مع اقتراب دخول العدوان الإسرائيلي على غزة شهره الخامس عشر، تزداد الإحباطات الإسرائيلية من النتائج المتحققة حتى اليوم، لاسيما عدم إعادة الأسرى، مما يؤكد بطلان الفرضيات التي تحدثت أن وجود الإسرائيليين على هذه الأرض مضمون وآمن.

ودليل هذه الفرضية، أن استمرار العدوان كل هذه الفترة، يعني انجرار الدولة إلى مواجهة شاملة لم تكن مرغوبة، ومعاكسة لسياسة الاحتواء التي تبنتهت كاستراتيجية ضد المقاومة في غزة ولبنان.



الجنرال آفي مزراحي قائد المنطقة الوسطى بجيش الاحتلال، وقائد الذراع البرية، أكد أن "استمرار حرب غزة كل هذه الفترة الطويلة يعني أن دولة الاحتلال وقعت في عدة فرضيات خاطئة، أولها أنها اعتقدت خطأً أنها ستعرف كيفية السيطرة عليها من وجهة نظر استخباراتية وردعية، بل إن وزير الحرب الأسبق موشيه يعلون أعلن ذات مرة أن صواريخ حماس وحزب الله ستصدأ في مخازنها قبل استخدامها ضد الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وأثبتت الحرب بطلان هذه الفرضية".

وأضاف في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21" أن "الفرضية الثانية الخاطئة التي كشفتها حرب غزة أنها أفشلت سياسة الاحتلال في التمييز بين الضفة الغربية والقطاع، والفرضية الثالثة الاعتقاد الخاطئ أن قوى المقاومة لا تهدد وجود الاحتلال ذاته، وبالتالي يمكن السماح في أي وقت باندلاع حرب، وفتح جبهة عسكرية ضد أي واحدة منها، دون أن ندرك حجم الضرر الذي سيلحق به".

وأشار أن "الفرضية الرابعة الخاطئة تتمثل في عدم وجود اتفاق إسرائيلي واسع النطاق للحرب ضد غزة ولبنان، على اعتبار أنه ليس مناسبا أبداً بدء الحرب فيما الشمال مزدهر، والفنادق ممتلئة بالسياح، وموسم العطلات، وما إلى ذلك، والنتيجة أنه بعد الفشل الذريع في السابع من أكتوبر، وبعد أكثر من عام من الحرب في غزة ولبنان، لم يتم القضاء الكامل على حماس، باعتبارها قوة عسكرية كبيرة، رغم القضاء على تسلسلها القيادي، ودُمرت بنيتها التحتية التشغيلية الضخمة من الأنفاق، وإنتاج الصواريخ، ومستودعات الذخيرة، والأموال".



وأكد أنه "من الناحية العملية، لا توجد حرب حالياً في غزة، بل عمليات فدائية من جانب حماس ضد جيش كبير ومرهق يتمركز في القطاع في أماكن معروفة، ويحافظ على روتين المواقع العسكرية والمخافر الأمامية بانتظار مزيد من هجمات حماس لإخراجنا من القطاع عن طريق القتال، والحقيقة، وهذه الفرضية الخامسة الخاطئة، أنه لا توجد أدوات ضغط عسكرية على حماس تجبرها على التوصل لاتفاق يتضمن إطلاق سراح المختطفين، إلا بوقف الحرب، والانسحاب بشكل أو بآخر من القطاع، وإطلاق سراح السجناء الثقيلين".

وأوضح أنه "في غياب الاتفاق مع حماس فإن مختطفينا سيستمرون بالموت في الأسر، ومعهم ستوضع بصمة عار لا تمحى على المجتمع الإسرائيلي، وفي المقام الأول على الحكومة وزعيمها، لأنه لا يوجد اليوم أي مبرر للمخاطرة بجنودنا في غزة، فقد نفدت أدوات الضغط العسكري للإفراج عن المختطفين، ومن يقول غير ذلك يذرّ الرمل في عيون الجمهور، وهذا لا يعني أنه غير ممكن تنفيذ عملية واسعة لتحرير عدد منهم، لكنني أشك بحدوث مثل هذه العملية قريباً، مما يستدعي الانتقال لمفاوضات جدية، دون ألاعيب، لإنهاء القتال في غزة، وإطلاق سراح جميع المختطفين، الأحياء والأموات".

وختم بالقول إن "الفرضية السادسة الخاطئة تتمثل في الدعوات الصادرة بين حين وآخر عن الاستيطان في غزة، وهنا يمكن القول: دعونا نعيد مستوطني الجنوب والشمال لمنازلهم، وترميم المستوطنات التي تضررت بشدة، ونترك الاستيطان في غزة لبنان وغزة، لأنه حتى عندما كنا في غزة، وقعت ضدنا هجمات مسلحة، بعضها شديد للغاية، واستمر قصف سديروت وعسقلان، وتواصلت العمليات الاستشهادية في قلب دولة الاحتلال، مثل الدولفيناريوم وفندق بارك وغيرها الكثير".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية العدوان غزة الاحتلال غزة خسائر الاحتلال عدوان صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة

إقرأ أيضاً:

حماس تعلق على الانسحاب من نتساريم.. فشل ذريع لأهداف الحرب (شاهد)

قالت حركة حماس، الأحد، إن انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من "محور نتساريم" وسط قطاع غزة، يعتبر: "استكمالا لفشل أهداف حرب الإبادة الإسرائيلية بالقطاع على مدار 15 شهراً".

وأوضح المتحدث باسم الحركة، عبد اللطيف القانوع، أن: "عودة النازحين، واستمرار عمليات تبادل الأسرى، إلى جانب الانسحاب من نتساريم، يدحض كذب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حول تحقيق نصر كامل على شعبنا".

وأضاف القانوع، عبر بيان، أن: "كل محاولات الاحتلال لبسط السيطرة العسكرية على قطاع غزة وتقسيمه باءت بالفشل أمام بسالة المقاومة وصمود شعبنا"، فيما أكد: "ما لم يحققه الاحتلال خلال 15 شهراً من التجويع والإبادة البشرية والتدمير الممنهج، لن يحققه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عبر العقارات والصفقات والسمسرة".

كذلك، شدّد القانوع على أن "غزة ستظل أرضا محررة بسواعد أهلها ومقاوميها، وستبقى محرمة على الغزاة المحتلين، وأي قوة خارجية".

تجدر الإشارة إلى أنه في الثلاثاء الماضي، كشف ترامب، بمؤتمر صحفي، جمعه مع نتنياهو في البيت الأبيض، عمّا وصفه بعزم بلاده الاستيلاء على غزة وتهجير الفلسطينيين من القطاع إلى دول أخرى، قبل أن يعلن الجمعة أنه: "ليس مستعجلا بخصوص الخطة" وذلك جرّاء سيل ردود الفعل الدولية الغاضبة.


وفي السياق نفسه، انسحبت الآليات العسكرية للاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية، من محور نتساريم الذي أقامه جيش الاحتلال خلال حرب الإبادة الجماعية وسط غزة، وكان يفصل شمالي القطاع عن جنوبه، عقب أكثر من عام وثلاثة أشهر على احتلاله.

وأظهرت عدد من الصور ومقاطع الفيديو، اليوم الأحد، عودة النازحين من الجنوب إلى الشمال، وكذا عشرات السيارات لفلسطينيين محمَّلة بأغراضهم، وذلك مباشرة بعد انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من محور نتساريم بالكامل.

حركة مرورية نشطة على شارع صلاح الدين بعد انسحاب الاحتلال من محور "نتساريم" وسط القطاع. pic.twitter.com/i2PLeeHnQM — شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) February 9, 2025
وخلال أوائل تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، كان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد فصل محافظتي غزة والشمال عن محافظات الوسط والجنوب، وأجبر حينها مليون فلسطيني على النزوح، قسريا، تحت القصف والإبادة، إلى جنوب وادي غزة.

وجاءت عملية الانسحاب في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار وتبادل الأسرى بين الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية بغزة؛ التي تتضمن انسحاب قوات الاحتلال من محور نتساريم الواقع وسط القطاع.

إلى ذلك، انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي من محور "نتساريم" من شارع الرشيد (البحر) غربا حتى شرق شارع صلاح الدين شرقا، يوم 27 كانون الثاني/ يناير الماضي؛ تنفيذًا لاتفاق وقف إطلاق النار؛ ما مكّن أكثر من نصف مليون نازح فلسطيني من العودة إلى شمال قطاع غزة.


وفي 19 كانون الثاني/ يناير الماضي، بدء سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة.

وبدعم أمريكي، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي، إبادة جماعية على كامل قطاع غزة المحاصر، خلّفت أكثر من 159 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • جنرال إسرائيلي: تأجيل تسليم الأسرى يثبت فشل تل أبيب في تحقيق أهدافها
  • دبلوماسي سابق: لقاء الرئيس السيسي مع ترامب سيشهد دعما شعبيا رافضا للتهجير
  • وزير فلسطيني سابق يكشف سبب إعلان حماس تأجيل الإفراج عن أسرى إسرائيل
  • جنرال إسرائيلي يحذر من عدم جاهزية الجيش لحرب متعددة الساحات
  • جنرال إسرائيلي: نواجه تهديدا وجوديا وحماس لن تستسلم
  • وفد إسرائيلي في قطر لمناقشة هدنة غزة.. وجيش الاحتلال ينسحب من ممر نتساريم | تقرير
  • تحليلات إسرائيلية : الهجرة الطوعية لسكان غزة ستنفذ بالتجويع أو استئناف الحرب
  • حماس تعلق على الانسحاب من نتساريم.. فشل ذريع لأهداف الحرب (شاهد)
  • حماس تعلق على الانسحاب الإسرائيلي من محور نتساريم
  • كيف ساهمت حرب القسام الإعلامية بتسليم الأسرى في إحباط الاحتلال الإسرائيلي؟