شلقم: انقلابات الضباط في ليبيا والعراق وسوريا أدخلت المنطقة في دوامة
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
قال عبد الرحمن شلقم وزير الخارجية ومندوب ليبيا الأسبق لدى مجلس الأمن الدولي إن استيلاء ضباط من الجيش على الحكم في بعض البلدان العربية، أسس ذلك لحقبة غابت فيها السياسة الواقعية، وفق قوله.
أضاف في مقال بصحيفة الشرق الأوسط اللندنية أن “إسقاط النظام الملكي في العراق، ونظام الإمامة في اليمن، وما تلاه من الحرب في اليمن التي لعب فيها النظام المصري دوراً كبيراً، وتوالي الانقلابات في العراق وسوريا والسودان وليبيا، وهيمنة الشيوعيين على السلطة في اليمن الجنوبي، أدخل المنطقة في دوامة الاستقطاب الدولي، في عالم تشتد فيه الحرب الباردة بين الشرق والغرب” على حد تعبيره.
المصدر: صحيفة الساعة 24
إقرأ أيضاً:
بعد الأسراب.. بيض الجراد الصحراوي يهدد المحاصيل جنوبي ليبيا
يهدد غزو الجراد الصحراوي في جنوب ليبيا المحاصيل والنباتات في الواحات والمزارع في المنطقة التي تحاول إنقاذ محاصيلها بالرش المكثف، مما يزيد معاناة السكان والمزارعين.
ويعد الجراد الصحراوي من أخطر الآفات الزراعية في العالم، إذ يهاجم المحاصيل الزراعية جماعيا، ويستهلك كميات هائلة من النباتات. وتعاني ليبيا منه بشدة باعتبار أن مسارات هجرة هذه الحشرات تمر عبرها في أثناء انتقالها من مناطق الصحراء الكبرى إلى الأراضي الزراعية في شمال أفريقيا، مما يجعلها عرضة لانتشار هذا النوع من الآفات بشكل متكرر.
كما بعد "كائنا شرها" يستهلك ما يعادل وزنه يوميا. ويمكن لسرب واحد بمساحة كيلومتر مربع واحد أن يضم ما يصل إلى 80 مليون حشرة بالغة، مع قدرة على استهلاك كمية الطعام نفسها التي يستهلكها 35 ألف شخص في اليوم الواحد، بحسب منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو).
وكان رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة طالب الأجهزة المعنية التابعة لوزارة الزراعة بتوحيد جهودها لمكافحة الآفات التي تتعرض لها المساحات المزروعة والثروة الحيوانية، وإعطائها الأولوية في البرامج التنموية المعدة كافة، موجها بتقديم الدعم اللازم للجنة الوطنية لمكافحة الجراد للقيام بدورها حمايةً للمحاصيل والأمن الغذائي.
إعلان مزارعون عاجزونوفي تراغن، الواحة النائية في أقصى الجنوب، وبعد مرور أول أسراب الجراد الصحراوي، عبّر المزارعون عن معاناتهم وعجزهم.
وقال المزارع محمد أرحم جده لوكالة الصحافة الفرنسية: "أنا من المزارعين المتضررين من آفة الجراد. ظهر الجراد لدينا منذ أكثر من 25 يوما، وبعد مرور الأسراب، نعاني الآن من البيض وتفقيسه، الأمر الذي يضرنا أكثر من الجراد الذي جاء فترة وذهب. لكن آفة البيض هي الأكثر ضررا للزراعة".
وتضرر كثير من أصحاب الأراضي الزراعية في تراغن ومرزق، وهي واحة أخرى تبعد حوالى 900 كيلومتر جنوب طرابلس.
وكانت هيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الغربية، التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، حذرت من غزو أسراب الجراد لليبيا منذ بداية عام 2025، وهو ما يؤثر سلبا على إنتاج المحاصيل.
وضربت الآفة نفسها جنوب ليبيا عام 2012 عندما غزت أسراب من الجراد مدنا جنوبية مثل غدامس، على الحدود مع الجزائر، مما هدد الإنتاج الزراعي في المنطقة.
السلطات تحاوللكن السلطات في المنطقة حشدت قدراتها في إطار "حملة وطنية" لمكافحة الجراد.
وقال المتحدث الرسمي للحملة الوطنية لمكافحة الجراد الصحراوي المهدي محمد التارغي إن فرقهم تعمل على زيارة بعض المواقع الزراعية المعنية بانتشار هذه الحشرة.
وشرح أن الهدف الأساسي هو تتبّع الأطوار الحديثة وهي اليرقات، من خلال المعلومات الواردة من المواقع الزراعية والفرق المقيمة في تلك المواقع، بغرض حماية المزارعين من بيوض الجراد.
وفي صفحته على فيسبوك، أكد جهاز الشرطة الزراعية استمرار متابعة الجراد الصحراوي بوديان منطقة غات، وفي حملة مماثلة في بني وليد شمال غرب ليبيا، مشيرا إلى أنه وجد تكاثرا للجراد بشكل كبير، مما يشكل خطرا على الغطاء النباتي بهذه الأودية.
تهديد اقتصاديويشكل الجراد تهديدا كبيرا للاقتصاد الليبي، في ظل الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد.
إعلانويعتمد عديد من الليبيين على الزراعة بوصفها مصدرا رئيسيا للرزق، وقد يتسبب تدمير المحاصيل الزراعية في خسائر كبيرة لهم.
كما تساهم الزراعة في تأمين غذاء سكان البلاد، وأي تدمير في هذا القطاع يساهم بأزمة الأمن الغذائي.
يضاف إلى ذلك أن الجراد لا يكتفي بتدمير المحاصيل الزراعية فقط، بل يضر بالتنوع البيولوجي في المناطق الزراعية من خلال تهديد النباتات المحلية، مما يؤدي إلى فقدان بعض الأنواع النباتية التي تعتبر أساسية في النظام البيئي.
ولا يعرف الجراد الصحراوي حدودا جغرافية. فتمتد تهديداته المتكررة إلى تونس والجزائر والمغرب. فهذه الحشرات تتحرك وفقا للرياح والرطوبة ووفرة الغذاء، مما يجعل المنطقة كلها عرضة لغزواته في أي وقت، خاصة خلال مواسم التكاثر أو بعد هطول أمطار غزيرة في مناطق صحراوية.
وبحكم امتدادها الكبير في الصحراء، تشكل الجزائر واحدة من المناطق الأكثر عرضة لتكاثر الجراد الصحراوي. فتُستخدم المناطق الصحراوية فيها أحيانا ممرا رئيسيا للأسراب القادمة من النيجر ومالي، خاصة خلال فصلي الشتاء والربيع.
وتواجه الجزائر صعوبات كبيرة في مراقبة التحركات المبكرة للجراد، خاصة في ولايات الجنوب مثل تمنراست وأدرار، حيث يصعب الوصول إلى بعض المناطق.
ورغم أن تونس أقل عُرضة نسبيا من الجزائر، فإنها لا تَسلم من خطر الجراد عندما تكون الظروف البيئية مواتية، خاصة في المناطق الجنوبية مثل تطاوين وقبلي ومدنين.
ويعاني المزارعون في الجنوب التونسي من صعوبة التنبؤ بموجات الجراد، التي قد تظهر فجأة وتُسبب دمارا كبيرا في المحاصيل الموسمية، خصوصا الحبوب والخضراوات.
كذلك يتأثر المغرب عندما تهاجر أسراب الجراد من موريتانيا ومالي، وتتسبب في تهديد مباشر للزراعة في المناطق القريبة من جبال الأطلس والصحراء.
إعلان