صحيفة التغيير السودانية:
2025-04-26@11:41:59 GMT

السقوط السوري والتلافي السوداني

تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT

السقوط السوري والتلافي السوداني

السقوط السوري والتلافي السوداني

خالد فضل

صحيح سقط نظام عائلة الأسد في سوريا بإذاعة بيان المعارضة من خلال التلفزيون الرسمي الحكومي، لأول مرّة منذ العام 1970م، ولكن كان النظام قد سقط فعلياً منذ اندلاع حركة المقاومة التي بدأت سلمية تمّ قمعها بالقوة المفرطة، فتحولّت سريعا إلى قوات عسكرية، وصارت سوريا من يومها مرتعاً خصباً للقوات الدولية تناصر كلٌ منها الفصائل التي ترى فيها مصالحها، بما في ذلك نظام بشّار الذي خضع تماماً للسطوة الروسية دون مواربة وحتى آخر أيامه كانت البلاغات العسكرية من جانب جيشه تتحدث عن القصف الجوي للقوات السورية والروسية على معاقل الإرهابيين.

ولم يقشعر البدن الوطني للنظام الباطش أبداً من (الغطاء الجوي الروسي) وكأنّه أمر وطني جدّاً مثل دعم إيران وحزب الله اللبناني! وبالمثل فإنّ فصائل المعارضة التي أصبحت اليوم السلطة الجديدة لم تستنكف الحماية الدولية والتشوين والتسليح الأجنبي، وجاهدت بالسلاح الأمريكي خير جهاد.

هذه هي الوقائع، غض الطرف عن الدوافع، فكل فريق بما لديه منها فرح نشوان. ونظرياً على الأقل أفلت سلطة كانت تحوز على معظم أراضي البلد، فيما تتوزع ما تبقى ثلاث قوى أخريات، فإذا أضفنا ما سيطرت عليه هيئة تحرير الشام حالياً إلى ما كانت تسيطر عليه من قبل تصبح هناك ثلاث مناطق سيطرة، التطورات القادمة ستقرر مصيرها، هل تتجاوز سوريا عقبة الانقسامات أم تتعمق، وهل ستأتلف فصائل المعارضة بعد إزاحة عدوها المشترك أم ستختلف حول الميراث، وهل هذه الفصائل التي كافحت وناضلت تحت شعارات تحرير الشعب السوري وفك أسره من قبضة الديكتاتورية ستتجه من فورها لإكمال شرط التحرير وما ينطوي عليه من صون حقوق الإنسان واعتبار الإنسان محور الكون وغاية نبيلة والحكم وسيلة لبلوغ كمال الإنسانية أم سيكون الحكم غاية في حد ذاته لتطبيق أفكار ومشاريع سياسية وفكرية أحادية تحت مزاعم (الحكم بما أنزل الله).

عطفاً على الحالة السورية وما بلغته الآن من تبديل مقاليد الحكم في دمشق، هل من أمل في تلافي ذلك في السودان، وهو يخطو نحو البداية التي صار إليها الوضع في سوريا؛ وضعية التقسيم بأيدٍ داخلية تحت حماية أجنبية بأذرع إقليمية، هل يتم وعي الدرس الذي لم ينته زمنه في الفيحاء بعد، هل يمكن النظر إلى المستقبل بغية التخلص من قيود الراهن أم أنّ قيود الحاضر أقوى من السماح بالنظر إلى باكر؟ وحجم ما أرتكب من فظائع أقوى من القدرة على التجاوز؟ ثمّ هل يقرأ الدرس على أنّه أفول للاستبداد بأي طبعة كان أم يقرأه البعض على أنّه انتصار للحركة الإسلامية ولو مؤقتاً، وهل نفعت الحماية الروسية والإيرانية لأسد الشام، هل سيتوفر الدعم للمجاهدين في تنظيم النصرة من تركيا والأمريكان، مع ما يجري من تقليم أظفار لحماس وحزب الله والنهضة التونسية وكل وجوه الإسلام السياسي في المنطقة بما في ذلك السودان.

يبدو سقوط النظام السوري كحافز قوي للقوى الديمقراطية وبوسائلها السلمية والسياسية الفعّالة لإكمال شوط الثورة الذي تعثّر بالانقلاب كمقدمة للحرب، يمكن ذلك في حال استلهام العبرة وليس الوسيلة، الإسلام السياسي إلى ضمور وتلاشي بعد سقوط كل أقنعته عندنا في السودان ولم يعد جديراً بحكم البلد ولكنه لم يستسلم، وفي تجليه الأخير أحرق السودان، وهي حيلة العاجز واليائس من المستقبل على كل حال، كيف تستثمر قوى المستقبل الديمقراطي في السودان هذه الفرضيات؟ بعض الإجابة يتحقق حال تنسيقها كلها في أوسع وأعظم جبهة نضال سياسي سلمي مدني يرهق البنادق المرهقة والمراهقة، ويبدد طاقتها الخبيثة في فراغ الملاواة فيما بينها دون طائل ودون مكسب على الأرض. هلا فكّرت كل قوى الثورة ببصيرة، استكشفت نقاط التلاقي مع رصيفاتها مباشرة وبدون لولوة لكن هلا!.

الوسومالإسلام السياسي الحركة الإسلامية السودان القوى الديمقراطية النظام السوري تركيا حزب الله خالد فضل دمشق روسيا سوريا عائلة الأسد

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الإسلام السياسي الحركة الإسلامية السودان القوى الديمقراطية النظام السوري تركيا حزب الله خالد فضل دمشق روسيا سوريا عائلة الأسد فی السودان

إقرأ أيضاً:

وزيرة الاستثمار ترأس اجتماع اللجنة العليا للملتقى السوداني المصري للاستثمار

عقدت اللجنة العليا للملتقى السوداني المصري للاستثمار، الخميس، ببورتسودان اجتماعها الأول برئاسة الاستاذة إحلام مدني مهدي وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي بحضور وكلاء الوزارات الاقتصادية واتحاد أصحاب العمل والجهات ذات الصلة.وأكدت وزيره الاستثمار أن الملتقى يمثل أهمية قصوى لدفع مجالات التعاون الاقتصادي والاستثماري ، كما أنه فرصة لخلق شراكات للتكامل في كافة المجالات وتعزيز العلاقات الاقتصادية بين السودان ومصر، كما يعد فرصة للتكامل الاقتصادي الإقليمي والعربي.ونوهت الوزيرة إلى خصوصية العلاقات السودانية المصرية، مشيرة إلى أن الملتقى يعد سانحة لرجال الأعمال المصريين للاستثمار في المشاريع الجاهزة للإعمار ، داعية إلى تقديم مشاريع حقيقية لإعادة البناء والإعمار، مشيرة إلى ضرورة ترتيب الأولويات في اختيار المشروعات في هذا الصدد في كافة مناحي الحياة، وقالت سيتم التركيز على المشروعات العاجلة للإعمار السريع في مجالات الصحة والكهرباء والمياة والتعليم بجانب المشاريع الخدمية.وأضافت إن السودان يستعد الآن لمرحلة التعافي المبكر مع تزايد المؤشرات التي تعكس ذلك من خلال الانتصارات التي تتزايد يوم بعد يوم، مضيفة أن الوزارة تعتبر أحد الأزرع الفاعلة في جهود التعافي وإعادة الإعمار وذلك من خلال جذب المزيد من المستثمرين للاستثمار في المشروعات التنموية والخدمية والأعماروأشارت وزيرة الاستثمار إلى أن الانتقال يتطلب وضع العديد من الخطط الاستراتيجية الطموحة التي يراعى فيها تقديم خدمات للمواطن لتحقيق الاستقرار، وقالت لذا وضعنا رؤية شاملة لمشروعات الأعمار، مبينة أن الملتقى فرصة لحل العديد من المشاكل والمعوقات في مجالات الإعمار والاستثمار.وأعلنت وزيرة الاستثمار أن الفترة القادمه ستشهد إنشاء لجنه مشتركة بين السودان و مصر لتحديد أولويات الإعمار، مبينة أن الاجتماع تطرق إلى مخرجات اجتماع اللجنه الفنية بخصوص الملتقى، بجانب توصيات الملتقى الأول الذي عقد مؤخرا بالقاهرة في نوفمبر الماضي.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الاقتصاد السوداني بين دمار الحرب وخرافة الإنتاج
  • اتفاق المنامة السوداني الذي يتجاهله الجميع
  • وزيرة الاستثمار ترأس اجتماع اللجنة العليا للملتقى السوداني المصري للاستثمار
  • الإعلام السوداني والتحديات التي تواجهه في ظل النزاع .. خسائر المؤسسات الاعلامية البشرية والمادية
  • أبرز محطات الكهرباء التي تعرضت للاستهداف في السودان
  • رئيس اتحاد الصناعات السوداني للجزيرة نت: القطاع الخاص يقود التعافي
  • الأمم المتحدة: مخيم زمزم للنازحين في غرب السودان “شبه خال” بعدما سيطرت عليه قوات الدعم السريع
  • دارفور التي سيحررها أبناء الشعب السوداني من الجيش والبراءون والدراعة ستكون (..)
  • دعاء الرزق وقت الفجر.. احرص عليه سترى العجب العجاب
  • السوداني لوزير الخارجية الفرنسي :مشاركة شيعة سوريا ضرورة لأمنها