محاذير المشهد السوري بعد رحيل بشار الأسد.. كيف تواجه الدولة التحدِّيات القادمة؟
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
بعد رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، الذي ظل يحكم البلاد لأكثر من أربعة عقود، دخلت سوريا مرحلة تاريخية جديدة قد تكون مليئة بالتحديات. تبرز عدة محاذير بالنسبة للمشهد السوري، التي قد تعيق عملية الانتقال السياسي والاستقرار في البلاد. فقد رحّب المجتمع الدولي بتلك التحولات، مثل الأمين العام للأمم المتحدة، فإنّ الحذر يبقى سمة أساسية في التعامل مع الوضع السوري.
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأزمات الإنسانية والسياسية تظل على رأس أولويات النقاشات الدولية، مع التركيز على حماية حقوق السوريين ومراعاة تنوعهم، بالإضافة إلى التحديات الأمنية المترتبة على تحولات مفاجئة.
خطر الانزلاق نحو الفوضى والفراغ الأمنيإحدى أكبر المخاوف التي تهيمن على أذهان المجتمع الدولي بعد سقوط الأسد هي احتمالية الفوضى التي قد تعصف بالبلاد. الفصائل المسلحة التي لم تشارك في العملية السياسية، قد تزداد قوتها، مما يزيد من الوضع الأمني هشاشة. هناك قلق من أن سوريا قد تجد نفسها أمام تقسيمات طائفية أو جغرافية بين القوى المتنازعة.
التحديات السياسية والانتقال السلمي
في ظل عدم وجود توافق داخلي واضح على البديل للنظام، يبدو أن عملية الانتقال السياسي ستكون مليئة بالتحديات. لا تزال هناك مخاوف من استيلاء فصائل مسلحة على السلطة، أو صراع بين القوى الإقليمية والدولية المتورطة في النزاع السوري، مما يجعل من الصعب تحديد خارطة الطريق المستقبلية. المطلوب هو انتقال سياسي "جامع" يلبي تطلعات جميع السوريين دون تمييز، وهو أمر قد يكون بعيد المنال في ظل التعقيدات الراهنة.
السعودية وأمريكا كانتا من بين الدول التي عبرت عن تأييدها لسقوط الأسد، مع دعوات لتوفير دعم سياسي للشعب السوري. ومع ذلك، تبقى التدخلات الأجنبية تمثل تهديدًا كبيرًا للسيادة السورية. خاصةً في ظل تدخلات إقليمية كالسعودية وتركيا، التي قد تكون لها أجندات مختلفة بالنسبة لمستقبل سوريا.
التحديات الاقتصادية وتأثيرها على المستقبلفي ظل الدمار الذي خلفه الصراع، تعتبر الأزمة الاقتصادية واحدة من أكبر التحديات. فقد انهار الاقتصاد السوري بفعل العقوبات والعزلة الدولية، ناهيك عن تدمير البنية التحتية. يتعين على الحكومة المستقبلية العمل على إنعاش الاقتصاد وتأمين احتياجات الشعب السوري في وقت حساس للغاية.
إعادة بناء الدولة والمحافظة على سيادتهاتتمثل إحدى المخاوف في ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وعدم تقسيمها. قد يكون من الضروري أن تسعى الدول الكبرى والمجتمع الدولي إلى ضمان عدم تفكيك الدولة السورية أو تحولها إلى دولة فاشلة.
إن التحول الذي تشهده سوريا بعد رحيل بشار الأسد يمثل فرصة تاريخية ولكن مملوءة بالمخاطر. كما يظهر الموقف الدولي، يجب أن يتم التعامل بحذر مع المرحلة القادمة، فالمشوار نحو السلام والاستقرار يتطلب تضافر الجهود المحلية والدولية بعيدًا عن الانقسامات والفوضى. وإذا كان الشعب السوري هو من يجب أن يقرر مستقبله، فإن نجاح هذا القرار مرهون بحلول دبلوماسية وعملية دقيقة للمضي قدمًا في مرحلة ما بعد الأسد.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: سوريا سقوط الأسد حقوق السوريين الانتقال السياسي الفوضى التدخلات الأجنبية الوضع الامني الاستقرار الفصائل المسلحة السيادة السورية وحدة سوريا
إقرأ أيضاً:
السلطات السورية تضبط نحو 4 ملايين حبة كبتاغون داخل مستودع في اللاذقية
أعلنت السلطات السورية، السبت، ضبط نحو أربعة ملايين حبة "كبتاغون"، وهو مادة مخدرة، كانت مخبأة في مستودع يضم مكبس للتصنيع في مدينة اللاذقية الساحلية غربي سوريا.
ونقلت وكالة الأنباء السورية عن إدارة مكافحة المخدرات، أنها تمكنت من ضبط مستودع يحتوي على مكبس لتصنيع حبوب "الكبتاغون" المخدرة في مدينة اللاذقية.
فرع مكافحة المخدرات بإدارة الأمن العام في اللاذقية يضبط كميات كبيرة من حبوب "الكبتاغون" المخدرة، كانت مخبأة في مستودعات داخل المدينة تعود ملكيتها للفرقة الرابعة التابعة للنظام البائد.#سانا pic.twitter.com/NeSSj8GBqW — الوكالة العربية السورية للأنباء - سانا (@SanaAjel) April 12, 2025
وأشارت إلى أن "العملية جاءت بعد ورود معلومات دقيقة حول نشاط مشبوه في أحد المواقع، حيث جرى رصد ومتابعة الموقع بدقة، لتُنفّذ بعدها عملية مداهمة بالتعاون مع إدارة الأمن العام".
ووفقا لإدارة مكافحة المخدرات، فإن العملية أسفرت عن ضبط مكبس يُستخدم في تصنيع الحبوب المخدرة، بالإضافة إلى كميات كبيرة من الحبوب المعدة للتهريب.
وبلغ عدد الحبوب المضبوطة نحو أربعة ملايين حبة كبتاغون، كانت مخبأة بـ"طريقة احترافية" داخل خمسة آلاف قضيب حديدي، تمهيدا لتصديرها خارج البلاد.
وأشارت وكالة "سانا" إلى أن المستودعات التي ضبط داخلها المواد المخدرة في اللاذقية تعود ملكيتها إلى "الفرقة الرابعة" التي كان يقودها ماهر الأسد، شقيق رئيس النظام المخلوع بشار الأسد.
وتجدر الإشارة أن تهريب مخدرات "الكبتاغون" كان يعد أحد أكبر مصادر القلق للمنطقة، ولا سيما دول الخليج، حيث تشير تقارير صحيفة إلى أن نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، حوّل سوريا إلى مركز لتصنيع وتهريب هذه المواد المخدرة.
وأدى سقوط نظام بشار الأسد في أواخر العام الماضي، إلى الإطاحة بأكثر شبكات تهريب المخدرات ربحية في الشرق الأوسط، وكشف عن دور النظام السابق في تصنيع وتهريب الحبوب التي غذت الحرب والأزمات الاجتماعية في جميع أنحاء المنطقة، حسب تقرير سابق لصحيفة "وول ستريت جورنال".
وبعد أيام من الإطاحة بالأسد في الثامن من كانون الأول /ديسمبر الماضي، قامت السلطات الجديدة بتوزيع مقاطع فيديو من منشآت التصنيع والتهريب على نطاق صناعي داخل القواعد الجوية الحكومية، وغيرها من المواقع التابعة لمسؤولين كبار سابقين في النظام.
ومن بين المواقع التي اكتُشف فيها مصانع الكبتاغون ومرافق التخزين، قاعدة المزة الجوية في دمشق، وشركة لتجارة السيارات في مدينة عائلة الأسد في اللاذقية، ومصنع سابق لرقائق البطاطس في دوما بالقرب من العاصمة، يُعتقد أنه تابع لشقيق الرئيس المخلوع، وفقا للتقرير.