فايننشال تايمز: سوريا بعد نهاية عائلة الأسد أمام طريقين محتملين
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
قالت صحيفة "فايننشال تايمز" في افتتاحيتها التي جاءت بعنوان "نهاية مرحب بها لعائلة حاكمة قاسية" إنه وبعد 13 عاما من كتابة الأطفال شعارات مناهضة للنظام السوري على جدران مدينة درعا في جنوبي سوريا والتي أشعلت شرارة الثورة السورية سقط بشار الأسد وعائلته.
وأضافت في الافتتاحية التي ترجمتها "عربي21"، أن مئات الآلاف من عائلات أولئك الذين قتلهم الأسد أو شوههم أو سجنهم أو اختفوا ستحتفل بنهاية عائلة حكمت بوحشية ونهبت أحد أهم بلدان العالم العربي لأكثر من خمسة عقود.
وأشارت إلى أن نهاية الأسد تؤكد التحول في ميزان القوى الإقليمي، حيث تقوض تأثيرها طهران وجماعاتها الوكيلة وضعف نفوذ روسيا.
وقالت الصحيفة إنه منذ 7 تشرين الأول /أكتوبر 2023، اختلطت اليقينيات القديمة في مختلف أنحاء المنطقة وجرى خلط الأوراق السياسية. ولكن الشرق الأوسط الذي يخرج من حطام العام الماضي من الصراع والمذابح لا يزال غير مؤكد.
وأضافت أن الكثير سوف يعتمد على من يحكم سوريا بعد الأسد. والفائز الواضح الوحيد من الإطاحة بالأسد هو تركيا، التي كانت لفترة طويلة الداعم الرئيسي للمعارضة المسلحة في سوريا. فقد أعادت الدول العربية السنية في الخليج في الفترة الأخيرة الديكتاتور السوري الى الحظيرة العربية.
وبالنسبة لهذه الدول، كما بالنسبة لإسرائيل، فإن احتمال تشكيل حكومة بقيادة إسلامية في دمشق لن يكون موضع ترحيب. وترى الصحيفة أن الحرب الأهلية السورية المنسية استيقظت من جديد نتيجة لتضافر عوامل عدة: فلم يتمكن الأسد من التغلب على مجموعة من الفصائل المعارضة إلا بفضل دعم روسيا وحزب الله اللبناني. وكان سلاح الجو الروسي ومقاتلو حزب الله على الأرض هم الذين حولوا الحرب لصالحه.
ومع حرف انتباه موسكو بسبب غزو أوكرانيا وتدمير حزب الله في الأشهر الأخيرة بسبب الصراع مع إسرائيل، وجدت المعارضة اللحظة المناسبة للضرب، حسب الصحيفة.
وكان جيش النظام منهكا إلى الحد الذي جعل "هيئة تحرير الشام"، وهي الفصيل الأكثر تسليحا وجاهزية من بين الفصائل المتمردة، تسيطر على المدن التي تسيطر عليها الحكومة في غضون أيام قليلة، وتصل إلى العاصمة دمشق. وربما كانت هناك بعض الصفقات، وهي علامة على كيفية انهيار نظام الأسد.
وقالت الصحيفة إنه بالنسبة للعديد من السوريين، كانت هذه لحظة فرح. فقد فتحت المعارضة السجون، وأعادت توحيد الأسر مع أحبائها الذين فقدتهم منذ فترة طويلة في زنزانات التعذيب التابعة للأسد.
وأضافت أنه من بين أكثر من خمسة ملايين لاجئ سوري فروا من الحرب، يأمل الكثيرون الآن أن يتمكنوا من العودة إلى منازلهم التي يئسوا من رؤيتها مرة أخرى.
وعلقت الصحيفة أن ما سيحدث بعد يعتمد على "هيئة تحرير الشام". وحاولت الجماعة تصوير نفسها على أنها منظمة جهادية متغيرة، وقدم زعيمها أبو محمد الجولاني، الذي كان ذات يوم جزءا من تنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة، نفسه بأنه رجل دولة.
ووعد بمعاملة الأقليات المسيحية والكردية في سوريا، وحتى الأقلية العلوية التي تنحدر منها عائلة الأسد، بكرامة. ولا يزال كثيرون يخشون أن يحرض الإسلاميون على أعمال انتقامية، حسب الصحيفة.
وفي الوقت الحالي، تحدثت "هيئة تحرير الشام" عن حماية مؤسسات الدولة، ما يشير إلى أنها تريد انتقالا منظما للسلطة. وترى الصحيفة أن سوريا تواجه طريقين محتملين: الأول هو إعادة إشعال الحرب الأهلية، والتي ستأخذ البلاد إلى طريق اليمن وليبيا، الفاشلة والمحطمة منذ فترة طويلة. والثاني هو الاستقرار، وفرصة للتعافي وعودة ملايين اللاجئين المنتشرين في جميع أنحاء العالم إلى ديارهم.
ومن أجل اغتنام فرصة سوريا الأكثر أملا، يجب على أولئك الذين يمكنهم التأثير على الجولاني التأكد من أنه يترك حكم البلاد لإدارة مدنية تعكس الطوائف الدينية العديدة في سوريا. وينبغي أن يسمح ذلك للحكومات العربية والغربية التي تصنف هيئة تحرير الشام كمنظمة إرهابية بالتعامل مع الحكومة.
وأشارت الصحيفة في ختام افتتاحيتها إلى أن العالم خذل سوريا مرارا وتكرارا، حتى عندما استخدم الأسد الأسلحة الكيميائية ضد شعبه. والآن لديه أيضا فرصة لمساعدة البلاد لكي تقف على قدميها.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية سوريا الأسد دمشق الجولاني سوريا الأسد دمشق الجولاني صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هیئة تحریر الشام
إقرأ أيضاً:
هدوء حذر على الحدود اللبنانية السورية بعد اعتداءات لـ |هيئة تحرير الشام”
يسود هدوء حذر الحدود اللبنانية – السورية، مع انتشار أوسع للجيش اللبناني في المنطقة، في مقابل صعود مجموعات من “هيئة تحرير الشام” إلى الجرود المقابلة للجرود اللبنانية.
ووفق موقع “الميادين” أرسل الجيش اللبناني تعزيزات إلى سهل القاع، شرقي لبنان، في إثر قيام مسلحي “هيئة تحرير الشام” بإطلاق النار في اتجاه المنطقة من بلدة جوسيه، في ريف القصير، مستخدمين الأسلحة المتوسطة.
وأكد مراسلنا تعرّض مناطق جرود الهرمل وبلداتها لقصف مدفعي وصاروخي كثيف، مصدره منطقة القصير.
بدوره، أكد الجيش اللبناني أنّ وحداته تواصل الردّ، عبر الأسلحة المناسبة، على النيران من سوريا، مشيراً إلى أنّ عمليات إطلاق القذائف على مناطق لبنانية محاذية للحدود الشرقية تكرّرت، الأحد.
وفي بيان أصدره، الأحد، أضاف الجيش أنّ وحداته تنفّذ تدابير أمنية استثنائية على امتداد الحدود الشرقية مع سوريا، موضحاً أنّ ذلك يتخلّله تركيز نقاط مراقبة، تسيير دوريات وإقامة حواجز ظرفية.
وأكد البيان أيضاً أنّ قيادة الجيش تتابع الوضع، وتعمل على اتخاذ الإجراءات المناسبة، وفقاً للتطوّرات.
يأتي ذلك بعد أن أعلن الجيش اللبناني، في بيان، مساء السبت، أنّ قيادته أصدرت أوامر للوحدات العسكرية المنتشرة على الحدود الشمالية والشرقية للبلاد، تقضي بالردّ على مصادر النيران من الأراضي السورية على الأراضي اللبنانية، بناءً على توجيهات الرئيس جوزاف عون.