متى يجب التخلص من الأواني المقاومة للالتصاق في مطبخك؟
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
غالبا ما تكون أواني الطهي المقاومة للالتصاق إحدى أكثر الأدوات المطبخية شعبية بين محبي الطهي، فهي مثالية عند الاستخدام لأن الطعام لا يلتصق بسطحها، وهذا يجعل من السهل تحضير الأكل فيها وتنظيفها من دون عناء. ومع ذلك، يتضح أن هذه الأواني قد تمثّل عامل خطر كبير على صحتك وصحة أسرتك، ولكن في بعض الحالات.
إقبال متزايداكتسبت هذه الأدوات الأساسية للطبخ شعبية وشهرة قياسية منذ أن ابتكر العلماء أول مقلاة طهي مقاومة للالتصاق عام 1954، ومنذ هذا التاريخ وهي رائجة وواسعة الانتشار، حتى وصل الطلب على أواني الطهي غير اللاصقة إلى أكثر من 206 مليون وحدة في جميع أنحاء العالم عام 2020 وحده، ومن المتوقع أن يزداد الرقم بسبب التفضيل المستمر عليها.
ومنذ اختراعها، استخدم الناس في جميع أنحاء العالم المقالي غير اللاصقة لطهي البيض والصلصات وتسخين بقايا الطعام. كما أدت متانتها وسطحها المقاوم للاحتكاك في تسهيل الطهي والتنظيف، وبالتالي زيادة شعبيتها، لتصبح هذه النوعية من الأدوات المطبخية تمثل حوالي نصف أواني الطهي المباعة في الأسواق عالميا.
ومع ذلك، دائما ما أثارت الأواني غير اللاصقة الجدل حولها، خاصة في أوائل العقد الأول من القرن الـ21، عندما تم اكتشاف استخدام مادة كيميائية تسبب السرطان والعيوب الخلقية في صنع طلائها المقاوم، إلى أن تم التخلص التدريجي من هذه المواد الكيميائية، المعروفة باسم "بي إف أو إيه" (PFOA)، بحلول عام 2013.
إعلانوالآن تسوق العديد من العلامات التجارية منتجاتها على أنها "صحية" أو "آمنة" أو "غير سامة"، ما يجعل أسعار هذه المنتجات باهظة الثمن.
ولأن غالبا ما يتم الاستثمار فيها، فقد يتم أحيانا تجاهل تعرُّض الأواني المقاومة للالتصاق للخذوش والتشققات، ويستمر الكثيرون في استخدامها بصورة طبيعية، من دون الانتباه إلى أن هذه العادة الشائعة قد تعرِّض صحة الأسرة لمخاطر جسيمة.
التفلون المخدوش قد يهددك بالأمراضوفقا لبحث أسترالي، فإن الطهي باستخدام مقلاة مقاومة للالتصاق بعد تعرُّضها للتلف والخدوش قد يؤدي لإطلاق ملايين الجزيئات البلاستيكية الدقيقة والنانوية في الطعام.
واستخدمت الدراسة مجاهر خاصة تسمح لهم باكتشاف عدد الجزيئات البلاستيكية التي تخرج من الأواني والقدور المستهلكة، التي تعرضت للشقوق والكشط والخدوش، وتأثير ذلك أثناء عملية الطهي على الطعام.
ووجد الباحثون أن الطلاءات غير اللاصقة المخدوشة يمكن أن تطلق حوالي 2.3 مليون جزيء من البلاستيك الدقيق (جسيمات يقل قطرها عن 5 ملليمترات) والبلاستيك النانوي (جسيمات يقل قطرها عن 1 ميكرومتر).
كما اتضح أن هذه المشكلة قد تحدث حتى وإن لم تتعرض المقالي إلى الخدش المرئي بالعين، إذ قد يتم إطلاق آلاف أو ملايين الجزيئات من البلاستيك الدقيق والنانوي المصنوع من التفلون أثناء عملية الطهي، اعتمادا على عمر المقلاة وجودتها، وطريقة الاستخدام وأسلوب الطهي، إضافة لنوعية المواد التي يتم طهيها في تلك الأواني.
وتوضح نتائج الدراسة كيف يمكن حتى لشق صغير جدا في الطلاء غير اللاصق أن يفرز آلاف وربما ملايين الجزيئات الضارة عند الطهي بمقلاة تالفة، حسب تقديرات الباحثين.
الأواني التالفة تسبب التلوث الخطير للطعامإضافة لما سبق، تحتوي معظم أواني الطهي غير اللاصقة على كميات ضئيلة من مواد كيميائية تُعرف اختصارا باسم "بي إف إيه إس" (PFAS). وقد ارتبط التعرض لهذه المواد بزيادة خطر الإصابة بأمراض صحية بما في ذلك أمراض الكبد وأمراض الكلى المزمنة وارتفاع ضغط الدم وبعض أنواع السرطان.
إعلانوحتى بعد حظر استخدام المواد الكيميائية الخطيرة في صناعة التفلون منذ عام 2013، لكن حتى اليوم يتم تصنيع أواني التفلون باستخدام الجيل الأحدث من مواد إف إيه إس" الكيميائية، التي ارتبط بعضها بمخاطر صحية مماثلة.
لذلك عند تعرض الأواني المقاومة للالتصاق لأي تلف، مهما كان دقيقا، قد يعرض المستخدمين لمخاطر على المدى الطويل.
وخلص الباحثون إلى أنه بما أن الجزيئات البلاستيكية والمواد الكيميائية المسربة ينتهي بها المطاف في الطعام، فمن المهم اختيار أواني طهي آمنة، مثل النوعيات المطلية بالسيراميك التي تعد بديلا شائعا وخاليا من التفلون، وضرورة التخلص من الأواني التالفة مهما بدا هذا التلف صغيرا.
من جانبه، قال تشنغ فانغ، الباحث من جامعة نيوكاسل المشارك في الدراسة: "نظرا لحقيقة أن الوجبات التي يتم تحضيرها في الأواني التالفة قد تتلوث بملايين الجزيئات البلاستيكية من التفلون الدقيق والمواد الكيميائية، فإن هذا قد يشكل مشكلة صحية خطيرة تستلزم المزيد من التحقيق في المستقبل".
وقال الباحثون إن هذا سبب إضافي لتوخي الحذر في المطبخ، وتحديدا عند اختيار الأواني والأدوات المستخدمة، مع ضرورة معرفة طريقة الاستعمال الصحيحة لكل منها.
على سبيل المثال، تحتوي معظم الأواني غير اللاصقة على تعليمات تنص على عدم تسخينها فوق درجة حرارة متوسطة، وذلك لتجنب إطلاق أبخرة ضارة محتملة من أواني الطهي المصنوعة من مادة التفلون وتشققها طبقتها الواقية.
كذلك من المهم الالتزام بتعليمات التنظيف الصحيحة لهذه الأدوات، لكي لا تتعرض للتلف وتهدد صحتك وصحة أسرتك.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجزیئات البلاستیکیة المواد الکیمیائیة أوانی الطهی غیر اللاصقة
إقرأ أيضاً:
ليبيا تشدد على ضرورة التخلص من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل
في إطار رئاستها هذا الشهر للمجموعة العربية، شاركت بعثة ليبيا لدى الأمم المتحدة في مؤتمر هيئة نزع السلاح في نيويورك، حيث ألقى الوزير المفوض عصام عمران بن زيتون كلمة باسم المجموعة.
وأكدت الكلمة “على ضرورة تخلص الدول النووية من أسلحتها النووية و أسلحة الدمار الشامل الأخرى من خلال برنامج زمني محدد وتسخير الإمكانيات المادية و البشرية الهائلة والمخصصة بشكل متزايد لإنتاج هذه الأسلحة في تمويل التنمية حول العالم، وكذلك الدعوة إلى إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية والكيماوية و البيولوجية وأسلحة الدمار الشامل الاخرى في الشرق الأوسط و العمل على تحقيقها في أقرّب الآجال”.
كما تناولت الكلمة “إدانة الدول العربية للحرب والعدوان ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية المحتلة، وإدانة التهديدات النووية التي أطلقها الوزير الصهيوني في حكومة الكيان المحتل بإلقاء قنبله نووية على الشعب الفلسطيني في غزة بتاريخ 5 نوفمبر 2023 لما تمثله هذه التهديدات من خطر جسيم على السلم والأمن الإقليمي والدولي”.