جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-16@12:20:39 GMT

كيف تحل خلافاتك الزوجية؟

تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT

كيف تحل خلافاتك الزوجية؟

 

جابر حسين العماني

jaber.alomani14@gmail.com

 

 

كثيرة هي الخلافات الزوجية التي قد تطرأ على الحياة الزوجية، ومن المُهم جدا علاجها بالحكمة والدراية والعقلانية، حتى لا تخرج عن السيطرة وتذهب إلى مصير مجهول، فلا يوجد زوجان منزهان عن الخطأ، وهذا حال البشر؛ فهم خطاؤون. والزوجان العاقلان هما من يتجنبان الوقوع في فخ الأخطاء الزوجية، وفي حال وقعا فيه، يسعيان لإيجاد الحلول على الفور حتى لا تتراكم الخلافات ويصعب حلّها.

كيف يستطيع الزوجان حل خلافاتهما الزوجية؟ سؤال ينبغي على الزوجين أن يجعلانه أمامهما دائماً، وأن يسعيا دائماً للحصول على الإجابة من أفواه الحكماء والعقلاء الذين يجمعون ولا يفرقون.

إذا وقع خلاف بينك وبين شريك حياتك، فلابد لك من الرجوع فورًا إلى الحلول المناسبة التي أكد عليها المتخصصون، والتي من خلالها يستطيع كل من الزوجين الحفاظ على العلاقة الزوجية من الشتات والفرقة والتمزق. فماذا تفعل إذا حدث خلاف بينكما؟

أولًا: حافظ على هدوئك وعرض ما تريد قوله وفعله على العقل لا العاطفة، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إِنَّمَا يُدْرَكُ اَلْخَيْرُ كُلُّهُ بِالْعَقْلِ، وَلاَ دِينَ لِمَنْ لاَ عَقْلَ لَهُ).

ثانيًا: يجب تحديد جوهر الخلاف بدقة عالية، مع تجنب التشتت؛ إذ إن التوسع في جوانب الخلاف الأخرى التي لا داعي له ولا يُقدم للزوجين حلولًا فعّالة، على عكس التركيز على أصل المشكلة الذي يُسهم في إيجاد الحلول النافعة والمفيدة.

ثالثًا: قم بحل الخلاف فورًا، ولا تدعه يتراكم؛ فالتراكمات تُصعِّب الحلول، وتُقَرِّب الشتات، وتزيد الفرقة بين الأزواج.

رابعًا: لا تستحضر الخلافات القديمة وتقحمها مع الخلاف الجديد، فذلك أمر مخالف للحكمة والعقلانية، بل حاول دائمًا التركيز على حل الخلاف الحالي وأنسى ما أكل عليه الدهرُ وشَرِبَ.

خامسًا: اختر المكان والزمان المناسبين لحل الخلافات الزوجية بعناية فائقة؛ فليس من الصحيحِ والسليمِ حل الخلافات في الأماكن العامة كالأسواق والمطاعم وجلسات الأهل والأصدقاء، والأفضل اختيار غرف النوم، وإذا لم يجد ذلك نفعاً، فينصح بالاستفادة من الحكماء، قال تعالى {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا} [النساء:35].

سادسًا: التمس العذر لشريك حياتك واقبل اعتذارة فذلك خلق عظيم على الزوجين التحلي به، وكما قيل: "والعذر عند كرام النَّاس مقبول".

سابعًا: لإدارة الخلافات الزوجية وحلها بشكل أفضل، يُنصح باستخدام أسلوب الفكاهة والابتسامة لتخفيف حدة التوتر بين الشريكين، لما لذلك من أثر إيجابي في تقريب وجهات النظر بينهما وإيجاد الحلول المُناسبة.

ثامنًا: اجعل هدفك حل الخلاف وليس تحقيق النصر على شريك حياتك، فأنت لست في حالة قرع الطبول للحرب، بل في جلسة إيمانية هادئة تبحث فيها عن الحلول الإيجابية لحل الخلاف، لذا عليك تحديد الهدف وإيجاد الحل الأنسب للخلاف، وليس الانتصارات الوهمية والزائفة.

تاسعًا: تجنب توجيه الانتقادات والاتهامات، لما لذلك من آثار سلبية على استقرار الحياة الزوجية، حيث لا يُفضي ذلك إلى حلول بناءة ومفيدة للشريكين؛ بل قد يُعقّد الخلاف ويُزيد من حدّته.

عاشرًا: عليك بالتحلي بأفضل درجات اللياقة واللباقة وأنت تتخاطب مع شريك حياتك، وتجنب التصرفات المتهورة التي لا تحمد عقباها، والتي قد تُفضي إلى نتائج سلبية أو عكسية.

ختامًا.. ينبغي على الزوجين أن يدركا جيدًا أن الله تبارك وتعالى شرّع لهما أن يكونا سكنًا لبعضهما، ولتحقيق ذلك، يتعين عليهما تبني منهج المحبة الصادقة والوفاء والإخلاص، وتعزيز ذلك بتطبيق الحلول المذكورة أعلاه، والسعي الدؤوب والمخلص لتحقيق حياة زوجية هادئة وهانئة، وبناء أسرة متماسكة واعية تقوم على الوحدة والتعاون والتآزر، وتسهم في بناء الوطن والمجتمع.

** عضو الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

أمين الفتوى: العقاب بالامتناع عن العلاقة الزوجية حرام شرعا

أكد الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن العلاقة بين الزوجين تقوم على التفاهم المتبادل والاحترام، وأن كل طرف يجب أن يكون متفهمًا لظروف الآخر.

وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء، خلال تصريح اليوم الثلاثاء، أنه إذا كانت الزوجة تمتنع عن زوجها بدون أي سبب مشروع، وكان الزوج قد قام بواجبه تجاهها في الرعاية والنفقة وحسن المعاملة، فإن هذا الامتناع يعتبر غير جائز شرعًا، بل ويعتبر حرامًا.

وأوضح أن العلة في امتناع الزوجة عن زوجها يجب أن تكون مبررة، سواء كانت بسبب مرض أو تعب جسدي أو نفسي، أو بسبب مشكلات حياتية وضغوطات قد تمر بها الزوجة، مثل مسؤوليات المنزل والأبناء، مضيفا أنه في حال كانت الزوجة تمر بظروف صعبة، يجب على الزوج أن يكون داعمًا لها ويتفهم وضعها، وفي هذه الحالة يمكن أن يكون الامتناع عن العلاقة الحميمية مبررًا.

وفي نفس السياق، تحدث عن بعض الحالات التي يواجهها الأزواج، مثل قيام الزوج بهجر زوجته لمدة طويلة، مما قد يؤثر على علاقتها الزوجية، مؤكدا أن هذا التصرف يعد محرمًا شرعًا إذا كان الزوج يهمل زوجته دون مبرر، مشيرًا إلى أن الحياة الزوجية تتطلب التعاون والرعاية المتبادلة، وأن التهديدات الزوجية مثل "سأتزوج عليك" لا تحل المشكلات وإنما تزيد من تعقيدها.

كما أكد على أن بعض الزوجات يعانين من ضغط العمل والمهام اليومية، وقد يتسبب ذلك في نقص الطاقة والاهتمام بالعلاقة الزوجية، وفي هذه الحالة يجب أن يبادر الزوج بدعمه وتقديم المساعدة لها، مشيرا إلى أنه في حال قدم الرجل كل ما يلزم من رعاية ومعاملة حسنة، وكان هناك أعباء إضافية على الزوجة، فإنه يجب على الزوج أن يكون أكثر تفهمًا.

دعا الشيخ عويضة عثمان، جميع الأزواج والزوجات إلى التفاهم والتعاون، وأن الحياة الزوجية تحتاج إلى توازن بين الحقوق والواجبات، مع مراعاة الظروف الخاصة بكل طرف، ليكون هناك انسجام وحب مستمر بين الزوجين.

مقالات مشابهة

  • البرلمان العراقي يرفض التدخلات الامريكية بشأن الخلاف حول الموازنة
  • حكومة كوردستان تجتمع مع البعثات الدبلوماسية للتباحث بشأن الخلافات بين اربيل وبغداد
  • انتهاء خلاف أسرة شكري سرحان مع عمر متولي .. إيه اللي حصل؟ خاص
  • شاب ينهي حباة عمه طعنا بسكين بسبب الخلاف على تشغيل ماتور مياه ببني سويف
  • معاريف: الخلافات تعصف بإسرائيل بسبب الصفقة المرتقبة
  • «الغندور»: جلسة جروس مع سيف الجزيري بعد عودته لمران الزمالك تزيل الخلافات
  • بـ48 ألف جنيه.. لعب أطفال تشعل نزاعاً قانونياً بين مذيعة مصرية وطليقها
  • أمين الفتوى: العقاب بالامتناع عن العلاقة الزوجية حرام شرعا
  • أمين الفتوى: العلاقة الحميمية بين الزوجين وسيلة لحفظ كرامة الإنسان
  • ما حكم استقبال الزوج لأصدقائه في بيت الزوجية؟