "الإشراف على نكت مسائل الخلاف" (1/ 301، ط. دار ابن حزم): [إذا صلوا بصلاة الإمام وبينهم نهر أو طريق قريب لا يمنعهم رؤية الصفوف وسماع التكبير جاز ولم يمنع ذلك الائتمام به] اهـ. فشرط المالكية أن يعلم المأموم بحركات الإمام، وهو ما يكون برؤيته للصفوف وسماع التكبير، وإذا كانت الصلاة في غير المسجد صحيحةً لعلم المأموم بحركات الإمام حيث يرى الصفوف ويسمع التكبير؛ فصحتها في المسجد أولى.

وقال العلامة شمس الدين الخطيب الشربيني الشافعي في "مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج" (1/ 495، ط. دار الكتب العلمية): [وإذا جمعهما مسجد صح الاقتداء وإن بعدت المسافة بينهما فيه] اهـ. وأراد بقوله: (جمعهما): الإمام والمأموم.

وقال العلامة البهوتي الحنبلي في "كشاف القناع عن متن الإقناع" (1/ 599، ط. دار الكتب العلمية): [(إذا كان المأموم يرى الإمام أو من وراءه وكانا في المسجد صحت) صلاة المأموم (ولو لم تتصل الصفوف)] اهـ.

فضل الصفوف الأولى في صلاة الجماعة

أكدت دار الإفتاء أن الصلاة في الصفوف المتقدمة أفضل من الصلاة في الصفوف المتأخرة؛ مستشهدة بما رواه الإمام أحمد في "مسنده" وأبو داود والنسائي وابن ماجه في "سننهم" عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصُّفُوفِ الْأُوَلِ»، وعلى ذلك فأفضل الصفوف أقربها من الإمام.

وأضافت دار الإفتاء، عبر موقعها الإلكتروني، أن صلاة الجماعة لها فضلٌ عظيمٌ كما ورد في سنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقد ورد في ذلك أحاديث كثيرة؛ منها ما رواه الإمام البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صَلَاةُ الجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً».

فضل كثرة العدد في صلاة الجماعة

وأوضحت الإفتاء أنه كلما كثر العدد في صلاة الجماعة كان ذلك أفضل؛ روى الإمام أحمد في "مسنده" عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه أنه قال: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم الْفَجْرَ، فَلَمَّا صَلَّى قَالَ: شَاهِدٌ فُلانٌ؟ فَسَكَتَ الْقَوْمُ، قَالُوا: نَعَمْ وَلَمْ يَحْضُرْ. 

واستشهدت الدار بقول رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ أَثْقَلَ الصَّلَاةِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلَاةُ الْعِشَاءِ وَالْفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا، وَإِنَّ الصَّفَّ الأَوَّلَ عَلَى مِثْلِ صَفِّ الْمَلَائِكَةِ، وَلَوْ تَعْلَمُونَ فَضِيلَتَهُ لابْتَدَرْتُمُوهُ، إِنَّ صَلَاتَكَ مَعَ رَجُلَيْنِ أَزْكَى مِنْ صَلَاتِكَ مَعَ رَجُلٍ، وَصَلَاتَكَ مَعَ رَجُلٍ أَزْكَى مِنْ صَلَاتِكَ وَحْدَكَ، وَمَا كَثُرَ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَى اللهِ تَعَالَى». 

كما ذكرت ما رواه الطبراني بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صَلَاةُ الرَّجُلَيْنِ يَؤُمُّ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ أَزْكَى عِنْدَ اللهِ مِنْ صَلَاةِ أَرْبَعَةٍ تَتْرَى، وَصَلَاةُ أَرْبَعَةٍ يَؤُمُّهُمْ أَحَدُهُمْ أَزْكَى عِنْدُ اللهَ مِنْ صَلَاةِ ثَمَانِيَةٍ تَتْرَى، وَصَلَاةُ ثَمَانِيَةٍ يَؤُمُّهُمْ أَحَدُهُمْ أَزْكَى عِنْدَ اللهِ مِنْ صَلَاةِ مِائَةٍ تَتْرَى». و«تترى» أي: متفرقين، و«أزكى» أي: أفضل وأكثر أجرًا.

مقالات مشابهة

  • المسافة المسموح بها بين الصفوف في صلاة الجماعة.. الإفتاء توضح
  • حكم الصلاة وراء إمام يُخطئ في الفاتحة.. الإفتاء توضح هل يجب إعادتها
  • المفتي يتوجَّه للإمارات للمشاركة في مؤتمر المواطنة والهُويَّة وقيم العيش المشترك
  • المفتي يتوجه إلى الإمارات للمشاركة في مؤتمر المواطنة والهوية
  • مفتي الجمهورية يؤكد على المكانة المحورية لشمال سيناء
  • شائعات خطيرة متداولة على المنصات الإلكترونية.. مفتي الجمهورية يحذر منها
  • مفتي الجمهورية يزور مصابي غزة بمستشفى العريش العام .. صور
  • مفتي الجمهورية: المنصات الإلكترونية جزء من فوضى الفتاوى والتسيب الأخلاقي
  • مفتي الجمهورية يتفقد مستشفى العريش العام ويطمئن على المصابين الفلسطينيين
  • ليلى عز العرب : الكبير أوي من كلاسيكيات الدراما المصرية