أكد الدكتور جمال فرغل الهواري، عميد كلية التربية للبنين بالقاهرة رئيس المؤتمر الدولي العاشر  للكلية الذي يقام تحت عنوان: (الذكاء الاصطناعي ومنظومة التربية الطموحات والمخاطر) برعاية كريمة من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن المؤتمر الدولي العاشر يهدف إلى دعم جهود الدولة المصرية نحو التنمية المستدامة وتحقيق رؤية مصر 2030م عن طريق بناء جيل قوي قادر على الإسهام في التنمية وفقًا لمتطلبات العصر.

نائب رئيس جامعة الأزهر يشيد بجهود كلية التربية في تنظيم مؤتمرها الدولي رئيس جامعة الأزهر يحذر من مخاطر الذكاء الاصطناعي

ورحب الهواري بالحضور المشاركين في افتتاح المؤتمر، موجهًا الشكر لجميع القادة الداعمين لكلية التربية في جميع مساراتها.

وعبر الهواري عن سعادته بوجود هذه النخبة المباركة في هذا المحفل العلمي، وهم يحملون في عقولهم قبل أوراقهم رؤى وأفكارًا ونظريات علمية تسهم في تعزيز البحث العلمي وإثرائه.

وقال الهواري: يشرفني أن أقف أمامكم اليوم في المؤتمر الدولي العاشر لكليتنا العريقة؛ لمناقشة أحد أكثر الموضوعات أثرًا وتأثيرًا في عصرنا الحالي: (الذكاء الاصطناعي ومنظومة التربية: الطموحات والمخاطر)  في محاولة جادة لبناء جيل قادر على البناء والتطوير وفقًا لمتطلبات العصر، وهو يحمل على عاتقه تطلعات وطننا ومستقبله المشرق بإذن الله.

وبيَّن الهواري أن عالمنا المتسارع، الذي أصبح فيه الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، بات قطاع التربية والتعليم والبحث العلمي أحد أكثر القطاعات تأثرًا بهذه الثورة التكنولوجية؛ فلم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد أداة للرفاهية، بل هو شريك يمكنه أن يُحدث تحولًا جذريًّا في أساليب التعليم والتعلم، والبحث العلمي، ولكن مع هذه الطموحات الكبيرة، فإنه أيضًا يثير عدة تساؤلات جادة حول المخاطر التي قد تنجم عنه.

وذكر الهواري أن الذكاء الاصطناعي يهدف إلى بناء نظم قادرة على محاكاة قدرات الإنسان الذهنية، التي من بينها: التعلم، والتفكير، والاستدلال، والإدراك وغيرها؛ فإنه يمكن لهذه الأنظمة القيام بمهام معقدة دون تدخل بشري، ومن هنا ندرك أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد مفاهيم نظرية؛ بل أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياة البشر وأعمالهم.

وأوضح الهواري أن مجال الذكاء الاصطناعي شهد تطورًا ملحوظًا في العقود الأخيرة، وقد أثبتت تطبيقاته قدرتها على إحداث تغييرات جذرية في مختلف القطاعات، ومن بينها ولا شك قطاع التربية، حيث أتاحت تلك التطبيقات مجموعة من الميزات الإضافية لمجال التعليم والتعلم، ومنها:
- تقديم تعليم مناسب لكل طالب: حيث يمتلك الذكاء الاصطناعي القدرة على توفير تجارب تعليمية مناسبة لكل طالب، استنادًا إلى قدراته، ومستوى استيعابه، وتقدمه واهتماماته الشخصية، من خلال التحليل المستمر لأدائه، كما يمكن للأنظمة الذكية تقديم توصيات محددة تساعد على تعزيز نقاط القوة ومعالجة نقاط الضعف بشكل فعال لدى الطلاب.
- ومن بين الطموحات أيضًا: تحسين كفاءة المعلمين: من خلال ما يمكن أن تقوم به تطبيقات الذكاء الاصطناعي من تخفيف العبء عن المعلمين من خلال تنفيذ بعض المهام الروتينية، مثل: متابعة حضور الطلاب وغيابهم، وتصحيح اختباراتهم، ورصد درجاتها، وتحليل أدائهم، وتحديد نقاط القوة لتدعيمها، ونقاط الضعف لمعالجتها، وبهذا يتفرغ المعلمون للتركيز على الجوانب الإبداعية والبناء القيمي للطلاب، مما يعزز دورهم مرشدين وداعمين للطلاب.

- وأيضًا من بين الطموحات توسيع نطاق التعليم: من خلال توظيف تقنيات التعليم عن بُعد المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتي يمكن من خلالها إيصال التعليم إلى المناطق النائية والفئات المحرومة، مما يُسهم في تحقيق عدالة تعليمية أكبر، كما يمكن من خلالها أيضًا استخدام الترجمة الفورية والتفاعلية لتخطي الحواجز اللغوية، مما يجعل التعليم أكثر شمولية على مستوى العالم.

-  -كما يمكن أيضًا تعزيز تجربة التعلم بالواقع الافتراضي: عبر توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الواقع الافتراضي والمعزز التي تفتح آفاقًا جديدة لتعليم العلوم والتاريخ وحتى المهارات العملية، مما يوفر للطلاب تجارب تفاعلية يصعب تحقيقها في الفصول التقليدية.

- ومن بين الطموحات أيضًا دعم الطلاب ذوي الهمم: وذلك من خلال تطوير مجموعة أدوات لمساعدتهم وتيسير سبل تعلمهم؛ منها: ُتحسين تجربة التعلم للطلاب المكفوفين من خلال قراءة النصوص والصور والوثائق بصوت واضح ودقيق، وأيضا تطبيقات التعرف على الصور التي تتيح للطلاب التعرف على المواد البصرية والوسائط التعليمية من خلال وصف المحتوى.

ووجه الهواري إلى أنه على صعيد آخر تلوح في الأفق تحديات ومخاطر مرتبطة بالذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية لا يمكن إغفالها؛ يمكن اختصارها فيما يأتي:

 

-التحيز الخوارزمي: فالأنظمة الذكية ليست محايدة دائمًا؛ إذ إنها تعتمد على البيانات التي تُغذى بها. فإذا كانت هذه البيانات غير متوازنة أو منحازة، فإنها ستؤدي بالتأكيد إلى نتائج تعليمية غير عادلة لبعض الطلاب، فعلى سبيل المثال: أظهرت دراسات أن أنظمة الذكاء الاصطناعي قد تعطي نتائج غير دقيقة عند تقييم أداء الطلاب من خلفيات عرقية أو اجتماعية مختلفة.

ومن التحديات أيضا قضايا الخصوصية: حيث تعتمد أنظمة الذكاء الاصطناعي على جمع كميات كبيرة من بيانات الطلاب وتحليلها، مثل: الأداء الأكاديمي والسلوك الشخصي، ومع ذلك، فإن جمع هذه البيانات يثير مخاوف تتعلق بـكيفية تخزين البيانات وحمايتها من الاختراق، والاستخدام غير المصرح به للبيانات لأغراض تجارية أو غير أخلاقية.

ومن بين التحديات: ما يمكن أن يؤدي إليه الاعتماد المفرط على التكنولوجيا: من ظهور مخاوف تتعلق بفقدان المهارات البشرية الأساسية: والتي من بينها تراجع مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات، ومخاوف أيضا حول المهارات الاجتماعية ناتجة عن نقص التفاعل والابتكار البشري بعد الاعتماد المفرط على تطبيقات الذكاء الاصطناعي، فمع تقديم حلول جاهزة وسريعة، قد يقلل ذلك من رغبة الطلاب في التفكير الإبداعي أو تقديم أفكار جديدة، مع انخفاض الحافز لتطوير المهارات الشخصية، وكيفية تقييم جودة التعليم إذا كان الطلاب يعتمدون على الذكاء الاصطناعي لإنجاز مهامهم.

وأشار الهواري أنه لا يخفى علينا المخاطر المرتبطة بالفجوة الرقمية المتوقعة: فعلى الرغم من إمكانات الذكاء الاصطناعي الهائلة في تعزيز التعليم الشامل، فإن عدم تكافؤ فرص الوصول إلى التكنولوجيا يهدد بتوسيع الفجوة الرقمية والتعليمية؛ حيث يفتقر عديد من الطلاب في المناطق الفقيرة إلى الأجهزة أو الاتصال الثابت بالإنترنت؛ إضافة إلى وجود نسبة كبيرة من التطبيقات المدفوعة التي ستتاح للقادرين ماديًّا فقط،  مما يؤدي هذا إلى حرمان طلاب كثيرين من الفرص التي يوفرها التعليم القائم على الذكاء الاصطناعي.

ومن بين أكثر المخاطر التي تلوح في الأفق: تأثير الذكاء الاصطناعي على فرص العمل المتاحة، فعلى الرغم من الذكاء الاصطناعي أدى إلى إيجاد فرص عمل جديدة لم تكن موجودة من قبل، إلا أنه في المقابل قد يجد ملايين الأشخاص الآخرين صعوبة كبيرة في العثور على فرص للعمل مستقبلا؛ نظرًا لما تتمتع به أنظمة الذكاء الاصطناعي من قدرة على أداء عديد من الوظائف، وبالتالي استبدال أعداد كبيرة من العاملين البشريين في مجموعة واسعة من الوظائف؛ مما قد يؤدي إلى انتشار وتفاقم مشكلة البطالة خاصة في الدول النامية، لافتًا إلى أن الذكاء الاصطناعي يحمل إمكانات هائلة لإحداث تغيير إيجابي في منظومة التربية والتعليم، لكنه يأتي أيضًا مع مسئوليات كبيرة، وهو ما يحتم على الجميع  العمل معًا لضمان أن يكون هذا التغيير لصالح المجتمعات، وأن يبقى التعليم أداة لتشكيل الإنسان والقيم، وليس مجرد وسيلة لنقل المعرفة.

ولأهمية موضوع المؤتمر فقد تمت تغطيته بما يزيد عن (130) بحثًا، فضلًا عما يتضمنه من جلسات حوارية بصحبة علماء تربويين ومتخصصين في المجال، ونتطلع _بحول الله تعالى_ أن تسهم البحوث، والجلسات الحوارية إلى الخروج بتوصيات جادة تسهم في خدمة العملية التعليمية من جميع جوانبها.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جامعة الأزهر الأزهر الذكاء الاصطناعي مؤتمر الذكاء الاصطناعي مصر مصر 2030 الذکاء الاصطناعی الهواری أن من خلال ومن بین من بین

إقرأ أيضاً:

مستقبل التعليم بمصر من خلال التكنولوجيا الذكية.. مؤتمر لجامعه المنصورة الجديدة


شارك  الدكتور أيمن الشهابى محافظ دمياط، اليوم بفندق شتيجنبرجر اللسان بمدينة رأس البر، بالمؤتمر الذى نظمته جامعة المنصورة الجديدة بالتعاون مع دار النشر العالمية McGraw Hill، بحضور الدكتور شريف كشك مساعد وزير التعليم العالى للحوكمة الذكية والدكتور معوض الخولى رئيس جامعة المنصورة الجديدة  والمهندسة شيماء الصديق نائب محافظ دمياط و  الدكتور عمرو حنفى مستشار محافظ دمياط لنظم المعلومات المكانية والمتحدث الرسمي للمحافظة والأستاذ الدكتور شريف خاطر رئيس جامعة المنصورة و  الدكتور عبد الرازق الدسوقي رئيس جامعة كفر الشيخ و  الدكتور الهامى ترابيس رئيس جامعة دمنهور  وممثلو دار النشر McGraw Hill،  وأيضًا خبراء فى التعليم الذكى والبرمجيات التعليمية والشراكات الصناعية.

ويهدف المؤتمر الى تسليط الضوء حول التحولات الجذرية التى يشهدها التعليم الجامعي فى ظل الثورة التكنولوجية ودور الجامعات الذكية فى إعداد خريجين قادرين على مواكبة سوق العمل المحلى والدولى من خلال تطوير البرامج الأكاديمية وتكامل البنية التحتية الرقمية وتفعيل الشراكات الصناعية مع المؤسسات الكبرى .

وألقى " محافظ دمياط " كلمة أعرب خلالها عن سعادته بمشاركته في هذا المؤتمر المميز 
الذي تنظمه جامعة المنصورة الجديدة بالتعاون مع دار النشر العالمية McGraw Hill، تحت عنوان "مستقبل التعليم الجامعي: تعزيز التوظيف والابتكار من خلال التكنولوجيا الذكية والشراكات الصناعية".

بخالص الشكر والتقدير إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على دعمها المستمر لهذه المنظومة، وتحياتي إلى جميع القيادات المشاركة بالمؤتمر وممثلي الصناعة والمجتمع المدني ، كما توجه بالشكر أيضًا جامعة المنصورة الجديدة، برئاسة الأستاذ الدكتور معوض الخولى على هذه الجهود المتميزة والرؤية الطموحة التى جعلت من جامعة المنصورة الجديدة نموذجًا يحتذى به في التعليم الجامعي الحديث ،كما أعرب " الدكتور أيمن الشهابى " عن تقديره باختيار محافظة دمياط، لاستضافة المؤتمر التى تُعد من المحافظات المصرية التى تتميز بمقومات فريدة؛ جعلتها مركز للإبداع والتميز في العديد من المجالات، ونفخر جميعا بوجود ثلاثة جامعات بها " جامعة دمياط، جامعة حورس ، و ستنطلق جامعة دمياط الأهلية، لتضيف لبنة جديدة إلى منظومة التعليم العالي بالمحافظة"

و اشاد " محافظ دمياط " بالدور الذى تقوم به جامعة المنصورة الجديدة في تطبيق تقنيات التعليم الرقمي المتكامل، لتكون نموذجًا للجامعات الذكية الحديثة التي تربط بين التعليم والابتكار.كما إن هذا المؤتمر يمثل فرصة ثمينة لتبادل الأفكار والخبرات بين القيادات الأكاديمية والصناعية، من أجل تطوير التعليم الجامعي وربطه باحتياجات سوق العمل. كما أنه يعكس التزام جميع المحافظات، وفي مقدمتها دمياط والدقهلية، بدعم التعليم العالي باعتباره أحد المحركات الرئيسية للتنمية.

واختتم كلمته بتوجيه  الشكر والتقدير الى القائمين على تنظيم هذا المؤتمر، وأؤكد دعم محافظة دمياط الكامل ، لمثل هذه الفعاليات ،التي تضع مصر على خريطة العالمية للتعليم العالي والبحث العلمى

هذا وقد شملت محاور المؤتمر التحول الرقمى فى الجامعات ودوره فى تحسين جودة التعليم و التعليم من أجل التوظيف لتحقيق المواءمة بين مخرجات التعليم وسوق العمل ، وآليات تحقيق الشراكات الصناعية ودورها فى تطوير المناهج وتنمية المهارات واستخدام الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الذكية فى التعليم الجامعى وتجارب جامعية رائدة ،من خلال تسليط الضوء على تجربة جامعة المنصورة الجديدة ، حيث أكد على دعم محافظة دمياط لهذا الملف وتشجيع تطبيق مبادرات متميزة بالجامعات داخل المحافظة التى تقوم بدور قوى ومميز بمنظومة التعليم العالي والبحث العلمي ودعم الابتكار  ووضع منظومة على هذا النحو ، بجامعة دمياط الاهلية ،  وتسلم " محافظ دمياط " درع جامعة المنصورة الجديدة من الدكتور معوض الخولى تقديرًا لدعمه تلك المنظومة

مقالات مشابهة

  • دور الذكاء الاصطناعي في علاج أمراض الكلى والسكري محور مؤتمر طبي بدبي
  • استكشاف الفضاء.. جهود سعودية حثيثة لتحقيق رؤية 2030
  • وزير الاتصالات يشهد ختام مؤتمر الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات بجامعة مصر للمعلوماتية
  • مؤتمر في دبي يناقش دور الذكاء الاصطناعي في تشخيص الأمراض
  • جامعة الأمير سلطان تواصل دورها الفاعل في دعم التقدّم الوطني في مجال الذكاء الاصطناعي
  • مع تقدم المملكة في مجال الذكاء الاصطناعي لمؤشر ستانفورد 2025 .. جامعة الأمير سلطان تواصل دورها الفاعل في دعم التقدّم الوطني بهذا المجال الحيوي من خلال مبادرات استراتيجية ومساهمات نوعية انسجامًا مع مستهدفات رؤية السعودية 2030
  • انطلاق مؤتمر جامعة المنصورة الجديدة لمناقشة تمكين التوظيف والابتكار بالذكاء الاصطناعي
  • رئيس جامعة المنصورة يشارك في مؤتمر يستعرض أهم التجارب العالمية بمجال التعليم
  • مستقبل التعليم بمصر من خلال التكنولوجيا الذكية.. مؤتمر لجامعه المنصورة الجديدة
  • تدريب متطور للمعلمين بالفيوم: الذكاء الاصطناعي والتواصل الرقمي في خدمة التعليم