حققت سوريا بقائمة تغيير الأنظمة فـي الشرق الأوسط بعد العراق وليبيا والسودان واليمن، لتكون الدولة الخامسة بعد سنوات من المقاومة، وهي المستهدفة فـي التغيير منذ نهايات القرن الماضي. التغيير سنة الحياة وحركة التاريخ التي لابد منها، لكنّه التغيير للأفضل الذي يضمن لشعوب هذه الدول الاستقرار والازدهار، لا أن تعاني أكثر مما تعانيه حاليًا.
حركة التغيير لن تتوقف من قِبل منفذيها، وسيكون الدور على من تبقى من الدول التي تتضاد مع الاحتلال، ومن لديها حرص على المصالح العربية. وستكون الخطوة القادمة إيران، التي ضعف تحالفها بعد سوريا، ثم بعض دول الخليج، وهكذا حتى تصبح كل الدول العربية فـي مرمى التغيير. الهدف إضعاف كل هذه الدول عسكريًا وأمنيًا وماليًا واقتصاديًا، إلا المتحالفـين مع أصحاب التغيير، هذا إذا سلمت بعضها من التقسيم كاليمن وليبيا والسودان، بهدف إتاحة الفرصة للاحتلال بتنفـيذ مخططه الجغرافـي فـي المنطقة، وتوسعة مساحة إسرائيل لتضم دول عربية وخليجية. وبذلك تقوم «المملكة الإسرائيلية» فـي هذا المكان، وتتحكم فـي كل المنطقة من الخليج إلى المحيط، ويتعاظم اقتصادها بعد احتلال آبار النفط. الصورة واضحة جدًا منذ فترة، لكن البعض لا يتقبلها، وسوف تستمر هذه الصورة كل عشر سنوات فـي التغيير حتى اكتمال الحلم التاريخي للاحتلال والمشروع الغربي الذي يستهدف الإسلام والعرب أولًا.
العرب أمام مفترق طرق ولحظة فاصلة فـي التاريخ، إما البقاء بحالة التشرذم هذه التي لا تُسر أحدًا، أو إدراك المخاطر المحدقة بهذه البقعة الجغرافـية. فما حدث فـي سوريا ليس استثناءً، بل هو محطة من محطات التغيير، يتفق معها البعض ويختلف آخرون، لكنه حدث فـي النهاية، وعلينا أن نتعايش معه، وأن نستفـيد منه لنكون أقوى أمام المخاطر المحدقة، وأن نفهم أن لكل شيء فـي حسابات الغرب ثمنًا، وأن تساقط الدول سيستمر «كأحجار الدومينو» التي تُضعفنا من يوم إلى آخر.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
تساقط الثلوج يغيب عن سانت كاترين.. ما السبب وراء تأخير «العرس الشتوي»؟
مدينة سانت كاترين من المدن السياحية المميزة بمحافظة جنوب سيناء، حيث تتمتع بطقس فريد من نوعه، إذ يتساقط الثلج في الشتاء ليكسو المدينة باللون الأبيض، في مشهد رائع الجمال يشبه عروسًا تتزين بالرداء الأبيض، لكن هذا العام طال انتظار «العرس الشتوي»، ما جعل أهالي المدينة يتساءلون عن أسباب التأخير في تساقط الثلوج، رغم أن درجات الحرارة تصل في بعض الأحيان إلى ما دون الصفر.
درجات الحرارة بسانت كاترين تصل إلى ما دون الصفروقال سليمان الجبالي، وهو من أبناء قبيلة الجبالية في سانت كاترين لـ«الوطن»: «انتظرنا تساقط أمطار الخير منذ بداية شهر ديسمبر الماضي، خاصة مع وجود دلائل على قربها مثل انخفاض درجات الحرارة التي قد تصل أحيانًا إلى ما دون الصفر، ولكنها لم تحدث حتى الآن، وهذا أمر غير متوقع ونادر الحدوث، حيث تتمتع المدينة في الصباح بطقس دافئ، بينما تأتي البرودة مع غروب الشمس».
الرحلات السياحية لسانت كاترينمن جانبه، قال فرج الجبالي، وهو من قبيلة الجبالية وصاحب أحد المخيمات البيئية في مدينة سانت كاترين، لـ«الوطن»: «يأتي السياح كل عام في فصل الشتاء خصيصًا للاستمتاع برؤية الثلوج على قمم جبل كاترين وجبل موسى في هذا التوقيت من أواخر ديسمبر حتى آخر فبراير، ليلتقطوا الصور التذكارية ويستمتعوا باللعب بكرات الثلج على قمم الجبال، لكن هذا العام، يتساءلون عن أسباب تأخير تساقط الثلوج، ومع ذلك يعوضون ذلك بالأجواء الباردة التي تسهل عليهم صعود الجبال دون مشقة، ويستمتعون في المساء بحفلات السمر حول الحطب المشتعل والموسيقى والأغاني البدوية».
الأهالي في انتظار أمطار الخيروقال الشيخ جميل عطيه، أحد مشايخ قبيلة الجبالية في سانت كاترين: «تكتمل سعادة أهالي الوديان الجبلية في سانت كاترين مع تساقط الثلوج التي تغذي الآبار التي نعتمد عليها في الشرب والزراعة، إذ إنّ المدينة ذات طبيعة جبلية، ولكننا نأمل في تساقط الأمطار ليعم علينا الخير».
تغيرات مناخية غير مألوفة هذا الشتاءمن جانبه، قال ممدوح أنور، رئيس مدينة سانت كاترين: «تشهد المدينة هذا الشتاء تغيرات مناخية، حيث إن الأجواء أقل من المعدلات الطبيعية بالنسبة لتساقط الثلوج، وتتمتع المدينة بارتفاع في درجات الحرارة مقارنة بالمعدلات المعتادة في هذا التوقيت من كل عام، إذ يسودها طقس دافئ نهارًا وقارس البرودة ليلاً، ويعتبر ذلك سبب عدم تساقط الثلوج».