من بن علي إلى بشار.. أبرز الرؤساء الذين خلعتهم الثورات
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
شهدت البلاد العربية والإسلامية عبر التاريخ عددا من الثورات والاحتجاجات، أبرزها ثورات الربيع العربي التي أشعلت تونس شرارتها عام 2011 وانتهت بإسقاط رئيسها زين العابدين بن علي، واستطاعت ثورات أخرى الإطاحة برؤساء وأنظمة حكم استمرت عقودا طويلة، منها الثورة السورية التي استمرت نحو 14 عاما، وأنهت حكم آل الأسد الذي استمر لأكثر من 60 عاما.
بشار الأسد سياسي وعسكري حكم سوريا عام 2000 بعد وفاة والده حافظ الأسد في العاشر من يونيو/حزيران من العام ذاته، وأجريت من أجل تعيينه تعديلات دستورية في زمن قياسي اعتُبرت الأسرع في البلاد، فأصبح بذلك أول رئيس عربي يخلف والده في الحكم بدولة نظامها جمهوري.
طالبت المعارضة السورية الأسد ألا ينهج نهج أبيه في الحكم، ونادت بإصلاحات سياسية واقتصادية، فبدأ نظام الأسد فورا شن سلسلة من الاعتقالات الواسعة، وقمع المعارضة وشدد الرقابة على المواطنين، واتسعت رقعة ممارسات أجهزة الاستخبارات السورية في الخارج، فتأزمت علاقات البلاد مع بعض الدول، أبرزها أميركا ولبنان.
وتأثر الشعب السوري بعد اندلاع ثورات الربيع العربي عام 2011 في تونس ومصر وليبيا واليمن، فانطلقت مظاهرات احتجاجية في 15 مارس/آذار من العام ذاته من العاصمة دمشق ومدن أخرى، وطالب الثوار بالحرية والإصلاح السياسي والتغيير.
رد الأسد على المظاهرات السلمية بالرصاص الحي، واعتقل المتظاهرين والناشطين، فتدهور الوضع الأمني بالبلاد، ثم لجأ الرئيس السوري إلى الدعم الخارجي لقمع الثورة، فحمل الثوار السلاح، وطالبوا بإسقاط النظام السوري، فدخلت البلاد بعدها في حرب سقط فيها مئات الآلاف من القتلى والجرحى.
إعلانوبعد مرور نحو 14 عاما على الحرب التي تدخلت فيها أطراف خارجية عدة، استطاعت المعارضة السورية إسقاط حكم آل الأسد الذي استمر أكثر من 60 عاما، عقب إطلاقها عملية "ردع العدوان" في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، وفي اليوم الـ11 كانت قد دخلت العاصمة دمشق.
وأعلنت المعارضة يومها السيطرة على مبنى الإذاعة والتلفزيون والقصر الجمهوري وإسقاط نظام الأسد، وذكرت وسائل إعلام غربية أن الأسد غادر البلاد وأسرته، في حين أعلنت روسيا أن الرئيس المخلوع استقال من منصبه.
عمر البشير وصل إلى الحكم بانقلاب عسكري واستمر في حكم السودان 30 عاما (غيتي) عمر البشيرعمر البشير عسكري سوداني، وصل إلى الحكم بانقلاب عسكري أطاح بحكومة رئيس الوزراء الصادق المهدي في 30 يونيو/حزيران 1989، وظلّ بمنصبه 30 عاما شهد فيه السودان تقلبات أمنية وسياسية داخلية وخارجية.
اتهمته المحكمة الجنائية الدولية إلى جانب آخرين عام 2008، بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في الحرب التي دارت بإقليم دارفور ضد حركات مسلحة، وأصدرت بحقه مذكرة اعتقال بعد تحميله مسؤولية مقتل أكثر من 30 ألف شخص في هجمات شنتها القوات السودانية ومليشيات "الجنجويد" التي دعمتها حكومة البشير آنذاك.
واندلعت في 19 ديسمبر/كانون الأول 2018 احتجاجات ضد سياسات الحكومة بسبب تدهور الوضع الاقتصادي للبلاد، إذ ارتفعت أسعار الوقود والمواد الاستهلاكية وندرت، وانخفضت السيولة المالية في البلاد.
وقمعت قوات الشرطة السودانية المتظاهرين، واستخدمت ضدهم الرصاص الحي والغاز المدمع، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، فبدأ الثوار يطالبون بسقوط البشير ونظامه.
وفي السادس من أبريل/نيسان 2019، تمكن المحتجون من الوصول إلى موقع القيادة العامة للجيش السوداني، والاعتصام أمامه مطالبين الجيش بالانحياز لإرادة الشعب.
وفي صباح اليوم الـ11 من الشهر ذاته، أعلن المجلس العسكري الذي قاده وزير الدفاع حينذاك عوض بن عوف؛ عزل البشير وفرض حالة الطوارئ وتعطيل العمل بالدستور، لكن بن عوف تنازل عن منصبه بعد يومين، وسلم رئاسة البلاد للفريق عبد الفتاح البرهان.
علي عبد الله صالح تنحى عن الرئاسة في 27 فبراير/شباط 2012 بعد 33 عاما من حكم اليمن (غيتي) علي عبد الله صالحعلي عبد الله صالح سياسي وعسكري يمني، حكم اليمن الشمالي عام 1979، وتعرّض لمحاولة انقلاب عامها لكنها لم تنجح، فقرر الاعتماد بعدها على مقربين منه لإدارة الجيش والمؤسسات الأمنية، وأسند إليهم الوظائف المهمة في الدولة.
وبعد إعلان الوحدة اليمنية عام 1990 ترأس صالح اليمن، إلا أن الأوضاع لم تكن مستقرة في البلاد، وحدثت توترات عسكرية جنوب اليمن وشماله، ثم دخلت البلاد في حرب شاملة انتصرت فيها قوات سُميت "شرعية" بقيادة صالح، وفي 1999 أصبح أول رئيس ينتخبه الشعب اليمني بشكل مباشر.
ومع تصاعد التوترات في اليمن، خرج أهل اليمن للتظاهر مطلع عام 2011، واعتصموا في مختلف مدن البلاد متأثرين بموجة الثورات التي انطلقت في بلاد عربية حينذاك، وطالب المتظاهرون بإسقاط صالح ونظامه.
إعلانوفي 3 يونيو/حزيران 2011، تعرض صالح لمحاولة اغتيال أصيب فيها إصابات بالغة، ونقل على أثرها إلى السعودية لتلقي العلاج، ثم عاد إلى اليمن، ووقع اتفاقية برعاية مجلس التعاون الخليجي وجهات أخرى لنقل السلطة إلى نائبه عبد ربه منصور هادي، والحصول على حصانة من الملاحقة.
وتنحى صالح عن الرئاسة في 27 فبراير/شباط 2012، بعد 33 عاما من حكم البلاد؛ ثلثها كان يحكم فيها اليمن الشمالي وحده، ليقتل أخيرا يوم 4 ديسمبر/كانون الأول 2017 بعد اشتباكات بين الحوثيين وموالين له.
معمر القذافي وصل إلى السلطة بانقلاب عسكري وحكم ليبيا 42 عاما (غيتي) معمر القذافيمعمر القذافي عسكري وسياسي ليبي، وصل إلى السلطة بانقلاب عسكري على إدريس السنوسي ملك المملكة الليبية آنذاك عام 1969، وأعلن قيام الجمهورية في ليبيا التي تحول اسمها لاحقا إلى الجماهيرية.
وعُرف عن القذافي ارتباطه القوي بالرئيس المصري جمال عبد الناصر، ودعواته القوية للوحدة العربية، حتى إنه كان من المتحمسين للوحدة الاندماجية مع جيرانه العرب مثل مصر وتونس.
وتوترت العلاقة بينه وبين الدول الغربية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، بسبب تصريحاته ومواقفه ونشاطاته التي اعتبرتها القوى الغربية معادية لها وداعمة "للإرهاب الدولي".
وحكم القذافي البلاد لعقود، واتُّهِم فيها أفراد عائلته بالفساد وإهدار مقدرات البلاد وكبت الحريات، وأدت هذه التراكمات إلى اندلاع الثورة الليبية في 17 فبراير/شباط 2011، وطالبوا الثوار برحيل القذافي ونظامه، وإقامة نظام ديمقراطي تعددي.
وسرعان ما تحولت الاحتجاجات إلى مواجهات مسلحة بين المحتجين وكتائب القذافي التي اتهمت بقتل آلاف المدنيين، ورفض الرئيس كل الدعوات التي طالبته بالتخلي عن الحكم وأصر على تمسكه بالسلطة، متهما الثوار بالخيانة والعمالة للغرب.
وبعد أشهر من اندلاع الثورة، قتل القذافي في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2011 في مسقط رأسه بمدينة سرت، حيث ألقي القبض عليه من ثوار مدينة مصراتة إثر قصف موكبه الذي كان يحاول الخروج من سرت.
زين العابدين بن علي وصل إلى السلطة في تونس بانقلاب على الحبيب بورقيبة وحكم البلاد 24 عاما (الأوروبية) زين العابدين بن عليزين العابدين بن علي سياسي حكم تونس في السابع من نوفمبر/تشرين الثاني 1987 بعد انقلابه على الرئيس حبيب بورقيبة الذي كان مريضا، فأعلن نفسه رئيسا للبلاد بدعوى عجز بورقيبة عن الاضطلاع بمهامه الرئاسية.
إعلانأرسى بن علي نظاما عُرف بالسلطوي والقمعي، واتهم بالفساد واستغلال النفوذ في انتخابات عامي 1989 و1994، لكن شرارة الثورة التونسية أشعلها الشاب محمد البوعزيزي الذي حرق نفسه في 17 ديسمبر/كانون الأول 2010 احتجاجا على إهانة كرامته من طرف شرطية تونسية، فخرج التونسيون يطالبون برحيل بن علي.
وفي 14 يناير/كانون الثاني 2011، وبعد أسابيع من اندلاع الثورة، هرب بن علي من البلاد، وبقي في المنفى حتى وفاته في 19 سبتمبر/أيول 2019.
حسني مبارك تنحى عن الحكم في 11 فبراير/شباط 2011 (غيتي) حسني مباركحسني مبارك عسكري مصري، تولى رئاسة مصر عقب اغتيال الرئيس محمد أنور السادات في أكتوبر/تشرين الأول 1981، أثناء عرض عسكري، ورشح لرئاسة البلاد باستفتاء شعبي، وأعيد انتخابه مرات عدة.
وشارك في فترة حكم السادات في مباحثات كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل وانتهت بتوقيع الاتفاقية عام 1978، واستطاعت مصر في عهد مبارك استرجاع أراضيها في شبه جزيرة سيناء بما في ذلك منطقة طابا عام 1989.
وفي 25 يناير/كانون الثاني 2011، اندلعت الثورة في البلاد بسبب تردي الأوضاع المعيشية للسكان الذين طالبوا بالعيش الكريم والعدالة الاجتماعية والحرية، واستمر الحراك 18 يوما، لينتهي بإعلان الرئيس مبارك تنحيه عن الحكم في 11 فبراير/شباط من العام ذاته، وتولي المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية مقاليد الحكم حتى 30 يونيو/حزيران 2012.
وقُدم مبارك للمحاكمة بتهم تتعلق بقتل المتظاهرين في الثورة، وقضت المحكمة بمعاقبته بالسجن المؤبد، وظلّ في السجن حتى تبرئته عام 2017 من معظم التهم، فخرج من السجن حتى وفاته في 25 فبراير/شباط 2020 بعد معاناة مع المرض.
محمد رضا بهلوي تقلد حكم إيران عام 1941 بعد تنازل والده له وبقي في الحكم 38 عاما (غيتي) الشاه محمد رضا بهلويمحمد رضا بهلوي عسكري إيراني، اعتلى عرش إيران بعد تنازل والده له في 16 سبتمبر/أيلول 1941، ولقب بالشاه محمد رضا. نجا من محاولة اغتيال عام 1949 على يد أحد أعضاء حزب توده اليساري.
إعلانوفي أوائل خمسينيات القرن الـ20، نشب خلاف بين بهلوي ومحمد مصدق أحد أبرز القوميين الإيرانيين والقادة السياسيين في البلاد، فقرر بهلوي الفرار من إيران، ثم عاد لاحقا وأطلق برنامجه الإصلاحي الذي عرف بـ"الثورة البيضاء" عام 1963 بالتعاون مع الولايات المتحدة.
ووجد برنامجه انتقادات واسعة لا سيما من علماء الدين الإيرانيين الذين اتهموه بالتعاون مع الغرب، وتعالت الأصوات الرافضة لبرنامجه، لكن الشاه واجه الانتقادات بتشديد الإجراءات القمعية.
وفي عام 1979، اندلعت الثورة الإيرانية التي نادت بعودة آية الله الخميني الذي كان في المنفى. وفي 16 يناير/كانون الثاني من العام ذاته فرّ بهلوي خارج البلاد، وتوفي في مصر عام 1980.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات بانقلاب عسکری یونیو حزیران فبرایر شباط فی البلاد محمد رضا وصل إلى
إقرأ أيضاً:
نجل رئيس وزراء سوري سابق يكشف جرائم بشار الأسد قبل توليه السلطة
قلما يتم تسليط الضوء على الجرائم التي ارتكبها بشار الأسد قبل أن يتولى رئاسة سوريا خلفا لوالده، رغم كونها جزءا مهما من تاريخ النظام السوري المخلوع، وهو ما تطرق إليه مفلح الزعبي، نجل رئيس الوزراء السوري الأسبق محمود الزعبي.
وكشف مفلح الزعبي في مقابلة مع "تلفزيون سوريا" عن تفاصيل صادمة تكشف عن دور بشار في التدخل في شؤون الدولة، بدءا من التلاعب بصحة والده حافظ الأسد وصولًا إلى تورطه في اغتيال رئيس الوزراء آنذاك.
وقال الزعبي إن بشار الأسد كان له دور مباشر في تدهور صحة والده في أواخر التسعينات، حيث كان يتدخل في مواعيد وطرق إعطاء الأدوية، بهدف تعزيز سيطرته على مفاصل السلطة في سوريا.
وأوضح الزعبي أن حافظ الأسد بدأ يعاني من مرض عصبي وزهايمر بين عامي 1998 و1999، وكان بحاجة إلى أدوية للحفاظ على توازنه النفسي والقدرة على التواصل.
وفي حادثة لافتة، أشار الزعبي إلى أنه سمع بالصدفة مكالمة هاتفية بين والده رئيس الوزراء الأسبق وحافظ الأسد، حيث بدا واضحا تدهور حالة الأخير العقلية. فقد فوجئ الزعبي بسؤال حافظ الأسد: "من أنت؟"، وعندما أجاب قائلا "أنا رئيس وزرائك محمود"، سأل حافظ الأسد مجددا "من محمود؟" و"لماذا اتصلت بي؟ مع من أتحدث؟".
وفي تطور خطير، أضاف مفلح الزعبي أن بشار الأسد كان يتدخل في مواعيد وطريقة إعطاء الأدوية لوالده بهدف زيادة تدهور حالته الصحية. ولفت إلى أن الهدف من هذا التدخل كان تمكين بشار من السيطرة على مفاصل السلطة في سوريا.
وبتدهور صحة حافظ الأسد، أصبح بشار قادرا على التدخل في التعيينات السياسية والصفقات التي كان رئيس الوزراء الزعبي يعارضها، وفقا لمفلح الزعبي.
وشدد الزعبي خلال اللقاء على أن اتهاماته لبشار الأسد ليست بدافع الانتقام، موضحا أنه انتظر 24 عاما للكشف عن هذه الحقائق. وأضاف أن بشار كان شخصا صعب التعامل معه، وكان يهدد الآخرين باستمرار، حتى في غياب الإعلام، وكان يكذب حتى على والده.
وفي ما يتعلق بالصراع بين بشار الأسد ورئيس الوزراء محمود الزعبي، أشار مفلح الزعبي إلى أن قضايا النفط وتعيينات الوزراء كانت من الأسباب الرئيسية لهذا الصراع.
وقال الزعبي إن هذا الصراع انتهى بالاغتيال الفعلي لرئيس الوزراء السوري الأسبق، وليس انتحاره كما ادعى إعلام النظام السوري.
وأضاف أن والده قد تلقى تحذيرا من ضابط كبير متنكر، نصحه بالهروب من سوريا نظرا للمخطط الذي كان يهدف إلى التخلص منه، إلا أن الزعبي رفض مغادرة وطنه.
وبعد مقتل الزعبي في منزله بضاحية دمر بالعاصمة دمشق في أيار /مايو عام 2000، تلاه وفاة حافظ الأسد في حزيران /يونيو من العام ذاته.
ورغم أن النظام أعلن أن وفاة الزعبي كانت نتيجة انتحار، إلا أن الشكوك لا تزال تحيط بهذا الملف بسبب تاريخ النظام المخلوع في تنفيذ عمليات الاغتيالات، فضلا عن أن الزعبي كان أحد أبرز الشخصيات في نظام حافظ الأسد، حيث شغل منصب رئيس الوزراء لمدة 13 عاما متواصلة.