عربي21:
2025-04-15@05:48:40 GMT

بين يدي الفتح العظيم

تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT

بعد أكثر من خمسين عامًا من الاستبداد والقهر والظلم سقط نظام آل الأسد سقوطا مدويًا والفضل يعود لتضحيات الشعب السوري العظيم الذي ناضل وكابد وقدم الغالي والنفيس على مذبح الحرية، وخاصة في السنوات الثلاثة عشر الأخيرة.

عندما أعلن الشعب السوري إرادته ورغبته في التغيير بشكل سلمي كباقي الشعوب العربية في ثورات الربيع العربي، تكالبت عليه كل ضباع الأرض وهبت قوى مجرمة لمساندة النظام فارتكبت المذابح ودمرت المدن وهجر أهلها حتى ظن البعض ان هذه الإرادة قتلت وأن الثورة أخمدت.



لكن ما حدث انقلاب في الفصول فكان الربيع الذي تبعه شتاء صاحبه عواصف وخير عميم، فدقت ساعة الصفر فاستجمع الشعب السوري إرادته من جديد فحررت المدن واحدة تلو الأخرى وتوج هذا التحرير بفتح دمشق وهروب طاغية الشام هروبًا مذلًا محملًا بجرائم لا تنسى ولا تغتفر.

عندما أعلن الشعب السوري إرادته ورغبته في التغيير بشكل سلمي كباقي الشعوب العربية في ثورات الربيع العربي، تكالبت عليه كل ضباع الأرض وهبت قوى مجرمة لمساندة النظام فارتكبت المذابح ودمرت المدن وهجر أهلها حتى ظن البعض ان هذه الإرادة قتلت وأن الثورة أخمدت.السقوط المدوي والسريع لهذا النظام أذهل العالم وصدمه فقد حاول طغاة المنطقة والطامعين بثروات البلاد طوال سنوات تدوير هذا النظام متجاهلين الضحايا من الشهداء والمفقودين وملايين المهجرين فأعيدت عضويته إلى جامعة الدول العربية وبدأت الولايات المتحدة الأمريكية تفكر في رفع العقوبات عنه، لكن الشعب السوري كان له رأي آخر حتى رفع علم الثورة السورية في معقل أعتى الداعمين لهذا النظام في موسكو وانكفأت ايران وميليشياته الطائفية ووقفت عاجزة عن إنقاذ هذا النظام.

جرائم النظام التي شاهدناها طوال سنوات من القتل والتدمير ليست كل القصة فبعد سقوط النظام بدأ "المخفي الأعظم" بالظهور للعلن شيئًا فشيئًا منها مقابر الأحياء التي خرج منها الآلاف، ومنهم من اعتقل في القرن الماضي لتنفجر الروايات المفزعة عن التعذيب والقتل والمروع، غرف حمض الأسيد وغرف خاصة تحتوي على مقاصل إعدام ومكابس لطحن الجثث وأفران لحرقها والتخلص منها.

كما صدمة العالم كان هناك الانبهار من حالة التسامح التي تحلى بها الثوار فلا ثأر من أولئك، وهم كثر من الذين طبلوا للنظام ودافعوا عن جرائمه في كل المحافل، ولا فوضى ولا نهب ولا سلب حتى وصل التسامح حدًا لا يصدق حيث تم تكليف حكومة النظام البائد بتسيير مؤسسات الدولة ريثما يتم تشكيل إطار يدير شؤون البلاد لمرحلة انتقالية.

لقد أوضح الثوار أن هذا التسامح ليس شيكًا مفتوحا على بياض فكل الذين تورطوا بدماء السوريين ونهبوا ثروات البلاد ستتم ملاحقتهم ومحاسبتهم وفق القانون وفي محاكمات علنية فهناك جرائم ومظالم لا يمكن تجاوزها ولا بد أن ينصف الضحايا ويأخذ كل ذي حق حقه.

عمل دؤوب وبخطى ثابتة وواثقة تجري عملية بناء دولة من جديد تقوم على أسس العدل والمساواة والكرامة الإنسانية بمشاركة كل أبناء الشعب السوري لا يفرقهم الاختلاف في الرأي او الانتماء أو المذهب، فهذه مرحلة تحتاج إلى تكاتف كل الجهود لتفويت الفرصة على الطامعين والمراهنين على فرقة مكونات الشعب السوري.

الكثير من العمل ينتظر الشعب السوري الذي لتوه عانق الحرية على كافة الصعد الداخلية والخارجية من أهمها تشكيل لجان مختلفة لتوثيق الجرائم التي ارتكبت طوال عقود ولجان بحث عن المفقودين ولجان لحصر الأموال التي نهبت وملاحقة ناهبيها ولجان إعمار وغيرها من اللجان والمهم في هذه المرحلة الحساسة وجود من يمثل الشعب السوري في المحافل الدولية.

يجب ألا تتغلب علينا الدهشة والمفاجأة من سرعة سقوط نظام تسلط على رقاب العباد أكثر من خمسين عامًا قدم خلالها الشعب السوري تضحيات جسام في الطريق إلى هذا الفتح العظيم فهذه حركة التاريخ وهو مليء بالقصص القديم منها والحديث التي تروى سير المستبدين وطرق زوالهم على أيدي شعوب امتلكت إرادة صلبة للتغيير فهل من معتبر؟صحيح أن كل الشعوب العربية ومعهم شعوب العالم الحر فرحين بهذا الفتح العظيم ويتوقون إلى تذوق ما ذاقه الشعب السوري إلا أن الحاقدين والمتربصين وعلى وجه الخصوص الأنظمة الديكتاتورية المحيطة وحليفتهم إسرائيل لن يتركوا الشعب السوري وشأنه فما حدث تعتبره إسرائيل تهديدا لوجودها وطغاة العرب يعتبرونه تهديدا لعروشهم.

إسرائيل منذ اللحظة الأولى أعلنت أن اتفاقية وقف إطلاق النار مع الدولة السورية أصبحت لاغية وتوغلت في الأراضي السورية وسيطرت على مناطق عازلة ونفذت عشرات الضربات الجوية لتدمير مقدرات الشعب السوري بذريعة تدمير أسلحه استراتيجي حتى لا تقع في أيدي قوات المعارضة.

هذه الضربات تتم بمباركة النظام العربي الرسمي وما يؤكد ذلك صمت القبور الذي يلوذون به فقد ساءهم سقوط نظام المجرم الذي حاولوا تدويره على مدار سنوات لكن أسقط في أيديهم فلم يجدوا إلا إسرائيل للضغط على قوى الثورة بالحديد والنار لجرها إلى مستنقع أجندات الفساد والتطبيع.

يجب ألا تتغلب علينا الدهشة والمفاجأة من سرعة سقوط نظام تسلط على رقاب العباد أكثر من خمسين عامًا قدم خلالها الشعب السوري تضحيات جسام في الطريق إلى هذا الفتح العظيم فهذه حركة التاريخ وهو مليء بالقصص القديم منها والحديث التي تروى سير المستبدين وطرق زوالهم على أيدي شعوب امتلكت إرادة صلبة للتغيير فهل من معتبر؟

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه رأي سوريا سياسة رأي تحولات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشعب السوری هذا النظام

إقرأ أيضاً:

إزالة الحواجز الإسمنتية التي وضعها النظام البائد أمام مبنى أمن الدولة في حي المحافظة بمدينة حلب وفتح الطرقات المحيطة لتسهيل حركة مرور الآليات

2025-04-13Belalسابق خدمات اجتماعية وصحية في حمص للمحررين من سجون النظام البائدالتالي وزير الاقتصاد والصناعة و بحضور المحافظ يلتقي عدداً من التجار والصناعيين في غرفة صناعة حلب انظر ايضاً وزير الاقتصاد والصناعة و بحضور المحافظ يلتقي عدداً من التجار والصناعيين في غرفة صناعة حلب

حلب-سانا التقى وزير الاقتصاد والصناعة السيد محمد نضال الشعار عدداً من التجار والصناعيين في غرفة …

آخر الأخبار 2025-04-13وزير الاقتصاد والصناعة و بحضور المحافظ يلتقي عدداً من التجار والصناعيين في غرفة صناعة حلب 2025-04-13خدمات اجتماعية وصحية في حمص للمحررين من سجون النظام البائد 2025-04-13إصابة طفلين بجروح خطرة جراء انفجار لغم في ريف إدلب الشرقي 2025-04-13اتحاد الصحفيين يبحث تطوير عمله وتحسين واقع الإعلاميين في السويداء 2025-04-13الرئيس الشرع يصل والوفد المرافق إلى الإمارات العربية المتحدة 2025-04-13مجلس مدينة درعا يواصل حملة إزالة البسطات العشوائية 2025-04-13مدير مديرية أمن دمشق: داهمت وحداتنا موقعاً تتحصن فيه مجموعة خارجة عن القانون في منطقة مساكن برزة بدمشق وتم القبض على عدد من المطلوبين 2025-04-13وزير السياحة يبحث مع القائم بأعمال السفارة الإسبانية التعاون ‏السياحي بين البلدين 2025-04-13الوزير الشعار ومحافظ حلب يطلعان على واقع مدينة الشيخ نجار الصناعية 2025-04-13جمعية أصدقاء مرضى السرطان بالسويداء تخدم 155 مريضاً خلال ثلاثة أشهر

صور من سورية منوعات أول سماعة طبية رقمية في اليابان تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل نبضات القلب 2025-04-10 أول دراسة سريرية بالعالم… زراعة الخلايا الجذعية تحسن الوظائف الحركية لمرضى الشلل 2025-03-26فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • وزير العدل السوري يؤكد ضرورة محاسبة كل من أجرم بحق الشعب
  • بهتشلي يفتح النار على حزب الشعب الجمهوي: سياسة الوقاحة والجهل التي يقودها أوزغور أوزيل ستنهار قريباً
  • وزير العدل: ضرورة محاسبة كل من أجرم بحق الشعب السوري بمن فيهم ‏القضاة
  • وزيرة الشؤون الاجتماعية تبحث مع وزيرة التنمية والأسرة القطرية تعزيز التعاون لدعم الشعب السوري
  • الرئيس الاماراتي محمد بن زايد يؤكد خلال استقباله أحمد الشرع دعم الإمارات كل ما يحقق تطلعات الشعب السوري
  • رئيس الدولة يؤكد خلال استقباله أحمد الشرع دعم الإمارات كل ما يحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق نحو الاستقرار والتنمية
  • محمد بن زايد خلال استقباله أحمد الشرع: ندعم كل ما يحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق
  • إزالة الحواجز الإسمنتية التي وضعها النظام البائد أمام مبنى أمن الدولة في حي المحافظة بمدينة حلب وفتح الطرقات المحيطة لتسهيل حركة مرور الآليات
  • وزير صحة الخرطوم يقف على حجم الدمار الكبير والتخريب الذي الحقته المليشيا المتمردة بمستشفى بن سينا
  • قطر تشدد على أهمية تحقيق تطلعات الشعب السوري في الأمن والاستقرار