ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن سيطرة مسلحين إيرانيين على ناقلات النفط في مضيق هرمز، ممر الشحن المهم للاقتصاد العالمي، أدت إلى تعزيز القوات الأمريكية في الخليج العربي، بعدما طالب حلفاء واشنطن بحماية تلك الناقلات.

وأشارت "يديعوت أحرونوت" إلى أن حلفاء واشنطن يطالبونها منذ فترة طويلة بزيادة قواتها في المنطقة، ويأخذون عليهاـ"الانسحاب من الخليج العربي".

تجاوزات إيرانية

أضافت الصحيفة الإسرائيلية، أن إيران احتجزت، في السنوات الأخيرة، سفناً في مضيق هرمز، حيث يمر حوالي خمس إمدادات النفط في العالم، وتزعم بأنها استولت على تلك السفن بسبب انتهاكها قوانين الشحن والتجارة، إلا أن المحللين وصفوا هذه الإجراءات بأنها محاولة للضغط على الغرب فيما يتعلق بالاتفاق النووي الإيراني. 

ירתיע את איראן? ארה"ב מתגברת כוחות במפרץhttps://t.co/6zQ8OUa1R7 pic.twitter.com/4W3p4pg59H

— ynet עדכוני (@ynetalerts) August 16, 2023  تعزيزات أمريكية

وبالتزامن مع تزايد عدد الهجمات على ناقلات النفط، أرسلت واشنطن الأسبوع الماضي سفينتين حربيتين إلى البحر الأحمر مع 3 آلاف جندي، كما وعدت بإرسال المزيد من الطائرات المقاتلة إلى المنطقة أيضاً.

وقال الناطق باسم الأسطول الأمريكي الخامس الذي يعمل في المنطقة، تيم هوكينز، إن خطر استيلاء إيران على السفن يمثل "تهديداً متزايداً"، وأضاف في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية: "نركز الآن على تعزيز قواتنا في مضيق هرمز ومحيطه، لضمان السلامة والاستقرار في هذا الممر الملاحي البالغ الأهمية".

ووفقاً للجيش الأمريكي،  حاولت القوات الإيرانية العام الماضي الاستيلاء على ما يقرب من 20 سفينة في الخليج العربي، وبعض المحاولات كانت ناجحة.

وأعلنت واشنطن ، في 5 يوليو (تموز)، أن قواتها أحبطت محاولتين من إيران لاحتجاز ناقلات تجارية في المياه الدولية، قبالة سواحل عمان، وفي شهري أبريل (نيسان) ومايو (أيار)، استولت إيران على ناقلتين في المياه الدولية.. من جهتها دعت الولايات المتحدة وحلفاؤها، يوم السبت الماضي، السفن التجارية إلى الابتعاد قدر الإمكان من المياه الإقليمية الإيرانية، وقال هوكينز إنه في ضوء عمليات الاستيلاء الأخيرة، فإن هذه "خطوة حكيمة".

وبحسب الصحيفة، ينضم آلاف الجنود الذين وصلوا إلى المنطقة إلى أكثر من 30 ألف جندي أمريكي موجودين بالفعل في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن واشنطن زادت، في الماضي، قواتها في الخليج، لكنها الآن تفكر في خطوات غير مسبوقة، حيث أُعلن هذا الشهر أنها قد تنشر جنوداً مسلحين على متن سفن تجارية في الخليج العربي لمنع إيران من الاستيلاء عليها، وصرح هوكينز بأن القوات الأمريكية في المنطقة قادرة على القيام بأي مهمة مطلوبة منها. 

رد إيراني

ورداً على إمكانية وضع جنود مسلحين على سفن تجارية، أعلنت إيران تسليح سفن الحرس الثوري في الخليج العربي بطائرات مسيرة وصواريخ يصل مداها إلى 1000 كيلومتر.

وجاء في تقرير مطلع الشهر الجاري أن "أنواعاً مختلفة من الطائرات المسيّرة وعدة مئات من صواريخ كروز والصواريخ الباليستية بمدى يتراوح بين 300 و1000 كيلومتر، من بين الأنظمة والمعدات أضيفت الآن إلى أسطول الحرس الثوري الإيراني".

الشبح الأمريكي

في السياق ذاته، نشر موقع "ماكو" الإسرائيلي تقريراً عن مقاتلات الشبح الأمريكية "إف 35"، وقال إنه بعد شهر من ورود أنباء عن نشرها في الشرق الأوسط، نشرت القيادة المركزية الأمريكية توثيقاً لتلك المقاتلات التي تتواجد في المنطقة لردع أنشطة إيران الضارة.

وأوضح الموقع أنه بعد زيادة قواتها في المنطقة بآلاف الجنود وسفن الصواريخ والطائرات المقاتلة المتطورة، نشرت القنوات الرسمية للقيادة المركزية للجيش الأمريكي، أمس الأربعاء، الصور الأولى لتشغيل طائرات الشبح F-35 التي تم إرسالها إلى المنطقة كإشارة مباشرة إلى الإيرانيين، وكالتزام من الولايات المتحدة تجاه المنطقة. 

המתיחות מול איראן - שתי ספינות מלחמה אמריקניות ועליהן אלפי נחתים הגיעו היום לים האדום בדרכן למפרץ הפרסי, במסגרת המאמץ להרתיע את האיראנים מלפגוע במיכליות במפרץ. הפעם שוקלים בוושינגטון להציב נחתים אמריקנים על המיכליות האזרחיות מול חופי איראן | הדיווח של @MoavVardi ב-#חדשותהערב pic.twitter.com/34bNb3JYNJ

— כאן חדשות (@kann_news) August 7, 2023  عمل ضد الروس والإيرانيين

وأشار الموقع الإسرائيلي إلى أن القوة الجوية التي دفعتها الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة إلى الشرق الأوسط لها عدة مهام، إحداها ضد الإيرانيين، والأخرى ضد الروس في سوريا.

جدير بالذكر أن التوترات بين واشنطن وطهران تتصاعد، في وقت توصلت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن والنظام في طهران إلى اتفاق، من المفترض أن يشمل إفراج طهران عن سجناء أمريكيين، مقابل إطلاق العديد من السجناء الإيرانيين، و6 مليارات دولار مُجمدة من أرباح المبيعات النفطية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني أسلحة إيرانية إيران الصواريخ الإيرانية الملف النووي الإيراني الحرس الثوري الإيراني النظام الإيراني الخليج العربي الولايات المتحدة فی الخلیج العربی فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

إيران لم تيأس بعد من نجاح مشروعها

ليس هناك ما يدعو إلى الارتياح في منطقتي الخليج والشرق الأوسط ما دام هناك أمل لدى "الجمهوريّة الإسلاميّة" في إيران بإحياء مشروعها التوسّعي في المنطقة. لم تيأس إيران من هذا المشروع الذي ليس قابلاً للحياة أصلاً. لذلك، لا نزال نراها تراهن على  إمكان إحيائه. يفرض ذلك عودة إلى السؤال الأساسي: هل تريد إيران أن تكون دولة طبيعية أم لا؟

لا يزال السؤال في الواجهة، على الرغم من كل ما حصل في غزّة وكل ما حصل في سوريا ولبنان. تغيّرت سوريا التي أثبت شعبها رفضه للمشروع الإيراني. تبيّن بكلّ بساطة أن ليس في استطاعة "الجمهوريّة الإسلاميّة" البقاء في سوريا، بل هي جسم مرفوض فيها. أما في لبنان، فقد ظهر بوضوح أنّ الخراب هو كل ما تستطيع إيران تقديمه إلى هذا البلد. لا يدلّ على ذلك أكثر من الوضع الذي يعاني منه البلد حاليا. هناك نحو أربعين قرية مدمّرة من جنوب لبنان وهناك رفض إسرائيلي للانسحاب من مواقع معيّنة في الجنوب. تبرّر إسرائيل رفضها الانسحاب برفض "حزب الله"، الذي ليس سوى أداة إيرانيّة، السماح للدولة اللبنانية بتنفيذ القرار الرقم 1701. يرفض الحزب ذلك كونه يعرف أنّ تنفيذ القرار يعني تخلّيه عن سلاحه، أي بقيامة لبنان مجددا.

يتأكّد إصرار "الجمهورية الإسلاميّة" على رفض التخلي عن مشروعها التوسعي الردّ الأخير لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. كشف الردّ رفضاً إيرانياً لأخذ العلم بما يدور في المنطقة من جهة وبفشل الحروب الإيرانية المختلفة من جهة أخرى. في الواقع، يرفض عراقجي أخذ العلم بأن بلده شكّل في الـ45 عاماً الماضية مصدر قلق لدول المنطقة كلّها بالاعتماد على إثارة الغرائز وصنع الميليشيات المذهبية التي ذهب ضحيتها لبنان والعراق وقسم من اليمن وكادت تذهب ضحيتها سوريا… لولا انقلاب الشعب السوري على الحكم العلوي وفرار بشّار الأسد إلى موسكو في الثامن من ديسمبر (كانون الأوّل) الماضي.
لا ردّ مقنعاً لدى الوزير الإيراني على الأمين العام للأمم المتحدة، خصوصاً في ظلّ الإصرار الذي تبديه "الجمهوريّة الإسلاميّة" على تطوير برنامجها النووي. الأهمّ من ذلك كلّه، أنّ عراقجي لا يدرك أن مشكلة دول المنطقة والعالم المتحضر لم تكن، فقط، مع البرنامج النووي الإيراني الذي استخدم في كلّ وقت لابتزاز دول المنطقة والعالم. المشكلة في سلوك "الجمهوريّة الإسلاميّة" التي سعت منذ اليوم الأوّل لقيامها إلى التسبب بحرب مع العراق، من منطلق مذهبي، وعملت على الاستيلاء على لبنان وتحويله إلى مجرّد مستعمرة إيرانيّة.
ليس كافياً قول عراقجي أن إيران لا تسعى إلى امتلاك السلاح النووي، وأن "المرشد" علي خامنئي يؤكّد ذلك، للردّ على غوتيريش. مثل هذا الكلام لا ينطلي على أحد في عالمنا هذا حيث لا تستطيع إيران إخفاء نشاطها في مجال تخصيب اليورانيوم..
الحاجة الإيرانيّة، قبل كلّ شيء، إلى الاستفادة من تجارب الأمس القريب والاقتناع بأنّ الاستثمار في البرنامج النووي، مثل الاستثمار في إنشاء الميليشيات المذهبية في مختلف أنحاء المنطقة، سيرتدّ على "الجمهوريّة الإسلاميّة". هذا ما حصل بالفعل. ولأنّ ذلك حصل بالفعل، يُفترض بعراقجي التمعن في ما قاله الأمين العام للأمم المتحدة في دافوس. كلّ ما قاله غوتيريش أنه "يجب على إيران أن تتخذ الخطوة الأولى لتحسين علاقاتها مع دول المنطقة والولايات المتحدة، من خلال الإظهار بأنها لا تسعى لامتلاك سلاح نووي." أضاف "الخطوة الأولى يجب أن تأتي الآن من جانب إيران، لأنه في حال عدم اتخاذها، فإننا نواجه خطر تصعيد التوترات. أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن أمله في أن "يدرك الإيرانيون أنه حان الوقت للتوضيح، بشكل نهائي، بأنهم لا يسعون إلى تطوير أسلحة نووية. وفي الوقت نفسه، يجب أن يعملوا على بناء علاقات بناءة مع بقية دول المنطقة بهدف تأسيس نظام أمني جديد يحترم استقلال جميع الدول." إضافة إلى ذلك، أشار غوتيريش إلى أن مثل هذه الخطوة "ستساهم في تمهيد الطريق أمام اندماج إيران الكامل في الاقتصاد العالمي."
ليس بالكلام وحده تستطيع إيران نفي طموحها إلى امتلاك السلاح النووي. ما لم يقله غوتيريش قاله المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي الذي أوضح، في دافوس أيضاً، أن إيران "تتقدم بسرعة كبيرة في زيادة تخصيب اليورانيوم إلى مستويات قريبة من الاستخدام العسكري."
من الواضح، من خلال رد فعل وزير الخارجية الإيراني أنّ "الجمهوريّة الإسلاميّة" ما زالت مصرّة على العيش في عالم آخر. لا يزال رهانها على أن الدفاع عن النظام في طهران يستند إلى "تصدير الثورة"، أي إلى تصدير الأزمات الداخلية إلى خارج الحدود الإيرانية، علماً أن ليس لدى إيران ما تصدّره… غير الأزمات والميليشيات. لا وجود لنموذج إيراني قابل للتصدير، خصوصاً في ضوء فشل "الجمهوريّة الإسلاميّة" اقتصادياً وحضارياً… وفي بناء علاقات ذات طابع إيجابي مع شعبها، أو شعوبها، أوّلاً، ومع جيرانها في المنطقة.
كلّ ما في الأمر أنّ إيران ترفض أن تكون دولة طبيعية وأنّ أحلام الهيمنة التي راودتها طوال سنوات بقيت أحلاماً، حتّى لا نقول أوهاماً. تحرّر لبنان من السطوة الإيرانية. لو لم يكن الأمر كذلك، لما كان لدى لبنان رئيس للجمهوريّة. كذلك تحررت سوريا. والسؤال متى سيتحرر العراق أيضاً؟ السؤال الحقيقي متى تقتنع "الجمهوريّة الإسلاميّة" بأنّ الشعارات شيء والحقيقة شيء آخر. لو كانت الشعارات والأوهام تبني دولاً، لكان الاتحاد السوفياتي لا يزال حيّاً يرزق.
إذا كان من درس يمكن استخلاصه من انهيار الاتحاد السوفياتي، فهذا الدرس يتلخص بأن الصواريخ لا تبني دولاً، وكذلك الميليشيات المذهبية، من النوع الذي رعته إيران في لبنان وغير لبنان..

مقالات مشابهة

  • اصطدام بين مروحية عسكرية وطائرة مدنية في سماء واشنطن يخلف عشرات الضحايا
  • الخليج” وOMV يناقشان خطة التعاقد لعام 2025 لتعزيز الإنتاج النفطي
  • وزارة الداخلية تستعرض بمؤتمر صحفي الإنجازات المحققة خلال العام الماضي 2024م
  • الإدارة السورية لروسيا: استعادة العلاقات تتطلب معالجة أخطاء الماضي
  • إيران لم تيأس بعد من نجاح مشروعها
  • أرعبت السكان.. ترامب يكشف حقيقة الأجسام الغريبة بعد تحليقها لشهور في سماء نيوجيرسي الأمريكية.. عاجل
  • ضحك وسخرية من ترامب.. ورد من رئيسة المكسيك على تغيير غوغل اسم الخليج إلى الأمريكي
  • الإمارات تستعرض تقريرها الثاني بشأن الميثاق العربي لحقوق الإنسان
  • الإمارات تستعرض تقريرها الوطني الثاني بشأن الميثاق العربي لحقوق الإنسان
  • ترامب: تدهور المصالح الأمريكية أصبح من الماضي