من بير السلم إلى وجهك.. رحلة مستحضرات التجميل المغشوشة.. زينة برائحة الجريمة والميكب السام بخصومات 75 %.. وزارة الداخلية تُحارب الغش تسقط شركات بير السلم.. وتكشف مصانع الأمراض والوعود الكاذبة
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
على أطراف المدن وفي الزوايا النائية، حيث يختبئ الطمع خلف الجدران المتهالكة، تُدار مصانع "بير السلم" التي تطبخ في أوانيها مواد مجهولة المصدر لتُغلف وتُزين بعلامات مقلدة تحمل بريق الأسماء العالمية.
هنا، يُصنع الجمال المغشوش، ويتناثر ضرره في الأسواق، حيث تُباع هذه المنتجات بأسعار رخيصة تُغري جيوب المواطن البسيط، لكنها تُهدد صحته.
وزارة الداخلية، التي لطالما مثلت درعاً للمجتمع، أطلقت حملات مكبرة خلال الأشهر الماضية، لتقويض هذا العالم المظلم، ففي قلب القاهرة، تم ضبط مصنع غير مرخص يُنتج مستحضرات التجميل بمواد خام مجهولة المصدر، تُعبأ باستخدام ماكينات بدائية وتُعد لتصبح "منتجاً" يبيع الوهم لزبائنه.
اعترف المتورطون بجريمتهم، وأوضحوا كيف استغلوا الشغف بالجمال والطمع في الثراء السريع ليجنوا أرباحاً غير مشروعة على حساب صحة المستهلكين.
لكن ما الذي يدفع السيدات إلى الإقبال على هذه المنتجات، رغم تحذيرات الأطباء وخبراء التجميل؟ الجواب يكمن في سعرها المنخفض الذي يتحدث بصوت أعلى من نصائح السلامة.
"رخص الأسعار يغلب جودة المنتج"، تقول إحدى السيدات، وهي تجسد حالة التردد المستمرة بين الرغبة في التجميل والخوف من التكاليف الباهظة للمنتجات الأصلية.
ومع كل زجاجة عطر مغشوش أو عبوة كريم رخيص، تكمن مخاطر صحية تتراوح بين التهابات الجلد، والحروق، وحتى الأمراض المزمنة مثل سرطان الجلد. خبيرة تجميل تؤكد: "الميكب المغشوش ليس مجرد مستحضر سيئ الجودة؛ إنه سم قاتل".
تكشف هذه القضية عن مشكلة أعمق: غياب الوعي وانتشار ثقافة الاستهلاك الرخيص، فالسيدات اللواتي يقعن ضحايا لهذه المنتجات غالباً ما يفتقدن للبدائل أو الثقة في خيارات أكثر أماناً، بينما يبقى المتورطون في هذا النشاط الإجرامي متمرسين في استغلال نقاط الضعف المجتمعية.
الأجهزة الرقابية تواصل ملاحقة هذا الخطر، لكن الأمر يحتاج إلى ما هو أكثر من ضبط المصانع ومصادرة المنتجات.
هناك ضرورة ملحة لإصدار تشريعات صارمة تُجرم التعامل مع المنتجات غير المرخصة، وتشدد الرقابة على الأسواق، مع إطلاق حملات توعية تكشف حقيقة هذه المنتجات وأضرارها على الصحة العامة.
"الجمال الحقيقي لا يُقاس بسعر المنتج، بل بجودته وأمانه"، هذا ما يجب أن يصبح شعاراً لكل سيدة تفكر في شراء مستحضرات التجميل، فالطريق إلى مظهر جميل لا يجب أن يمر عبر مصانع الظلام التي تبيع الوهم وتترك خلفها آلاماً يصعب الشفاء منها.
يبقى التحدي قائماً: كيف نعيد بناء ثقة المستهلك، ونقضي على سوق مستحضرات التجميل المغشوشة؟ الإجابة تبدأ بتكاتف الجهود بين الأجهزة الأمنية، والمجتمع المدني، والإعلام، ليصبح "جمالنا الحقيقي" عنواناً للأمان والوعي.
مشاركة
المصدر: اليوم السابع
كلمات دلالية: مستحضرات التجميل الداخلية ميكب مستحضرات تجميل مجهولة المصدر حملات امنية اخبار الحوادث مستحضرات التجمیل هذه المنتجات
إقرأ أيضاً:
المنيا تحارب الغش.. ضبط 3 أطنان دقيق مدعم وأغذية فاسدة
شدد اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، على تكثيف الحملات التفتيشية والرقابية على الأسواق والمطاعم والمخابز البلدية، للتأكد من جودة السلع الغذائية المعروضة وصلاحيتها للاستهلاك الآدمي، وضمان التصدي لأي محاولات للتلاعب بالسلع التموينية المدعمة.
أوضح المهندس عبد الباسط عبد النعيم، وكيل وزارة التموين، أن الحملات الرقابية أسفرت عن تحرير 15 محضرا للأسواق وضبط كميات كبيرة من السلع المخالفة، شملت 3 أطنان و250 كجم من الدقيق البلدي المدعم وأكثر من نصف طن سكر تموينى مدعم قبل بيعه في السوق السوداء، وما يقرب من نصف طن أرز و طن من الملح غير صالح للاستهلاك الآدمي، وعصائر وألبان ومنتجات غذائية و زيوت طعام منتهية الصلاحية ومبيدات زراعية و مواد كيميائية مجهولة المصدرر و 21.5 طن مصنعات دواجن ولحوم غير صالحة للاستهلاك، إلى جانب تحرير 41 محضراً للمخابز البلدية تنوعت المحاضر بين نقص وزن و غير مطابقة المواصفات و عدم وجود سجلات وعدم وجود ميزان وعدم نظافة أدوات العجن.
وأشار وكيل وزارة التموين إلى استمرار جهود الحملات الرقابية بالتعاون مع الجهات المختصة لضبط المخالفات وتحقيق الانضباط في الأسواق، مؤكدًا أنه لن يتم التهاون مع أي تجاوزات تمس صحة المواطنين أو تستهدف التلاعب بالدعم الحكومي.