افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، مؤتمر بيتكوين الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 2024 في مركز أدنيك أبوظبي، حيث يشكِّل المؤتمر انطلاقة لأول حدث من نوعه في منطقة الشرق الأوسط. ما يسلط الضوء على دور المنطقة المتنامي في منظومة العملات الرقمية العالمية.

وتنظِّم مجموعة أدنيك «مؤتمر بيتكوين الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 2024» بالتعاون مع شركة «بي تي سي» العالمية وبالشراكة مع مركز أبوظبي للبلوكتشين، ويمثِّل حدثاً عالمياً يستقطب أكثر من 5,200 خبير وصانّع قرار، ويشارك فيه ممثلون من 55 دولة، و120 متحدثاً بارزاً لتبادل الأفكار بشأن اتجاهات البيتكوين والعملات الرقمية.

ويمتد المعرض المصاحب للمؤتمر على مساحة تزيد على 8,000 متر مربع، ويضمُّ أكثر من 500 شركة وعلامة تجارية رائدة تعرض أحدث الابتكارات والخدمات التقنية.

وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان في كلمته الافتتاحية: «يؤكِّد معرض ومؤتمر بيتكوين الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 2024، الذي يُعقَد للمرة الأولى في المنطقة، اهتمام القيادة الرشيدة بتعزيز مكانة أبوظبي المتنامية كمركز عالمي للابتكار والتكنولوجيا، ويعكس تنظيم مجموعة أدنيك لهذا الحدث التزام أبوظبي باستضافة فعاليات تُسهم في تعزيز التقدُّم التقني والاقتصادي، ما يواكب رؤيتنا نحو بناء مجتمع عالمي يقوم على الشراكات المعرفية والابتكار المستدام».

وأوضح معاليه أنَّ العملات الرقمية تُمثِّل اليوم أحد أبرز الابتكارات المالية التي تُسهم في تشكيل ملامح الاقتصاد العالمي الجديد، فهي ليست مجرَّد وسيلة للتبادل، بل هي نظام متكامل يعتمد على تقنيات البلوكتشين، ما يعزِّز الشفافية والكفاءة في التعاملات المالية.

وأضاف معاليه: «مع توسُّع استخدام العملات الرقمية عالمياً، أصبحت هذه الأدوات رمزاً للتحوُّل الرقمي في الاقتصاد، ودافعاً لابتكار حلول مالية وتقنية تُسهم في تعزيز الشمول المالي ودعم الاقتصادات الناشئة، وإنَّ هذا التطوُّر يعكس أهمية تبنّي الابتكارات الحديثة، ويُبرز دور الفعاليات الكبرى مثل مؤتمر بيتكوين الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في توفير منصة لتبادل الأفكار والخبرات التي تدعم هذا التحوُّل، وتفتح آفاقاً جديدة للنمو الاقتصادي».

وقال سعادة الدكتور محمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني: «نعيش اليوم في مرحلة تحوُّلات نوعية تشهدها تقنيات البلوكتشين والعملات الافتراضية، والتي تمهِّد الطريق أمام دولة الإمارات لترسِّخ مكانتها كدولة رائدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي في بناء مستقبل رقمي آمن».

وأوضح سعادته أنَّ دولة الإمارات ملتزمة بتعزيز مجتمع رقمي آمن ومزدهر، مستندة إلى ركائز أساسية تشمل دعم الشراكات التي تُعزِّز التعاون، وتشجيع الابتكار الذي يدفع عجلة التقدُّم، وترسيخ الحوكمة التي تضمن النزاهة والمساءلة.

وأضاف سعادته: «إنَّ هذه الركائز تُعَدُّ الأساس المتين لبناء منظومة رقمية متطورة ومتقدمة، تواكب تطلُّعات المستقبل، وتؤكِّد ريادة الدولة على المستوى العالمي».

وقال سعادة حميد مطر الظاهري، العضو المنتدب، والرئيس التنفيذي لمجموعة أدنيك: «يندرج تنظيم هذه الفعالية وفق استراتيجية مجموعة أدنيك لدعم القطاعات الواعدة وفق رؤية القيادة الرشيدة للأعوام الخمسين المقبلة، والإسهام في تأكيد مكانة إمارة أبوظبي عاصمةً لهذه الصناعات والتقنيات الحديثة في المنطقة».

وبيَّن سعادته أنَّ إقامة هذا الحدث للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط يعكس الجهود الكبيرة التي تبذلها فِرق العمل في المجموعة لاستقطاب الفعاليات المهمة للإمارة، من خلال التطوير المستمر لأعمال القطاعات السبع التي تندرج تحت مظلتها، وتعزيز تنافسية مراكزها وقدرتها على تنظيم واستقطاب الفعاليات الجديدة.

وقال عبدالله الظاهري، الرئيس التنفيذي لمركز أبوظبي للبلوكتشين: «منذ انطلاقة فكرة البيتكوين للمرة الأولى عام 2008 في ورقة بيضاء، وحتى اليوم، شهدنا رحلة استثنائية، ما بدأ كفكرة بسيطة تبنّاها عدد قليل من المتحمسين، أصبح الآن ثورة مالية غيَّرت الطريقة التي ننظر بها إلى المال والأنظمة المالية. البيتكوين لم يعد مجرَّد عملة رقمية، بل أصبح رمزاً للشفافية، والاستقلالية، وإعادة تعريف النظام المالي العالمي».

وأكَّد الظاهري أنَّ هذا المنتدى يمثِّل فرصة حقيقية للتعمُّق في إمكانات البيتكوين، واستكشاف دوره في تشكيل المستقبل المالي، وبناء شراكات جديدة تسهم في تحقيق رؤى مبتكرة وشاملة، وإيجاد السُّبل الكفيلة لتعامل البنوك المحلية والإقليمية مع هذه العملة، ومدى تماهي القوانين واللوائح المنظِّمة مع الطفرة الهائلة التي أحدثتها عملة البيتكوين.

ويجمع المؤتمر نخبة من المتحدثين من أبرزهم إريك ترامب، رجل الأعمال البارز ونجل الرئيس الأمريكي الخامس والأربعين، وسيناقش دور البيتكوين في تشكيل الاقتصاد العالمي، والأمير فيليب من صربيا الذي سيطرح أفكاراً متميزة عن تقنيات البلوكتشين ودورها في تعزيز الابتكار العالمي. ويسلِّط سيف الدين عموص، مؤلف كتاب «معيار البيتكوين» الضوء على التأثيرات التحويلية للبيتكوين في النظام المالي، ويناقش مروان الزرعوني، الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي في دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي، دور البلوكتشين في تطوير الخدمات الحكومية. ويتناول تشانغبينغ زاو، مؤسِّس أكاديمية «جيجل»، استخدام البلوكتشين في تعزيز التعليم وتنمية المجتمعات، ويقدِّم ديفيد بيلي، المؤسِّس والرئيس التنفيذي لشركة «بي تي سي»، نظرة معمَّقة على تطوُّرات منظومة البيتكوين وآفاقها المستقبلية.

ويقدم المعرض المصاحب أحدث الابتكارات في مجالي تقنيات البيتكوين والبلوكتشين، ما يمكن الزوار من الاطلاع على مشهد شامل للتطورات في هذا القطاع، ويقدم المعرض المصاحب أيضاً معرضاً فنياً يضمُّ أعمالاً مادية ورقمية تُسعَّر وتُباع باستخدام البيتكوين فقط، بالتعاون مع معرض «آتوم جاليري» في نيويورك ومعرض «موندوار جاليري» في دبي. وتوفِّر صالات التواصل مساحات مخصَّصة للنقاشات المثمرة وبناء العلاقات بين المشاركين.

ويأتي إطلاق مؤتمر بيتكوين الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 2024 ليؤكِّد دور أبوظبي في ريادة الابتكار وتعزيز دورها كمحور رئيسي في تطوير تقنيات المستقبل. ويشكِّل نقطة تحوُّل مهمة في تعزيز الوعي بمنظومة البيتكوين والبلوكتشين، وترسيخ مكانة أبوظبي مدينةً تتصدَّر المشهد العالمي في الابتكار والتكنولوجيا.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

"صندوق النقد الدولي" يشيد بالاستثمار في التعليم ومرونة سوق العمل بعُمان

خاص- الرؤية

أشاد صندوق النقد الدولي بتوجه سلطنة عُمان لتعزيز الاستثمار في التعليم والابتكار، وتحسين بيئة العمل لتكون مرنة تستقطب الاستثمارات.

وقالت كريستينا جورجيفا المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي، في كلمتها أمام المنتدى المالي العربي التاسع المنعقد حاليا في دبي، والذي افتتح 10 فبراير: "إن تشجيع فرص العمل يشكل أيضا عنصراً أساسياً لتحقيق نمو أقوى، ومع تزايد عدد السكان في سن العمل، يتعين على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن تحقق أقصى استفادة من ميزتها الديموغرافية، ومن الممكن أن يؤدي توفير المزيد من الوظائف الخاصة، للنساء والشباب على وجه الخصوص، إلى نشوء اقتصادات أكثر حيوية وشمولاً، وهذا يتطلب أسواق عمل أكثر مرونة، والاستثمار في التعليم والتدريب المهني، وقد شهدنا مؤخراً تطورات مثيرة للإعجاب في هذا الصدد في عُمان وقطر والبحرين".

وأكدت أنه من المتوقع أن يظل النمو العالمي عند مستوى 3.3% هذا العام والعام المقبل، ثم يتباطأ على مدى السنوات الخمس المقبلة إلى ما يزيد قليلاً على 3%، وهو أقل كثيراً من المتوسط التاريخي للنمو.

وأضافت جورجيفا أنه بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فيتوقع صندوق النقد الدولي انتعاش النمو إلى نحو 3.6% في عام 2025، مدفوعاً بتعافي إنتاج النفط وتخفيف حدة الصراعات الإقليمية، مبينة: "ومع ذلك، وكما هو الحال مع الاقتصاد العالمي، لا تزال توقعات الصندوق في الأمد المتوسط للمنطقة، تشير إلى أن النمو سيكون أضعف مما كان عليه قبل جائحة كوفيد-19".

وشددت المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي على أن إرث الصدمات المتعددة التي شهدتها السنوات الأخيرة، يترك المالية العامة تحت ضغوط كبيرة في العديد من البلدان، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن يصل الدين العام العالمي إلى 100% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحلول عام 2030، موضحة أن العديد من البلدان في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تواجه ضغوطا مماثلة، حيث تتجاوز مستويات الديون 70% من الناتج المحلي الإجمالي، وهذا يعرضها لخطر الوقوع في فخ سيناريو النمو المنخفض والديون المرتفعة.

مقالات مشابهة

  • "صندوق النقد الدولي" يشيد بالاستثمار في التعليم ومرونة سوق العمل بعُمان
  • أحمد بن سعيد يفتتح معرضي “الشرق الأوسط لصيانة الطائرات” و”التصميم الداخلي للطائرات”
  • مناقشة مشاريع شركات «تقنية ليبيا والهروج وشمال إفريقيا ومعهد النفط» للعام 2025
  • شراكة بين التعاونية وأودو لتأسيس نقلةٍ نوعيةٍ في قطاع التأمين بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا
  • أحمد بن سعيد يفتتح معرضي صيانة وتصميم الطائرات
  • زيلينسكي يقترح الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بديلاً لتوفير الطاقة لأوروبا
  • نهيان بن مبارك يشهد الاحتفال بمئوية جامعة بيرزيت ويشيد بتاريخها الحافل
  • نهيان بن مبارك يشهد احتفال جامعة بيرزيت بمئويّتها في الإمارات
  • نهيان بن مبارك يحضر أفراح الشحي والمزروعي في رأس الخيمة والظاهري والشامسي في العين
  • اختتام مؤتمر الشرق الأوسط للسكري والسمنة