أبرز ردود الفعل العربية والدولية بعد «سقوط نظام بشار الأسد»
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
تتوالى ردود الفعل العربية والدولية بعد سقوط نظام بشار الأسد، فما أبرز المواقف التي صرحت بها الدول؟
أعلنت وزارة الخارجية الإماراتية أنها تتابع باهتمام شديد تطورات الأحداث الجارية في الجمهورية العربية السورية، وتؤكد حرصها على وحدة وسلامة سوريا وضمان الأمن والاستقرار للشعب السوري الشقيق.
ودعت وزارة الخارجية في بيان لها كافة الأطراف السورية إلى تغليب الحكمة في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ سوريا للخروج منها بما يلبي طموحات وتطلعات السوريين بكافة أطيافهم، فيما شددت الوزارة على ضرورة حماية الدولة الوطنية السورية بكافة مؤسساتها، وعدم الانزلاق نحو الفوضى وعدم الاستقرار.
بدورها، أكدت مصر وقوفها إلى جانب سوريا، ودعمها لسيادتها ووحدة أراضيها، وذلك بعد دخول فصائل المعارضة المسلحة إلى دمشق ومغادرة الرئيس بشار الأسد البلاد.
وقالت الخارجية المصرية في بيان، الأحد، إن مصر “تتابع باهتمام كبير التغير الذي شهدته سوريا الشقيقة، وتؤكد وقوفها إلى جانب الدولة والشعب السوري ودعمها لسيادة سوريا ووحدة وتكامل أراضيها”.
وتابع البيان: “تدعو مصر جميع الأطراف السورية بكافة توجهاتها إلى صون مقدرات الدولة ومؤسساتها الوطنية، وتغليب المصلحة العليا للبلاد، وذلك من خلال توحيد الأهداف والأولويات وبدء عملية سياسية متكاملة وشاملة تؤسس لمرحلة جديدة من التوافق والسلام الداخلي، واستعادة وضع سوريا الإقليمي”.
وفي أول تعليق من حزب الله على سقوط الأسد، قال عضو “كتلة الوفاء للمقاومة” التابعة لـ “حزب الله”، حسن فضل الله، الإثنين، إن “ما يجري في سوريا تحول كبير وخطير وجديد”.
وذكر فضل الله، خلال حفل تكريمي: “ما حصل أمر كبير جدا ولا أحد يستطيع التخفيف من تأثيراته”.
وأضاف: “كل ما يجري في سوريا على خطورته لا يمكن أن يضعفنا، نحن أبناء هذه الأرض وهذا البلد، وكما كان يقول حسن نصر الله -الأساس هناك هو الجيش السوري والقيادة السورية والدولة السورية، ونحن عنصر مساعد-“.
دوليا، أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أنه التطورات التي شهدتها سوريا، هي بصيص أمل وعلى الشعب السوري أن يقيّم الفرصة الذهبية التي حصل عليها.
وقال فيدان خلال كلمة له في مؤتمر السفراء الأتراك حول العالم بنسخته الـ15، والمنعقد بالعاصمة التركية أنقرة: “نتوقع من الجهات الدولية الفاعلة، وخاصة الأمم المتحدة، التواصل مع الشعب السوري، و(دعم تشكيل حكومة شاملة)”.
وأضاف: “تم التأكيد منذ البداية، على أن الحلّ الدائم، والسلام والاستقرار في سوريا، لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال المصالحة الوطنية. وعلى الرغم من كلّ الجهود والفرص، فإن نظام الأسد لم يصنع السلام مع شعبه”.
وتابع: “لقد بدأ عهد جديد في سوريا، والآن من الضروري التركيز على المستقبل. وعلى الشعب السوري، أن يقيّم بشكل جدّي هذه (الفرصة الذهبية) التي حصل عليها “.
وأردف: ” في الفترة المقبلة نريد سوريا حيث تعيش المجموعات العرقية والدينية المختلفة في سلام، وبفهم شامل للحكم. نريد أن نرى سوريا جديدة (تتمتّع بعلاقات جيدة مع جيرانها)، وتضيف السلام والتسامح والاستقرار في منطقتها. وتركيا مستعدة لتقديم الدعم اللازم لتحقيق هذا الغرض والهدف. وسنواصل دعم وحدة أراضي سوريا وسيادتها “.
وأشار إلى أن “هيئة تحرير الشام، كانت تبني قدراتها العسكرية خلال 4 سنوات، وأنشأت أكاديمية عسكرية”.
وشدد على أن “السلام الدائم في سوريا، يتحقق عبر (تسوية وطنية) بين كلّ الأطراف السورية، وسنعمل على توفير الظروف الملائمة، للعودة الآمنة للاجئين السوريين من تركيا إلى بلدهم، وسنواصل عملنا المتعلق بـ(إعادة إعمار سوريا) من جديد.
وأصدرت حركة “حماس” الفلسطينية بيانا باركت فيه للشعب السوري نجاحه في تحقيق تطلعاته نحو الحرية والعدالة، داعية كل مكونات المجتمع السوري إلى توحيد الصفوف.
وحثت المقاومة الشعب السوري على المزيد من التلاحم الوطني، والتعالي على آلام الماضي.
من جانبها، أرسلت فرنسا موفدا دبلوماسيا إلى دمشق لدعم عملية الانتقال السياسي، وأكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، أن “فرنسا ستدعم عملية الانتقال السياسي في سوريا وسترسل موفدا دبلوماسيا إلى دمشق خلال أيام”.
ووصفت الخارجية الفرنسية نهاية حكم بشار الأسد في بيان عقب سيطرة المعارضة السورية على دمشق بأنه “يوم تاريخي لسوريا والشعب السوري”.
وأضافت: “ندعو كافة السوريين إلى الوحدة والمصالحة ونبذ كافة أشكال التطرف”.
كما أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن باريس ملتزمة بالأمن في سوريا وجميع أنحاء الشرق الأوسط.
وسيطرت المعارضة السورية المسلحة على العاصمة دمشق، وأسقطت نظام بشار الأسد، الذي وصل مع أفراد عائلته لاحقا إلى موسكو، حيث منحتهم روسيا اللجوء والحماية.
ودعا الاتحاد الأوروبي الاثنين، إلى انتقال «منتظم وسلمي» للسلطة في سوريا، غداة سقوط بشار الأسد.
وقالت وزيرة خارجية الاتحاد كايا كالاس في بيان صدر باسم دول التكتل السبع والعشرين: «من الضروري أن تنخرط جميع الأطراف المعنية في حوار يضم الجميع، يقوده ويديره السوريون، حول كل المسائل الجمهورية، لضمان انتقال منتظم وسلمي» تشارك فيه كل المجموعات في البلد”.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الامارات بيان حزب الله سوريا حرة مصر الشعب السوری بشار الأسد فی سوریا
إقرأ أيضاً:
أبعاد أول زيارة لمسؤول جزائري إلى دمشق بعد سقوط الأسد
الجزائر- شكلت زيارة وزير الدولة، وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، إلى سوريا في الثامن من فبراير/شباط الجاري، فرصة مهمة لبحث مستقبل العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها، خاصة في ظل المتغيرات السياسية التي شهدتها دمشق بعد سقوط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وأتاحت الزيارة فرصة للجزائر لتؤكد من خلالها دعمها وحدة سوريا واستقرارها، ولتجديد التعبير عن تضامنها ووقوفها إلى جانب دمشق خلال هذه المرحلة الدقيقة، ولمد المساعدة الكاملة في كل المجالات لتمكين الشعب السوري من كسب الرهانات وتحقيق تطلعاته المشروعة التي يرسمها في المستقبل.
وكشف المبعوث الخاص للرئيس الجزائري -عقب استقباله من قبل الرئيس السوري أحمد الشرع– استعداد الجزائر لتطوير تعاونها الثنائي مع دمشق، لا سيما في ميدان الطاقة والتعاون التجاري والاستثمار وإعادة الإعمار.
علاقات متينةمن جانبه، أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أن الإدارة السورية الجديدة بحثت مع الجزائر جهود رفع العقوبات الدولية عن دمشق انطلاقا من عضويتها بمجلس الأمن.
في السياق، يرى الأكاديمي والمحلل السياسي عبد النور تومي أن العلاقات الجزائرية السورية ليست وليدة اللحظة، بل تمتد جذورها إلى عهد الأمير عبد القادر وما قبله، وهي راسخة ومتينة بين الشعبين. وأضاف للجزيرة نت أنها تأتي في إطار حراك دبلوماسي تعيشه سوريا الجديدة.
إعلانوأكد أن الجزائر بفضل دبلوماسيتها التي تقوم على مزيج من المبادئ الثابتة والواقعية الجديدة، استطاعت التكيف مع المستجدات التي تشهدها المنطقة. وباتت تمتلك نهجا واضحا في إدارة العلاقات المركبة في المنطقة، مما يعزز مكانتها كشريك إستراتيجي لسوريا، إلى جانب قوى إقليمية أخرى مثل تركيا وقطر.
وحسب تومي، ستلعب الجزائر دورا دبلوماسيا فاعلا خصوصا أنها تمتلك حضورا نشطا في مجلس الأمن، حيث تمثل الصوت العربي فيه، الأمر الذي قد يمنحها دورا حاسما في دعم سوريا الجديدة، ومن ذلك العمل على رفع العقوبات المفروضة عليها نهائيا.
وأشار إلى "تجربة الجزائر الناجحة في تحقيق المصالحة الوطنية، وهو ما يمنحها دورا مهما في دعم الاستقرار في سوريا".
أهمية كبيرةاقتصاديا، قال الخبير الاقتصادي هواري تيغرسي إن العلاقة بين البلدين تكتسب أهمية كبيرة، حيث شهدت السنوات الأخيرة حضورا بارزا للسوريين في الجزائر من خلال تأسيسهم شراكات واستثمارات متعددة، إلى جانب دورهم كخبراء في العديد من القطاعات.
وفي حديثه للجزيرة نت، اعتبر تيغرسي أن السوريين أصبحوا جزءا مهما من المشهد الاقتصادي الجزائري "تماما كما هو الحال في تركيا"، وأوضح أن هذا الواقع يسهم في تقارب اقتصادي بين الجانبين.
وأكد أنه في هذه المرحلة يمكن تحفيز الشراكات السورية والجزائرية التي كانت قائمة في السابق لإعادة إحيائها، أو بعث شراكات أخرى سواء في مجالات الطاقة أوالتجارة أو الإعمار أو صناعة النسيج التي قال إنها تحديدا يمكن أن تكون نقطة انطلاق أساسية لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
ووفقا له، تمتلك الجزائر إمكانيات وثروات هائلة وتسعى إلى تطوير نموذج اقتصادي متكامل، يشمل قطاعات حيوية مثل البنية التحتية والزراعة والصناعة والصناعات التحويلية والصيدلانية والتعدين والصيد البحري والسياحة. وأضاف أن سوريا -بدورها- كانت معروفة بقطاعها السياحي المزدهر، فضلا عن شهرتها بصناعة النسيج.
إعلانوحسب الخبير الاقتصادي، يكمن التحدي اليوم في كيفية تفعيل هذه الإمكانيات واستثمارها ضمن شراكة حقيقية بين سوريا والجزائر، مؤكدا أن هناك آفاقا واسعة لتطوير التعاون الاقتصادي بين البلدين، خصوصا من خلال العنصر البشري.
وأكد أن الجزائر كانت "دائما داعمة لاستقلال القرار السوري، وحرصت على أن تعتمد سوريا على شعبها وإمكانياتها"، معتبرا أن المرحلة المقبلة ستكون بداية مشجعة لتعزيز هذه العلاقات الاقتصادية وتطوير شراكة متينة بين البلدين.
زيارة نوعيةوتعد زيارة وزير الخارجية الجزائري الأولى من نوعها لمسؤول جزائري رفيع منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وكانت وزارة الخارجية الجزائرية أصدرت بيانا، بعد إعلان سقوط النظام المخلوع، دعت فيه "كافة الأطراف السورية إلى الوحدة والسلم". كما شددت "على الحوار بين أبناء الشعب السوري، بكافة أطيافه ومكوناته، وتغليب المصالح العليا لسوريا الشقيقة والحفاظ على أملاك ومقدرات البلاد، والتوجه إلى المستقبل لبناء وطن يسع الجميع".
كما دعت الجزائر على لسان وزير خارجيتها أحمد عطاف إلى "إشراف أممي على الحوار بين الفرقاء السوريين في ظل حرمة ووحدة التراب السوري"، مشيرا إلى أن "الجزائر تعترف بالدول وليس بالحكومات"، وأضاف أنه "نهج يعزز مرونة الموقف الدبلوماسي الجزائري عبر التاريخ".
وكانت إدارة الشؤون السياسية في سوريا قد وجهت في 12 ديسمبر/ كانون الأول الماضي شكرا للجزائر على استمرار عمل بعثتها الدبلوماسية في دمشق، مؤكدة توفير كل التسهيلات لاستمرار أعمالها.
ولم يصدر من الجزائر أي موقف رسمي من التطورات السياسية في دمشق بعدما أعلنت إدارة العمليات العسكرية السورية، في 29 يناير/ كانون الثاني الماضي، تعيين أحمد الشرع رئيسا للبلاد في المرحلة الانتقالية.
وكشف الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، في حوار أجراه في الثالث من فبراير/شباط الجاري مع صحيفة "لوبينيون الفرنسية"، أنه أرسل مبعوثا للرئيس المخلوع بشار الأسد قبل سقوطه، مؤكدا أن "الجزائر اقترحت -بموافقة الأمم المتحدة– أن تكون وسيطا لكي يتحدث الأسد مع معارضيه، إلا أن الأمر لم يؤت أكله".
إعلانوأكد تبون أن بلاده "لطالما تحدثت مع الأسد وكانت حازمة معه ولم تقبل أبدا بالمجازر التي ارتكبها ضد شعبه".