الفردانية في ميزان الحياة: توازن بين الذات والمجتمع
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
د. خلود بنت أحمد العبيدانية **
إذا كنت تجد نفسك تُفضل البقاء وحيدًا على التفاعل مع الآخرين، وتشعر بعدم الراحة عند المشاركة في الأنشطة الاجتماعية، وتعتمد بشكل مُفرِط على نفسك دون طلب المساعدة حتى عندما تحتاج إليها، فقد تكون تُعاني من الفردانية المُفرِطة.
قد تجد صعوبةً في التعبير عن مشاعرك أو مشاركة أفكارك مع الآخرين، وتُركز بشكل كبير على تحقيق أهدافك الشخصية دون الاهتمام بمساعدة الآخرين أو المشاركة في الأنشطة الجماعية.
لكن.. ماذا تعرف عن الفردانية؟ الفردانية هي فلسفة اجتماعية تؤكد على أهمية حقوق وحريات الفرد، وتعود جذورها إلى عصر النهضة الأوروبية وعصر التنوير. في الإسلام، يتم تحقيق توازن بين حقوق الفرد ومسؤولياته تجاه المجتمع؛ مما يُعزز التلاحم الاجتماعي والعدالة. ومع ذلك، يمكن أن تؤدي الفردانية المُفرِطة إلى العزلة الاجتماعية والهشاشة النفسية؛ حيث يشعر الأفراد بالوحدة والضغط النفسي نتيجة الاعتماد الكبير على الذات ونقص الدعم الاجتماعي. وللتغلب على هذه الآثار السلبية، من المُهم تعزيز الروابط الاجتماعية، وتطوير مهارات التواصل، والمشاركة في الأنشطة الجماعية، وطلب المُساعدة عند الحاجة.
وتحقيق التوازن بين الاستقلالية والتواصل الاجتماعي هو المفتاح لصحة نفسية جيدة. ومع ذلك الفردانية تحمل في طياتها العديد من الإيجابيات التي تُسهم في تطوير الفرد والمجتمع على حد سواء. ومن أبرز هذه الإيجابيات تعزيز الحرية الشخصية؛ حيث يتمتع الأفراد بالقدرة على اتخاذ قراراتهم الخاصة وتحديد مسار حياتهم دون تدخل غير مبرر. وهذا يعزز من شعورهم بالمسؤولية الشخصية والاستقلالية، مما يدفعهم إلى الابتكار والإبداع في مختلف المجالات. كما إن الفردانية تشجع على التنوع الثقافي والاجتماعي؛ حيث يتيح للأفراد التعبير عن آرائهم وأفكارهم بحرية، مما يثري المجتمع بتعدد وجهات النظر. وإضافة إلى ذلك، تُسهم الفردانية في تحقيق العدالة الاجتماعية من خلال التأكيد على حقوق الإنسان وحرياته الأساسية؛ مما يُعزز من احترام كرامة الفرد وقيمته في المجتمع.
ولتحقيق التوازن في الفردانية يتطلب الجمع بين الاستقلالية الشخصية والتواصل الاجتماعي الفعّال. من المهم أن يتمتع الفرد بالحرية في اتخاذ قراراته وتحديد مسار حياته، مع الحفاظ على روابط قوية مع المجتمع. يمكن تحقيق هذا التوازن من خلال تعزيز العلاقات الاجتماعية، والمشاركة في الأنشطة الجماعية، وتطوير مهارات التواصل. إلى جانب أنه يجب على الأفراد أن يكونوا مُستعدين لطلب المساعدة عند الحاجة، وتقديم الدعم للآخرين، مما يعزز من التلاحم الاجتماعي. التوازن بين حقوق الفرد ومسؤولياته تجاه المجتمع يضمن تحقيق العدالة الاجتماعية والتكافل؛ مما يؤدي إلى مجتمع متماسك وصحي نفسيًا.
** باحثة تربوية في مجال علم النفس والإرشاد، عضو المجلس الاستشاري الأسري العُماني
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
محافظ الشرقية يشهد الحفل السنوي لجمعية صناع الحياة لتنمية المجتمع
شهد المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية الحفل السنوي لجمعية صناع الحياه لتنمية المجتمع وذلك بقاعة المؤتمرات الكبري بجامعة الزقازيق في حضور الدكتور خالد الدرندلي رئيس الجامعة واللواء محسن النعماني رئيس مجلس أمناء مؤسسة صناع الحياه مصر والدكتورة جيهان يسري نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة ومحمد نعمه كُجَك السكرتير العام المساعد للمحافظة ، وأحمد حمدي عبد المتجلي وكيل وزارة التضامن الإجتماعي والدكتور محمود عبد العظيم وكيل وزارة الشباب والرياضة والدكتورة عايدة عطية مقررة المجلس القومي للمرأة بالشرقية وأحمد موسي الرئيس التنفيذي لمؤسسة صناع الحياه مصر وسيف ثروت رئيس مجلس إدارة جمعية صناع الحياه بالشرقية وممثلين عن الأوقاف والكنيسة والمتطوعين من شباب وفتيات المحافظة.
بدأت فعاليات الحفل بعزف السلام الوطني لجمهورية مصر العربية أعقبة عرض انجازات الجمعية خلال عام 2024 تحت عنوان (بطل فارق ) وإستعراض دور المتطوعين في يد مد العون للأسر الأكتر إحتياجاً ثم الإعلان عن إنطلاق حملة رمضان 2025 والمقامة تحت رعاية محافظ الشرقية لتقديم الخدمات لـ 100 ألف مستفيد على مدار شهر رمضان بمنحهم كراتين مواد غذائية وسلات وخدمات صحية اغاثية بجانب اطلاق شاحنة محملة بالمواد الغذائية والأدوية إلى أهل غزة.
ألقى المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية كلمة أعرب فيها عن سعادته للمشاركة في الحفل السنوي لجمعية صناع الحياة لتنمية المجتمع لتعزيز قيم العمل التطوعي وترسيخ مفهوم المشاركة المجتمعية مؤكداً أن العمل الأهلي يٌعد ركيزة أساسية في عملية البناء والتطوير التي تشهدها الدولة المصرية ويعبر عن ضمير المجتمع تجاه البسطاء والفئات الأقل دخلاً والأكثر احتياجاً
ثمن محافظ الشرقية الدور الحيوي والهام لجمعية صناع الحياة لتنمية المجتمع والقائمين عليها والمتطوعين من شباب وفتيات المحافظة وبعملهم الدؤوب للوصول إلى المستحقين ومد يد العون لهم وتغيير شكل حياتهم إلى الأفضل
أكد المحافظ أن محافظة الشرقية بأجهزتها التنفيذية لاتدخر جهدا في تقديم أوجه الدعم والمساندة لجميع الأسر الأولى بالرعاية بمختلف قرى ومراكز ومدن المحافظة
كما حرص المحافظ علي إرسال برقية إعتزاز وتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية لحرصة الدائم والمستمر علي الإهتمام بالإنسان وتوفير كافة احتياجاته ليحيا حياه كريمة وقال المحافظ" من أرض الشرقية نجدد عهدنا لفخامته بمواصلة العمل والبناء وبذل الجهد لتحقيق حياه أفضل للمواطنين".
ومن جانبه قدم رئيس مجلس أمناء مؤسسة صناع الحياه مصر الشكر والتقدير لمحافظ الشرقية لحرصه علي المشاركة في الحفل السنوي لجمعية صناع الحياه مؤكدا استمرار العمل جنباً إلى جنب مع الأجهزة التنفيذية بالمحافظة للتيسير عن المواطنين وتوفير احتياجاتهم من خلال تقديم كافة أوجة الدعم والرعاية الاجتماعية اللازمة لهم .
وأضاف رئيس مجلس أمناء مؤسسة صناع الحياه أن الدولة المصرية حريصة علي الإهتمام بدعم الإنسان وخاصة بعد أعلن فخامة رئيس الجمهورية أن عام 2022 هو عام المجتمع المدني مؤكداً أن المتطوعين هم أساس نجاح العمل الأهلي فقد بلغ عدد المتطوعين بالمؤسسة حتي الآن 22 ألف متطوع ونستهدف الوصول الي 30 ألف متطوع نهاية هذا العام ف قائلاً أن الرهان علي الشباب المصري هو الرهان الصحيح ومؤكداً أن التكامل بين مؤسسات الدولة هو الخيار الصحيح لمواجهة كافة أشكال التحديات التي تواجه البلاد.
حرص مجلس ادارة جمعية صناع الحياه بالشرقية على إهداء محافظ الشرقية درعاً تذكارياً تقديرا لدعمه الدائم والمستمر للعمل الأهلي بالمحافظة ولمجهوداته الملموسة علي أرض الواقع في الإرتقاء بمستوي الخدمات المؤداه للمواطنين في كافة القطاعات الخدمية والتنموية.
وفي نهاية الإحتفالية تم تكريم رئيس جامعة الزقازيق ورئيس مجلس أمناء مؤسسة صناع الحياه مصر ووكلاء وزارات التضامن الاجتماعي والشباب والرياضة والتربية والتعليم والأوقاف والأزهر والكنيسة والمجلس القومي للمرأة ومسئولي مؤسسة صناع الحياه مصر تقديراً لدور كل منهم في التعاون والتنسيق مع الجمعية للقيام بدورها التنموي والأهلي لتقديم أوجه الرعاية للفئات المستحقة.