تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أدى السقوط السريع وغير المتوقع للرئيس السوري بشار الأسد في سوريا إلى تحويل مستقبل البلاد من قضية ثانوية إلى مصدر قلق مفاجئ ذي مخاطر عالية بالنسبة لإدارة بايدن المغادرة ــ وبالتأكيد بالنسبة لدونالد ترامب.

ووفق تقرير نشرته وول ستريت جورنال الأمريكية يحاول المسؤولون الأميركيون جاهدين تقييم نوايا المليشيات المسلحة المسيطرة على الحكم والتي دفعت الأسد إلى المنفى، وخاصة هيئة تحرير الشام، التي من المتوقع أن تلعب دورا محوريا في أي حكومة تنشأ في دمشق، ولكنها مدرجة على القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية الأجنبية.

وفق الصحيفة ذاتها فإن السيناريو الأفضل سيكون سوريا ما بعد الأسد خالية من النفوذ الإيراني، حيث لن تتمكن طهران من استخدام أراضيها لإرسال الأسلحة إلى حزب الله في لبنان.

ويؤدي هذا إلى تغييرات جذرية أخرى في الشرق الأوسط الذي يشهد بالفعل حالة من التقلب، إذ سيؤدي إلى إزالة عضو رئيسي في ما يسمى "محور المقاومة" التابع لطهران، وهو تحالف من الدول والميليشيات في لبنان والعراق وسوريا واليمن تدعمه طهران لمواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل.

ولكن هناك سيناريو آخر محتمل: إذا سقطت سوريا أو أجزاء كبيرة منها تحت سيطرة متشددين إسلاميين معادين للغرب أو انهارت الدولة بالكامل، فقد يؤدي هذا إلى المزيد من الفوضى في المنطقة الملتهبة بالفعل.

وفي الوقت الراهن، لا يزال المسؤولون الأميركيون غير متأكدين مما سيحدث ومدى النفوذ الذي يتمتعون به.

قال مسؤول كبير في إدارة بايدن أمس الأحد إن الرئيس الأمريكي جو بايدن يخطط للتحدث إلى زعماء الشرق الأوسط بينما يسافر مسؤولون أمريكيون إلى المنطقة في الأيام المقبلة للتشاور مع جيران سوريا ومجموعة من الجماعات السورية المناهضة للأسد.

رجل يدوس على صورة الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، سوريا

 

ولكن في سعيها إلى تشكيل النتيجة السياسية في ما تقول إنها عملية يقودها السوريون، فإنه خلال رئاسة بايدن، ركزت الولايات المتحدة على دعم أوكرانيا بعد غزو روسيا للبلاد ومحاولة إنهاء القتال في لبنان وغزة، حيث حاربت إسرائيل مسلحين مدعومين من إيران.

إن إنهاء الحرب الأهلية الدموية في سوريا، والتي افترض المسؤولون الأميركيون أنها وصلت إلى طريق مسدود إلى حد كبير في ظل دعم الأسد من حزب الله وروسيا وإيران، لم يكن من أولويات البيت الأبيض. 

يقول تشارلز ليستر من معهد الشرق الأوسط، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن: "لقد عمدت إدارة بايدن منذ اليوم الأول إلى النأي بنفسها عن قضية سوريا. ونتيجة لهذا، انحدرت مدى وعمق العلاقات التي تربط الولايات المتحدة بمختلف الجهات الفاعلة المهمة مع مرور الوقت". 

ووصف بايدن، عقب اجتماعه مع كبار مستشاريه للأمن القومي يوم الأحد، التحول في سوريا بأنه فرصة مهمة لشعبها والمنطقة.

وقال بايدن "بينما نتوجه جميعا إلى السؤال حول ما سيأتي بعد ذلك، ستعمل الولايات المتحدة مع شركائنا وأصحاب المصلحة في سوريا لمساعدتهم على اغتنام الفرصة لإدارة المخاطر". 

أبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام الإسلامية في سوريا.

 

وفي إطار حرصه على استعادة الاحترام في الخارج وفتح الباب أمام المساعدات الدولية، تعهد زعيم هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، وهو مسلم سني، بحماية الأقليات الدينية والعرقية. ويقول البيت الأبيض إن هذه الوعود سوف تخضع للتدقيق الدقيق، في حين يدرس مسؤولو الإدارة كيفية التعامل مع هذه المنظمة وغيرها من المنظمات المتمردة. 

وقال بايدن "إنهم يقولون الأشياء الصحيحة الآن، ولكن مع توليهم مسؤولية أكبر، فإننا لن نقيم أقوالهم فحسب، بل وأفعالهم أيضًا".

وسوف تعتمد احتمالات الانتقال السلمي النسبي إلى إدارة جديدة بقيادة المتمردين إلى حد كبير على ما إذا كانت الفصائل المتنافسة ــ بما في ذلك الجماعات السنية، والأقليات الكردية والعلوية ــ قادرة على تجنب المزيد من الصراع.

ولدى الولايات المتحدة نحو 900 جندي في شرق سوريا، مهمتهم العمل مع قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية ومنع ظهوره مرة أخرى. 

ومن بين المخاوف أن تحاول الميليشيات المدعومة من تركيا استغلال الموقف بمهاجمة القوات التي يقودها الأكراد في شمال سوريا والتي عارضتها أنقرة منذ فترة طويلة. وفي مكالمة هاتفية مع نظيره التركي يوم الأحد، قال وزير الدفاع لويد أوستن إنه من الضروري تجنب الإجراءات التي قد تعرض القوات الأمريكية وحلفائها من قوات سوريا الديمقراطية للخطر، حسبما ذكرت وزارة الدفاع الأمريكية. 

وفي حين يسعى المسؤولون الأميركيون إلى صياغة استراتيجية للرد على سقوط الأسد غير المتوقع، فقد تحركوا بسرعة لمنع تنظيم الدولة الإسلامية والجماعات الأخرى من استغلال الفراغ الأمني ​​المحتمل في سوريا. 

نفذت قاذفات أميركية من طراز بي-52 ومقاتلات من طراز إف-15إي وطائرات هجومية من طراز إيه-10 عشرات الغارات الجوية ضد معسكرات وعناصر تنظيم الدولة الإسلامية في وسط سوريا يوم الأحد. وقال المسؤول الكبير في الإدارة الأميركية إن 140 ذخيرة أسقطت على أكثر من 75 هدفا. 

وبعد هذا التحرك، وجه الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأميركية، تحذيرا مباشرا للجماعات السورية مفاده أنها يجب أن تتجنب مساعدة تنظيم الدولة الإسلامية، المعروف سابقا باسم داعش، في حين تكافح البلاد لتشكيل حكومة جديدة بعد رحيل الأسد. 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: بشار الأسد سوريا المليشيات المسلحة هيئة تحرير الشام دمشق تنظیم الدولة الإسلامیة المسؤولون الأمیرکیون الولایات المتحدة فی سوریا

إقرأ أيضاً:

محادثات جديدة وانتظار رسالة من «ترامب».. هل تشهد العلاقات الأمريكية-الإيرانية تحولًا؟

في ظل التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة وإيران، تلوح في الأفق إمكانية عقد محادثات جديدة بين الطرفين، بعد حالة من الجمود، وخلافات مستمرة حول الملف النووي والسياسات الإقليمية.

المحادثات المرتقبة

وتشير تقارير دبلوماسية إلى أن هناك جهودًا حثيثة لإعادة إطلاق الحوار بين واشنطن وطهران، خاصة بعد فشل المحادثات السابقة في التوصل إلى اتفاق شامل.

ويُتوقع أن تركز المحادثات الجديدة على عدة قضايا رئيسة، بما في ذلك البرنامج النووي الإيراني، ورفع العقوبات الأمريكية، ودور إيران الإقليمي في الشرق الأوسط. وقد أبدت إيران استعدادها للتفاوض، لكنها شددت على ضرورة رفع العقوبات كشرط مسبق لأي تقدم.

انتظار رسالة من ترامب

ويترقب المراقبون إمكانية وصول رسالة من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى القيادة الإيرانية. وقد تكون رسالته محاولة لفتح قنوات اتصال غير مباشرة مع إيران، أو لتقديم رؤية جديدة لحل الأزمة. ومع ذلك، فإن طبيعة هذه الرسالة وأهدافها لا تزال غامضة، مما يزيد من حدة التكهنات.

رد الفعل الإيراني

من المتوقع أن تتعامل إيران بحذر شديد مع أي رسالة من ترامب أو مع المحادثات المرتقبة، حيث تدرك القيادة الإيرانية أن أي تفاوض مع الولايات المتحدة يجب أن يأخذ في الاعتبار المصالح الإيرانية، خاصة فيما يتعلق بضمانات أمنية واقتصادية.

وقد أعربت طهران عن استعدادها للتفاوض، لكنها ستشدد على ضرورة احترام سيادتها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

ردود الفعل الدولية

وتثير المحادثات المرتقبة ورسالة ترامب اهتمامًا واسعًا على الساحة الدولية، حيث يرحب الحلفاء الأوروبيون للولايات المتحدة، الذين كانوا داعمين للاتفاق النووي الإيراني، بأي خطوة نحو تخفيف التوترات. في المقابل، تقف إسرائيل، على أهبة الاستعداد، حيث ترى أن أي اتفاق مع إيران يجب أن يأخذ في الاعتبارات الأمنية.

التحديات والمستقبل

ورغم التفاؤل الحذر بشأن إمكانية تحقيق تقدم دبلوماسي، إلا أن الفجوة الكبيرة في المواقف بين الولايات المتحدة وإيران، بالإضافة إلى المصالح الجيوسياسية المتضاربة للقوى الإقليمية والدولية، تجعل من الصعب التوصل إلى حل سريع، ومع ذلك، فإن أي خطوة نحو تحسين العلاقات بين واشنطن وطهران ستكون موضع ترحيب من قبل المجتمع الدولي.

اقرأ أيضاًترامب: زيلينسكي مرحب به في البيت الأبيض

ترامب: صفقة مرتقبة لبيع تيك توك

ترامب: غير قلق بشأن المناورات العسكرية بين روسيا والصين وإيران

مقالات مشابهة

  • ماذا قالت روسيا عن قادة سوريا الجدد باجتماع مغلق لمجلس الأمن؟
  • الكويت ترحّب باستضافة المملكة محادثات بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوكرانيا
  • قطر ترحب باستضافة المملكة محادثاتٍ بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوكرانيا
  • الإمارات ترحب باستضافة السعودية محادثاتٍ بين الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية أوكرانيا
  • محادثات جديدة وانتظار رسالة من «ترامب».. هل تشهد العلاقات الأمريكية-الإيرانية تحولًا؟
  • الأردن يرحب باستضافة السعودية محادثاتٍ بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوكرانيا
  • الخارجية الأمريكية ترحّب باتفاق اندماج قوات سوريا الديمقراطية ضمن مؤسسات الجمهوريّة العربية السوريّة
  • أردوغان يعلق على الاتفاق بين دمشق وقسد.. سيخدم السلام في سوريا
  • الولايات المتحدة تكشف موقفها من الاتفاق بين سوريا و«قسد»
  • بتوجيه من ولي العهد.. المملكة تستضيف محادثات بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوكرانيا في جدة