د. العيسى: حل الدولتين الخيار الوحيد والعادل لسلام المنطقة
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
* مجلس القيادات الإسلامية في أمريكا الشمالية والجنوبية يعتمد “وثيقة مكة المكرمة” منهجًا علميًّا وخارطة طريق
واشنطن – الجزيرة
التقى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين، الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، في العاصمة الأمريكية واشنطن، عددًا من أعضاء الكونغرس الأمريكي، وقيادات مراكز الفكر والأبحاث، وصُنّاع السياسات، في حوارٍ مفتوحٍ، تناول عددًا من الموضوعات ذات الصلة بأهداف الرابطة الإسلامية والإنسانية.
كما رأس د. العيسى اجتماعَ مجلس القيادات الإسلامية في أمريكا الشمالية والجنوبية، الذي تم إنشاؤه بمبادرة من رابطة العالم الإسلامي تفعيلاً لمضامين “وثيقة مكة المكرمة”؛ واعتمدها كمنهج علمي وخارطة طريق في تدريب الأئمة في الأمريكتين.
وعَبْرَ حوارٍ مفتوحٍ مع الفعاليات الأمريكية، تطرّق فضيلتُه إلى عددٍ من القضايا المُلِحّة على الساحة الدولية ذات الصلة بأهداف الرابطة حول العالم إبرازًا لقيم ديننا الإسلامي الحنيف الداعي للسلام والوئام بين مختلف التنوع الإنساني، ولاسيما تعزيز الصداقة والتعاون بين الأمم والشعوب في مواجهة أفكار الصِّدام والصِّراع الديني والحضاري، وذلك على أساس من الحوار الهادف والفاعل المشتمل على حسن التفاهم وإيجابية التبادل.
وأثناء الحوار طُرِحَ عدد من الموضوعات المتعلقة بالدَّور المُناط بعلماء الدين بمختلف أديانهم للإسهام في دعم جهود السلام في المنطقة، انطلاقًا من أهمية تأثيرهم الروحي، وذلك في مواجهة أصواتِ التطرف الديني والسياسي وممارساتهما، التي تزيد من التصعيد والمواجهة، وهي التي تتخذ من المشاعر الدينية المُجرَّدة عن الوعي ذريعة لمجازفاتٍ جسيمة المخاطر تعود بالأوضاع للوراء، والمزيد من التداعيات والتعقيدات.
كما أكَّد فضيلتُه أنه يتحتّم على علماء الدين بتنوُّعهم حولَ العالم أن يكونوا أكثر حكمة وأكثر التفاتًا حول القيم الدينية التي تتَّحِد حولها أهدافهم المشتركة الداعية للحوار البنَّاء والنتائج الإيجابية، مشيرًا فضيلتُه إلى أنّ القضية الفلسطينية تمثّل محورًا رئيسًا في الاهتمام الدولي بعامة، والعربي والإسلامي بخاصة، مؤكدًا أنه لا سلام بدون فلسطين، منوِّهًا بالدَّور الكبير الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية، مستعرِضًا في هذا جهودَها، ومن ذلك: قيادتُها في أكتوبر الماضي الاجتماعَ الأول للتحالُف الدولي لتنفيذ حلّ الدولتين، إضافة لجهودها المتعددة والمستمرة في قيادة دبلوماسية دولية من أجل إيقاف الحرب المُدمّرة في غزة، وتفعيل آليات المحاسبة الدولية، مؤكدًا أن موقف المملكة العربية السعودية من القضية الفلسطينية واضح وثابت ومؤكَّدٌ عليه مرارًا، وقال: إنَّ حل الدولتين هو الخيار الوحيد والعادل لسلام المنطقة، وأنَّ تفعيله يتطلب التراجع عن كل الأفكار المتطرفة التي لا تقدم حلًّا ولا تصنع سلامًا.
واستعرض معاليه جهودَ الرابطة في بناء الجسور بين الداخل الإسلامي مستشهِدًا بـ”وثيقة مكة المكرمة” التي أمضاها أكثر من ألف ومائتي مفت وعالم، وأكثر من أربعة آلاف وخمسمائة مفكر إسلامي، وكذا “وثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية” التي جمعت مختلف التنوّع المذهبي الإسلامي بحضور قيادات دينية بارزة من المفتين وكبار العلماء والمراجع.
كما استشهد بمبادرة الرابطة التي كانت تحت عنوان: “بناء الجسور بين الشرق والغرب” واحتضنها مقرُّ الأمم المتحدة بنيويورك، وأُلقيتْ فيها كلمة الأمين العام للأمم المتحدة، وكلمة رئيس الجمعية العامة، وكلمة الممثل السامي لتحالف الحضارات، مع قيادات دينية وفكرية وأكاديمية بارزة، وركّزت على تطوير آليات الحوار وتفعيلها؛ ليكون ملموسَ الأثر من أجل معالجة العديد من الموضوعات المهمة التي ظلّت عالقة لكثير من الأسباب، يتلو هذا التعاون في دائرة المشتركات وهي كثيرة، وكل ذلك في مواجهة أفكار الصِّدام والصِّراع الديني والإثني والحضاري، وخاصة الشعارات الداعية بشكل مباشر أو غير مباشر للكراهية والعنصرية.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية
إقرأ أيضاً:
محلل سياسي: مصر الدولة الوحيدة بالمنطقة التي اختارها الاتحاد الأوروبي لترفيع العلاقات
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، "روبرتا ميتسولا"، رئيسة البرلمان الأوروبي، وذلك بحضور المستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس مجلس النواب، والدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين في الخارج، وكذلك بحضور "انجلينا ايخهورست" سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة.
أهمية زيارة رئيسة البرلمان الأوروبيوصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس وجه التهنئة لرئيسة البرلمان الأوروبي على توليها منصبها، مؤكداً استعداد مصر للعمل المشترك معها لتعزيز الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي، بما في ذلك تعزيز العلاقات البرلمانية مع الجانب الأوروبي لضمان التواصل الفعال بين الشعوب.
في هذا الصدد قال أحمد التايب الكاتب الصحفي والمحلل السياسي إن زيارة رئيسة البرلمان الأوروبي تؤكد نجاحات الدولة المصرية فى جنى ثمار الشراكة الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي فى ظل انفتاح مصر على الجميع فى إطار الاحترام المتبادل وتعزيز المصالح المشتركة، وتوظيف ذلك فى خدمة قضاياها ومصالحها، خاصة أن الكل يعرف المكانة المحورية لمصر باعتبارها ركيزة لأمن واستقرار المنطقة وبوابة للقارة الأفريقية.
وأضاف خلال تصريحات لــ"صدى البلد" نحن نتحدث عن أهمية زيارة رئيسة البرلمان الأوروبى والتى تأتى فى وقت استضافة مصر القمة المصرية اليونانية القبرصية، علينا أن نضع فى الاعتبار أن مصر الدولة الوحيدة بالمنطقة التي تم اختيارها من الاتحاد الأوروبي لترفيع العلاقات الأوروبية معها.
وتابع: هذه الزيارة تأتى فى تعزيز هذه الشراكة الاستراتيجية والشاملة بين الاتحاد الأوروبي ومصر، وسيكون لها مكاسب مهمة بشأن عدة ملفات أبرزها - فى اعتقادى - مناقشات حول مزيد من الاستثمارات، خاصة أن الاتحاد الأوروبي ينظر إلى مصر باعتباره شريكاً استراتيجياً رئيسياً فى مجال الطاقة المتجددة.
اردف: وكذلك ملف التمويل للاتحاد الأوروبي، وأيضا مناقشات حول مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، إضافة إلى بحت آخر تطورات الوضع الجيوسياسي في المنطقة، بما في ذلك الحاجة إلى إعادة تنشيط عملية عودة الاستقرار في المنطقة والوضع في غزة والتطورات الأخيرة في سوريا.
وأكد: أهمية وتوقيت زيارة رئيسة البرلمان الأوروبي الى مصر يأتي بالتزامن مع استضافة مصر القمة المصرية اليونانية القبرصية، وما تحدثه مصر من نجاحات فى منتدى غاز شرق المتوسط ، سيلقى بظلاله لتعظيم دور مصر كمركز إقليمى لتجارة وتداول الغاز الطبيعى فى المنطقة، و فرصة مهمة لتعزيز أوجه التعاون مع الاتحاد الأوروبي فى مواجهة حالة الاضطراب الإقليمى الراهنة فى ظل تفاقم الأزمات بعدد من الدول وتعدد بؤر الصراع والتطورات المتلاحقة فى ظل تنافس القوى على مقدرات المنطقة.