فصائل في حزب المؤتمر الوطني الإفريقي تدعو في مذكرة إلى تعزيز علاقات جنوب إفريقيا مع المغرب
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
دعت فصائل في حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، الحزب الحاكم في جنوب إفريقيا، في مذكرة قدمتها لأمانة الحزب في جوهانسبرغ، إلى تعزيز العلاقات الثنائية مع المغرب والاعتراف بالدعم القيم الذي قدمه فيما يخص مكافحة الميز العنصري.
وقال الموقعون على هذه المذكرة، التي نشرتها مضامينها وكالة المغرب العربي للأنباء « إننا ندعو حزب المؤتمر الوطني إلى الاعتراف بالدعم الريادي الذي قدمه المغرب في مكافحة الميز العنصري، كما أقر بذلك الرئيس نيلسون مانديلا في خطاباته وكتبه ومجلاته، ومن خلال العديد من الزيارات للمغرب ».
وذكروا، في هذا الصدد، بأنه وقتها، وقبل استقلال الجزائر وإرساء برامج التدريب في هذا البلد، كان عناصر جيش التحرير الجزائري وحزب المؤتمر الوطني الإفريقي، بما فيهم نيلسون مانديلا نفسه، قد تلقوا تدريبا في المغرب.
وأشار الموقعون إلى أنهم يعتبرون أن هذا الدعم البين الذي قدمته المملكة يتمثل أيضا في المساعدة المالية والعسكرية للمؤتمر الوطني الإفريقي، وإنشاء جناحه العسكري « أومخونتو وي سيزوى » (uMKhonto WeSizwe). ويتجلى أيضا في الدعم السياسي من خلال استقبال مكتب المؤتمر الوطني الإفريقي والتعبئة السياسية خلال إنشاء منظمة الوحدة الإفريقية، التي يعد المغرب عضوا مؤسسا لها، بعد مؤتمر الدار البيضاء، والذي قدم، على الخصوص، دعما قويا وواضحا لمناهضة الاستعمار والميز العنصري، حسب الموقعين على المذكرة.
كما شددوا على أنه يتعين على حزب المؤتمر الوطني الإفريقي وجنوب إفريقيا البحث عن سبل لتحسين انخراطهما الاستراتيجي مع المغرب، من أجل تنسيق السياسات والبرامج لصالح الشعوب الإفريقية وتحقيق أهداف أجندة 2063 للاتحاد الإفريقي والأجندة التقدمية للبلدين.
وشدد الموقعون على أن المغرب يعد، اليوم، فاعلا اقتصاديا مهما في القارة وموطنا لاستثمارات وشركات جنوب إفريقية مهمة، مضيفين أن زيادة التعاون بين البلدين يمكن أن تساعد في تحقيق المصالح الاقتصادية الوطنية لشعبي البلدين وتحرير إمكانيات منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية.
وبخصوص قضية الصحراء، أكدت فصائل المؤتمر الوطني الإفريقي أن غالبية الدول الإفريقية تدعم سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية. ولذلك، فإنها تحث جنوب إفريقيا على الدعوة باستمرار إلى تسوية سلمية للنزاع حول الصحراء المغربية والامتناع عن دعم الأطراف التي تدعو إلى القيام بأعمال عسكرية.
وتابع الموقعون بالقول إنه « يتعين على حزب المؤتمر الوطني الإفريقي وجنوب إفريقيا دعم توصيات قرارات مجلس الأمن، ولا سيما القرار 2756 المعتمد في 30 أكتوبر 2024، والذي يدعو المغرب والجزائر وموريتانيا و+البوليساريو+ إلى التفاوض بحسن نية وبروح التوافق والجلوس إلى طاولة المفاوضات بهدف التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الأطراف ».
وتضيف المذكرة أنه يتعين على حزب المؤتمر الوطني الإفريقي وجنوب إفريقيا تقييم واستخلاص الدروس من الدعم الدولي الكبير لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، التي تهدف إلى تسوية هذا النزاع المفتعل، موضحة أن « أكثر من 110 من البلدان الأعضاء في الأمم المتحدة تدعم هذه المبادرة ».
وخلصت المذكرة إلى أنه « يجب على جنوب إفريقيا أن تدعو الجزائر وموريتانيا و+البوليساريو+، بناء على طلب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إلى دراسة المقترح المغربي للحكم الذاتي، المقدم سنة 2007 من أجل تسوية نهائية للنزاع ».
وبالموازاة مع تسليم هذه المذكرة إلى أمانة المؤتمر الوطني الإفريقي، تجمع متظاهرون أمس الأربعاء أمام مقر الحزب في جوهانسبرغ، للتعبير، على حد قولهم، عن استيائهم إزاء المقاربة الدبلوماسية لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي تجاه المغرب.
كلمات دلالية المغرب جنوب إفريقيا
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: المغرب جنوب إفريقيا حزب المؤتمر الوطنی الإفریقی جنوب إفریقیا
إقرأ أيضاً:
وزير الأوقاف: تعزيز التعاون مع إفريقيا لبناء جسور التواصل ومواجهة التطرف
عرض الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، جانبًا من جهود الوزارة أمام لجنة الشئون الإفريقية بمجلس النواب الموقر، بما في ذلك جهود الإيفاد والتعليم والمنح الدراسية والدورات التدريبية؛ مؤكدًا العزم على تعزيز تلك الجهود والإضافة إليها لنشر الفكر الوسطي ومواجهة التطرف.
ناقشت الجلسة، برئاسة الدكتور شريف الجبلي - رئيس اللجنة، جهود الوزارة في إفريقيا. وأعرب الوزير عن شكره للدعوة، مشيرًا إلى إيفاد ٢٣ إمامًا وخطيبًا إلى دول إفريقية منها تنزانيا وكينيا والسنغال، وآخرين في رمضان إلى موريشيوس، ومشاركة ٣٧ دولة إفريقية في المسابقة العالمية للقرآن الكريم التي انتهت منها الوزارة في ديسمبر الماضي، وبعضهم من الفائزين المقرر تكريمهم في الاحتفال السنوي بليلة القدر.
وألمح الوزير إلى وجود مركز إسلامي مصري في تنزانيا يؤمه نحو ١٠٠٠ طالب، ويشرف عليه ١٧ مدرسًا وموفدًا. وأشار إلى توقيع ثماني اتفاقيات تعاون ديني مع دول إفريقية، مع وجود أربع اتفاقيات أخرى قيد الدراسة، إلى جانب ترجمة الخطب إلى لغات إفريقية مثل السواحيلية وغيرها، لإيصال رسالة الإسلام الوسطية.
كما استعرض الوزير جانبًا من جهود المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، الذي ينشر مقالات عن الشخصيات الإفريقية المتخرجة في الأزهر، وينظم ملتقيات ثقافية لتعزيز الروابط الثقافية مع دول القارة. وأعلن جمع التراث العلمي الإفريقي في مؤلفات مستقلة، مع دعوة ممثلي الدول الإفريقية للمشاركة في ندوات شهرية ومؤتمرات سنوية.
من جانبهم، أشاد النواب الموقرون بجهود وزارة الأوقاف، إذ أكد النائب الدكتور محمد سليم فخره باهتمام الوزير بإفريقيا، وأثنى النائب الدكتور أحمد الشريف على أهمية التعاون مع القارة. وطالبت النائبة الدكتورة رشا أبو شقة بزيادة أعداد الموفدين وفهم الخصوصيات الثقافية الإفريقية، فيما دعا النائب أحمد العرجاوي إلى إنشاء وحدة إفريقية بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
كما أبدى النواب حفاوة بالغة بجهد الوزير على مدار ١٦ سنة في إخراج موسوعة (جمهرة علماء الأزهر في القرنين الرابع عشر والخامس عشر الهجريين)، واعتبار ذلك من ركائز إحياء التراث الديني المصري وتشعباته في القارة السمراء.
وقد أعلن الوزير عن مشروعات جديدة، مثل إطلاق منصة إلكترونية شاملة لخدمات الوزارة، تشمل التعريف بالمساجد وتقديم محتوى بلغات إفريقية.
وأشار إلى مبادرة "عودة الكتاتيب" التي تستهدف إنشاء كتاب بكل قرية خلال عام ونصف، لتعليم الأطفال مبادئ الأخلاق والدين، والتعاون مع الكنيسة لبث أفكار الوحدة والوطنية والبناء لدى الأطفال المسيحيين في مدارس الأحد، لترسيخ قيم التعايش.
كذلك أكد الوزير أهمية الدور النسائي في العمل الدعوي، وأعلن عن تطوير إصدارات الوزارة لتصبح إصدارات إلكترونية شاملة، مع التركيز على توثيق التراث الفكري والديني المصري.
واختتم الوزير حديثه بتأكيد أهمية التعاون المشترك مع الأشقاء الأفارقة بوصفه ركيزة أساسية لجهود الوزارة، معبرًا عن تقديره للعلاقات العريقة بين مصر والدول الإفريقية، التي تسهم في ترسيخ الهوية الإسلامية الوسطية، وبناء جسور من المحبة والتعاون مع شعوب القارة.