شاهد| استمرار البحث عن المعتقلين في سجون سوريا
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
تتواصل في سوريا اليوم الإثنين، عمليات بحث مكثّفة عن معتقلين في زنزانات تحت الأرض في سجن صيدنايا، أكبر السجون السورية الذي تفيد منظمات غير حكومية بتعرّض المساجين فيه للتعذيب، بينما تستمرّ الاحتفالات في دمشق بسقوط حكم بشار الأسد في أعقاب هجوم خاطف نفّذته فصائل المعارضة.
وغداة نقطة تحوّل تاريخية مع انتهاء حكم عائلة الأسد الذي امتدّ أكثر من نصف قرن في سوريا، أرسلت منظمة "الخوذ البيضاء" فرق طوارئ إلى سجن صيدنايا الواقع على بعد ثلاثين كيلومتراً من دمشق، "للبحث عن أقبية سرية داخله يُتوقع وجود معتقلين فيها".
وقالت المنظمة إنّ الوحدات التي أرسلتها "تضم فريق بحث وإنقاذ وفريقاً لنقب الجدران وفريقاً لفتح الأبواب الحديدية وفريق كلاب مدربة، وفريق إسعاف".
في وسط دمشق، استمرّ السوريون في التدفّق إلى ساحة الأمويين بعد رفع حظر التجوّل الليلي الذي فرضته فصائل المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام، بعد سيطرتها على العاصمة، الأحد.
وقالت ريم رمضان وهي موظفة في وزارة المالية من ساحة الأمويين: "شعورنا لا يوصف لأننا لم نكن نتخيّل في يوم من الأيام أن نتخلّص من هذا الكابوس، نشعر أنّنا ولدنا مجدداً".
وعلى وقع إطلاق النار احتفالاً وأصوات أبواق السيارات، أضافت رمضان لوكالة فرانس برس "على مدى 55 عاماً، كنّا نخاف أن نقول أي كلمة حتى في البيت، كنّا نخفض صوتنا إذا أردنا التحدّث عنه (الأسد)، كنّا نقول إنّ الجدران لها أذنان. لا يمكن تصديق ما حصل، هل يا ترى هذا حلم؟".
ذكرت وكالات أنباء روسية أن الأسد الذي حكم سوريا بيد من حديد طيلة 24 عاماً، اتجه إلى موسكو مع عائلته بعد فراره من البلاد في مواجهة الهجوم الخاطف الذي بدأته فصائل المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام المعارضة في 27 نوفمبر (تشرين الثاني)، غير أنّ الكرملين رفض تأكيد وجوده على الأراضي الروسية.
من تركيا المجاورة أيضاً تدفّق الكثير من السوريين العائدين إلى بلدهم عبر بوابة جيلفي غوزو الحدودية. وقال حمد محمود الذي جاء من إسطنبول حيث عمل في مطعم، "أنتظر هذه اللحظة منذ 14 عاماً، كنت أريد أصبح طياراً، اضطُررت للتخلّي عن كلّ شيء. كنّا نواجه المجرمين كلهم، الأسد والروس والإيرانيين".
ويعدّ الهجوم الذي شهدته سوريا غير مسبوق باتساع نطاقه منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة للرئيس بشار الأسد في العام 2011 والتي قمعتها السلطات بعنف، قبل أن تتحول إلى نزاع دامٍ أسفر عن مقتل مئات الآلاف وتهجير الملايين، وتسبب بدمار واسع.
وخلال تقدم الفصائل من معقلها في محافظة إدلب شمال غرب البلاد، أعلنت إطلاق سراح عدد من السجناء "المحتجزين ظلماً" في عدد من السجون الحكومية.
وبعد ساعات من الإطاحة بحكم الأسد، وصل قائد هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني إلى الجامع الأموي في دمشق، حيث أشاد بالنصر "التاريخي".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الأسد سوريا سقوط الأسد الحرب في سوريا بشار الأسد
إقرأ أيضاً:
لماذا تتردد واشنطن في رفع العقوبات عن سوريا بعد سقوط الأسد؟
وقال كبير مسؤولي مكتب شؤون الشرق الأدنى بوزارة الخارجية الأميركية تيم ليندركينغ إن "هناك عقوبات فرضناها على سوريا وقيادتها، وهذه العقوبات لن ترفع بين عشية وضحاها، لن نتعجل كما فعلت بعض البلدان".
وفي حديثه لحلقة (2025/5/1) من برنامج "من واشنطن"، أضاف ليندركينغ "نرى لدى بعض شركائنا تعطشا لإعادة فتح السفارات ورفع الأعلام، لكننا ببساطة لم نصل بعد إلى تلك المرحلة، ونتبع نهجا حذرا في التعامل".
وعلى النقيض من الموقف الأميركي، أعلنت بريطانيا مؤخرا إزالة 12 كيانا سوريا إضافيا من قائمة العقوبات، شملت مؤسسات سيادية مهمة، مثل وزارتي الداخلية والدفاع، وعدة أجهزة أمنية واستخباراتية كانت تعتبر سيئة السمعة خلال حكم عائلة الأسد.
ولم يكن هذا الإجراء البريطاني الأول من نوعه، إذ سبقه إعلان في مارس/آذار الماضي برفع العقوبات عن 24 كيانا سوريا آخر، تمثل قطاعات حيوية كالنقل والطاقة والتعامل المالي، وعلى رأسها المصرف المركزي السوري.
تباين مواقف
وبشأن هذا التباين في المواقف، أوضح مراسل الجزيرة في لندن محمد المدهون، أن وزراء الحكومة البريطانية عبروا بوضوح عن قناعتهم بأن استقرار سوريا يمثل مصلحة بريطانية مباشرة، وأن رفع الكيانات السورية من قائمة العقوبات يستهدف تحقيق هذا الاستقرار الإقليمي وتعزيز الأمن القومي البريطاني.
إعلانوفي تحليلها للموقف الأميركي، كشفت مساعدة وزير الخارجية الأميركية السابقة لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، وجود انقسام حاد في الرؤى داخل الإدارة الحالية بشأن التعامل مع سوريا.
وأكدت ليف -في حديثها لـ"من واشنطن"- أن "لأميركا مصلحة في استقرار سوريا"، موضحة أن الخلاف داخل الإدارة الأميركية يدور بين تيارين:
التيار الأول يرى الرئيس أحمد الشرع "إرهابيا" جاء مع "مجموعة إرهابيين"، وأنه لم ولن يتغير. التيار الثاني يدعو إلى اختبار هذه الفرضية والانفتاح على التعامل مع الوضع الجديد.
رؤية الجالية السورية
بدوره، قدم رئيس الشؤون السياسية في المجلس السوري الأميركي، محمد غانم، رؤية من داخل الجالية السورية الأميركية، مشيرا إلى أن الحكومة السورية حققت تقدما ملموسا في تلبية الشروط الأميركية.
وأقر غانم بأن الجانب الأميركي لا يزال ينظر بريبة وشك كبيرين تجاه بعض الشخصيات في النظام الجديد، "لا بسبب سلوكه، لكن بسبب الماضي".
وكشف عن تطور إيجابي في المفاوضات، إذ أشار إلى أن المسؤولين الأميركيين الذي يتولون الملف السوري يدركون أهمية دمشق الإقليمية، وأن المقترح الحالي على طاولة المفاوضات يتمحور حول "تعليق للعقوبات لفترة طويلة" بدلا من النهج السابق القائم على "مقاربة الخطوة بخطوة".
وتصدر مطلب الكشف عن مصير مواطنين أميركيين اختفوا في سوريا قائمة الأولويات في الشروط الأميركية لرفع العقوبات، خصوصا الصحفي أوستن تايس الذي اختفى عام 2012 في أثناء تغطيته للأحداث هناك.
وفي هذا السياق، استضافت الحلقة ديبرا (والدة تايس) التي عبرت عن ثقتها "الكاملة والقوية" بإدارة الرئيس دونالد ترامب، مشيرة إلى أنها تعتقد أن الرئيس ترامب يشعر بأن إعادة أوستن إلى الوطن أمر مهم.
الصادق البديري1/5/2025