أثير – ريما الشيخ

القلوب الرحيمة هي التي تبحث عن الجرح لتعالجه، وتطعم الجائع لتسد رمقه، خصوصًا إذا كان لا ينطق ليطلب حاجته؛ فتلك القلوب تشعر به وتقوم بمساعدته، لكنها تتفاجأ أحيانًا بمن يُفسِّر ما تقوم به بصورة عكسية فتأتي النتائج مُخيِّبة!

نشير بكلامنا هذا إلى مقطع مرئي تداولته منصات التواصل الاجتماعي مؤخرًا، يُظهِر امرأة تقوم بأخذ القطط المشردة من الطرقات وترجعها إلى المكان نفسه مع وجود أثر لعملية على أجسادها؛ فما حقيقة العمل، وصحة ما قيل عنه في المقطع؟

“أثير” تابعت الموضوع، وتواصلت مع المواطنة مريم البلوشية التي أوضحت الحقائق حول الفيديو المنتشر، فقالت: قام شاب عماني بنشر فيديو يظهر فيه امرأة وافدة تقوم بأخذ القطط المشردة من سوق السمك في ولاية مطرح، وتعيدها مرة أخرى مع وجود أثر لعملية، وادعى بأن هذه المرأة تأخذ القطط بداعي سرقة الأعضاء أو ربما استخدامها بغرض السحر والشعوذة، ثم طلب من جهات الاختصاص التحرك والتحري عن هذا الأمر، وأؤكد بأنه لا صحة لما قاله الشاب في الفيديو؛ فالمرأة اسمها ”لابينا“، وهي وافدة مقيمة في سلطنة عمان، تعمل على إطعام القطط المشردة على نفقتها الخاصة.

كما تقدم العلاج اللازم لها وترجعها إلى المكان نفسه مع إبقاء بعض الطعام لها لليوم التالي، وهي تحاول جاهدة للحد من تكاثر القطط المشردة في الطرقات؛ وذلك عن طريق إجراء عملية تعقيم لها، وهو سبب وجود أثر للعملية.

وأضافت مريم: تحركت الجهات المختصة فعلا بعد الانتشار الواسع الذي حققه الفيديو، واستُدعي الطبيب البيطري الذي أجرى العملية، وكذلك “لابينا” للتحقيق معها حول الحادثة، وقمتُ بمرافقتها للترجمة وشرح الأمر، وأُخِذت أقوال الجميع، ثم قررت الجهة المعنية تحويل الأمر إلى جهة رسمية أخرى للبت في الموضوع بعد أن أصبح رأيًا عامًا، ولإخراج لابينا قمتُ بكفالتها وتحملت مسؤولية عدم خروجها من البلد حتى انتهاء الأمر.

وتعجبت مريم من كل ما حدث، قائلة ” لم تفعل ”لابينا“ ما هو مخالف للقانون، فهي ترعى قططًا مشردة في الطرقات لا معيل لها، وجميع العاملين في سوق السمك بولاية مطرح يعلمون جيدًا ما تفعله هذه المرأة من عمل خير، وجميعهم يثنون على ما تقدمه للقطط؛ فهل يعقل بأن تقوم بعمل سيئ؟ هل يعقل بأن تتاجر بأعضاء القطط وهي تذهب بهم لأطباء في عيادات بيطرية مصرحة من قبل وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، وهل يعقل بأن تؤذي قططًا جريحة تقوم بعلاجها وإرجاعها للمكان نفسه مرة أخرى؟

وأضافت: لم تيأس لابينا من تقديم عمل الخير لآخر مرة؛ فقد علمت بأن هناك قطة تحتاج لإجراء عملية تعقيم، فأخذتها للطبيب البيطري الذي امتنع عن إجراء العملية لها خوفًا من تكرار ما حدث سابقًا، فتكفلتُ أنا برعاية القطة، وهنا ظهرت الآثار السلبية للفيديو المنتشر عبر منصات التواصل الاجتماعي، فالفرق التطوعية امتنعت عن تقديم العون للقطط المشردة بل وللكلاب أيضًا خوفًا من الإجراء المحتمل حدوثه لهم كما حدث للابينا، كما امتنعت لابينا من الذهاب لمكان وجود القطط وتقديم الطعام لها، وهكذا فقدنا مُحسِنة وراعية ذات قلب رحيم بالحيوانات.

وناشدت مريم في ختام حديثها مع ”أثير“ الجهات المعنية بالنظر في هذا الموضوع مرة أخرى، مؤكدةً بأن هذا العمل هو فقط للرفق بالحيوان سواء للقطط أو الكلاب، راجيةً أن تكون هناك جهة مسؤولة عن القطط والكلاب المشردة للحدّ من تكاثرها، والتعاون مع الفرق التطوعية في هذا المجال.

من جانبها، قالت ندى بنت جعفر آل موسى، مؤسسة فريق عمان للرفق بالحيوان لـ “أثير”: العمل الذي قامت به لابينا هو عمل إنساني بحت، وذلك الحد من تكاثر القطط في الطرقات، وكذلك إطعام القطط الموجودة في سوق السمك بولاية مطرح، وحمايتها من الأمراض، وجل ما تفعله هو الذهاب بها إلى عيادة بيطرية مرخصة من قبل وزارة الثروة الزراعية السمكية وموارد المياه، لتعقيمها ”أي إخصاء القطط الإناث والذكور” والتأكد من سلامتها وإرجاعها إلى المكان نفسه مرة أخرى.

وأضافت: لا أرى أي تصرف خاطئ هنا؛ فقط عانينا كثيرًا لحل أزمة تكاثر الحيوانات المشردة خصوصا القطط والكلاب، والمشاهد التي نراها في كل يوم تحزن القلب، فهناك القطط الصغيرة التي تتعرض للدهس، أو الجوع لعدم توفر الطعام، وهناك القطط الكبيرة التي تموت إما بسبب الجوع أو الحر الشديد ولا تتلقى أي رعاية.

وفي ختام حديثها قالت ندى آل موسى: بلدية مسقط طرحت من قبل مناقصات تختص بالحد من تكاثر الكلاب المشردة، ولم تُنفّذ حتى يومنا هذا، ولم تطرح أي مناقصة تخص الحد من تكاثر القطط، لهذا نطالب الجهات المعنية بالنظر لهذا الأمر. كما أن الوعي المجتمعي يؤدي دورًا كبيرًا لرعاية القطط المشردة، وخصوصًا في هذه الأجواء الحارة؛ فوضع وعاء من الماء أو وعاء من الطعام الزائد من طعامنا اليومي، يكفي لإنقاذ القطط الأليفة من الجوع والعطش بل من الموت أيضًا.

المصدر: صحيفة أثير

كلمات دلالية: مرة أخرى

إقرأ أيضاً:

حكاية «عائشة» سفاحة القطط والكلاب.. هل السبب جحود الأبناء؟

تسببت قسوة الحياة وجحود الأبناء، في تشرد عائشة، صاحبة الـ 50 عامًا، ابنة محافظة بني سويف، وانطبق عليها المَثل الشعبي الشهير «قلبي على ولدي انفطر وقلب ولدي عليا حجر»، ولم تجد لها ملجأ سوى الاحتماء بالشارع، فتجولت من منطقة لأخرى على مدار ما يقرب من 10 سنوات، وفي نهاية المطاف احتمت في حواري وشوارع منطقة المنيب التابعة لمحافظة الجيزة، وعاشت وسط سكانها بملابس رثة ووجه شاحب وشعر مبعثر، لمدة عامين، حتى اكتشفوا حقيقتها الصادمة، بعدما أوهمتهم أنها تعشق تربية الحيوانات الأليفة، لكنها كانت خدعة حتى تهجم على فريستها، وتنفذ لذتها في تناول لحم «القطط والكلاب».

أثارت أفعال «عائشة المشردة» الاشمئزاز وبثت الرعب والفزع في نفوس أهالي المنطقة، وسط قلق بالغ من أن تنفذ جرائمها بحق طفل، خاصة بعد ما رأوه داخل غرفتها، التي اتخذتها وكرًا لتنفيذ مخططاتها، فهم شاهدوا وعاء بداخله مياه مختلط بها دماء، ورأس قطة حديثة الولادة، لم تتجاوز الـ 10 أيام، ومسلوقة ومعدة للطعام، وأيضًا يوجد وعاء آخر بداخله قطع لحم وكبد «كلب» وجمجمة، سبق وأحضرتها «سفاحة القطط والكلاب» تمهيدًا لتناولهم، لكن انتهى الحال بـ «عائشة» إلى السقوط بقبضة الأمن.

سفاحة القطط والكلاب

قبل نحو عامين، قدمت «عائشة» إلى منطقة المنيب، لا تعلم بأي الطرق ستسير، تارة تعيش أمام المساجد، وتارة أسفل الكباري، حتى قررت أن تعمل، واشترت «أرانب وفراخ»، وراعتهم حتى يكبرون، وتبيعهم لسكان المنطقة.

ولم يتركها الأهالي، بل كانوا يعطفون عليها، ويمدون لها يد العون، وصولا إلى أن مجموعة من سكان المنطقة، خصصوا لها راتب شهري صدقة لها، وجمعت السيدة تلك الأموال، لتبني لها غرفة تحتمي بداخلها من قسوة الشارع، وذلك حسبما روى شهود العيان والجيران لـ «الأسبوع».

وجمعت «عائشة» جدران الغرفة على مدار شهور، حتى تقطن بداخلها، وهي تقع أسفل كوبري القصبجي بمنطقة المنيب.

وبيوم، ذهب إليها شاب يدعى يوسف، ليعطي لها طعام وشراب، فجلس معها ليكشف عما وراء «عائشة»، وأخبرته أنها ابنة محافظة بني سويف، وأن لديها أولاد متزوجين لكن لا يسأل عن شأنها أحد، فلم تجد سوى الشارع ملجأ لها.

وفي هذا السياق، أوضح شهود العيان أنهم كانوا يشاهدون «عائشة» تسرق أشياء بسيطة من داخل المحلات، قائلًا علاء الدين أشرف، صاحب محل «كافية» أمام الغرفة التي تقطن بها «عائشة»، إنها كانت تسرق طعمية من مطعم فلافل، أو كوب من المطاعم، وأشياء بسيطة، لكنهم لا يعلمون عن سبب تصرف السيدة بذلك الشكل.

حتى اكتشفوا شيئًا مريب، في غضون شهر رمضان الكريم الماضي، رأى رجل عجوز مشهدا قاسيا، حينما وجد الفتاة برفقتها قطة بها آثار ذبح، وسط محاولات منها للإفلات من الشبهات، وأدعت أنها ارتكبت ذلك الفعل عن طريق الخطأ، وأنها توفر للقطة العلاج اللازم، ومرت الأيام والفتاة تنفذ مخططاتها غير الإنسانية في خفاء تام.

ولم يشك أهالي المنطقة بعائشة، لأنها أوهمتهم أنها تعطف على الحيوانات الأليفة، بل كانوا يجلبون الطعام والشراب لها وللحيوانات الأليفة التي تربيها داخل غرفتها.

سفاحة القطط والكلاب

حتى جاء اليوم المشئوم بالنسبة لـ عائشة والشهيرة بـ «سفاحة القطط والكلاب»، والذي أسدل الستار عن جرائمها، وذلك حينما دهس قائد سيارة، «كلب» مار بالشارع عن طريق الخطأ، فاصطحبه أهالي المنطقة أسفل أحد الكباري.

وبفجر اليوم الثاني، رأى سكان المنطقة «عائشة» تتسلل إلى محل تواجد «الكلب»، وتسحبه إلى داخل غرفتها، وحينها اختفى آثاره، فضلا عن اكتشافهم أن عدد الحيوانات الأليفة التي كانت تصطحبها الفتاة في تناقص مستمر.

ذلك الأمر، جعل الشك يزداد داخل نفوس أهالي منطقة المنيب، وحاولوا التسلل إلى داخل غرفة «الفتاة المشردة»، بحجة ملء وعاء مياه، وهنا كانت الصدمة الكبرى عما رأوه بين جدران الغرفة.

شملت غرفة «عائشة»، التي ينبعث منها رائحة كريهة، 3 أوعية مملوءة بالدماء، و«كلب» مربوط بحبل وبجواره قطعة قماشية ملطخة بالدماء، وسكين ملطخ بالدماء، وفوق سطح البوتجاز يوجد وعاء بداخله مياه مختلط به دماء، ورأس قطة حديثة الولادة، لم تتجاوز الـ 10 أيام، ومسلوقة ومعدة للطعام، وأيضًا يوجد وعاء آخر بداخله قطع لحم وكبد «كلب» وجمجمة، سبق وأحضرتها «سفاحة القطط والكلاب» تمهيدًا لتناولهم.

مشاهد مرعبة، وقعت في نفوس أهالي منطقة المنيب، كالصاعقة، ولم يعلموا بمن يستغيثون، فقرروا نشر استغاثة على مواقع التواصل الاجتماعي، موضحًا أحد سكان المنطقة، أنه فزع حينما رأى تلك المشاهد والأوعية المملوئة بقطع من الحيوانات المذبوحة، وانتابته فكرة أنها من الممكن أن تنفذ جريمة بحق البشر وأن تقتل طفل بذات الأسلوب، خاصة وأنها على درجة عالية من الاحترافية في الذبح والتقطيع.

وصلت استغاثة أهالي المنطقة إلى هدى مقلد، رئيسة إدارة جمعية حياة قلب لإنقاذ وعلاج حيوانات الشوارع، والتي بدورها انتقلت إلى محل الاستغاثة، ورأت وعاء مملوء بـ «وراك كلاب، وديول كلاب، وقفص صدري مشفى، وسلاسل تستخدمها عائشة لربط الذبيحة»، ومشاهد لا يمكن لعقل بشري استيعابها، فكيف بفتاة، من طباعها الرقة والمشاعر الفياضة، أن ترتكب مثل تلك الوقائع.

سفاحة القطط والكلاب

ومن جانبها، تواصلت «الأسبوع» مع رئيسة الجمعية، والتي كشفت أنها فور رؤيتها لتلك المناظر، خاصة حينما رأت تواجد كلب بجواره السكين مترقبًا لحظة ذبحه، قائلة «ربنا خلق البشر والحيوانات وبث بداخلهم الروح.. وده روح بتبكي منتظرة لحظة قتلها».

هرعت إلى ديوان قسم شرطة الجيزة، لإبلاغ الأجهزة الأمنية عن «سفاحة القطط والكلاب»، وقدمت ما يثبت إدعاءاتها، حيث وثقت تلك المشاهد التي ارتكبتها «عائشة» في مقاطع فيديو، طالبة منهم أن يحولوا الفتاة على مصحة للعلاج النفسي كونها تمثل خطرًا على البشرية.

ولم يمر سوى 5 دقائق، حتى أعدت الأجهزة الأمنية قوة أمنية، وانتقلت إلى محل البلاغ، وألقت القبض على السيدة المتهمة بتعذيب وقتل الحيوانات الأليفة، وطهيها وتناولها بمنطقة المنيب في محافظة الجيزة، وتحفظت عليها بديوان القسم، لحين اتخاذ الإجراءات اللازمة.

وفي هذا الصدد، تواصلت «الأسبوع» مع المحامي أيمن محفوظ، بالنقض والدستورية العليا، لكشف العقوبة القانونية المنتظر لـ «سفاحة القطط والكلاب»، موضحًا أن القانون وضع عقوبات الحبس على قتل الحيوانات أو الإضرار بها طبقًا لنص المادة 357 عقوبات، حيث يواجه المتهم عقوبة بالحبس 6 أشهر أو بغرامة لا تتجاوز 200 جنيهًا كل من قتل عمدًا بأي صورة بدون مقتضى حيوان أو أضر به ضررًا كبيرًا.

المستشار أيمن محفوظ

وأضاف «محفوظ» أنه في حالة ثبوت أن السيدة تعاني من مرض عقلي ونفسي، فبذلك لن تواجه سيف القانون طبقًا لنص المادة 62 من قانون العقوبات، حيث لا يسأل الشخص فاقد الإدراج عن أفعاله الإجرامية، وإنما سيتم إيداعها في إحدى المصحات النفسية.

اقرأ أيضاًضبط "ريعو" بمخدر الآيس وبودرة وأسلحة نارية في القليوبية

لقتلها أم ونجلها حرقًا.. إحالة أوراق ربة منزل بالقليوبية للمفتي

مقالات مشابهة

  • مقطع جديد يكشف حقيقة خاتم نيمار المعروض للبيع .. فيديو
  • لغة الجسد كشفتها.. هل ترغب ميلانيا ترامب بلقب “السيدة الأولى” مرة أخرى؟ (فيديو)
  • ماكونل: انتخابات الثلاثاء كانت “استفتاء حول إدارة بايدن”
  • قضية فتاة بولاق تثير الجدل.. حقيقة تورط «تيك توكرز» مشهورين في قتلها
  • “حلقت 100 كم بدون طيار”.. تقرير يكشف ملابسات تحطم مقاتلة “إف-35” الأمريكية العام الماضي
  • ماذا تستطيع أنْ تفعل في دقيقة واحدة؟
  • القبض على شخص اعتدى على آخر في محتوى مرئي متداول.. فيديو
  • “فوكس نيوز”: اذا امتنع الرجال عن التصويت.. فستفوز هاريس!
  • بمساعي خير لمشائخ قبائل أبين: تحكم قبلي بين “آل باكازم وآل جبور” في قضية قتل بالخطا ..!!
  • حكاية «عائشة» سفاحة القطط والكلاب.. هل السبب جحود الأبناء؟