المتحف الوطني يدشن كتاب رحلتي في ظل سلاطين الحكمة
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
نظم المتحف الوطني اليوم حفل تدشين النسخة الإنجليزية من كتاب "رحلتي في ظل سلاطين الحكمة" لمؤلفه الراحل محمد غلام محي الدين بن عبد العزيز، تحت رعاية معالي السيد سعود بن هلال بن حمد البوسعيدي، محافظ مسقط، بحضور عدد من المهتمين بالشأن الثقافي.
وفي كلمة ألقاها الدكتور طارق محي الدين محمد غلام، ابن المؤلف الراحل قال: "بدأت فكرة الكتاب في عام (2016م) حيث جاءت فكرته اقتراحًا من لدن جلالة السلطان هيثم بن طارق (حفظه الله) على والدنا رحمة الله عليه بهدف توثيق حقبة حرجة من تاريخ عُمان.
وأضاف: "أن أعظم ما قام به والدنا تجاه هذا الكتاب كان رؤيتَه كجسر يوصل الأجيال الشابة إلى حجم التحديات التي واجهها قادة عُمان وأهلها خلال فترة مفصلية من تاريخها. لقد دُوّنت تلك اللحظات الآن في هذا الكتاب، على أمل أن تكون مصدر إلهامِ الأجيال القادمة".
وتخلل الحفلَ عرض مرئي يُسلط الضوء على محتويات الكتاب، الذي يوثق مذكرات المؤلف الشخصية خلال فترة عمله الممتدة من خمسينيات إلى تسعينيات القرن العشرين، متناولًا أبرز التحولات في تاريخ سلطنة عُمان، وإسهاماته الدبلوماسية خلال عمله في وزارة الخارجية.
يُعد الكتاب مذكرات توثق تاريخ سلطنة عُمان الحديث، حيث ينقلنا المؤلف في رحلة زمنية تبدأ من خمسينيات القرن العشرين وصولًا إلى السبعينيات، ليسرد حياة شخصيات بارزة وتفاصيل حياة مسقط القديمة، فضلًا عن تحليل الأحداث التاريخية الكبرى التي شكّلت عهدي السلطان سعيد بن تيمور والسلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراهما-، ورغم اختلاف الظروف الاقتصادية في فترتَيْ حكم الأب والابن، إلا أن الحكمة والصلابة والرؤية السلمية للعلاقات الدولية كانت سمات حكمهما البارزة.
تجدر الاشارة إلى أن محمد غلام محي الدين بن عبد العزيز عمل لـ 35 عامًا، حيث بدأ كاتبًا في إدارة الشؤون الخارجية في عام (1959م)، وترقى مستشارًا في وزارة الخارجية في عام (1994م)، خلال هذه المدة، حظي بفرصة العمل تحت قيادة ثلاثة سلاطين لعُمان وهم: السلطان سعيد بن تيمور والسلطان قابوس بن سعيد (طيب الله ثراهما) والسلطان هيثم بن طارق المعظم (حفظه الله ورعاه). وشغل منصب الإشراف المستقل على الشؤون الخارجية (من 1968م إلى 1971م)، ومثل سلطنة عُمان في أهم الفعاليات الدبلوماسية الدولية خلال إدارته علاقات سلطنة عُمان مع الأمم المتحدة، وأسهم في مجال القانون الدولي الإنساني وقانون البحار.
وتهدف الفعالية إلى تسليط الضوء على إسهامات المؤلف وتوثيق تاريخ سلطنة عُمان الثقافي والفكري، وإبراز دوره في تعزيز العلاقات الدولية خلال فترة مليئة بالتحولات التاريخية.
الجدير بالذكر أن هذا الكتاب يُعد وثيقة قيّمة تُبرز ملامح الحكمة والصلابة في قيادة سلطنة عُمان عبر مختلف العهود، ويمثل إضافة نوعية إلى المكتبة الثقافية العُمانية
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
المتحف الوطني في دمشق يعيد فتح أبوابه بعد الإطاحة بالأسد
أعادت المديرية العامة للآثار والمتاحف في سوريا فتح أبواب المتحف الوطني في دمشق أمس الأربعاء بعد إغلاقه مؤقتًا عشية إطاحة نظام الرئيس بشار الأسد، في إطار التدابير الاحترازية لحماية المقتنيات الثمينة خشية وقوع سرقات أو نهب استغلالا لفترة عدم الاستقرار.
وصرح المدير العام للآثار والمتاحف محمد نظير عوض لوكالة الصحافة الفرنسية قائلا "أغلقنا أبواب المتحف الحديدية بإحكام عندما لاحظنا عدم استقرار الأوضاع، وأعدنا افتتاحه اليوم بعد التنسيق مع الإدارة الجديدة التي وفرت الحماية اللازمة".
جاء هذا الإجراء عقب الأحداث الأخيرة التي شهدتها سوريا يوم 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي، حيث أدى هجوم مباغت شنّته فصائل مسلحة -على رأسها هيئة تحرير الشام- مكّنها من الوصول لأبواب دمشق، إلى فرار الأسد. وقد نتج عن ذلك حالة من الخوف لدى جنود النظام، إذ تخلى الآلاف منهم عن مواقعهم، وفر المئات من عناصر الشرطة وحماية المؤسسات الحكومية بما في ذلك حراس المتحف.
وخلت البلاد لساعات من أي حاجز أمني أو نقطة تفتيش، مما أثار حالة من الفوضى وسمح بسرقات من المصرف المركزي وبعض الوزارات والمؤسسات الحكومية، إضافة إلى احتراق المبنى المركزي لإدارة الهجرة والجوازات.
إعلانوأكد عوض أن المتحف لم يتعرض لأي اعتداءات، مضيفًا "تواصلنا مباشرة مع هيئة العمليات العسكرية القادمة من الشمال، وأرسلوا لنا مجموعة من المقاتلين الذين تولوا حماية المتحف"، وأشار إلى أن متحف دمشق يعد من أكبر المكاسب التي تم الحفاظ عليها، رغم الخسائر الكبيرة التي لحقت بمدينتي تدمر وحلب.
إجراءات حماية المتحف وإعادة افتتاحهوقد شهد المتحف إقبالًا من الزوار، حيث تجول شبان وشابات في أرجائه ملتقطين الصور ومشاركين في معرض فني. كما تجمع أعضاء من جمعية "أصدقاء المتاحف والمواقع الأثرية السورية" أمام واجهة المتحف، رافعين لافتات تؤكد على أهمية التراث الثقافي وضرورة حمايته، كتب عليها "تراثنا هويتنا" و"معا لإعادة القطع الأثرية السورية المنهوبة" و"معا لإشراك المجتمع المحلي في حماية التراث السوري".
وعبّر رئيس الجمعية إياد غانم، لوكالة الصحافة الفرنسية، عن مطالبة السلطات الجديدة والمجتمع المحلي بتحمل مسؤولياتهم تجاه حماية الآثار السورية، مشيرا إلى أن "المتحف يحوي قطعا أثرية يتجاوز عمر بعضها 10 آلاف سنة وتعاقبت عليها صراعات حضارية وثقافية وأنظمة سياسية مختلفة، وذهبت هذه الأنظمة وبقيت الحضارة السورية".
وعبر هاتفها المحمول، بدأت شاهندا البارودي (29 عاما)، الطالبة في كلية الآثار بجامعة دمشق، بثا مباشرا مع أحد أصدقائها المقيمين خارج سوريا، وهي تتجول معه افتراضيا في عدد من أقسام المتحف.
وتعبر عن ما خالجها عند دخولها المتحف للوكالة الفرنسية قائلة "عندما سقط النظام، تراءت إلى ذاكرتي مشاهد متحف بغداد بعد إطاحة صدام حسين، وخشيت ألا أرى الآثار مرة أخرى".
وتصف البارودي ارتياحها بسلامة المتحف قائلة "بكيت كثيرًا عندما دخلت إليه مرة أخرى ووجدته خاليًا من الأذى".
يُذكر أن قطاع الثقافة في سوريا قد شهد عقودًا من الركود والتراجع على الصعيدين الرسمي والخاص تحت حكم عائلة الأسد، الذي استمر لنحو 53 عامًا، بسبب الفساد والمحسوبية وسوء الإدارة، إضافة إلى انعدام الدعم وسطوة الجهاز الرقابي القمعي المفروضة على الأعمال الفنية والفكرية والأدبية.
إعلان