منير شفيق للمقابلة: لا يجوز الطعن بطوفان الأقصى وربطه بالإبادة جريمة
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
جاء ذلك خلال استضافته في برنامج "المقابلة"، حيث استعرض رحلته الفكرية من الفكر الماركسي إلى جذوره التراثية، وتجربته مع حركة فتح، كما قيم خلالها "طوفان الأقصى"، متحدثا عن الاستعدادات التي سبقت العملية وردود الفعل الدولية والإسرائيلية عليها.
وأوضح شفيق أن الانتقادات التي اعتبرت العملية مغامرة غير محسوبة تفتقر إلى الأساس القانوني والإنساني، ووصف الطعن فيها وربطها بالإبادة الجماعية التي وقعت في غزة بأنه جريمة قانونية وأخلاقية، وشدد على أن القانون الدولي يجرم الإبادة بشكل مطلق، ولا يجوز نسبها لأي عمل مقاوم.
وأشار شفيق إلى أن المقاومة الفلسطينية حق مشروع معترف به دوليا، بما في ذلك استخدام القوة المسلحة ضد الاحتلال، مستشهدا بتجارب تاريخية مشابهة مثل الثورة الأميركية، وأكد أن تحميل "طوفان الأقصى" مسؤولية الإبادة محاولة لتبرير الجرائم الإسرائيلية ضد المدنيين.
إنجاز إستراتيجيوفي تقييمه للعملية، اعتبر شفيق أنها إنجاز إستراتيجي كبير، موضحا أن التخطيط المحكم والتنفيذ الدقيق عكسا كفاءة القيادة العسكرية للمقاومة، التي نجحت في تحقيق عنصر المفاجأة رغم تفوق العدو العسكري، كما أشار إلى استعدادات المقاومة لمواجهة التصعيد الإسرائيلي، منها شبكة الأنفاق ومراكز الدعم اللوجيستي.
إعلانوشدد على أن الجرائم التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين تمثل وصمة عار على جبين المجتمع الدولي، وأوضح أن استهداف البنية التحتية والمستشفيات والمنازل يمثل امتدادا لمجازر الاحتلال منذ عام 1948.
وبشأن ردود الفعل الدولية والإسرائيلية، أشار شفيق إلى الصدمة التي أحدثتها العملية في الأوساط الإسرائيلية، موضحا أن المقاومة نجحت في تضليل الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية.
وفي جانب آخر من الحلقة، استعرض شفيق رحلته الفكرية التي بدأت بالفكر الماركسي، بتأثير من والده حيث اعتبره قمة الحداثة الغربية وأداة للتحرر، قبل أن يدرك عزلته الفكرية عن مجتمعه، وأوضح أن التجارب القومية والإسلامية كانت أكثر قربا للجماهير مقارنة بالشيوعيين.
العودة لجذور الأمةوأشار إلى أن الهيمنة الغربية، من بينها الفكر الماركسي، عزلت المنطقة عن هويتها العربية والإسلامية، وأكد أن العودة إلى جذور الأمة ضرورة لتحريرها من الاستيراد الفكري المفرط. واستشهد بمساهمة إدوارد سعيد في نقد الاستشراق.
ووصف شفيق تجربته داخل حركة فتح بأنها محطة بارزة للتقارب مع جماهير الشعب الفلسطيني، بعد أن شعر بالعزلة أثناء تبنيه للفكر الماركسي. وأوضح أن الهزيمة في حرب 1967 كانت نقطة تحول فكري أعادت طرح أسئلة عن الأسباب الحقيقية للهزيمة.
كما تحدث عن ضرورة النظر إلى الغرب من زاوية نقدية، مشيرا إلى أن الهيمنة الغربية لم تقتصر على الجوانب العسكرية والاقتصادية، بل امتدت إلى الفكر والثقافة. وأكد أن التحرر من هذه الهيمنة يتطلب العودة إلى المرجعية الإسلامية.
وتحدث شفيق عن التناقضات التي رافقت "عصر الأنوار" الأوروبي، إذ أوضح أن هذا العصر الذي رفع شعارات الحرية والديمقراطية ارتكب فظائع إنسانية بحق الشعوب المستعمرة، مثل إبادة السكان الأصليين في أميركا واستعباد ملايين الأفارقة.
إعلانواستعرض شفيق المميزات التي يحملها الإسلام كمرجعية فكرية، مشيرا إلى التوازن الذي يطرحه بين الملكية الفردية والجماعية، وإلى النظرة المتكاملة للإنسان التي تجمع بين الغرائز الفطرية والقيم الروحية، واعتبر أن الإسلام يقدم نموذجا فريدا يتفوق في كثير من جوانبه على الأطروحات الماركسية أو الغربية.
9/12/2024المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
عبدالمحسن سلامة: أسعى إلى استعادة قوة النقابة وتعزيز دورها في الدفاع عن حقوق الصحفيين
قال الكاتب الصحفي عبد المحسن سلامة، نقيب الصحفيين الأسبق، وعضو المجلس الأعلى للإعلام، إن برنامجه الانتخابي يعتمد على ثلاثة محاور رئيسية، وهي الحريات، والمهنية، والجانب الاقتصادي، مشددًا على أن هذه العناصر تمثل الركائز الأساسية للنقابة القوية.
وأضاف سلامة، على هامش تقديم أوراق ترشحه على مقعد نقيب الصحفيين، أنه يسعى إلى استعادة قوة النقابة وتعزيز دورها في الدفاع عن حقوق الصحفيين، قائلا: "أتمنى أن أحظى بثقة الزملاء والزميلات في الجمعية العمومية، فنقابة الصحفيين يجب أن تكون قوية وشاملة لجميع الصحفيين دون استثناء."
وأوضح عبدالمحسن سلامة، فيما يخص الحريات، أنه لا صحافة بدون حرية، مشيرًا إلى أن تاريخه النقابي يشهد على التزامه بالدفاع عن حقوق الصحفيي، وقال: "سوف تجدون في برنامجي ما يدعم هذا المبدأ، وسأسعى لاتخاذ خطوات ملموسة لتعزيز حرية الصحافة."
وفيما يتعلق بالجانب الاقتصادي، أكد سلامة أن الكرامة الصحفية لا تتحقق إلا بضمان الأمان الاقتصادي، كاشفًا عن "حزمة غير مسبوقة" من الإجراءات لدعم الصحفيين ماديًا، وأوضح أن إنجازاته السابقة خلال توليه المنصب، مثل إنشاء معهد التدريب، وتطوير مبنى النقابة، وتوفير خدمات مثل الشهر العقاري والمنفذ السلعي، تعد دليلًا على التزامه بتحقيق مكاسب ملموسة للصحفيين.
أما المحور المهني، فقد شدد على أهمية استعادة هيبة الصحفيين والنقابة، مشيرًا إلى أن المهنة تمر بظروف صعبة تستدعي تقديم دعم حقيقي لجميع الصحفيين في المؤسسات المختلفة، سواء كانت قومية أو خاصة أو حزبية أو مستقلة، وأضاف: "نحن بحاجة إلى نقابة قوية تكون سندًا وداعمًا للصحفيين في جميع المواقع."
وأشار سلامة، إلى جهوده السابقة في دعم الصحف الحزبية المتعثرة، وإنشاء وديعة لدعم الصحفيين المتضررين من إغلاقها، متعهدًا باستئناف الجهود في هذا الملف. وأضاف: "سعيت لإنشاء موقع لهذه الصحف، وسأعمل على تجديد هذا المشروع وتنفيذه بما يخدم الزملاء المتضررين."
ودعا سلامة الزملاء إلى توحيد الصف والعمل المشترك، مشددًا على أن المنافسة الانتخابية يجب أن تكون قائمة على الاحترام والتقدير المتبادل، بعيدًا عن أي خلافات شخصية، وأوضح: "نحن لا ندخل في ملاسنة أو خلاف، بل نعمل من أجل مصلحة الصحفيين، وسأكون حاضرًا دائمًا للدفاع عن حقوقهم وتحقيق مطالبهم."
كما أكد عبد المحسن سلامة أن النقابة يجب أن تحظى باحترام جميع الجهات، وأن أي حقوق يحصل عليها الصحفيون ليست امتيازات بل حقوق مشروعة.
وقال: "عندما أتحدث عن مزايا للصحفيين، فأنا أتحدث عن حقوقهم التي يجب أن يحصلوا عليها."