حمد الناصري

 

لطالما كانت سلطنة عُمان رائدة في الإنجازات ومنذ الألفية الثالثة قبل الميلاد من عمرها الحضاري، كان لديها ومضات للإبداع قديمًا وحديثًا، والعُمانيون شعب توّاق للمعرفة والابتكار وكانت تراودهم دومًا طموحات من الحجم الكبير وبوزن ثقيل ولكنها كدأبها كانت تعمل بصمت وتجعل عملها يتكلم في كافة إنجازاتها حضارية كانت أو إنسانية وفي كل الأزمان.

. وفي هذا العصر ظهرت الحاجة إلى إنجاز بسيط بالحجم الكبير.. وفي وقت ينشغل العالم بالتقنيات الحديثة والتطوير والتجريب الفضائي، وقد تكون سلطنة عُمان من أهم البوابات الفضائية التي لم تكتشف بعد، ولأسباب عديدة يعرفها الغرباء قبل الأقرباء.

وقد ذكرت في مقال سابق، أني لا أستبعد أن تكون سلطنة عُمان من أهم بوابات السماء بسبب موقعها الجغرافي الفريد وتنوع تضاريسها وقدمها كقدم نشوء الأرض نفسها؛ حيث نرى العالم أجمع منشغلًا بها، ويترقب مدد البحث في مساحتها وموقعها الاستراتيجي، ممتدة المساحة، وتقع في أقصى جنوب الجزيرة العربية وهي بوابة مفتوحة على بحار استراتيجية.

وفي إنجاز مذهل ومفرح نجحت سلطنة عُمان بإطلاق الصاروخ العلمي التجريبي "الدقم 1"، نفذته شركة "إطلاق" وهي شركة تابعة للشركة الوطنية لخدمات الفضاء وبإشراف من وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات وفي خطوة جبارة فاجأت العالم والعُمانيين بروعتها ونجاحها.

وقد قامت شركة "ناسكوم" المتخصصة في هذا الجانب، بإنشاء ميناء إطلاق فضائي، وهو أهم عنصر في الدخول في عصر الفضاء من بابه العريض، وبالتشارك مع هيئات محلية تنظيمية واستشارية دولية متخصصة في برامج الفضاء. وجاء تأسيس المشروع الضخم بشراكة تأمينية عُمانية من داخل السلطنة، منذ أن تم الإعلان عن أول ميناء إطلاق فضائي في يناير 2023؛ حيث تقدمت مجموعات عالمية فضائية بعروض مختلفة ومتنوعة، تتعلق بتطوير المشروع أو تشغيله.

والصاروخ العلمي "الدقم-1" الذي يعد الأول من نوعه في عُمان، وقد أطلقت السلطنة منذ عدة أسابيع صواريخ تحمل أقمارًا صناعية تحت مسمى "OL-1" كأول قمر صناعي مسجل باسم السلطنة، ولكن من خارج الأراضي العُمانية، وتحديدًا من دولة الصين.

وفي أكتوبر من هذا العام، أقيم حفل توقيع رسمي، لميناء إطلاق الفضاء وباستشارات هندسية عالية المستوى والتقنية من شركة بريطانية صممت المخطط الرئيسي الرسمي للمشروع، وأعلنت الشركة المحلية في إدارة المشروع أن الصاروخ الذي يبلغ طوله 6.5 متر ويزن 123 كيلوجرامًا مع الوقود، استطاع الوصول إلى ارتفاع 140 كيلومترًا فوق سطح البحر بسرعة 1530 مترًا/ثانية، واستغرقت الرحلة حوالي 15 دقيقة وأن المشروع الفضائي أجرى تحليلًا ميدانيًا دقيقًا أوليًا للبحر الكبير والساحل الجنوبي لولاية الدقم بمحافظة الوسطى.

وقال سعادة عامر الشيذاني وكيل وزارة النقل والاتصالات، إن نجاح تجربة إطلاق الصاروخ "الدقم-1" يضع سلطنة عُمان على خارطة قطاع الفضاء العالمي، في خطوة مهمة، تجذب أنظار المستثمرين والشركات الدولية إلى الفرص الواعدة للاستثمارات والأنشطة الفضائية في سلطنة عُمان.

كما نشرت جريدة الرؤية خبرًا على لسان الدكتور سعود بن حميد الشعيلي مدير عام السياسات والحوكمة بوزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات ورئيس البرنامج الوطني للفضاء، أن الوزارة تخطط لتنفيذ 3 عمليات إطلاق صواريخ خلال عام 2025 إذا توفرت الظروف المناسبة، وذلك بعد نجاح إطلاق أول صاروخ علمي تجريبي.

إن هذه الخطوة الكبيرة ستفتح آفاقًا عديدة لكي تصبح عُمان مصدرًا مهمًا للمعلومات البيئية والمناخية ومحورًا للاتصالات العالمية وأن يكون لها مصدرها المعلوماتي المستقل دون الحاجة إلى الاستعانة بدول أخرى في الحصول على تلك المعلومات.

خلاصة القول.. يعد نجاح الصاروخ الفضائي "الدقم-1"، خطوة أساسية ومذهلة في اختراق عُماني لناصية العلم والتطور، جذبت أنظار العالم، وقد وضعت السلطنة بجدارة على خارطة قطاع الفضاء، ومن التوجهات المستقبلية في رؤية "عُمان 2040" وهي برامج استثمارية في عالم قطاع الفضاء الواسع في سلطنة عُمان.

وسلطنة عُمان بواجهتها البحرية الشرقية على البحر الكبير وموقعها الاستراتيجي، تعد إحدى بوابات الإنطلاق إلى عالم الفضاء، وكل قلوب العُمانيين تلهج بالدعاء لنجاح تلك الخطوة ورفع اسم عُمان عاليًا في الفضاء كما في الأرض.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

محاولات إسرائيلية لتمديد المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى

كشف مصدر إسرائيلي، عن محاولات تجريها تل أبيب من أجل تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وصفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس.

ونقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن المصدر الذي لم تسمه، أنه "في خلفية الموافقة على الاتفاقيات مع حماس بشأن استكمال إعادة جميع الأسرى الذين تم الاتفاق عليهم في المرحلة الأولى الأسبوع المقبل، فإن تل أبيب تسعى إلى تمديد المرحلة الأولى مع إطلاق سراح أسرى إضافيين".

ولفتت الصحيفة إلى أنه "من المتوقع أن يكون هناك صعوبة في الاتفاق مع حماس بشأن نزع سلاحها في غزة، كما تطالب إسرائيل في المرحلة الثانية بدعم أمريكي"، مضيفة أن "هناك رغبة كبيرة في تحقيق إطلاق سراح أسرى آخرين لا يزالون في قبضة حماس ضمن شروط المرحلة الأولى".

وذكرت أنه "بحال تم الاتفاق على تمديد المرحلة الأولى، فإن وقف إطلاق النار سيستمر، إلى جانب إدخال المزيد من المساعدات الإنسانية والبيوت المتنقلة".

وأشارت إلى أنه في إطار الصفقة تم الاتفاق على إدخال 60 ألف "كرفان" في المرحلة الأولى، ولكن حتى الآن لم تلتزم إسرائيل بالاتفاق، وقد يتغير هذا الوضع لاحقا إذا وافقت "حماس" على إطلاق سراح المزيد من الأسرى.



وأكدت الصحيفة أن "المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الصفقة، من المتوقع أن تبدأ في غضون أيام قليلة، وسيديرها الوزير رون درمر بالتنسيق مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بالتعاون مع المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف".

وتابعت: "نظرا لأن هذه مفاوضات سياسية حول إنهاء الحرب، فإن إدارة المفاوضات ستقتصر بشكل حصري على نتنياهو أو درمر"، منوهة إلى أن رئيس الشاباك رونين بار لن يعود إلى فريق التفاوض، ومن المحتمل أيضا ألا يعود رئيس الموساد ديفيد برنيع، بحسب ما أكده مصدر سياسي إسرائيلي.

ونوهت إلى أن الخيارات المتاحة في المرحلة الثانية، هي إطلاق سراح أسرى مقابل إنهاء الحرب، وكذلك نزع "سلاح قطاع غزة" وتحقيق أهداف الحرب، بحيث لا يبقى لحماس دور حكومي أو عسكري في القطاع.

واستدركت: "الخيار الثاني هو العودة إلى الحرب بدعم من ترامب، وبأسلوب مختلف ينسجم مع المعدات العسكرية والقوات التي تم تجديدها"، مؤكدة أن "هناك خطة حرب جديدة مع رئيس الأركان الجديد، ستكشفها الأيام".

مقالات مشابهة

  • حماس: مستعدون لإطلاق سراح الأسرى بالكامل دفعة واحدة.. ما المقابل؟
  • محاولات إسرائيلية لتمديد المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى
  • إطلاق النسخة الأولى من قمة ريادة الأعمال بجامعة القاهرة
  • مسقط تشهد إطلاق الدورة الخامسة من "جائزة الإمارات للطاقة"
  • مشاركة 786 لاعبًا في منافسات "ملتقى الدقم الرياضي"
  • حماس تستكمل اتفاقات المرحلة الأولى.. إطلاق 6 محتجزين يوم السبت
  • 6 أحياء و4 جثث..حماس تعلن الإفراج عن رهائن إسرائيليين يوم السبت
  • إسرائيل تستلم 4 جثث و6 رهائن أحياء لدى حماس
  • إسرائيليون يطالبون بتنفيذ اتفاق غزة حتى عودة آخر أسير
  • وفد إسرائيلي إلى القاهرة ونتنياهو يبحث المرحلة الثانية من اتفاق غزة