دار الإفتاء تجمع علماء الشريعة وأساتذة الطبِّ لمناقشة أحكام مريض ألزهايمر
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
عقدت دارُ الإفتاء المصرية جلسةً حوارية برئاسة الدكتور نظير عيَّاد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- جمعت بين علماء الشريعة وأساتذة الطب النفسي من جامعة الأزهر الشريف، بهدف مناقشة الجوانب الشرعية والطبية المتعلِّقة بمرض ألزهايمر وأثره على الأحكام الشرعية والفتوى.
حضر الجلسةَ الدكتور محمود عبد الرحمن حمودة، رئيس قسم الطب النفسي الأسبق بجامعة الأزهر، والدكتور محمد رمضان، أستاذ الطب النفسي بالجامعة، والدكتورة رضا إسماعيل، أستاذة الطب النفسي بجامعة الأزهر، إلى جانب عدد من علماء دار الإفتاء.
وقد افتتح الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية الجلسةَ، مشدِّدًا على أهمية التكامل بين العلم الشرعي والعلوم الطبية، وقال: "تهدُف هذه الجلسة إلى فَهم تأثير مرض ألزهايمر على الإدراك والسلوك من منظور طبيٍّ وشرعي؛ وذلك للوقوف على كيفية التعامل مع هذه الحالات في ضوء الأحكام الشرعية".
وأكَّد المفتي أنَّنا نسعى من خلال هذا الحوار إلى تأسيس رؤية متكاملة تعتمد على الأدلة العلمية الثابتة والتخصُّص الشرعي العميق، بما يضمن تحقيق العدالة والرحمة في الفتوى، مشيرًا إلى أن الرجوع إلى أهل التخصص يمثل أحد الأُسس التي تعتمد عليها دار الإفتاء في بَسط الفتوى وصياغتها، حيث تعتمد في ذلك على المنهجية العلمية، التي منها الرجوع إلى أهل التخصص.
من جانبه قدَّم الدكتور محمود عبد الرحمن حمودة، رئيس قسم الطب النفسي الأسبق بجامعة الأزهر، شرحًا تفصيليًّا للاضطرابات المعرفية المرتبطة بمرض ألزهايمر، وقال: "تتأثر العديد من الوظائف الأساسية لدى مريض ألزهايمر، مثل الانتباه الذي يظهر فيه خلل واضح يمنع المريض من التركيز ويشتت تفكيره، والذاكرة القريبة التي يعاني فيها المريض من نسيان الأحداث اليومية وتكرار الأسئلة. كما تتأثر قدراته اللغوية ويواجه صعوبات في استخدام الكلمات وفهمها، فضلًا عن الاضطرابات البصرية التي قد تؤدِّي إلى ضياعه في الأماكن المألوفة له. هذه التغيرات تجعل من الضروري فَهم الحالة من جميع الجوانب لإصدار أحكام شرعية دقيقة تراعي وضع المريض".
وأضاف: "لا بدَّ من إجراء فحص طبي شامل لتحديد مدى تأثير المرض على الإدراك والوعي، ففي الحالات البسيطة، يمكن السيطرة على الأعراض وتقديم الدعم المناسب، بينما تتطلب الحالات المتقدمة أحكامًا شرعية خاصة تأخذ في الحسبان ضعف الإدراك لدى المريض".
بينما أكَّد الدكتور محمد رمضان، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، أهميةَ التقييم الدقيق لقدرات مريض ألزهايمر لتحديد مدى استحقاقه للتكليف الشرعي، وقال: "هناك أربعة جوانب أساسية للتكليف الشرعي يجب تقييمها بدقة، وهي: الإدراك لنفسه، بمعنى وعي المريض بحالته وما يقوم به؛ الإدراك للمكان والزمان، أي قدرة المريض على تحديد مكانه وزمانه بدقة؛ الإدراك للأشخاص، بمعرفة المريض بالمحيطين به وقدرته على التفاعل معهم؛ وأخيرًا، الحكم السليم على الأمور، بمعنى قدرة المريض على اتخاذ قرارات مبنية على تفكير منطقي ووعي كامل. وغياب أيٍّ من هذه الجوانب يؤثر على التكليف الشرعي، حيث إنَّ المريض الذي يفقد القدرة على الإدراك السليم يصبح غير مكلَّف من الناحية الشرعية".
ومن جانبها، أشارت الدكتورة رضا إسماعيل، أستاذة الطب النفسي بجامعة الأزهر، إلى تأثير مرض ألزهايمر على التفكير التجريدي وقدرة المريض على اتخاذ القرارات، وقالت: "مرض ألزهايمر يؤدي إلى نقص ملحوظ في القدرات الذهنية، خاصة التفكير التجريدي، وهو ما ينعكس سلبًا على قدرة المريض على اتخاذ قرارات سليمة. لذلك، يصبح التقييم الطبي ضرورة لتحديد مدى أهلية المريض للتكليف الشرعي. كما أن هناك أهمية بالغة للوقاية من هذا المرض عبر اتِّباع نظام غذائي متوازن، وممارسة الرياضة بانتظام، وتجنب العزلة الاجتماعية، والمداومة على الأنشطة الذهنية مثل القراءة وحل الألغاز".
واختتمت الجلسة بكلمة من الدكتور محمود عبد الرحمن حمودة رئيس قسم الطب النفسي الأسبق بجامعة الأزهر، الذي أعرب عن شُكره لفضيلة المفتي على هذه المبادرة العلمية المهمة، قائلًا: "هذا اللقاء يمثِّل خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون بين العلوم الشرعية والعلوم الطبية، بما يخدم قضايا المجتمع ويدعم الفتوى المستنيرة".
وفي ختام اللقاء أعرب الدكتور علي عمر، رئيس القطاع الشرعي بدار الإفتاء، عن شكره للحضور نيابة عن علماء دار الإفتاء المصرية، مشيرًا إلى أن هذه الجلسات العلمية تمثِّل نموذجًا للتكامل بين العلم والدين لخدمة المجتمع.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الطب النفسي دار الإفتاء مفتي الجمهورية علماء الشريعة ألزهايمر المزيد المزيد بجامعة الأزهر دار الإفتاء الطب النفسی المریض على
إقرأ أيضاً:
حكم قراءة القرآن بدون وضوء في رمضان.. «الأزهر يوضح»
أجاب مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية على سؤال هل يجوز قراءة القرآن الكريم دون وضوء، وما هو حكم مسح المصحف، وهل يستوي الحكم مع مس سطح الموبايل حين قراءة القرآن، وذلك تزامنًا مع اقتراب حلول شهر رمضان 2025، حيث يتبادر إلى أذهان الكثير من المسلمين أسئلة عدة في مختلف الموضوعات.
وقال إن الوضوء عند تلاوة القرآن الكريم من الأمور المستحبة، وتجوز تلاوة غير المتوضئ للقرآن دون مس المصحف، وذلك لأن مسه يحتاج إلى طهارة بحسب قول جمهور الفقهاء.
وعن اعتبار مس سطح الموبايل مثل مس المصحف، أوضحت لجنة الفتاوى في بيان عبر الصحفة الرسمية للمركز على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أنه لا يُعد مس أسطح الهواتف الذكية حين قراءة القرآن بواسطتها من مس المصحف.
هل يجوز قراءة القران بدون وضوء؟وحول الإجابة عن سؤال هل يجوز قراءة القران دون وضوء، ذكرت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الإلكتروني، أن هناك تفصيلين في المسألة، الأولى أنه إذا كان المقصود بالسؤال القراءة بشكل عام دون الحاجة للمس المصحف كأن يكون القارئ حافظًا للقرآن أو لجزء منه ويتلوه، فهو أمر جائز شرعا ولا حرج فيه.
وتابعت الدار أنه فيما يتعلق بالتفصيل الآخر، هو إذا كان المقصود القراءة من خلال مسك القرآن الكريم والشخص غير متوضئ، فهنا قد اتفق جمهور الفقهاء أنّه لا يجوز مسه إلا بوضوء، وذلك لأن مس المصحف يحتاج إلى طهارة، أما من أراد قراءة النص المكتوب فيمكنه الاستعانة بالأدوات الحديثة كالمصاحف الموجودة على الهاتف المحمول ونحوها.
وحول حكم قراءة القرآن الكريم للحائض، فقال الأزهر الشريف إنّ جمهور الفقهاء أجمعوا على حرمة قراءة الحائض للقرآن حال الحيض حتى تطهر، فيما ذهب بعض أهل العلم إلى جواز قراءة الحائض للقرآن دون مسّ المصحف، وهو مذهب الإمام مالك، ورواية عن الإمام أحمد.
اقرأ أيضاًما حكم صلاة التراويح في المنزل؟.. الإفتاء تجيب
ما حكم صيام يوم الشك؟.. الإفتاء: حالتين مختلفتين حسب النية
حكم صيام النصف الثاني من شعبان |الإفتاء توضح