جامعة الأزهر: مؤتمر الذكاء الاصطناعي يهدف إلى دعم رؤية مصر 2030
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
أكد الدكتور جمال فرغل الهواري، عميد كلية التربية للبنين بالقاهرة رئيس المؤتمر الدولي العاشر للكلية الذي يقام تحت عنوان: (الذكاء الاصطناعي ومنظومة التربية الطموحات والمخاطر) برعاية كريمة من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن المؤتمر الدولي العاشر يهدف إلى دعم جهود الدولة المصرية نحو التنمية المستدامة وتحقيق رؤية مصر 2030م عن طريق بناء جيل قوي قادر على الإسهام في التنمية وفقًا لمتطلبات العصر.
ورحب الهواري بالحضور المشاركين في افتتاح المؤتمر، موجهًا الشكر لجميع القادة الداعمين لكلية التربية في جميع مساراتها.
وعبر الهواري عن سعادته بوجود هذه النخبة المباركة في هذا المحفل العلمي، وهم يحملون في عقولهم قبل أوراقهم رؤى وأفكارًا ونظريات علمية تسهم في تعزيز البحث العلمي وإثرائه.
وقال الهواري: يشرفني أن أقف أمامكم اليوم في المؤتمر الدولي العاشر لكليتنا العريقة؛ لمناقشة أحد أكثر الموضوعات أثرًا وتأثيرًا في عصرنا الحالي: (الذكاء الاصطناعي ومنظومة التربية: الطموحات والمخاطر) في محاولة جادة لبناء جيل قادر على البناء والتطوير وفقًا لمتطلبات العصر، وهو يحمل على عاتقه تطلعات وطننا ومستقبله المشرق بإذن الله.
وبيَّن الهواري أن عالمنا المتسارع، الذي أصبح فيه الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، بات قطاع التربية والتعليم والبحث العلمي أحد أكثر القطاعات تأثرًا بهذه الثورة التكنولوجية؛ فلم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد أداة للرفاهية، بل هو شريك يمكنه أن يُحدث تحولًا جذريًّا في أساليب التعليم والتعلم، والبحث العلمي، ولكن مع هذه الطموحات الكبيرة، فإنه أيضًا يثير عدة تساؤلات جادة حول المخاطر التي قد تنجم عنه.
وذكر الهواري أن الذكاء الاصطناعي يهدف إلى بناء نظم قادرة على محاكاة قدرات الإنسان الذهنية، التي من بينها: التعلم، والتفكير، والاستدلال، والإدراك وغيرها؛ فإنه يمكن لهذه الأنظمة القيام بمهام معقدة دون تدخل بشري، ومن هنا ندرك أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد مفاهيم نظرية؛ بل أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياة البشر وأعمالهم.
وأوضح الهواري أن مجال الذكاء الاصطناعي شهد تطورًا ملحوظًا في العقود الأخيرة، وقد أثبتت تطبيقاته قدرتها على إحداث تغييرات جذرية في مختلف القطاعات، ومن بينها ولا شك قطاع التربية، حيث أتاحت تلك التطبيقات مجموعة من الميزات الإضافية لمجال التعليم والتعلم، ومنها:
- تقديم تعليم مناسب لكل طالب: حيث يمتلك الذكاء الاصطناعي القدرة على توفير تجارب تعليمية مناسبة لكل طالب، استنادًا إلى قدراته، ومستوى استيعابه، وتقدمه واهتماماته الشخصية، من خلال التحليل المستمر لأدائه، كما يمكن للأنظمة الذكية تقديم توصيات محددة تساعد على تعزيز نقاط القوة ومعالجة نقاط الضعف بشكل فعال لدى الطلاب.
- ومن بين الطموحات أيضًا: تحسين كفاءة المعلمين: من خلال ما يمكن أن تقوم به تطبيقات الذكاء الاصطناعي من تخفيف العبء عن المعلمين من خلال تنفيذ بعض المهام الروتينية، مثل: متابعة حضور الطلاب وغيابهم، وتصحيح اختباراتهم، ورصد درجاتها، وتحليل أدائهم، وتحديد نقاط القوة لتدعيمها، ونقاط الضعف لمعالجتها، وبهذا يتفرغ المعلمون للتركيز على الجوانب الإبداعية والبناء القيمي للطلاب، مما يعزز دورهم مرشدين وداعمين للطلاب.
- وأيضًا من بين الطموحات توسيع نطاق التعليم: من خلال توظيف تقنيات التعليم عن بُعد المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتي يمكن من خلالها إيصال التعليم إلى المناطق النائية والفئات المحرومة، مما يُسهم في تحقيق عدالة تعليمية أكبر، كما يمكن من خلالها أيضًا استخدام الترجمة الفورية والتفاعلية لتخطي الحواجز اللغوية، مما يجعل التعليم أكثر شمولية على مستوى العالم.
- -كما يمكن أيضًا تعزيز تجربة التعلم بالواقع الافتراضي: عبر توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الواقع الافتراضي والمعزز التي تفتح آفاقًا جديدة لتعليم العلوم والتاريخ وحتى المهارات العملية، مما يوفر للطلاب تجارب تفاعلية يصعب تحقيقها في الفصول التقليدية.
- ومن بين الطموحات أيضًا دعم الطلاب ذوي الهمم: وذلك من خلال تطوير مجموعة أدوات لمساعدتهم وتيسير سبل تعلمهم؛ منها: ُتحسين تجربة التعلم للطلاب المكفوفين من خلال قراءة النصوص والصور والوثائق بصوت واضح ودقيق، وأيضا تطبيقات التعرف على الصور التي تتيح للطلاب التعرف على المواد البصرية والوسائط التعليمية من خلال وصف المحتوى.
ووجه الهواري إلى أنه على صعيد آخر تلوح في الأفق تحديات ومخاطر مرتبطة بالذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية لا يمكن إغفالها؛ يمكن اختصارها فيما يأتي:
-التحيز الخوارزمي: فالأنظمة الذكية ليست محايدة دائمًا؛ إذ إنها تعتمد على البيانات التي تُغذى بها. فإذا كانت هذه البيانات غير متوازنة أو منحازة، فإنها ستؤدي بالتأكيد إلى نتائج تعليمية غير عادلة لبعض الطلاب، فعلى سبيل المثال: أظهرت دراسات أن أنظمة الذكاء الاصطناعي قد تعطي نتائج غير دقيقة عند تقييم أداء الطلاب من خلفيات عرقية أو اجتماعية مختلفة.
ومن التحديات أيضا قضايا الخصوصية: حيث تعتمد أنظمة الذكاء الاصطناعي على جمع كميات كبيرة من بيانات الطلاب وتحليلها، مثل: الأداء الأكاديمي والسلوك الشخصي، ومع ذلك، فإن جمع هذه البيانات يثير مخاوف تتعلق بـكيفية تخزين البيانات وحمايتها من الاختراق، والاستخدام غير المصرح به للبيانات لأغراض تجارية أو غير أخلاقية.
ومن بين التحديات: ما يمكن أن يؤدي إليه الاعتماد المفرط على التكنولوجيا: من ظهور مخاوف تتعلق بفقدان المهارات البشرية الأساسية: والتي من بينها تراجع مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات، ومخاوف أيضا حول المهارات الاجتماعية ناتجة عن نقص التفاعل والابتكار البشري بعد الاعتماد المفرط على تطبيقات الذكاء الاصطناعي، فمع تقديم حلول جاهزة وسريعة، قد يقلل ذلك من رغبة الطلاب في التفكير الإبداعي أو تقديم أفكار جديدة، مع انخفاض الحافز لتطوير المهارات الشخصية، وكيفية تقييم جودة التعليم إذا كان الطلاب يعتمدون على الذكاء الاصطناعي لإنجاز مهامهم.
وأشار الهواري أنه لا يخفى علينا المخاطر المرتبطة بالفجوة الرقمية المتوقعة: فعلى الرغم من إمكانات الذكاء الاصطناعي الهائلة في تعزيز التعليم الشامل، فإن عدم تكافؤ فرص الوصول إلى التكنولوجيا يهدد بتوسيع الفجوة الرقمية والتعليمية؛ حيث يفتقر عديد من الطلاب في المناطق الفقيرة إلى الأجهزة أو الاتصال الثابت بالإنترنت؛ إضافة إلى وجود نسبة كبيرة من التطبيقات المدفوعة التي ستتاح للقادرين ماديًّا فقط، مما يؤدي هذا إلى حرمان طلاب كثيرين من الفرص التي يوفرها التعليم القائم على الذكاء الاصطناعي.
ومن بين أكثر المخاطر التي تلوح في الأفق: تأثير الذكاء الاصطناعي على فرص العمل المتاحة، فعلى الرغم من الذكاء الاصطناعي أدى إلى إيجاد فرص عمل جديدة لم تكن موجودة من قبل، إلا أنه في المقابل قد يجد ملايين الأشخاص الآخرين صعوبة كبيرة في العثور على فرص للعمل مستقبلا؛ نظرًا لما تتمتع به أنظمة الذكاء الاصطناعي من قدرة على أداء عديد من الوظائف، وبالتالي استبدال أعداد كبيرة من العاملين البشريين في مجموعة واسعة من الوظائف؛ مما قد يؤدي إلى انتشار وتفاقم مشكلة البطالة خاصة في الدول النامية، لافتًا إلى أن الذكاء الاصطناعي يحمل إمكانات هائلة لإحداث تغيير إيجابي في منظومة التربية والتعليم، لكنه يأتي أيضًا مع مسئوليات كبيرة، وهو ما يحتم على الجميع العمل معًا لضمان أن يكون هذا التغيير لصالح المجتمعات، وأن يبقى التعليم أداة لتشكيل الإنسان والقيم، وليس مجرد وسيلة لنقل المعرفة.
ولأهمية موضوع المؤتمر فقد تمت تغطيته بما يزيد عن (130) بحثًا، فضلًا عما يتضمنه من جلسات حوارية بصحبة علماء تربويين ومتخصصين في المجال، ونتطلع _بحول الله تعالى_ أن تسهم البحوث، والجلسات الحوارية إلى الخروج بتوصيات جادة تسهم في خدمة العملية التعليمية من جميع جوانبها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جامعة الأزهر الأزهر الذكاء الاصطناعي مؤتمر الذكاء الاصطناعي مصر مصر 2030 الذکاء الاصطناعی الهواری أن من خلال ومن بین من بین
إقرأ أيضاً:
اليمن تشارك في أعمال مؤتمر الألكسو الـ١٤ لوزراء التربية والتعليم العرب ووزيرة التعليم القطرية تستشهد بأبيات الشاعر عبدالله البردوني
شارك اليمن في أعمال المؤتمر الرابع عشر لوزراء التربية والتعليم العرب، الذي تنظّمه المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو" بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي بدولة قطر الشقيقة، واللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم خلال الفترة من 5 – 7 يناير الجاري، تحت شعار"التعليم الشامل وتمكين المعلّمين: رؤية استراتيجية للتربية في الوطن العربي"، بوفد ترأسه وزير التربية والتعليم طارق العكبري.
ويناقش المؤتمر عدة من الموضوعات أبرزها سبل توفير التعليم الشامل والمستدام للجميع، وتحقيق العدالة في الوصول إلى فرص تعليمية عالية الجودة، مع التركيز على دمج ذوي الإعاقة في المنظومة التعليمية، بالإضافة إلى التحوّل الرقمي وتوظيف التكنولوجيا لتعزيز التعليم وتطويره، ودعم البحث والابتكار فيه. كما يتناول المؤتمر تمكين المعلمين وتطوير قدراتهم وتزويدهم بالأدوات اللازمة لتحقيق أعلى مستويات الكفاءة في العملية التعليمية.
وعلى هامش المشاركة، بحث وزير التربية والتعليم، مع وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي بدولة قطر الشقيقة لولوة بنت راشد بن محمد الخاطر، سبل تعزيز التعاون المشترك في المجال التعليمي بين البلدين.
وتطرق اللقاء الى المنح التعليمية، ومواصلة التعاون ما بين اللجنة الوطنية اليمنية والقطرية، إضافة للقضايا ذات الاهتمام المشترك.
كما تقدمت وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي بدولة قطر الشقيقة لولوة بنت راشد بن محمد الخاطر بالشكر للسفير اليمني بدولة قطرراجح بادي حيث دونت عل منصتها بتويتر قائلة "ولا يفوتني شكر سعادة سفير اليمن على إهدائي ديوان الشاعر اليمني الكبير عبدالله البردوني وقد أخذ مني وعدا أن أستشهد يوما ببعض أبياته وها أنا ذا أوفي بالوعد:
بلقيس يا أم الحضارة أشرقي
من شرفة الأمس البعيد وكبري
ها نحن نبني فوق هامة مأرب
وطنا ونبني ألف صرح مرمري
ونشيد في وطن العروبة وحدة
فوق الثريا خلف أفق المشتري
هي وحدة العرب الأباة تسنمت
في ربوة التاريخ .. أرفع منبر ِ
حضر اللقاء من الجانب اليمني سفير اليمن في الدوحة راجح بادي والأمين العام للجنة الوطنية اليمنية للتربية والثقافة والعلوم الدكتورة حفيظة صالح الشيخ، ومدير عام صيانة المباني المدرسية المهندس محمد محروس.