زنقة 20 | الرباط

دعت الجزائر، كافة الأطراف السورية إلى “الوحدة والسلم والعمل من أجل الحفاظ على أمن الوطن واستقراره ووحدة وسلامة أراضيه”، وفق ما جاء في بيان لوزارة الشؤون الخارجية.

وقال بيان الخارجية الجزائرية :”تتابع الجزائر باهتمام بالغ تطورات الأوضاع الأخيرة والتغيرات المتسارعة التي تشهدها الجمهورية العربية السورية، وتدعو كافة الأطراف السورية إلى الوحدة والسلم والعمل من أجل الحفاظ على أمن الوطن واستقراره ووحدة وسلامة أراضيه”.

وأضاف البيان أن “الجزائر تؤكد وقوفها إلى جانب الشعب السوري الذي تربطه بالشعب الجزائري صفحات نيرة من التاريخ المشترك القائم على التضامن والتآزر”.

الغريب أنه قبل أيام فقط وبتاريخ 3 دجنبر ، أكد وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال مكالمة هاتفية مع نظيره السوري بسام صباغ، على تضامن الجزائر المطلق مع سوريا دولة وشعبا، في مواجهة ما وصفها بـ”التهديدات الإرهابية”.

وأكدت وزارة الخارجية الجزائرية “موقف الجزائر الثابت وتضامنها المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة، دولة وشعبا، في مواجهة التهديدات الإرهابية التي تتربص بسيادتها ووحدتها وحرمة أراضيها، وكذا أمنها واستقرارها”.

المصدر: زنقة 20

إقرأ أيضاً:

الزلزال السوري وسقوط جدار الاستبداد

الحدث السوري البارز قبل نهاية العام المنصرم 2024 بسقوط طاغية دمشق بشار الاسد على إثر هجوم هيئة تحرير الشام عبر إدارة العمليات العسكرية بقيادة أحمد الشرع وسقوط العاصمة دمشق بيد هذه الإدارة، لم يكن حدثا عاديا لجميع المراقبين والمحللين والدول، فهو تغير شبه جذري رغم بقاء المؤسسات الحكومية كما هي.

لقد كان الطاغية بشار الأكثر إجراما وشراسة وعنفا من الرؤساء العرب الذين أطيح بهم في جولة الربيع العربي الأولى، وهذا الحدث يثبت، رغم الثورات المضادة ومحاولة إفشال الربيع العربي، أن جذوة الربيع العربي متقدة في خلايا وشرايين وأوردة النسيج البشري لأبناء منطقة الشرق الاوسط، لأن حجم وهول القمع على السوريين يجتاز الخيال بأشواط كبيرة جدا.. هذا النظام كان سيفا مسلطا ونيرانا حارقة لبنية الإنسان السوري الذي كان كأنه معاقب منذ أكثر من 61 عاما مضت بعد استيلاء البعث على الحكم في سوريا، وبخاصة فترة الأسدين الأب والابن التي دامت 54 عاما.

كان النظام السابق يمتلك بروباغندا إعلامية مضادة لقيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وكان محاطا بجيش عرمرم من الشبيحة وشذاذ الآفاق والمخبرين والعيون والفاسدين، إذ إنه أفسد بنية المجتمع قبل الثورة، لكنه بعد الثورة دمّر البنى التحتية تدميرا شبه كامل بشكل هستيري، غير آبه لا بالحياة الإنسانية ولا بالطفولة ولا بالرعاية الاجتماعية.

ستعترض الإدارة الحالية والقادمة معترضات كثيرة من تركة ثقيلة من عصر الدكتاتورية والاستبداد، لكن الثقة كبيرة بقدرة السوريين على أن يتخطوا كل الصعاب والعراقيل نحو الحرية والسلام والتقدم داخليا ومع الجوار ومع كل دول العالم. التفاؤل الكبير غير صحيح بسبب حجم المعوقات، والتشاؤم الكبير أيضا غير صحيح لأن الطريق لا زال مفتوحا أمام السوريين لبناء دولة مدنية ديمقراطية تصان فيها حقوق الجميع
لم يكن الأسد الابن -الذي هرب دون أن يترك أي تصريح للشعب السوري- يمتلك أي مقومات قيادة بلد حضاري عريق كسوريا بتعدديتها وبُعدها الجيوسياسي في منطقة حساسة واستراتيجية من العالم. لقد ترك الأزمات تتراكم وكانت عناوين الفشل كثيرة وفاضحة؛ من السجون التي أذهلت العالم بوحشيتها ممثلة بسجن صيدنايا، ومن الفساد المستشري وفروع المخابرات والأمن والتهريب والكبتاغون، وغياب مناخات السياسة وحرية الصحافة والرأي والتعبير و.. و.. و.. الخ.

لقد كان النظام المخلوع يتدخل في دول الجوار ويخنق شعوبها بشتى الوسائل، من لبنان إلى الأردن إلى العراق، لقد استخدم الجيش لأغراضه الخاصة واتخذه وسيلة للتهريب والفساد الثراء الفاحش، لذلك فسقوطه المدوي في 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024 يمكن تشبيهه بجدار برلين الذي سقط مع سقوط الاتحاد السوفييتي في نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات من القرن المنصرم، إنه والحالة هذه جدار الاستبداد العربي.

أعتقد أن لسقوط النظام ارتداداته الكثيرة والمتعددة ستظهرها لنا الأيام والشهور والسنين القادمة، وليس شرطا أن تتحكم الإدارة الحالية بالوضع في سوريا وإنما سيتاح لجميع الفعاليات والأحزاب والقوى السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية أن تشارك في رسم المستقبل السوري المنشود.

ستعترض الإدارة الحالية والقادمة معترضات كثيرة من تركة ثقيلة من عصر الدكتاتورية والاستبداد، لكن الثقة كبيرة بقدرة السوريين على أن يتخطوا كل الصعاب والعراقيل نحو الحرية والسلام والتقدم داخليا ومع الجوار ومع كل دول العالم. التفاؤل الكبير غير صحيح بسبب حجم المعوقات، والتشاؤم الكبير أيضا غير صحيح لأن الطريق لا زال مفتوحا أمام السوريين لبناء دولة مدنية ديمقراطية تصان فيها حقوق الجميع.

في الختام أكتفي حاليا بهذا المقال القصير ولنا جولات أخرى في هذا الحدث التاريخي الكبير.

مقالات مشابهة

  • الخارجية المصرية توضح حقيقة إغلاق السفارة في سوريا وتؤكد على دعم الشعب السوري
  • الزلزال السوري وسقوط جدار الاستبداد
  • وزير الخارجية: المملكة تطالب بالانسحاب الفوري لقوات الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي السورية المحتلة
  • وزير الخارجية: ندعم الشعب السوري الشقيق وتطلعاته المشروعة
  • عربية النواب تشيد بالموقف المصرى الداعم للشعب السورى الشقيق
  • مجرد أعذار..ناقد يفتح النار على النادي الأهلي قبل مواجهة شباب بلوزداد الجزائري
  • آخر رئيس حكومة للنظام المخلوع يكشف كواليس الأيام الأخيرة قبل سقوط الأسد
  • “الشارقة لريادة الأعمال” 2025 يجمع أكثر من 300 متحدث من 45 دولة
  • هل يصبّ سقوط الأسد في مصلحة الصين؟
  • 300 متحدث من 45 دولة في "الشارقة لريادة الأعمال"