حينما تقف الأنظمة على ثغور مصالح غيرها وليس ثغر أوطانها.. نظام الأسد نموذجا!!
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
نجحت المعارضة السورية بأطيافها في تحقيق السيطرة على غالبية الأرض السورية -إلا القليل منها- وإسقاط حكم "عائلة الأسد" الذي امتد 6 عقود سوداء! لكننا سنترك الحديث عن ذلك الآن، ونتناول في مقالنا بعض ما قام به نظام "بشار الأسد" لتظل أسرته الفاسدة في الحكم أبد الدهر، كما كانوا يأملون!
حينما أطل الربيع العربي قادما من الغرب بدءا بتونس مرورا بمصر وليبيا استقبلها الشعب السوري التوّاق إلى حريته بعيدا عن الاستبداد والحكم الدموي الذي اشتهرت به عائلة الأسد (مذبحة حماة على يد حافظ الأسد 1982)، وبعيدا أيضا عن استمالة الطائفة التي ينتمي إليها رأس النظام (العلوية) التي مُنحت دون غيرها عددا من الامتيازات التي تقوّي من تبعيتها وولائها للنظام!.
ولم يتظاهر السوريون ضد الطائفية البغيضة وحدها، تلك التي رسختها عائلة الأسد، بل تظاهروا كذلك ضد الفساد المستشري في دولاب الحكم من منتفعي وأذناب العائلة أيّا ما كان انتماء المنتفعين المذهبي أو العرقي؛ سُنة أو شيعة، عربا أو كردا أو تركمانا، مسلمين أو مسيحيين، ولنا أن نعرف أن أعمدة النظام صاروا أكبر منتج لمادة الكبتاجون المخدرة في العالم!..
وكاد الثوار أن ينجحوا غير أن النظام سارع باستدعاء حلفائه من المليشيات الإيرانية، ومليشيا حزب الله اللبناني عام 2012، وبعدها استعان بالروس عام 2015 حيث ساعدوه في قلب المعادلة لتفوّق سلاح الطيران تحت أيديهم..
واستعاد النظام سيطرته على المناطق الثائرة بعد تدميرها وضربها بالكيماوي وبكل أنواع الأسلحة المحرمة، مما أدى إلى استشهاد مئات الآلاف إضافة إلى المهجّرين من أهل تلك المدن ممن حشُروا في الشمال في إدلب وشمال حلب..
أما شمال شرق سوريا فتركهما تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المتحالفة مع أمريكا والمرتمية في أحضان إسرائيل والمناوئة والمعادية للدولة التركية، بالشراكة في ذلك مع حزب العمال الكردستاني (PKK)!..
المصالح الخارجية التي حماها النظام في مقابل بقاء أسرته الحاكمة منذ 54 عاما!
نافح "بشار الأسد" من أجل بقائه في سدة الحكم طوال 25 عاما قضاها كما تفعل بعض الأنظمة الحاكمة في المنطقة؛ من تقديم كافة التنازلات والتضحية بالمصالح العليا لأوطانها لضمان الاستمرار! وهذا بعض ما فعله النظام لاستمرارية حكم عائلته الفاسدة مما يصب في مصلحة القوى الخارجية دون وطنه سوريا:
1- تمكين الدولة الإيرانية بتشجيع التحول للمذهب الشيعي في سوريا -حاضرة الخلافة الأموية- بين الشعب السوري ذي الأغلبية السنية -بالترغيب والترهيب- وإقامة الحوزات واللطميات الشيعية التي وصلت إلى المدارس والجامعات والميادين والمساجد، والتضييق الممنهج على الغالبية السنية وحشرها في إدلب من الشمال السوري واللعب في التركيبة الديمغرافية للبلاد كما فعلوا في العراق حاضرة الخلافة العباسية السنية!..
2- التغافل عن تحركات قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المتحالفة مع أمريكا والحائزة على رعايتها وتمويلها تحت ذريعة محاربة الدواعش، والمرتمي في أحضان الكيان الصهيوني. و"قسد" المعروفة بعلمانيتها وعدائها للحركات الإسلامية السنية، لا تغفل أنقرة مشروعها بالتحالف مع تنظيم الـ"PKK" الساعي للسيطرة على مدن الشمال السوري حلب والرقة والحسكة المتاخمة للجنوب التركي كمقدمة للدولة الكردية المزعومة في شمال سوريا وجنوب شرق تركيا وشمال غرب إيران، بالإضافة إلى كردستان العراق في شمال بلاد الرافدين، تلك الدولة التي ستفصل الأناضول عن البلاد العربية كما فعل الكيان الصهيوني بفصل مصر عن الشام!
3- فرش الحصيّ في الأرض للدولة التركية! كأهم حوائط الصد للمشروع الإيراني ووريثة الخلافة العثمانية والمنافس القوي لإيران ولمصالحها، كما حدث في الحرب الأذرية الأرمينية! وتركيا المقصودة بسماح النظام السوري وتهاونه مع التنظيمات الإرهابية كحزب العمال الكردستاني (PKK) وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) بالتواجد والعربدة في مدن الشمال السوري وتفخيخ الحدود التركية على الدوام..
4- حالة الاستعلاء القبيحة التي اتسم بها "بشار الأسد" في التعاطي والتفاعل مع حالة التقارب التي قام بها النظام التركي والتحول عنها بإشارات غير خفية من حليفه الإيراني بعدم التقارب، والإبقاء على حالة التوتر الدائمة لتركيا في جنوب البلاد ..
لقد بذلت تركيا جهدا في تضييق الهوة بينها وبين النظام السوري وهي الاستراتيجية التي دأب صانع السياسة الخارجية التركية علىى تنفيذها، والتي أثمرت بعودة العلاقات مع مصر ثم بعض الدول الخليجية بعد الذي كان! لكن استعلاء النظام السوري والتزامه بإشارات حلفائه وداعميه في عدم التجاوب مع أنقرة، بالإضافة إلى تهاونه مع التنظيمات الكردية وتجاوزه للتفاهمات التي تمت في اتفاق آستانة بين الدول الثلاث (تركيا، إيران، روسيا) والتي كانت تقضي بخفض التصعيد في المدن السورية خاصة إدلب التي حشر بها أكثر من 4 ملايين سوري من السنة.. أنفد كل ما سبق صبر الدولة التركية! وحملها على تجهيز المعارضة السورية المسلحة وانطلقت عملية السيطرة على سوريا وإنهاء حكم النظام السوري بعمليتي "فجر الحرية" و"ردع العدوان" للسيطرة على المدن وطرد المليشيات والتنظيمات الإرهابية، حتى كلل الله الجهد بالنجاح المدوي في أقل من أسبوعين، وتحققت لأنقرة ما أرادت وهذا ما عبر عنه وزير خارجيتها "هاكان فيدان" حين قال: تركيا قد تتأخر في فعل اللازم لكنها تفعله في النهاية!
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الأسد سوريا تركيا سوريا الأسد تركيا الثورة مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة النظام السوری
إقرأ أيضاً:
باحثون سوريين يرصدون السيناريو المتوقع لاختيار حكومة جديدة في سوريا بعد سقوط حكومة الأسد
توقع باحثان سورييان أن يتأخر تشكيل الحكومة الجديدة في سوريا لحين انتهاء التفاوض بين المعارضة والجهات المحلية، خصوصًا أن سقوط نظام الأسد بهذه السرعة لم يكن متوقعًا.
سقوط نظام الأسد
وأعلن التليفزيون السوري الرسمي، الأحد 8 ديسمبر 2024، عن سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، مؤكدًا انتصار "الثورة السورية العظيمة" بعد سنوات من الصراع الدموي.
وجاء الإعلان مصحوبًا بصورة كتبت عليها عبارة "انتصار الثورة السورية العظيمة وإسقاط نظام الأسد المجرم"، مما يعد نقطة تحول هامة في تاريخ سوريا.
وائل علواني الباحث السوري
وعلق الباحث السوري وائل علواني، قائلًا:" إن سقوط النظام السوري كان أمرًا مفاجئًا ليس فقط للسوريين وحتي القوي المحلية التي تحركت وأسقطت هذا النظام."
ورأي علواني في تصريحاته لموقع الفجر، أن ترتيبات المستقبل السوري لم تحسم بعد فهي تحتاج إلى فترة من الزمن لانتهاء المفاوضات بين الجهات المحلية، لافتًا إلى أن المرحلة الانتقالية لتشكيل حكومة جديدة قد تطول قليلًا خصوصًا أن البلاد تعاني من تقسيم بين أنصار الأسد في الشرق، ومناطق المعارضة السورية وقواها المختلفة، بجانب تواجد الإحتلال الإسرائيلي في مناطق ريف دمشق والقنيطرة وربما في أجزاء من درعا، فكل هذا المشهد يترك تعقيدات كبيرة جدًا تجعل من المبكر الحديث عن شكل الحكم والجهات التي ستتولي الحكم.
ولفت إلى أنه لن يكون مقبولًا أن يكون النظام الجديد لنظام أمني عسكري، وذلك لأن البلاد قد عانت منه كثيرًا كما أن القوي المحلية لن تتقبله، مؤكدًا إلى أن سوريا تحتاج إلى الاستقرار الميداني ووقف إطلاق النار وتأمين انتقال السلطات ومراقبة تفاعل القوة الداخلية على القرارات الجديدة أولًا قبل تشكيل حكومة جديدة وعمل دستور جديد للبلاد.
توقعات عودة اللاجئيين السوريين لبلادهموتوقع علواني، عودة عدد لا بأس به من اللاجئيين السوريين إلى بلادهم والمشاركة في إعادة إعمار وطنهم، وذلك لأنهم حتي لو لم يكن لديهم تفاؤل كبير حول الخدمات والبنية التحتية في سوريا ولكن على الأقل سيكون هناك اطمئنان نسبي في بلادهم.
ولفت إلى أن المواطنيين السوريين المتواجدين في دول اللجوء والمرتبطين بتواجد أبنائهم في المراحل الدراسية ربما يظلون في أماكنهم، خصوصًا أن سوريا تحتاج إلى فترة من الزمن لتوفير الاستقرار والأمان والأمن.
عادل الحلواني ممثل الائتلاف الوطني السوري بالقاهرةبدوره، كشف عادل الحلواني ممثل الائتلاف الوطني السوري بالقاهرة، أن هناك برنامج موضوع يقوم على تشكيل إدارة مدنية إلى جانب الإدارة العسكرية التى تتولي مهمة ملاحقة الفلول والتى تقع رهن تصرف الإدارة المدنية عند طلب مراقبة عمل المؤسسات عن قرب دون التدخل بعملها رغم أنها مؤسسات مشكلة سابقًا من قبل النظام السابق.
ولفت الحلواني، إلى أهمية بقاء المؤسسات على حالها حتى لا تنهار الدولة في مراحلها الأولى، مشيرًا إلى أن الحفاظ على البلد هو أولوية لدى قوات ردع العدوان وفجر الحرية.
وتوقع ممثل الائتلاف الوطني السوري بالقاهرة، عودة السوريون لبلدانهم عندما تنتفي أسباب هجرتهم إلا القليل منهم الحاملين للجنسية المصرية وأصحاب المشاريع الاستثمارية وبعض العائلات أولادها في السنوات الأخيرة من الدراسة أما بقية الأسر وكل الأفراد سيعودون لأن علة وجودهم بمصر عدم رغبتهم بتلوث أيدهم بالدم السوري وغيره وحتى لا يستعملوا وقودآ لحرب ليست حربهم.