نهى زكريا تكتب: الاستثمار آخر حروف الأمان
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
الدارس للاقتصاد يعلم جيداً أن مصر بعد أحداث يناير وحكم الجماعة الإرهابية ، و ثوره 30 يونيو كانت علي شفا انهيار اقتصادي، وسمعت أحدهم يقول أن مصر لم تجوع أبدا، وللأسف هذه ليست حقيقة فى عام 1094 كانت (الشدة المستنصرية) وهى مجاعة حدثت بمصر نتيجة غياب مياه النيل لسبع سنين متواصلة عرفت بالعجاف نهاية عصر الخليفة الفاطمي المستنصر بالله.
وبعد ثورة 30 يونيو كانت مصر مثل المريض الذى يحتاج لجراحة بدون مخدر، وفى هذه الفترة كان الانهيار سهل، ولكن العكس ما حدث حيث قام الرئيس السيسي ببناء البنية التحتية والجيش قبل كل شيء وكأنه كان علي علم بل وعلي يقين بما سيحدث هذه الأيام لدول الجوار من أحداث أدمت قلوبنا فنحن نعلم معني الأرض والوطن ونموت ولا نخسره.
وبعد كل هذه الاحداث والمعاناة وصلنا إلى نقطة لم يكن يتوقعها أحداً من عشر سنوات، حيث اهتم الرئيس السيسي بالعقبات الأكبر حجماً ولم يبقي أمامنا إلا الاستثمار بعد أن جهزت مصر بيتها لاستقبال الاستثمارات الأجنبية و تنشيط الاستثمار بالداخل.
وفي هذا السياق أكد وزير الاستثمار المهندس حسن الخطيب دائماً على أن الحكومة تعمل على تنفيذ المزيد من الإصلاحات للسياسات المالية والنقدية والتجارية، بهدف تخفيف الأعباء والرسوم المالية التي تمثل عبئا على المستثمرين، و يتضرر رجال الأعمال من الرسوم المالية على مشاريعهم ويمكن استبدال هذه الرسوم بودائع دولارية من المستثمر لعدة سنوات يتم الاتفاق عليها بعد الدراسة و مقارنة هذه الرسوم بما سيتم كسبه من ناحية أخرى، فعند زيادة المشروعات سيكون هناك زيادة فى تشغيل الأيدى العاملة فهذه الرسوم مهما كانت عالية و تُدر مبالغ كبيرة للدولة ولكنها تُصيب الدولة بحالة جمود فى السوق مثلها مثل الضرائب العالية.
وهناك أيضا بعض المواد فى القانون مثل "الاستعلام الأمني" عن المستثمر الأجنبي، وهو ما لفت نظري إليه أحد المستثمرين عندما سالته لماذا لا تستثمر فى مصر؟ أجاب "أنا مش حرامي عشان مصر تعمل عني استعلام أمني!" فلماذا لا يتم تعديل الماده الخاصة بالاستعلام الأمني.
والأكثر من ذلك الإعلام واهتمامه بالاستثمار، فكل تصريحات وزير الاستثمار مهندس حسن الخطيب عن ما سيحدث ولم يعرض الإعلام ما حدث بالفعل علي أرض الواقع، والحقيقة أن الإعلام لا يقلّ أهمية عن القوانين فى نجاح الاستثمار، فعرض ما تم تنفيذه من مشاريع علي أرض الواقع يعطى املاً للجميع بأن الغد سيكون أفضل، والأكثر من ذلك الإعلام ضوءً قادر على محاربة الفساد والإهمال من قِبل اى متخاذل.
لماذا لا يخصص مذيعو التوك شو دقائق لعرض إنجازات الحكومة فى الاستثمار؟.
نحن لا نملك رفاهية الوقت فالأحداث تجرى بسرعة الضوء والاستثمار أصبح فرضاً إذ أنه آخر حروف الآمان .
أخيراً الاستثمار عمليه تشارك فيها الدولة بالقوانين ويشارك رجال الاعمال بمشاريعهم والشعب بعمله، لن ينجح الاستثمار بجهود الدولة وحدها.
تمر أمتنا العربية بظروف قاسية، ويجب أن نحافظ علي بلدنا بالعمل فلن تتقدم دولة بدون موافقة أبناءها.
حفظ الله أرضنا وجيشنا ورئيسنا من كل شر يُحاك لنا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الرئيس السيسي ثوره 30 يونيو الخليفة الفاطمي المستنصر بالله المزيد المزيد
إقرأ أيضاً:
شيخة الجابري تكتب: «سند السنع» في «عام المجتمع»
الكتابة للمسرح الواقعي التفاعلي من أصعب أنواع الكتابة، ذلك أنها تتم على أرض الواقع وبين جمهور متعدد الثقافات والاهتمامات، وانتقائي الذائقة يُصدر حكمه في اللحظة التي يشاهد فيها العمل على الأرض، وبالتالي، فإن على الكاتب أن يكون ذكياً عند الدخول في حالة الكتابة، وعليه الاتكاء على لغة شاسعة لا تقف عند حد التأليف وكفى، بل إن أهم عنصر يجب التركيز عليه هو التشويق، حيث ساحة العرض هي الفيصل والحكم في مثل هذه الأعمال الكبيرة، وهي الفيصل إمّا في نجاعة العمل ومقدرته على الوصول إلى الجمهور، وإما في تعثره عند نقطة البداية.
من هنا كانت تجربة الكتابة للمسرح الواقعي التي اشتغلتُ عليها مؤخراً في العمل الفني الرئيس لـ«مهرجان الحصن»، وهي مسرحية «سند السّنع» استكمالاً للتجربة الأولى التي خضتها العام المنصرم، حين كتبتُ أيضاً الأوبريت الذي كانت فكرته تدور حول عادات الزواج وطقوسه في البيئتين البرية والبحرية في أبوظبي، في حقبة ما قبل الاتحاد، ولقد أكسبتني تلك التجربة، أعني الأولى ولله الحمد، والتي اعتبرتها تحدياً كبيراً، المعرفة والخبرة الكافية لكتابة «سند السنع» هذا العام.
حين كلّفتني اللجنة المنظمة للمهرجان بالكتابة كنتُ بين حالتين، فرح مشوب بالقلق، وخوفُ مسكون بالاطمئنان، كان من المهم الربط في مثل هذه الحالة بين احتفاء الدولة بـ«عام المجتمع 2025»، وبين الرؤى والمرئيات التي وُضعت للعمل كي يحقق أهدافه التي أريدت لهُ، من حيث تقديم مادة اجتماعية قيمة ذات معانٍ ترتبط بأسس التنشئة والتربية والعادات والتقاليد، كلُّ ذلك يحمله شاب صغير تركه والده ليقوم مقامهُ ويتحمل المسؤوليات الأسرية والمجتمعية في فترة غيابه، من أجل العمل وكسب الرزق.
وتمت الكتابة، ولله الحمد، واعتُمدت النصوص التي كانت عبارة عن خمسة مشاهد كل مشهد منفصل في فكرته عن الآخر، وكان هناك اختلاف واضح عن فكرة مسرحية العام الماضي التي كانت متصلة بلا انقطاع في مشاهدها، ولذا فإن «سند السنع»، الذي تم التركيز فيه على تحقيق بعض أهداف «عام المجتمع»، قد جاء في شكل مختلف تماماً، وفي مساحة أوسع ضمن مساحة المكان المخصص للمهرجان، وكذلك بمجاميع من الممثلين والممثلات الذين برعوا في أداء أدوارهم، وفق رؤية إخراجية متمكنة وناجحة.
كل ذلك شكّل عوامل نجاح للعمل الذي ترجم في داخله أهداف «عام المجتمع»، فيما يتعلق بالترابط الأسري وتلاحم المجتمع، ورعاية الشباب وتشجيعهم والأخذ بأيديهم نحو الريادة والتميز، من هنا نقول الحمد لله على تمام العمل والشكر والتقدير الكبيرين للجنة المنظمة لأضخم مهرجان في الدولة «مهرجان الحصن».